العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى رد الشبهات
منتدى رد الشبهات يختص برد الشبهات عن مذهبنا الجعفري وكشف حقائق المذاهب الاخرى
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


مائة آيـــــــــة من أركان الولايــــــــــــة ...

منتدى رد الشبهات


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-2010, 07:41 PM   رقم المشاركة : 11
الكاتب

ميثم التمار


الملف الشخصي









ميثم التمار غير متواجد حالياً


افتراضي

ـ آيـة: (وَقِـفوهم إنّـهم مسـؤولون) -- آ 9 --


قوله تعالى: (وقفوهم إنّـهم مسـؤولون)(1).

روى الجمهور عن ابن عبّـاس، وعن أبي سـعيد الخـدري، عـن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " عن ولاية عليّ بن أبي طالب "(2).
*** ... تقول مدرسة الجمهور في نزول هذه الآية الكريمة ودلالاتهـــــــــــــــا على لسان شيخهم الفضـل(3):
ليس هذا من رواية أهل السُـنّة، ولو صحّ دلّ على أنّه من أولياء الله تعالى، فالوليُّ: هو المحبّ المطيع، وليس هو بنصّ في الإمامة.
*** ... ولكن لمدرسة آل البيت "ع" أدلّة ساطعة على أن الآية الكريمة لها معنى الولاية العظمى حيث تقـــــــــــــــــــــــــــــــــول:
قال ابن حجر في " الصواعق "، في الآية الرابعة من الآيات النازلة في أهل البيت (عليهم السلام): " أخرج الديلمي، عن أبي سعيد، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (وقفوهم إنّهم مسـؤولون) ; عن ولاية عليّ.



وكأنّ هذا مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالى: (وقفوهم إنّـهم مسـؤولون) أي عن ولاية عليّ وأهل البيت (عليهم السلام) "(4).

ونقل المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة " حديث الديلمي، وحديثاً آخر مثله عن أبي نعيم بسـنده عن ابن عبّـاس(5).

ونقلهما معاً في " ينابيـع المودّة "(6).

ونقل أيضاً في " الينابيع "، عن " المناقب "، عن ثمامة بن عبـد الله بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم، لم يجز عليه إلاّ من كان معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى: (وقفوهم إنّهم مسـؤولون) عن ولاية عليّ "(7).

وفي " الينابيـع " أيضاً، عن الحمويني، بسـنده عن عليّ (عليه السلام)، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إذا نصب الصراط على جهنّم، لم يجز عنه أحد إلاّ من كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب "(8)..
وفيها نحوه أيضاً، عن موفّق بن أحمد، عن ابن مسعود، من طريقين، وعن ابن عبّـاس من طريق..
وأيضاً عن ابن المغازلي، عن ابن عبّـاس، من طريقين..

وعن أبي سـعيد، من طريق..
وعن أنس، من طريق(9).
ويؤيّد هذه الأخبار ما في " ميزان الاعتدال " بترجمة إبراهيم بن عبـد الله الصاعدي، قال: " روى عن ذي النون، عن مالك، خبراً باطلا ومتنه: إذا نصب الصراط لم يجز أحد إلاّ من كانت معه براءة بولاية عليّ ". ثمّ قال: ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات)، وقال: إبراهيم مـتروك الحديث "(10).
ولا سبب للحكم بوضعه وبطلانه، إلاّ التعصّب والاستبعاد، وكيف يستبعد ذلك في حقّ أخ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ونفسه، وثقله في أُمّـته؟!

وذكر السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " هذا الحديث نقلا عن الحاكم بسنده عن عليّ (عليه السلام)، وذكر كلام ابن الجوزي والذهبي، وتعقّبهما بأنّ للحديث طريقاً آخر ذكره أبو عليّ الحـدّاد(11) في معجمه، ثمّ بيّن الطريـق(12).
وحينئذ فلا بُـدّ للمنصف من الحكم بصدق مضمون الحديث، بل تواتره، ولا سـيّما بضميمة أخبارنا(12) واقـتضاء فضل أمير المؤمنين (عليه السلام)لمثلـه. وكيـف كان ; فهذه الآيـة ـ علـى ذلـك المعـنى ـ دالّـة عـلى إمامـة عليّ (عليه السلام) ; لأنّ الإمامة أوّل ما يُسأل عنه بعد الوحدانية والرسالة، وأحقّ ما يحتاج إلى معرفته في الجواز على الصراط ; لأنّ من لا يعرف إمامة إمامه مات ميتة جاهلية، كما سـبق(13)، بخلاف سائر الواجبات، فإنّ من لا يقوم بها لا يخرج عن الدين، إذ ليست من أُصوله، ولذلك جاءت الآية الكريمة في أثناء ذِكر الكافرين.
وممّا بيّـنّا يُعلم ما في قول الفضل: " ولو صحّ دلّ على أنّه من أولياء الله تعالى ".
وأيّ عاقل يفهم هذا المعنى من تلك الرواية؟!
ولو سُلّم، فالسؤال عن ولايته (عليه السلام) بهذا المعنى دون سائر الأولياء دليل على تميّزه عليهم بالفضل، والقرب إلى الله عزّ وجلّ، وهو يستدعي الإمامـة.
ويبعد أيضاً أنْ يُراد بالولاية في الأخبار: الحبّ، وإنْ كان حبّه واجباً وأجراً للرسالة، اللّهمّ إلاّ بلحاظ الملازمة بين الحبّ الخالص له والإقرار بإمامته، إذ لا ينكرها بعد وضوح أمرها إلاّ من يميل عنه.

مع أنّ السؤال عن حبّه، وتوقّـف الجواز على الصراط على ودّه، دليل على أنّ له ـ دون سائر الصحابة ـ منزلة عظمى ومرتبة توجب ذلك ; لفضله عليهم ; والأفضل أحـقّ بالإمامـة.

وقد نقل في " الينابيع " القول بإرادة الحبّ من الولاية، عن الحاكم، والأعمش، ومحمّـد بن إسحاق صاحب كتاب " المغازي "(14).
ويشهد لهم الأخبار الكـثيـرة الدالّـة على السـؤال عن حبّ أهـل البيت (عليهم السلام)(15).
منها: ما في " الينابيع " عن الثعلبي وابن المغازلي، بسنديهما عن ابن عبّـاس(16)..
وعن الترمذي(17) وموفّق بن أحمد(18)، بسنديهما عن أبي برزة الأسلمي..
وعن موفّـق أيضاً، بسـنده عن أبي هريرة(19)..
وعن الحاكم، بسـنده عن أبي سـعيد(20)..
وعن الحمويني، بسـنده عن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام)(21)..
وعن " المناقب "، بسـنده عن الباقر (عليه السلام)(22)..
قالوا: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تزول قدم عبـد عن قدم حتّى يُسأل عن عمره، فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ ـ وفي رواية: " وعن شبابه " بدل " جسده " ـ، وعن ماله ممّا اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن حبّـنا أهل البـيت ".
وكلّ الروايات بهذا اللفظ أو بهذا المضمون، إلى كـثير من الأخبار التي يطول ذِكرها، وسـبق بعضها في آية القربى(23).[/color]

** وليت شعري أكان أبو بكر، وعمر، وعثمان أئمّةً لأمير المؤمنين وهم لا يجوزون الصراط إلاّ ويسألون عن ولايته، ولا يمرّون عليه إلاّ ببراءة منـه وسـند منه؟!

مـا هـذا إلاّ عجـب!![/color]
** ولله الحمد على نعمائــــــــــــــــــــــــــــــه ..
منقول / الكاتب أبو مرتضى عليّ

الفهــــــــــــــــــــــرس :


(1) سورة الصافّات 37: 24.

(2) تفسير الحبري: 312 ـ 313 ح 60، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 196، شـواهد التـنـزيـل 2 / 106 ـ 108 ح 785 ـ 790، منـاقب الإمـام عليّ (عليه السلام)ـ للخوارزمي ـ: 275 ح 256، تذكرة الخواصّ: 26، كفاية الطالب: 247، فرائد السمطين 1 / 78 ـ 79 ح 46 و 47، جواهر العقدين: 252، الصواعق المحرقة: 229.
(3) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 107.
(4) الصواعق المحرقة: 229.
(5) منهاج الكرامة: 127.
(6) ينابيع المودّة 1 / 334 ح 11 و 12.
(7) ينابيع المودّة 1 / 338 ح 21، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 218 ح 289.
(8) ينابيع المودّة 1 / 335 ح 14، وانظر: فرائد السمطين 1 / 289 ح 228.
(9) ينابيع المودّة 1 / 335 ذ ح 14، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 319 ـ 320 ح 324، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 147 ح 172 و ص 218 ح 289.
(10) ميزان الاعتدال 1 / 165 رقم 132، وانظر: الموضوعات 1 / 399.
(11) هو: أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمّـد بن عليّ الأصبهاني الحدّاد، شيخ أصبهان بالقراءات والحديث جميعاً، المقرئ المجوّد، مسند الوقت، كان مع علـوّ إسناده أوسع أهل وقته روايةً، حَمَلَ الكثير عن أبي نُعيم، وخرّج لنفسه معجم أسامي مشايخه ; قال عنه السمعاني: كان ثقة صدوقـاً.

وُلد في شعبان سنة 419، وتوفّي في ذي الحجّـة سـنة 515.

انظر: المنتظم 10 / 179، سير أعلام النبلاء 19 / 303 رقم 193، معرفة القرّاء الكبار 1 / 471 رقم 415، العبر في خبر من غبر 2 / 404، مرآة الجنان 3 / 161، غاية النهاية في طبقات القرّاء 1 / 206 رقم 946، توضيح المشـتبه 8 / 294، شذرات الذهب 4 / 47.
(11) اللآلئ المصنوعة 1 / 347.
(12) انظر مثلا: معاني الأخبار: 67 ح 7 و ص 387 ح 23، الاعتـقادات ـ للشيخ المفيد ـ: 72، الأمالي ـ للشيخ الطوسي ـ: 290 ح 564، مناقب آل أبي طالب 4 / 174 و 175 و 178، عمدة عيون صحاح الأخبار: 363 ح 530.
(13) راجع ج 4 / 213 ـ 214 من درئل الصدق.
(14) ينابيع المودّة 1 / 337 ذ ح 18، وانظر: سنن الترمذي 4 / 529 ح 2416 و 2417 ولم ترد فيهما جملة: " وعن حبّنا أهل البيت " أو ما بمعناها، أمّا الحديث الثاني فهو عن أبي برزة الأسلمي، وأمّا الحديث الأوّل فهو عن ابن مسعود، وقال الترمذي في ذيله: " وفي الباب عن أبي برزة وأبي سعيد "، فلعلّ يد التحريف طالت الحديثيـن طمسـاً للحـقّ ; فلاحـظ!
(15) ينابيع المودّة 1 / 336 ذ ح 15.
(16) يـنــابـيــع الـمــودّة 1 / 336 ـ 337 ح 18، وانـظـر: مـنـاقـب الإمـام عليّ (عليه السلام)ـ للخوارزمي ـ: 76 ـ 77 ح 59.
(17) ينابيع المودّة 1 / 336 ذ ح 15.
(18) ينابيع المودّة 1 / 335 ـ 336 ح 15، وانظر: فرائد السمطين 2 / 301 ح 557.
(19) ينابيع المودّة 1 / 337 ـ 338 ح 20.
(20) راجع: ج 4 / 386 هـ 4 من درئل الصدق.
(21) ينابيع المودّة 1 / 337 ذ ح 18، وانظر: سنن الترمذي 4 / 529 ح 2416 و 2417 ولم ترد فيهما جملة: " وعن حبّنا أهل البيت " أو ما بمعناها، أمّا الحديث الثاني فهو عن أبي برزة الأسلمي، وأمّا الحديث الأوّل فهو عن ابن مسعود، وقال الترمذي في ذيله: " وفي الباب عن أبي برزة وأبي سعيد "، فلعلّ يد التحريف طالت الحديثيـن طمسـاً للحـقّ ; فلاحـظ!
(22) ينابيع المودّة 1 / 336 ذ ح 15.
(23) يـنــابـيــع الـمــودّة 1 / 336 ـ 337 ح 18، وانـظـر: مـنـاقـب الإمـام عليّ (عليه السلام)ـ للخوارزمي ـ: 76 ـ 77 ح 59.
(24) ينابيع المودّة 1 / 336 ذ ح 15.
(25) ينابيع المودّة 1 / 335 ـ 336 ح 15، وانظر: فرائد السمطين 2 / 301 ح 557.
(26) ينابيع المودّة 1 / 337 ـ 338 ح 20.
(27) راجع: ج 4 / 386 هـ 4 من دلائل الصدق.


من مواضيع ميثم التمار » بين الامام الصادق وابو حنيفة النعمان حول التوسل بالنبي
» صفات الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله
» كراهة مشي المراة في وسط الطريق
» التنجيم اكثر سخفا مما نتصور
» اسماء الله الحسنى وبعض معانيها
رد مع اقتباس
قديم 06-05-2010, 07:42 PM   رقم المشاركة : 12
الكاتب

ميثم التمار


الملف الشخصي









ميثم التمار غير متواجد حالياً


افتراضي

ـ آيـة: (وصالح المؤمنين) - آ 10 -


أجمع المفسّرون، وروى الجمهور، أنّه عليٌّ (عليه السلام)(1)


و لكن علماء الجمهور ومنهم الفضـل(2):

هذه الآية في سورة التحريم، وهي نازلة في شأن عائشة وحفصة، واتّفق المفسّرون أنّ المراد من (صالح المؤمنين): أبو بكر وعمر ; لأنّ صدر الآية هكذا: (وإنْ تظاهرا عليه فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين)(3).

يعني: إنْ تَظاهرَ عائشةُ وحفصةُ على جَنْبِ(4) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من نسـائه، فإنّ (الله) مـولاه، و (جبـريـل)، بأن يخبـره عن صنيـعهمـا، و (صالح المؤمنين)، المراد به: أبواهما(5) ; فإنّهما كانا ينصحانهما بترك الأفعال التي تكون للضـرّات.

وإنْ صحّ نزوله في أمير المؤمنين، فلا شكّ أنّه (صالح المؤمنين)، ولكن لا يدلّ على النصّ المدّعى.

وأقـول:

فقد نُقل القول به عن مجاهد(6).

وقال ابن تيميّة: " وقيل: هو ـ أي (صالح المؤمنين) ـ عليّ، حكاه الماوردي "(7).

وقد استفاضت به رواية القوم، فقد نقل السيوطي في " الدرّ المنثور " عن ابن أبي حاتم، أنّه أخرج عن عليّ (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّ (صالح المؤمنين): عليّ(8).
ونقله أيضاً، عن ابن مردويه، وابن عساكر، بسنديهما عن ابن عبّـاس(9).

ونقله أيضاً، عن ابن مردويه، بسـنده عن أسماء بنت عميس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(10).

و في " منهاج الكرامة "، عن أبي نعيم، عن أسـماء(11).

وحكاه محمّـد بن طلحة الشافعي(12) في كتابه " مطالب السـؤول "، عن الثعلبي، عن أسماء، قالت: لمّا نزل قوله تعالى: (وإن تظاهرا...)(13) الآية، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (صالح المؤمنين): عليّ (عليه السلام)(14).

وحكاه في " ينابيع المودّة "، عن أبي نعيم والثعلبي، عن أسماء أيضـاً(15).

ونقل عن السُّـدّي في تفسيره، عن أبي مالك، وابن عبّـاس(16).

.. إلى غير ذلك من أخبارهم(17)، وهي حجّة عليهم ; لكثرتها واعتـضاد بعضها ببعض.

ولا يعارضها روايتهم عن ابن عبّـاس أنّ (صالح المؤمنين): أبو بكر وعمر ; لأنّ الراوي لها هو عبـد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه، كما بيّنه في " ميزان الاعتدال " بترجمة عبـد الوهّاب(18)، وقد سبق في المقدّمة بيان حاله وحال أبيه، فراجـع(19).
ولا يمكن أن تعارض هذه الرواية البالغة منتهى الضعف تلك الروايات المستفيضة، مع أنّ المنصرف من (صالح المؤمنين) هو الأوحد في الصلاح، كما يعرف من نظائره، يقال: شاعر القوم، وعالمهم، وشجاعهم ; ويراد به أوحدهم في الوصف.
ولا شكّ أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الأحقّ بهذا الوصف ; لآية التطهير(20) وغيرها، ولأنّ الله سـبحانه جعل نصرة (صالح المؤمنيـن)للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في قرن نصرته ونصرة جبرئيل.

وبالضرورة أنّ أظهرَ المؤمنين في نصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أمير المؤمنين (عليه السلام).

على أنّ استعمال (صالح المؤمنين) في الاثنين خلاف الظاهر ; فإنّ " فاعلا " ليس كـ " فعيل " في اسـتعماله في الواحد والأكثر(21).

