ما حقيقة حادثة «شقّ جدار الكعبة» لولادة علي بن أبي طالب؟
منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام
ما حقيقة حادثة «شقّ جدار الكعبة» لولادة علي بن أبي طالب؟
السيد جعفر مرتضى العاملي · 25-01-2024
إن انشقاق الجدار كرامة لأمير المؤمنين «عليه السلام» ، وحديث ولادته داخلها ، قد روي عن أناس حارب بعضهم علياً «عليه السلام» ، وسعى إلى قتله ، أو كان يكرهه ، وينصب العداء له ، ولا يرضى بالإقرار بفضيلة له.
فقد رواه : سفيان بن عيينة عن الزهري ، عن عائشة 1 .
ورواه : أبو داود ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن عباس بن عبد المطلب 2 .
ورواه : ابن شاذان ، عن إبراهيم ، بإسناده عن جعفر بن محمد «عليه السلام» 2 .
ورواه : الحسن بن محبوب عن الإمام الصادق «عليه السلام» 3 .
ورواه : علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس 4 .
ورواه : علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن جعفر الأسدي ، عن موسى بن عمران ، عن النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن ثابت بن دينار ، عن ابن جبير ، عن يزيد بن قعنب 5 .
فظهر مما تقدم : أن أكثر الذين رووا هذه القضية هم من غير الشيعة ، بل فيهم من عرف بعدائه لعلي «عليه السلام» ، وبغضه له ، بل فيهم من حاربه . ومن تتوفر لديه الدواعي لإخفائها ، وذلك يكفي قرينة قاطعة على ثبوتها .
وظهر أيضاً : أن الرواية به مستفيضة . .
وظهر : أن هذه الرواية قد جاءت عن :
1 ـ عائشة بنت أبي بكر .
2 ـ العباس بن عبد المطلب .
3 ـ عبد الله بن عباس .
4 ـ يزيد بن قعنب .
5 ـ الإمام جعفر الصادق «عليه السلام» .
فإذا أخذنا بقول الزرقاني الذي صرح بأن : «من القواعد : أن تعدد الطرق يفيد : أن للحديث أصلاً» 6 .
وقول الخفاجي عن حديث رد الشمس : «إن تعدد طرقه شاهد صدق على صحته» 7 .
وإذا أخذنا بقاعدة : «والفضل ما شهدت به الأعداء» .
حتى إن عائشة لم تكن تطيب نفسها بذكر علي «عليه السلام» بخير أبداً . .
وإذا أكدنا ذلك بوجود أثر هذا الشق في جدار الكعبة إلى يومنا هذا ، وقد جهدوا ليخفوه ، فلم يمكنهم ذلك . .
نعم . . إننا إذا أخذنا بذلك كله ، فلماذا لا نأخذ بهذه الرواية أيضاً؟!
بل إنه حتى لو كان رواة حديث مَّا ينسبون للكذب والوضع ، فإن ذلك لا يعني أن لا تصدر عنهم كلمة صدق أصلاً .
بل لابد أن يكثر صدقهم ، إذ لولا ذلك لما استطاعوا التسويق للأمر الذي يريدون أن يكذبوا فيه .
والحاصل : أن الكاذب قد يقول الصدق ، والوضَّاع قد يعترف بالحق ، مع أن الأمر في رواة هذه الحادثة ليس كذلك كما يُعلم بالمراجعة .
الهوامش:
1. الأمالي للطوسي ص715 و 716 و (ط دار الثقافة قم سنة 1414هـ) ص706 و 707 وبحار الأنوار ج35 ص35 و 36 و 17 و 18 عن مناقب آل أبي طالب ، وحلية الأبرار ج2 ص20 ومدينة المعاجز ج1 ص45 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج1 ص52 والأنوار العلوية ص36 .
2. a. b. نفس المصادر السابقة .
3. بحار الأنوار ج35 ص17 و 18 والأنوار العلوية ص36 وعن مناقب آل أبي طالب .