منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف)اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً
قدرةُ الإمام وعلمُه في غَيبته ينبغي هنا أن نأخذ بعين الإعتبار ثلاثة أمور: الأوّل: أنّ غَيْبة الإمام عنّا هي بسببنا نحن، وليست من جانبه عليه السلام، أي أنَّنا حرمنا أنفسنا من اللّقاء به بسبب ذنوبنا وأنانيّاتنا وتوجّهاتنا الإستعلائيّة، لا أنّه غيّبَ نفسه وأخفاها عنّا، وبعبارة أخرى، هو غائبٌ عن أنظارنا، لكنّنا غيرُ غائبين عنه.
الثاني: أنّ قدرة الإمام وعلمه وإحاطته وسيطرته على الأمور، كلّ ذلك لا يقتصر على عصر الظُّهور، بحيث نَتَصوّر أنَّها غير متاحة له صلوات الله عليه قبل الظُّهور، وسوف تُتاح له متى ما ظَهر. إنّه سلام الله عليه -في الحالَين- يحوز على السَّيطرة وله الإحاطة التكوينيّة، وهذه القُدُرات كلّها مُلازِمة لولايته الكلّيّة، إلّا أنّ هذا الأمر محجوبٌ عن أنظار النَّاس، وعن إدراك العقول والنُّفوس قبل الظُّهور، وسيَتَجلّى بعده.
الثالث: أنّ القدرة العمليّة للإمام، وسِعَته العلميّة وإحاطته التكوينيّة بالأمور، لا تَنحصِر في أعمال الخير والبرّ والإحسان التي نراها خيراً، بل في الهيمنة والسَّيطَرة على جميع الأمور، خيرِها و«شرِّها»، وبشكلٍ عامٍّ على كلّ عمل، وكلّ فعل، وكلّ موجود من الموجودات. لأنّ العالم كلّه خيرات على أساس النِّظام الكُلّي لعالَم التَّكوين، ولا شرّ فيه أبداً، والشَّرُّ أمر عَدَميٌّ ليس من الله تعالى، وليس من وَليِّه عليه السلام.