وبهذا يضعّف ما حكاه السيوطي عن ابن عساكر، عن مقاتل بن سليمان، أنّ (صالح المؤمنين): أبو بكر وعمر وعليّ(22).
وقد يسـتدلّ بقول مقاتل على أنّ المراد بـ (صالح المؤمنين) هو عليٌّ خاصّـة ; لِما سـبق مـن أنّ مقاتـلا من أعـداء أميـر المؤمنيـن (عليه السلام)(23)، فـلا يكون ذِكره له ـ وهو من أعدائه ـ إلاّ لمعلوميّة إرادته، وليروّج منه إدخال الشيخين، فإنّه أدفع للتهمة!
فإذا عرفت أنّ المراد بـ (صالح المؤمنين) أوحدُهم صلاحاً، وأنّه عليّ (عليه السلام)، عرفت أنّه الأحقّ بالإمامة ; لأنّها منزلة دينية لا يليق لها إلاّ الأصلح الأقوى في النصرة.
وأمّا ما زعمه الفضل من اتّفاق مفسّريهم على أنّ المراد بـ (صالح المؤمنين): أبو بكر وعمر، فلا يعارض أخبارهم السابقة، التي هي حجّة عليهم، وأيّ عبرة بالقول الناشئ عن الهوى، المتفرّع عن تلك الرواية الضعيفة، لا سيّما وهو مخالف للّـغة؟!
على أنّ دعوى اتّفاقهم كاذبة ; لاختلاف مفسّريهم في المراد به، أهو الصحابة، أو خيار المؤمنين، أو الأنبياء، أو الخلفاء.. إلى غير ذلك من أقوالهم، كما ذكره الزمخشري والرازي وغيرهما(24)؟!

** والحمد لله على نعمة الولاية والهداية ..**
منقول / الكاتب أبو مرتضى عليّ
الفهـــــــــــــــــــــــرس :

(1) تفسير الحبري: 323 ـ 325 ح 67 و 68، تفسير الثعلبي 9 / 348، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 255، تفسير الماوردي 6 / 41، شواهد التنزيل 2 / 254 ـ 263 ح 979 ـ 996، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 235 ح 316، تاريخ دمشق 42 / 361 و 362، زاد المسير 8 / 82، كفاية الطالب: 137 ـ 139، تفسير القرطبي 18 / 124 و 126، فرائد السمطين 1 / 363 ح 290، تفسير ابن كثير 4 / 390، كنز العمّال 2 / 539 ح 4675، فتح القدير 5 / 253، روح المعاني 28 / 228.

(2) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 314.

(3) سورة التحريم 66: 4.

(4) الجَنْبُ ـ على المجاز هنا ـ: الحـقّ ; والمعنى هنا: أنّهما تظاهرا على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)بالغِـيلَـة والفتنة والوقيعة والشـتم ; انظر مادّة " جنب " في: لسان العرب 2 / 372، تاج العروس 1 / 378.

(5) تفسير البغوي 4 / 337، الدرّ المنثور 8 / 223.

(6) مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 235 ح 316، تفسير ابن كثير 4 / 390، مجمع البيان 10 / 53.

(7) منهاج السُـنّة 7 / 293، وانظر: تفسير الماوردي 6 / 41.

(8) الدرّ المنثور 8 / 224.

(9) الدرّ المنثور 8 / 224، وانظر، تاريخ دمشق 42 / 361 و 362.

(10) الدرّ المنثور 8 / 224.

(11) منهاج الكرامة: 146، وانظر: ينابيع المودّة 1 / 278 ح 2 عن أبي نعيم عن أسماء بنت عميـس.

(12) هو: أبو سالم كمال الدين محمّـد بن طلحة بن محمّـد بن الحسـن القرشي العدوي النصيبي الشافعي، مفتي دمشق وخطيبها (582 ـ 652 هـ)، كان من الصدور الأكابر والرؤساء المعظّمين، ذا جلال وحشمة، برع في فقه المذهب وأُصوله، مشارك في عدّة فنون، أقام بدمشق بالمدرسة الأمينية، ولي الوزارة بدمشق يومين ثمّ تركها وتزهّـد، سمع الحديث بنيسابور وحدّث ببلاد كثيرة حتّى توفّي بحلب.

انظر: سير أعلام النبلاء 23 / 293 رقم 199، العبر 3 / 269، طبقات الشافعية الكبرى ـ للسبكي ـ 8 / 63 رقم 1076، طبقات الشافعية ـ للأسـنوي ـ 2 / 282 رقم 1200، طبقات الفقهاء الشافعيّين ـ لابن كثير ـ 2 / 877 رقم 14، شذرات الذهب 5 / 259.

(13) سورة التحريم 66: 4.

(14) مطالب السؤول: 81.

(15) ينابيع المودّة 1 / 278 ح 2، وانظر: ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 255، تفسير الثعلبي 9 / 348.

(16) إحقاق الحقّ 3 / 316.


(17) راجع ج 3 ص158 من دلائل الصدق.

(18) ميزان الاعتدال 4 / 436 رقم 5329.

(19) انظر: ج 1 / 184 رقم 208 و ص 232 رقم 276 من دلائل الصدق .

(20) راجع ج3 الصفحة 158 من دلائل الصدق .

(21) ميزان الاعتدال 4 / 436 رقم 5329.

(22) انظر: ج 1 من دلائل الصدق / 184 رقم 208 و ص 232 رقم 276.

(23) مـرّ مبحث آية التطهير فراجـع!

(24) مراده (قدس سره) أنّ صيغة " فاعل " تستعمل غالباً في الواحد، كقولنا: هذا شاهدٌ، وهو ضاربٌ... إلى آخره، وإنْ كانت الصيغة بنفسها صالحة للواحد والأكثر ; بخلاف صيغة " فعيل "، التي هي صيغة مبالغة لـ " فاعل "، فإنّ اسـتخدامها في الأكثر هو الغالب.


من مواضيع ميثم التمار » بين الامام الصادق وابو حنيفة النعمان حول التوسل بالنبي
» صفات الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله
» كراهة مشي المراة في وسط الطريق
» التنجيم اكثر سخفا مما نتصور
» اسماء الله الحسنى وبعض معانيها
رد مع اقتباس
قديم 06-05-2010, 07:47 PM   رقم المشاركة : 13
الكاتب

ميثم التمار


الملف الشخصي









ميثم التمار غير متواجد حالياً


افتراضي

آيـة: (ومَن عندَه عِلمُ الكتاب) -- آ 11 --

قولـــــــــــــــــــه تعالــــــــــــــــــى: (ومَن عندَه عِلم الكتاب)(1).
روى الجمهور، عن عبـد الله بن سلاّم، قال: هو عليّ(2).

وقال البعض من أهل الجمهور ومنهم الفضـل(3):

جمهور المفسّرين على أنّ المراد به علماء اليهود الّذين أسلموا، كعبـد الله بن سلاّم وأضرابـه(4).

وقيل: المراد به هو الله تعالى، ويكون جمعاً بين الوصفين(5).

وأمّا نزوله في شأن عليّ، فليس في التفاسير ; وإنْ سلّمنا لا يستلزم المطلوب.



** ويقــــــــول الشيعة في إستدلالهـــــــــــــــــم على الآيـــــــــة الكريمـــــــة :
مـــــــــا جاء من تفسير الثعلبي(6). ومـــــــــا نقل عن أبي نعيم، عن ابن الحنفيّـة(7).
وفي " ينابيع المودّة " عن الثعلبي، وأبي نعيم، عن ابن الحنفيّـة(8). ونقل أيضاً عن الثعلبي، وابن المغازلي، عن عبـد الله بن عطاء، قال: " كنت مع محمّـد الباقر في المسجد فرأيت ابن عبـد الله بن سلاّم...

فقلت: هذا ابن الذي عنده عِلم الكتاب؟
قال: إنّما ذلك عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) "(9).

ثمّ ذكر في " الينابيع " أنّه روي أيضاً عن أبي سعيد الخدري، والإمام موسـى بن جعفـر (عليه السلام)، وزيـد بن عليّ، وإسماعيل السُّدّي، أنّهم قالوا: هو عليّ بن أبي طالب(10).
.. إلى غير ذلك ممّـا في " الينابيـع "(11).


*** والحمد لله على كرم فضله وهدايتــــــــــــــــــــــه ..***
منقول / الكاتب أبو مرتضى علي

الفهــــــــــــــــــــرس :
(1) سورة الرعد 13: 43.
(2) انظر: تفسير الحبري: 285 ـ 286 ح 41، تفسير الثعلبي 5 / 303، ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 125، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 262 ح 258، شواهد التنزيل 1 / 307 ـ 310 ح 422 ـ 427، زاد المسير 4 / 261، تفسير القرطبي 9 / 220، ينابيع المودّة 2 / 250 ح 703.
(3) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 283.

(4) انظر: تفسير الفخر الرازي 19 / 76 القول الأوّل، تفسير القرطبي 9 / 220، تفسير ابن كثير 2 / 502، الدرّ المنثور 4 / 669، وغيرها.
نـقـول: لقد ردّ أغلب المفسّرين هذا القول فتعقّبوه بأنّ هذه الرواية شاذّة وغريبة ; لأنّ عبـد الله بن سلاّم أسلم في المدينة، والآية نزلت في مكّـة.
(5) انظر: تفسير الفخر الرازي 19 / 77 القول الرابع، تفسير القرطبي 9 / 220، الدرّ المنثور 4 / 668 و 669.
(6) منهاج الكرامة: 140، وانظر: تفسير الثعلبي 5 / 303.
(7) منهاج الكرامة: 139، وانظر: ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ: 125.
(8) ينابيـع المودّة 1 / 305 ح 2.
(9) ينابيع المودّة 1 / 305 ح 1، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 262 ح 258، شواهد التنزيل 1 / 308 ح 425.
(10) ينابيع المودّة 1 / 307 ح 7 و 8، وانظر: شواهد التنزيل 1 / 307 ح 422.
(12) انظر: ينابيع المودّة 1 / 308 ح 11 ـ 13.


من مواضيع ميثم التمار » بين الامام الصادق وابو حنيفة النعمان حول التوسل بالنبي
» صفات الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله
» كراهة مشي المراة في وسط الطريق
» التنجيم اكثر سخفا مما نتصور
» اسماء الله الحسنى وبعض معانيها
رد مع اقتباس
قديم 06-05-2010, 07:48 PM   رقم المشاركة : 14
الكاتب

ميثم التمار


الملف الشخصي









ميثم التمار غير متواجد حالياً


افتراضي

(والسابقون الأوّلون) - آ 12 -

قوله تعالى: (والسابقون الأوّلون)(1).
عليٌّ وسلمان(2).

وقال علماء الجمهور ومنهم الفضـل(3):

المراد بالسابق: إنْ كان السابق في الإسلام، فسلمان ليس كذلك.

وإنْ كان السابق في الأعمال الصالحات، فغيره من الصحابة هكذا.

ولا صحّة لهذا النقل، وهو من تفاسـير الشـيعة(4-


وقـالت الشيعة :
هذا أيضاً ممّا حكاه في " كشف الغمّة " عن ابن مردويه(5).

ثمّ إنّه لا مانع من اختيار الشقّ الأوّل ; فإنّ سلمان كان مؤمناً بالله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة، مُـتطلّباً لمعرفة مبعث النبيّ قبل رؤياه كما هو مذكور في خبر إسلامه(6).

وقال ابن حجر في " الإصابة " بترجمة سلمان: " كان قد سمع بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) سـيُبعث، فخرج في طلب ذلك فأُسِر، وبِـيع بالمدينة، فاشـتغل بالرقّ "(7).

وقال السيوطي في " لباب النقول "، عند قوله تعالى من سورة الزمر: (والّذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها)(4): " أخرج ابن أبي حاتم، عن زيد بن أسلم، أنّ هذه الآية نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهليّة يقولون: " لا إله إلاّ الله " ; زيد بن عمرو بن نفيل، وأبي ذرّ الغفاري، وسلمان الفارسي "(8).

روى الواحدي نحوه، عن ابن زيد في سـبب نزول الآية(9).

.. إلى غير ذلك ممّا هو مستفيض الرواية، الدالّ على سبق إسلام سلمان، أو إقراره بالوحدانية(10).

ولا ينافيه ما يُروى أنّ إسلامه عندما جاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بصدقة فلم يقبلها، ثمّ أتاه بهديّة فقبلها، ثمّ رأى خاتم النبوّة فأسلم ; لأنّ هذا إنّما هو لتعيين النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بشخصه، لا لأنّه لم يؤمن به إلاّ حينئذ، فيكون من السابقين الأوّلين.


لكنّ أمير المؤمنين أفضل منه سبقاً، وأشدّ منه يقيناً، وأقدم منه في الصلاة، كما هو معلوم بالضرورة، ولِما تقدّم من أنّ عليّـاً (عليه السلام) سابق هذه الأُمّة وصدّيقها ; فيكون أفضلها، وأَوْلاها بالإمامـة(12).

ولا مانع أيضاً من اختيار الشقّ الثاني ; فإنّ سلمان من المعصومين السابقين في الأعمال الصالحة، كما تدلّ عليه الآية الثالثة والخمسون(13).

ويؤيّده ما رواه القوم عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال: " إنّ الجنّة اشتاقت إلى ثلاثة: عليّ وعمّار وسلمان ".. رواه الترمذي وحسّنه، والحاكم وصحّـحه(14).
ويؤيّده أيضاً ما رواه الترمذي وحسّنه، وابن عبـد البرّ في " الاستيعاب "، وغيرهما، أنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ـ كما في لفـظ الترمـذي ـ: "إنّ الله أمرني بحبّ أربعة، وأخبرني أنّه يحبّهم.

قيل: يا رسول الله! سَـمّهم لنا.

قال: عليٌّ منهم ـ يقول ذلك ثلاثاً ـ، وأبو ذرّ، والمقداد، وسـلمان "(15).

فإذا كان عليٌّ وسلمان سابقَي الأُمّة في صالح الأعمال ومعصومَيها، ولا شكّ أنّ عليّـاً أعظم من سلمان في الوصفين، فقد تعيّن للإمامة، وتعيّـنت له(16).


وأمّا ما نقله السيوطي في " الدرّ المنثور " [ 4 / 269 ]، عن ابن مردويه، عن ابن عبّـاس، (والسابقون الأوّلون من المهاجرين)، قال: " أبو بكر، وعمر، وعليّ، وسلمان، وعمّار ".. فمكذوب عندنا، وغير حجّة علينا [ حتّى ] لو صحّ سـنده عندهم، بل هو كذب عندهم ; لأنّـه لم يذكر عثمان، وهو من السابقين الأوّلين عندهم، كما أنّ عمر لم يكن من السابقين في الإسلام وبالإجماع!
نـقـول:

وحتّى أبو بكر لم يكن من السابقين في الإسلام، فقد أسلم قبله أكثر من خمسـين !! انظر:

تاريخ الطبري 1 / 540.

والسلام في البدء والختام
منقول / الكاتب أبو مرتضى عليّ


الفهــــــــــــــرس :

(1) سورة التوبة 9: 100.
(2) انظر: شواهد التنزيل 1 / 254 ـ 255 ح 342 ـ 344.
(3) كشف الغمّـة 1 / 320.
(4) انظر: الاستيعاب 2 / 634 ـ 638 رقم 1014، حلية الأولياء 1 / 185 ـ 208 رقم 34، تاريخ بغداد 1 / 163 ـ 173 رقم 12، سير أعلام النبلاء 1 / 505 ـ 557 رقم 91، الإصابة 3 / 141 ـ 142 رقم 3359.
(5) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 388.
(6) بل أخرجه الحسكاني كما تقـدّم وابن مردويه ...
(7) الإصابة 3 / 141 رقم 3359.
(8) سورة الزمر 39: 17.
(9) أسباب النزول: 205.
(10) انظر الهامش رقم 2 من الصفحة السابقة.
(11) راجع مبحثَي آيـة: (والسابقون السابقون) في الصفحة 18 وما بعدها، وآيـة: (أُولئـك هُـمُ الصِّـدّيقون)، في الصفحة 92 وما بعدها، من هذا الجـزء.
(12) راجع مبحث سورة العصر، في الصفحة 248 من هذا الجزء.
(13) سنن الترمذي 5 / 626 ح 3797، المستدرك على الصحيحين 3 / 148 ح 4666.
وانظر كذلك: تفسير القرطبي 10 / 119، البداية والنهاية 7 / 248، مجمع الزوائد 9 / 117 و 118، كنز العمّال 11 / 639 ح 33112.
(14) سنن الترمذي 5 / 594 ح 3718، الاستيعاب 2 / 636 رقم 1014 و ج 4 / 1482 رقم 2561.
وانظر كذلك: مسند أحمد 5 / 351 و 356، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 857 ح 1176، المستدرك على الصحيحين 3 / 141 ح 4649، حلية الأولياء 1 / 172 رقم 28 و ص 190 رقم 34.
(16) ولا ريب أنّ أمير المؤمنين أحبّ الأربعة إلى الله كما يدلّ عليه الحديث الأخير، وأفضلهم عملا بمقدار فضله عليهم ; فيكون هو الإمام.


