العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العام > أحباب الحسين لتطوير الذات
أحباب الحسين لتطوير الذات مواضيعه تتكلم عن طرق تطوير الذات الانسانيه وكيف اكتشاف بعض الامور عن طريق معرفه الاخرين بالعيون او التفكير وهكذا..
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


لماذا العُجب هو بذرة الرذائل؟

أحباب الحسين لتطوير الذات


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-2023, 08:21 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي لماذا العُجب هو بذرة الرذائل؟











​ومن مفاسده الأخرى، أنّه يدفع الإنسان إلى الرياء، لأنّ الإنسان بصورة عامّة إذا استصغر أعماله وجدها لا شيء، ووجد أخلاقه فاسدة، وإيمانه لا يستحقّ الذكر، وعندما لا يكون معجباً بنفسه ولا بصفاته ولا بأعماله، بل وجد نفسه وجميع ما يصدر عنها سيّئاً وقبيحاً، لا يطرحها ولا يتظاهر بها، فإنّ البضاعة الفاسدة تكون سيّئة وغير صالحة للعرض، ولكنّه إذا رأى نفسه كاملاً وأعماله جيّدة، فإنّه يندفع إلى التظاهر والرياء، ويعرض نفسه على الناس.

وهناك مفسدة أخرى هي أنّ هذه الرذيلة تؤدّي إلى رذيلة الكِبر المهلكة، وتبعث على ابتلاء الإنسان بمعصية التكبّر، .. وتنشأ من هذه الرذيلة مفاسد أخرى أيضاً بصورة مباشرة وغير مباشرة، وشرح ذلك يوجب التفصيل. فليعلم المعجب أنّ هذه الرذيلة هي بذرة رذائل أخرى، ومنشأ لأمور يُشكّل كلّ واحد منها سبباً للهلاك الأبديّ والخلود في العذاب، فإذا عرف هذه المفاسد بصورة صحيحة ولاحظها بدقّة، ورجع إلى الأخبار والآثار الواردة بشأنها عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت ذلك القائد عليه السلام أجمعين، "فمن المحتّم أن يعتبر الإنسان نفسه ملزماً بالنهوض لإصلاح النفس، وتطهيرها من هذه الرذيلة واستئصال جذورها من باطن النفس"[1].

العجب مقرون بالغرور
"أمّا القسم الآخر - الذي يُشكّل القسم الأعظم من البشر - فإنّهم عندما يرون في أنفسهم امتيازاً عن الآخرين فإنّهم يتفاخرون ويختالون قائلين: نعم، نحن هكذا! وهذه هي حالة العُجْب. فالشيطان يتسلّل إلى نفس الانسان من هذه الثغرة ويصرعه أرضاً بقوّة شديدة حتّى أنّه يبقى مترنّحاً لمدّة من الزمن.

فالعُجب هو آفة ذميمة للغاية، وهو يقترن غالباً بالغرور، فالإنسان الـمُعجَب بنفسه لا يُقيم وزناً للآخرين ويعتقد أنّ كلّ ما يفهمه ويُدركه هو غاية ما توصّل إليه العقل البشريّ من العلم الصحيح وما من أحد غيره يفهم ما يفهمه هو، وهو ينكر على الآخرين كلّ ما يطرحونه خلافاً لرأيه بل ولا يرى فيه ما يستحقّ الإصغاء إليه أساساً، وهكذا يُبتلى بالغرور. وإنّ من أهمّ العوامل التي تسوق المرء إلى جهنّم هو الغرور الذي يكون منشؤه العُجب.

لكن ما هو السبيل إلى معالجة هذه الآفّة الخطيرة؟ بالطبع إنّ كلّ شخص يدّعي بعض الامتيازات لنفسه. فالإنسان الذي لا يدّعي أيّ امتياز لنفسه فهو متورّط بشكل من أشكال الكفران وعدم إدراك آلاء الله عزّ وجلّ، فلقد خصّ الله تعالى كلّ شخص بامتياز خاصّ. لكنّ الانسان إذا لم يعمد إلى ترويض صفة حبّ الذّات في نفسه فسوف تقوده إلى ما ذكرنا من الآثار"[2].

علاج العُجْب بمعرفة النفس
"إنّ أنجع طريقة لعلاج العُجب هي أن يلتفت الانسان أكثر إلى نقائصه. يقول أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الصدد: "ما لابن آدم والعُجب! وأوّله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو بين ذلك يحمل العذَرة"[3]، فإنّ بدايته ماء فاسد، ونهايته جيفة متعفّنة قذرة وهو بينهما يحمل القاذورات والفضلات. فما الذي يُمكن أن يتفاخر به موجود كهذا؟

إذن فهي أفضل طريقة يتخلّص بها المرء من العُجب وحبّ النفس والغرور والكبر. وقد أشار القرآن الكريم في بضعة مواطن إشارة لطيفة إلى هذا الموضوع، فقال عزّ من قائل: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾[4]، أي فإذا هو يُخاصمنا ويتفوّه بالكلام علينا (ينكر المعتقدات الصحيحة ويُجادل في أحكامنا).

يقول الإمام محمّد الباقر عليه السلام في هذا الحديث: "سُدّ سبيل العُجب بمعرفة النفس". فإذا أردت إغلاق باب العُجب بوجهك فما عليك إلاّ أن تعرف نفسك، ولقد طُرحت قضيّة "معرفة النفس" في أدبنا الدينيّ بصور مختلفة، وقد أورد المرحوم العلاّمة الطباطبائيّ (رضوان الله تعالى عليه) في الجزء السادس من تفسيره "الميزان" في ذيل تفسير الآية الشريفة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾[5] مباحث عميقة وقيّمة للغاية تحت عنوان معرفة النفس. لكنّه يظهر أنّ المراد من معرفة النفس في هذا الحديث الشريف هو معنىً أكثر بساطة، فمن شأن هذا التأمّل أن يُعينك على عدم الابتلاء بالعُجب والغرور. بالطبع قد يكون لهذا الكلام زوايا وأبعاد مختلفة، وإنّ معرفة كلّ زاوية، وبُعد من معرفة النفس تكون ذات أثر في نفي العُجْب بمعنى من المعاني"[6].

المهتدون، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


من مواضيع صدى المهدي » إهداء نسخة مصورة من مخطوط قرآني نادر إلى خزانة العتبة العباسية
» الانتظار والصِّراع بين المستضعفين والمستكبرين
» الإستفتاءات … أسئلة بشأن البيع والشراء
» أنَّ الدين هو وسيلة اخترعها الأقوياء والأثرياء لتخدير الفقراء
» تحت شعار (من نهج الزهراء حجابي وبزينب اقتدائي)
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, الرذائل؟, العُجب, بذرة

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رأس الرذائل سيد فاضل منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 3 23-03-2022 09:51 PM
كل الرذائل الأخلاقية سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 2 21-04-2021 08:15 AM
وسط صحراء اليأس ...غرست بذرة الامـنيـــات الـدمـع حـبـر العـيـون احباب الحسين العام 4 17-04-2012 12:24 AM
ابتلع بذرة ونمت زرعة محـب الحسين احباب الحسين للعجائب والغرائب 10 09-05-2009 07:41 PM
بذرة الكتان اسرار احباب الحسين للطب والصحة العامه 2 13-01-2009 10:56 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين