حدود التعامل بين الرجل والمرأة : السيد محمد باقر السيستاني
إنّ من أهمّ المسائل في الحياة الاجتماعية للإنسان هي رعاية الرجل والمرأة للحدود في مقام التعامل فيما بينهما سواء كان هذا التعامل من خلال اللقاء ــــ المعبّر عنه بالاختلاط ــــ أو من خلال أدوات التواصل.
· وهذه الأهمية تقتضي تبصّر الإنسان فيها تبصّراً كافياً واتخاذه السلوك الملائم، حتى لا يقع من حيث لا يحتسب في المسارات الخاطئة والنهايات غير الحميدة.
· وهذه مقالة حول هذا الموضوع للمساعدة على تحصيل رؤية ثاقبة ومتبصرة وتتضمن أوّلاً (الحاجة المؤكدة في هذا العصر إلى الاهتمام بالموضوع) من جهة إتاحة العالم الافتراضي، وتيسّر وسائل التواصل الاجتماعي وحدوث مراكز يقع فيها الاختلاط بين الجنسين على وجه منظم.
· ثم تبيّن المقالة (ما أودع في فطرة الإنسان من المشاعر الملائمة لتحديد الاستجابة للآخر) من قبيل مشاعر الحياء من الظهور بمظهر الإغراء أمام الآخرين، ومشاعر الغيرة على الآخر من الوقوع فيما لا ينبغي الوقوع فيه، ومشاعر التعالي عن التصرفات الخاطئة.
· كما وصفت المقالة (ملاحظات وجدانية راشدة بشأن الاختلاط والتواصل بين الجنسين) وهي قوة مشاعر الانجذاب بين الجنسين والحكمة فيها وكيفية تدبير النفس الإنسانية لخطوات التقارب على وجه غير مباشر لينزلق في النهاية إلى العلاقة، وأهمية العفاف بين الجنسين في الحياة الفردية والاجتماعية والصلاح النوعي للإنسان.
· وتنبّه المقالة في ضوء ذلك حقيقة بديهية للإنسان وهي ضرورة تأصيل مشروعية العلاقة بين الجنسين بالحدود الملائمة وتذكر وصايا الدين في قواعد التواصل بين الجنسين.
· ثم تضمنت المقالة في ضوء ما تقدم عدة
تأصيلات ضرورية في شأن الاختلاط وهي:
١- ضرورة الوعي بشأن مضار الاختلاط ومحاذيره.
٢- ضرورة التقنينات الراشدة بشأن الاختلاط في المستويات التشريعية والإدارية والعرفية والشخصية.
٣- ضرورة التعامل الحذر من المرء مع نفسه بمعنى عدم الثقة بالسيطرة عليها في مقابل الإغراء في جميع الظروف.
٤- ضرورة عدم الاسترسال المطلق مع الآخرين والإبقاء على الحذر بعض الشيء تجاه أيٍ كان.
٥- تأصيل الحذر من الاختلاط من غير حاجة موجبة له، ثم الحذر عند الاختلاط من الاسترسال فيه.
٦- مراعاة أدب التعامل بين الجنسين بشكل عام وهو الوقار والاحتشام.
٧- الاهتمام بكسب مهارات الاختلاط السليمة سواء ما تتعلق منها بالشخص من استشعار التقوى وتقوية العزيمة وإشعار النفس بمؤهلاتها الفطرية وعدم التركيز على جاذبياتها الإغرائية والتأمل في عواقب كل خطوة قبل اتخاذها وإشغال النفس بالموضوعات الفكرية والعلمية بدلاً عن هواجس الجذب والانجذاب تجاه الآخرين، أو ما يتعلق منها بمهارات التعامل مع الآخر مثل الجرأة في مواجهة الإحراج، والتجنب عن تسليم انقياد النفس إلى الآخر وغض النظر عند المخاطبة وقلة التفاعل عند إظهار الآخر الاهتمام الخاص لتكون شخصية الإنسان راقية وقوية تجاه الآخر.
٨- الانتباه إلى أهمية العفاف من المنظور الفطري والديني والأسري والاجتماعي ودوره في جلب السعادة والنقاء والطهر والطمأنينة والاستقرار، والآثار السلبية للسلوك غير العفيف من إعاقة الزواج واضطراب الأسرة وتفرقها وضياع الأطفال وسقط الأجنة، وضرورة الحذر عن تقليد المجتمعات الأخرى في شأن ذلك.
٩- ضرورة توفير مراكز غير مختلطة وتقنين آداب الاختلاط في المراكز المختلطة.
١٠- ضرورة رعاية الوالدين للأولاد من حيث العفاف وتجنبهم مواضع الاختلاط والاختلاط الخاطئ ومسؤوليتهما تجاه أي خلل في سلوك الأولاد.
١١- رعاية مبادئ العفاف في داخل الأسرة والأقارب وخطأ الاسترسال والأمن من المحاذير فيها.
١٢- تأكد مراعاة العفاف في شأن الفتيات من جهة أنهن الأكثر تضرراً بانتقاض العفاف ووقوعهن في فخ العلاقات الخاطئة.
١٣- ضرورة استجابة المراهقين لنصائح الوالدين بالتي هي أحسن والحذر عن الوقوع في التجارب المرة التي تبقى آثارها الضارة في حياة الإنسان وتوجب له عناء وشقاء، وتورث الندامة حيث لا جدوى في الندامة.
· واللائق في كل فتى وفتاة أن يفكر في حياةٍ أسرية محترمة ومطمئنة مع طرف آخر محترم ولائق بالثقة دون تجربة العلائق العابرة والمزالق الخاطئة.
· وتؤكد المقالة في نهايتها على أنّ رعاية العفاف في هذا العصر يعد من أشق الجهاد من جهة كثرة المثيرات والمغريات التي تخدش الطهر والنقاء.
· وتنتهي المقالة بتذكير الإنسان المؤمن ذكراً وأنثى بأنّ المؤمن إنسان راقٍ يعيش النقاء والطهارة والسكينة في داخله ويتصف بالوقار والمتانة في قوله وسلوكه ومظهره ويتعالى عمّا يوحي بإغراء الآخر ويسعى إلى تكوين الأسرة وفق قواعد الطهر والالتزام
المواضيع المتشابهه
حدود التعامل بين الرجل والمرأة
العرض العادي