من مواضيع ميثم التمار » بين الامام الصادق وابو حنيفة النعمان حول التوسل بالنبي
» صفات الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله
» كراهة مشي المراة في وسط الطريق
» التنجيم اكثر سخفا مما نتصور
» اسماء الله الحسنى وبعض معانيها
رد مع اقتباس
قديم 06-05-2010, 07:50 PM   رقم المشاركة : 15
الكاتب

ميثم التمار


الملف الشخصي









ميثم التمار غير متواجد حالياً


افتراضي

ـ آيـة: (ثمّ أورثنا الكتابَ)... آ 13 ..

قوله تعالى: (ثمّ أورثنا الكتابَ الّذين اصطفينا مِن عبادنا)(1).

وهو عليٌّ (عليه السلام)(2).

وقال البعض من علماء الجمهور ومنهم الفضـل(3):

عليٌّ من جملة ورثة الكتاب ; لأنّه عالم بحقائق الكتاب، فهذا يدلّ على علمه ووفور توغّله في معرفة الكتاب، ولا يدلّ على النصّ.

وقالت الشيعة نزلت هذه الآية في الإمام عليّ وهي دالة على إمامته "ع" بدعوى .. :

سـبق في الآية السابعة والعشرين، أنّ المراد بـ (مَن عنده علم الكتاب)(4) هو: عليٌّ (عليه السلام)(5) ; فيتعيّن أن يكون هو المراد بمن أورثه الله الكتاب، واصطفاه، فإنّ الكتاب فيهما واحد، وهو: القرآن، كما هو المنصـرف.

ويدلّ عليه الآيةُ التي قبل الآية التي نحن فيها، وهي قوله تعالى: (والذي أوحينا إليك من الكتاب)(6) ; فإنّ إعادة المعرّف بـ (اللام) تُفيد الوحـدة.

ويشهد أيضاً لإرادة عليّ بمن أورثه الكتاب واصطفاه، الأخبار المسـتفيضة الدالّة على أنّ عليّـاً مع القرآن والقرآن معه(7)، فإنّ المعيّة تسـتدعي أن يكون علم القرآن عنده، وإنّه وارثه.

فإذا أفادت الرواية التي أشار إليها المصنّف (رحمه الله)، وحكاها السـيّد السعيد (رحمه الله) عن ابن مردويه، أنّ المراد بمن أورثه الكتاب هو عليّ (عليه السلام)(8)،

كانت مؤكّـدة لغيرها. وحينـئذ، فلا معنى لقول الفضل: " عليٌّ من جملة ورثة الكتاب "، ولا سيّما أنّه قد أراد أن يُشرك معه من لا يعرف الأبّ والكلالة ومن كانت المخـدّرات أفـقه منـه(9).

هـذا كلّه مضافاً إلى أنّ اصطفاء الشخص لميراث الكتاب يدلّ على أنّه حافظ له، غير مضيّع لِما فيه عمداً وسهواً، فيكون معصوماً، وغير عليّ من الصحابة غير معصوم بالإجماع، فيتعيّن أن يكون هو المراد بالآية وحده، أو معه أبناؤه المعصومون بشهادة حديث الثقلين، وإنّما تركت الرواية ذِكرهم ; لأنّهم غير موجودين في وقته، أو لأنّ ذِكره أهمُّ، وهو الأصل وهم فرعه، فإذا ثبت ثبتوا جميعـاً.


فإن قلت: لا يمكن أن يُراد وحده أو مع الأئمّة خاصّة ; لأنّهم معصومون عندكم، والآية قسّمت مَن أورثه الله الكتاب واصطفاه إلى الظالم لنفسه، والمقتصد، والسابق بالخيرات، فيتعيّن أن يُراد بالآية مطلق المؤمنين.

قلـت: التقسيم راجع إلى العباد، والضمير في قوله تعالى: (فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات)(10) عائد إلى قوله تعالى: (عِبادنا)، لا لمن أورثه الكتاب واصطفاه منهم ; إذ لا يصحّ تقسيم من اصطفاه إلى الظالم وغيره، ولا شمول من أورثه الكتاب لكلّ مؤمن عالم وجاهل، فهي نظير قوله تعالى في سورة الحديد: (ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذرّيّتهما النبوّة والكتاب فمنهم مهتد وكثيرٌ منهم فاسقون)(11).

وأمّا قول آدم (عليه السلام): (ربّنا ظلمنا أنفسنا)(12)، مع أنّه من المصطفَين، فمتأوّل بإرادة فعل المكروه ; للأدلّة العقليّة والنقليّة بخلاف ذلـك(13).
نعـم، يمكن أن يكون التقسيم راجعاً إلى مَن أورثه الكتاب واصطفاه، على أن تكون الوراثة والاصطفاء بلحاظ اشتماله على البعض الوارث المصطفى، فيصحّ تقسيم الجنس إلى هذه الأقسام الثلاثة، لكنّ المراد بالبعض الوارث المصطفى هو: عليٌّ وحده في وقته، أو مع أبنائه بلحاظ جميـع الأوقات ; للأدلّة السابقة ونحوها، كما وردت بذلك الرواية عندنـا(14) ; وحينئذ، فتدلّ الآية على إمامته ; لدلالتها على العصمة، التي هي شرط الإمامة، ولا معصوم غيره من الصحابة بالضرورة والإجماع..

