منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) سنة الرسول - اخلاق الرسول - صفات الرسول - أعمال الرسول - افعال الرسول - غزوات الرسول - فتوحات الرسول - احاديث الرسول - زوجات الرسول - صلى الله عليه وآله
غزوة بدر الكبرى ( ٢ )
وفي الشمال كان ابو سفيان يسير بالقافلة متوجسا ومبتعدا عن المدينة ولما وصل بدر ترك القافلة وتوجه إلى ابارها مع بعض رجاله مستكشفا فرأى طلائع المسلمين فعاد إلى القافلة وتوجه بها إلى طريق الساحل ولما أدرك أنه في مأمن من المسلمين أرسل قيس ابن امرؤ القيس إلى قريش يخبرهم بنجاة القافلة ويطلب منهم العودة إلى مكة والتقاهم قيس عند منطقة (الجحفة ) فرفض ابو جهل الرجوع والعودة
في الجانب الآخر واصل المسلمون مسيرهم ولما وصلوا إلى وادي( ظفران) علموا بتجاوز القافلة عن بدر وخروج المشركين لقتالهم فجمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المسلمين وقال اشيروا علي أيها الناس فقام جماعة من المهاجرين وأشاروا عليه بالقتال فاستحسنهم فقام المقداد بن عمرو وهم أيضا من المهاجرين فقال : يا رسول الله أمض بنا فوالله لا نقول كما قال بني إسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انى ها هنا قاعدون ولكن نقول لك اذهب انت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون. فاحسن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اليه فقال ابن مسعود تمنيت أن هذه الكلمات لي
وقال اشيروا علي فقام سعد بن معاذ سيد الأوس فقال :كأنك تريدنا يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نعم يا سيد الأوس فقال معاذ :يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك واعطيناك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك فامض يا رسول الله فوالله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك وما تخلف منا رجل واحد وخذ من أموالنا ما شئت وأترك لنا ما شئت ويكون الذي أخذت من أموالنا احب إلينا مما تركت وسالم من شئت وعاد من شئت وصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت فوالله لتجدننا يا رسول الله صدق في الحرب صبر عند اللقاء لعل آلله يريك منا ما تقر به عينك.فاسر رسول الله بهذا الكلام (وعلى هذه الكلمات اهتز عرش الرحمن عند موت معاذ وشيعه سبعون ألف ملك )
وبهذا أجمع المسلمون على مواصلة المسير ومواجهة قريش ووصلوا إلى أول سهل بدر ونزلوا عند (كثيب الحنان) وكانت ارض واسعة محمية من جهاتها الثلاث وليس فيها ماء فقام صحابي واسمه حباب بن المنذر وقال :يا رسول الله أهذا منزل انزلك الله أم هي الحرب والرأي والمكيدة .قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : نعم هي الحرب والرأي والمكيدة. فقال حباب : وقوفنا هنا خطأ فعلينا أن نردم الآبار ونقف عند آخر بئر ونمنع المشركين من الوصول إلى الماء
فاستحسن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذا الرأي وغير الخطة وارسل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عيونا ليراقبوا جيش المشركين فأرسل عليا عليه السلام والزبير بن العوام وامسكوا بغلام من قريش واتوا به إلى رسول الله فسأله رسول الله عن عمله فأجابه بأنه ساقي الماء لقادة الجيش فقال له رسول الله : كم عدد الجيش .قال :لا أعرف. فسأله رسول الله صل الله عليه واله وسلم:كم يذبحون قال تسع أو عشر من الإبل وجاءوا بمئة من الإبل للذبح فقال رسول الله ان عدد جيش المشركين بين التسعمائة والالف رجل ثم سأله عن قادة الجيش فقال الغلام : كل سادات قريش بالجيش
فنظر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى صحابته فاندهشوا ووسوس لهم الشيطان وتغيرت وجوههم فصاح رسول الله ليقوي من عزيمة المسلمين: آلله أكبر لقد القت لكم قريش بفلذات أكبادها.
فخرج رسول مع بعض صحابته فرأى شيخا كبيرا فطلب منه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان يحدثه عن جيش قريش وجيش محمد فقال الشيخ من أنتم فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :أخبرنا اخبرناك فقال الشيخ:ان رجلا أخبرني ان قريش خرجت في يوم كذا فإن كان صادقا فهم الآن عند العدوة القصوى وأخبرني أن محمدا خرج يوم كذا فإن كان صادقا فهم الآن عند العدوة الدنيا. وصدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الشيخ . فقال الشيخ : لم تخبرني من انت. فأجابه رسول الله نحن من الماء وقال تعالى: ( وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير* اذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة وان الله لسميع عليم*) وبنى المسلمون عريشا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يستطع المسلمون النوم من الخوف فهنا تجلت حكمة الله عز وجل لطمئنتهم وبعث الله عليهم نعاسا خفيفا استراحت به النفوس وأصبحت بعده يقظة متنشطة
حيث قال تعالى : ( اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به وليذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام )
ا
المواضيع المتشابهه
غزوة بدر الكبرى (٢)
العرض العادي