ولأنّ وراثة الكتاب بالاصطفاء شأن خلفاء الأنبياء ; فيكون هو الخليفة والإمـام.

والسلام في البدء والختام
منقول / الكاتب أبو مرتضى عليّ

الفهــــــــــــــــرس :

(1) سورة فاطر 35: 32.
(2) كشف الغمّة 1 / 316 ـ 317 عن ابن مردويه، وانظر مؤدّاه في: شواهد التنزيل 2 / 104 ح 782 و 783.
(3) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 367.
(4) سورة الرعد 13: 43.
(5) انظر الصفحة 118 وما بعدها من هذا الجزء.
(6) سورة فاطر 35: 31.
(7) المعجم الأوسط 5 / 242 ح 4880، المعجم الصغير 1 / 255، المستدرك على الصحيحين 3 / 134 ح 4628 وصحّحه ووافقه الذهبي في " التلخيص "، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 176 ـ 177 ح 214، فرائد السمطين 1 / 177 ح 140، مجمع الزوائد 9 / 134، الجامع الصغير ـ للسيوطي ـ: 346 ح 5594، الصواعق المحرقة: 191، كنز العمّال 11 / 603 ح 32912.
(8) إحقاق الحقّ 3 / 367.

(11) سورة الحديد 57: 26.

(12) سورة الأعراف 7: 23.

(13) انظر: تنزيه الأنبياء ـ للشريف المرتضى ـ: 27، أوائل المقالات: 62 القول في عصمة الأنبـياء.

(14) انظر: أُصول الكافي 1 / 240 ـ 241 ح 558 ـ 561.


من مواضيع ميثم التمار » بين الامام الصادق وابو حنيفة النعمان حول التوسل بالنبي
» صفات الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله
» كراهة مشي المراة في وسط الطريق
» التنجيم اكثر سخفا مما نتصور
» اسماء الله الحسنى وبعض معانيها
رد مع اقتباس
قديم 06-05-2010, 10:05 PM   رقم المشاركة : 16
الكاتب

وفاء للحسين


الملف الشخصي









وفاء للحسين غير متواجد حالياً


افتراضي

:55555":
اللهم صل على محمد وال محمد
تسلم اخ ميثم على هذه البحوث الر ائعة الفياضة بالمعلومات القيمة والادلة الواضحة....
ادامك الله معطاءا على طريق الحق والرشاد.


من مواضيع وفاء للحسين » فراق علي قصيدة فارسية راااااائعة جدا ً أبكت العيون ...
» كنا هنا ....
» قدموا تعازيكم للاخت الاء القريشي باستشهاد خمسة من بني عمومتها بسيارة مفخخة
» افتتاح منارتي ابي الفضل العباس الذهبيتين ...شاهدوها لاول مرة ...
» من غير المعقول ...
رد مع اقتباس
قديم 07-05-2010, 02:54 AM   رقم المشاركة : 17
الكاتب

*llعاشقة الزهـراءll*


الملف الشخصي









*llعاشقة الزهـراءll* غير متواجد حالياً


افتراضي

اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
:65:
جزاك الرب وباررك فيك
واعطاك من الجزاء والاحساان مالايعد ولايحصى
اخي العزيز ميثم
كفيت ووفيت بذالك
حشرك الله مع الال في زمرتهم
وجعلنا واياك من اتباعهم والسالكين نهجهم
الى يوم الدين
موفق لكل خير
...
:65::65::65::65:


من مواضيع *llعاشقة الزهـراءll* » صيـدلية الرووح ..!
» مع الوآقفين على بآبك آقفُ ..!
» فَلسَفةُ نُسُورْ |..
» متـــى تخـــرج لتثأر لأضــلاع جــدك المتناثــرة بيــن أضلاعنــا؟!
» هَكذآنشتاق لِـ مُحرم ,,!
رد مع اقتباس
قديم 07-05-2010, 01:44 PM   رقم المشاركة : 19
الكاتب

ميثم التمار


الملف الشخصي









ميثم التمار غير متواجد حالياً


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مرتضى عليّ مشاهدة المشاركة
كلّ الموفقيّة والشكر لأهل الفضل والولاء على هذا العطاء المحمود..
أبو مرتضى عليّ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اهلا وسهلا باخينا العزيز الكاتب الفاضل ابو مرتضى
وفقك الله اخي وحماك وسدد خطاك وانار بصرك وبصيرتك
في الدنيا والاخرة
وانت تجاهد وتدافع عن نبينا واهل بيته الاطهار
فجزاك الله عن محمد وال محمد كل خير
ووفقك للصواب
والحمد لله رب العالمين
على ان هدانا للايمان


من مواضيع ميثم التمار » بين الامام الصادق وابو حنيفة النعمان حول التوسل بالنبي
» صفات الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله
» كراهة مشي المراة في وسط الطريق
» التنجيم اكثر سخفا مما نتصور
» اسماء الله الحسنى وبعض معانيها
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مائة, آيـــــــــة, أركان, من, الولايــــــــــــة

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أركان السعادة البشرية دمعة الكرار المنتدى الاسلامي العام 8 10-01-2012 12:54 PM
مائة هول أهونها الموت,, نور المستوحشين قسم الادعيه والزيارات والأذكار 2 16-03-2010 07:59 PM
*:•..•:*`ست مائة الف كلمة في ست كلمات`*:•..•:*¨ كوثر المحبة منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) 6 04-02-2010 11:48 AM
ست مائة الف كلمة في ست كلمات سكون الليل المنتدى الاسلامي العام 2 25-05-2009 09:20 PM
قضاء مائة حاجة عاشقة النور المنتدى الاسلامي العام 4 31-03-2009 08:42 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين