العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)


الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني، للأستاذ بناهيان

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
قديم 04-01-2016, 06:18 PM   المشاركة رقم: 101
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 3.28


بإمكان الإنسان الذي يحظى بالعقل أن يعيش أرقى اللذات وأحلاها/ إن لذّة المشي في مسيرة الأربعين أعلى من لذّة أيّ فسق وفجور

لقد بلغ عقل الناس من الرشد بمكان بحيث، لا داعي إلى استخدام الآيات والروايات لتفهيمهم أن «اتباع الهوى» يفني العقل ويقضي على العشق. بإمكاننا أن نفهم هذا المعنى من خلال التجربة وندرك أن «جهاد النفس» يزيد العاطفة غزارة ويؤهّل الناس للحبّ الشديد والطويل المدى. هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم ونشاهده حولنا وفي عالمنا.
بإمكان الإنسان الذي يحظى بالعقل وينظر إلى المستقبل الأبعد كالجنة، أن يعاشق الجنّة وما فوقها يعني لقاءَ الله عز وجل، وأن يتمتّع بلذّة لا يذوقها أفسق الناس في ألهى الملاهي. فعلى سبيل المثال نشير إلى اللذة التي لا يمكن وصفها والتي تعتري زائري أبي عبد الله الحسين المشاة إلى كربلاء في أيّام الأربعين. فأولئك الذين حضروا في هذه الشعيرة العظيمة، يشعرون في تلك الأجواء الرهيبة التي لا توصف بلذّة لا يذوقها طلّاب اللذة والفسق والفجور في أي مكان من هذا العالم.

حريّ بالإنسان أن يتحسّر على حرمان أتباع الهوى وخيبتهم في الحياة

حريّ بالإنسان أن يتحسّر على حرمان أتباع الهوى وخيبتهم في الحياة. ينبغي أن ندعو لهؤلاء المساكين، فإنهم معوّقون في روحهم وذهنهم. لقد أصاب هؤلاء أنفسهم وأرواحهم بجروح وقد قضوا على أرواحهم كالمصاب المجروح إثر حادث اصطدام. لقد اتبع هؤلاء المساكين أهواءهم وسلكوا طريق الفسق والفجور ليسعدوا بلذّته، وهم لا يعرفون أن اللذة الحقيقية هي في مجاهدة الهوى لا في اتباعه. ففي الواقع قد كُذِب على هؤلاء وخدعوا.

إن التزمت بدينك وجاهدت نفسك بعقلك، تجد العشق

قد يتبادر هذا السؤال وهو: إن أردت أن ألازم الدين بعقلي، فعندئذ لا أتمتّع بديانتي، إذ أن اللذة في العشق لا في العقل. الجواب هو: إن التزمت بدينك وجاهدت نفسك بعقلك، تجد العشق. إذ أن العشق لا ينافي العقل وإن كان قد يكون مخالفا للعقل الضيّق النطاق والمقتصر على تدبير الدنيا، ولكنه لا يتعارض مع العقل بشكل عام.
يشير عليك العقل أن تخطو خطاك في سبيل الله فإنه لصالحك، ومن مصلحتك أيضا أن لا تذنب وأن تفعل الأعمال الصالحة. العقل يحكم بأن (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) [الإسراء/7] والعقل يحكم بأن لا يمكن الفرار من حكومة الله؛ «لَا يمْکِنُ‏ الْفِرَارُ مِنْ حُکُومَتِك» [مصباح المتهجد/ج2/ص845]
ولكن أين يوجد العشق؟ إن كففت عن الهوى سوف تعشق من ترى نفسك بمقتضى العقل أسيرا بيده. يعني سوف تستعدّ للعشق أولا إذ لم تتبع هواك، وثانيا سوف ترى أنه لا يليق أحد بالعشق والحبِّ سواه. وهنا سوف يتبلور تركيب رائع وفريد وهو أنك عبر هذه التزكية سوف تعشق إلها مضطرّا إليه ولا مفرّ لك منه، وهذا ما يحقّق علاقة حبّ عجيبة ورائعة جدّا من شأنها أن تصيّرك للفناء فيها.
لقد قال أمير المؤمنين(ع) عن شدّة عشق الله عز وجل: «حُبُ‏ اللَّهِ‏ نَارٌ لَا تَمُرُّ عَلَى‏ شَي‏ءٍ إِلَّا احْتَرَق» [مصباح الشريعة/ص192]. وهذا الحبّ هو حبّ من أنت مضطرّ إليه بحسب العقل، وفي نفس الوقت قد شغف بحبّه قلبك. فإنك إن تقبل على مناجاة الله بهذا النَفَس، سوف تعي لغة المناجاة أفضل.

في بداية المطاف يدرك الإنسان بعقله أنه مقهور بإرادة الله، وبعد ذلك يشعر كم هو مشتاق إلى هذا الربّ

العقل يضطر الإنسان إلى الحركة باتجاه الله سبحانه، إذ سوف تدرك بعقلك أن جميع أنواع الحبّ والغرام لا تلصق بالفؤاد إلا محبّة الله وأهل البيت(ع)، ولا سبيل إلى السعادة غير هذا الطريق. فمن لم يكن مريض القلب يعشقهم كما لا يجد طريقا غير سلوك طريق حبّهم والتقرّب إليهم.
في بداية المطاف يدرك الإنسان بعقله أنه مقهور بإرادة الله، وبعد ذلك يشعر كم هو مشتاق إلى هذا الربّ وكم هو يحبّه. يزعم الكثير من الناس أنهم إذا اضطرّوا إلى شيء سوف لا يحبّونه فضلا عن أن يعشقوه. ولكن ليس الأمر مع الله عز وجل كذلك. فنحن وإن كنّا مضطرّين إلى الله وأسراء بيده ولكن نستطيع أن نعشقه في نفس الوقت.

يتبلور العشق فيما إذا عرفت بعقلك أن مصالحك كلّها تتحقّق عبر سلوكك إلى الله، ولكن تغضّ النظر عن هذه المصالح!

يتبلور العشق من تلك اللحظة التي تعرف فيها بعقلك أن بكلّ خطوة تخطوها إلى الله يتحقّق شيء من مصالحك، ولكن تغضّ النظر عن هذه المصالح ثم تواصل الطريق إلى الله بدافع حبّ الله وحسب.
فإن قيل أن هناك نزاع بين العقل والعشق فلا يعني أن العقل يحكم بضرر شيء والعشق يحكم بمصلحته، فتضطر إلى اختيار أحدهما دون الآخر! فإن هذا الانطباع عن النزاع بين العقل والعشق غير صحيح. النزاع الحقيقي بين العقل والعشق في أن: «العقل يفتح عينيك لترى منافع العمل الصالح، بينما يدعوك العشق إلى غمض العين عن أرباح هذا العمل وأن تسلك هذا الطريق بدافع الحبّ وحسب». فإنك إن غضضت النظر عن المصالح التي يراها العقل وأديت فعل الخير بدافع العشق لم تنحرف عن طريق العقلانية. لأنك إن كنت قد فتحت عينك واحتسبت المصالح والأرباح لما ملت عن هذا الطريق.

أوج الإخلاص هو تعبير آخر عن العشق

أوج الإخلاص هو تعبير آخر عن العشق بالمعنى الذي ذكرناه آنفا أي (أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة/165]. الإخلاص هو أن تعلم وتشعر بالمنافع المعنوية والمادية التي يؤدّي إليها العمل الذي تقوم به، ولكن لا تنظر إليها وتجعل نيتك خالصة لله. وليس العشق غير هذا.
يزعم كثير من الناس أن معنى الإخلاص هو أن تقول لله: «إلهي، أنا أقوم بهذا العمل في سبيلك ومن أجلك وإن كان بضرري!» فهم يتصوّرون العشق والإخلاص بهذه الصورة المشوّهة وغير العقلانية. فكأنهم يمنّون على الله! في حين أن الله سيعطي عبده ما لا يحصى من الأجر والثواب على كل قطرة من دمه، بالإضافة إلى أن من يقتل في سبيل الله، كان قد انتهى أجله، فتفضّل الله عليه ومنّ عليه فأعطاه فرصة الجهاد لكي يراق دمه في سبيله. وهذه حقيقة تبيّنها الآيات والروايات وهي أن الجهاد في سبيل الله لا يقرّب موت أحد، وأما من كان قد جاء أجله، فإنه إن فرّ من الجهاد فسوف يلقى الموت في جوف بيته؛ (يقُولُونَ لَوْ کانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ کُنْتُمْ في‏ بُيوتِکُمْ لَبَرَزَ الَّذينَ کُتِبَ عَلَيهِمُ الْقَتْلُ إِلى‏ مَضاجِعِهِم) [آل عمران/154]

يتبع إن شاء الله...













عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس
قديم 13-01-2016, 04:28 PM   المشاركة رقم: 102
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 4.28


معنى العشق هو أن يقول عقلك: «إن في هذا العمل منافع كثيرة» ويقول العشق: «لا تنظر إلى منافعه»

يقول العقل: «إن كان لابدّ من مغادرة هذه الدنيا في تاريخ محدّد، فادع بالشهادة، إذ أن الشهادة لا تقرّب من أجل الإنسان شيئا». فهو يحكم بمصلحة الشهادة للإنسان. ولكن بعد أن عرفت أن هذه الشهادة لصالحك، يقتضي العشق أن تسلك درب الشهادة بغض النظر عن منافعه ومصالحه.
إن أصبح الإنسان عاشقا، سوف لا يرى شيئا من المنافع الأخروية والدنيوية التي سوف يحظى بها في هذا الطريق سوى الله عز وجل. ليس معنى العشق هو أن ينهاك عقلك من أمر لمضارّه، ويدفعك العشق صوبه بالرغم من أضراره! معنى العشق هو أن يرغّبك العقل بأمر ما لما ينطوي عليه من منافع وأرباح طائلة، وفي المقابل ينهاك العشق أن ترى هذه المنافع كلّها لكي تقوم بهذا العمل الصالح النافع لوجه الله ولحبّه.

فجاهد نفسك لتفعّل وتعزّز عقلك، ثمّ واصل الجهاد لكي تنال العشق والإخلاص

إذن فجاهد نفسك لتفعّل وتعزّز عقلك، ثم واصل الجهاد لكي تنال العشق والإخلاص. فقد قال أمير المؤمنين(ع): «کَيفَ يسْتَطِيعُ الْإِخْلَاصَ مَنْ يغْلِبُهُ الْهَوَى» [غرر الحكم/ص516]
إن الله سبحانه يريك بعض آثار الطاعة والعبادة في هذه الدنيا ليرى هل أنت عاشقه أم لا. وهل تنظر بطمع إلى هذه المنافع أم لا. ولهذا السبب يمنح اللهُ العرفاءَ كرامات وقدرات خارفة، فلو التهوا بهذه الكرامات، لسقطوا من مقامهم المعنوي.

صلى الله عليك يا أبا عبد الله

أقبل أبو الفضل العبّاس نحو الشريعة، فهل كان يعلم أنه إذا استشهد في مثل هذا الموقف ينال درجة يغبطه سائر الشهداء أم لا؟! من المؤكد أنه كان يعلم. ولكن العشق هو أن تعلم كل هذه الحقائق ولكن تغض النظر عنها. ولذلك عند ما وصل العبّاس إلى الشريعة لم يكن يفكّر بشيء إلّا بالحسين وبأطفال الحسين(ع) غافلا عن كونه قد اقترب من أعلى درجات الجنان.
يا أبا الفضل العبّاس أدركنا في هذه الليلة وخذ بأيدينا بيديك القطيعتين. يا أبا الفضل العبّاس ويا باب الحوائج، هذه الليلة الأخيرة من شهر رمضان، يأتيك المصابون بمختلف الأمراض المستعصية ويشفون عند ضريحك، فاشفِ قلبي سيدي. إن لم يعافَ بعض المرضى فلعلّ ذلك بمصلحتهم، ولكن هل هناك مصلحة في بقاء أمراضي الروحية بلا علاج؟!
لقد انتهت الليلة الأخيرة من شهر رمضان وأنا لم أستفد من هذا الشهر وخرّبته. إن بعض القرويّين من العرب لهم عقيدة عجيبة بأبي الفضل العباس(ع). يقول أحد الزوّار كنت واقفا إلى جنب ضريح العباس(ع) وإذا برجل عربيّ قرويّ جاء وألصق رأس ابنه بضريح العبّاس وبدأ يتكلم بكلام لم أفهم منه شيئا. ثم يرجّع رأس ابنه ويسأله عن صحّته، فأجابه ابنه بالنفي. فأعاد عمليّته مرّة أخرى. فسألت أحد الخدّام الذين يعرفون الفارسية فقلت له ماذا يفعل هذا الرجل؟ فالتفت إليه واستمع إلى حديثه فاستعبر وبكى. فقال: يقول هذا الرجل للعباس، يا عبّاس رأس ولدي يوجعه ولا يطيب، فعافِه بسرعة لأني أريد أن أرجع. فيسأل ابنه هل طاب رأسك؟ فأجابه ابنه: لا بعد. فيقول له: اصبر قليلا فالآن يشفيك العبّاس. هكذا يعتقد الناس بأبي الفضل العبّاس.
أحد الأصدقاء من أهالي مشهد، يقول: كنت في حرم العبّاس فرأيت أحد المرضى قد طاب بفضل أبي الفضل العبّاس. ولكني استغربت عندما رأيت أن الخدّام لم يكترثوا كثيرا بهذه الكرامة وكأن لم يحدث شيء عجيب. فقلت لهم: لقد شفي هذا المريض! فلو كان قد شفي في مشهد لقامت القيامة! فأجابني أحدهم قال: لا تستغرب فهذه الأحداث عادية هنا. هذا هو العباس. سيدي يا باب الحوائج! لقد جئت إليك بقلب مريض فاشفه وعافه.
أحد الأطبّاء المؤمنين من أقرباء العارف آية الله العظمى بهاء الديني(ره)، ومن المقرّبين له قال: أخبروني بعد أيّام عاشوراء أن صحّة السيد بهاء الديني سيئة. فجئت إلى قم لزيارته وفحصه فرأيته شاخصا إلى نقطة ثابتة من الجدار ولا يتكلم. فبدأت أفحصه ولكن لم أر آثارا من مرض. فقلت: إن السيد قد صدم بقضية روحيّة! ولكن أين السيد بهاء الديني من الصدمات الروحية؟! إذ كان جبلا شامخا لا يهتزّ. كان يخبر عن الغيب والمستقبل ويتحدّث مع أرواح المؤمنين في عالم البرزخ.
فحاولت أن أتمازح مع السيد ولكن لم تتغير صحّته. إلى أن قلت له سيدنا: أنت الذي يجب أن تساعدني لأعرف السبب من هذه الحالة. ثم بدأت أعطيه أدوية مهدئة بمدّة يومين، فتحسّنت صحّته. فقلت له: إذن سيدنا يجب أن تحكي لنا قصتك. ثم مرّت خمسة عشر يوما وتحسّنت صحّته، حتى بدأ يتكلّم ويضحك. فقلت له: قل لي سيدنا ماذا حدث بك، فقد سمعت أن قد تدهورت صحتك من يوم تاسوعاء؟ (يوم التاسع من المحرم في إيران هو يوم العباس). فقال لي: أترك الموضوع، ولكني أخطأت وأصررت على السيد. فما أن قال لي قصّته تدهورت حالته مرّة أخرى. ما الذي أثّر في قلب السيد بهاء الديني بهذا القدر؟ يقول: قال لي السيد، أنا قد التفتت لحظة واحدة إلى قلب أبي الفضل العبّاس عندما يئس من إيصال قربته إلى المخيّم. ثم صاح صيحة وقال: واويلي على يأس العبّاس!












عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2016, 12:58 PM   المشاركة رقم: 103
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 1.29


الطرق العملية لجهاد النفس: «ترك الشهوات» و «الصبر على المكاره»/ بإمكان الإنسان أن يحلّق بجناحي «ترك الهوي» و «الصبر في البلاء»/ إن جهاد النفس عملية دائمية وهي مستمرّة إلى آخر عمر الإنسان

إليك ملخّص الجلسة التاسعة والعشرين من سلسلة محاضرات سماحة الشيخ بناهيان في موضوع «الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني» حيث ألقاها في ليالي شهر رمضان المبارك عام 1434هـ. في مسجد الإمام الصادق(ع) في مدينة طهران.

مرور على ما سبق/ لقد تمّ تصميم حياة الإنسان وخلقته بحيث تفرض ادلنيا علينا بعض المعاناة وكذلك قد انطوى وجودنا على بعض العناء

في هذه الجلسة والتي هي الجلسة الأخيرة من ليالي شهر رمضان، في البداية نستعرض موجز الأبحاث المطروحة في الجلسات السابقة، ثم ننتهي إلى ذكر عدد من الطرق العملية والقواعد التنفيذية لإدارة عملية جهاد النفس.
لقد ذكرنا أن فلسفة خلق الإنسان هي: 1ـ أن يرشد ويتكامل عبر الشدّة والعناء. 2ـ بغض النظر عن فلسفة خلق الإنسان والهدف منه، تركيبة وجود الإنسان تفرض عليه العناء، إذ قد انطوى وجود الإنسان على عدّة رغبات متعارضة، ولذلك فلا سبيل للإنسان لتلبية جميع رغباته. 3ـ لقد جعلت حياة الإنسان في بيئة متزاحمة مع كثير من أهواء الإنسان، ولذلك فمن المحال أن لا تواجهوا طيلة حياتكم بعض الأشخاص الذين لم يسيئوا إليكم لسوء تفاهم.
لقد تمّ تصميم حياة الإنسان وخلقته بحيث تفرض الدنيا علينا بعض المعاناة وكذلك قد انطوى وجودنا على بعض العناء. فسواء علينا أسلكنا طريق الهدى صوب الله أم لا، فلابدّ من المعاناة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ في‏ کَبَد) [بلد/4]

إن كان لابدّ من تحمّل العناء في الدنيا، فلابدّ من إدارة المعاناة/ لابدّ أن ندير المعاناة وفقا لبرنامج في جهاد النفس

بعد أن عرفنا أن لابدّ من المعاناة في الحياة الدنيا، ننتهي إلى هذه النتيجة وهي أنه يجب إدارة هذا العسر والعناء، في سبيل أن: 1ـ نقلّل من هذه المعاناة بقدر المستطاع 2ـ نحظى بأفضل نفع من مقاساة هذه المشقّة 3ـ نحقّق الهدف المنشود من هذه المعاناة ولا نكون مصداقا لقوله: (خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَه) [الحج/11] يعني أن لا نكون بحيث نتحمّل كل هذا العناء ثم لا نكسب أي شيء ولا يكون لنا في الآخرة من خلاق. لذلك لابدّ أن نتجهّز ببرنامج لإدارة المعاناة وفقا لبرنامج في جهاد النفس.
إن برنامج جهاد النفس وإدارة المعاناة والصعوبات لهو الطريق الوحيد في حياة الإنسان. وهو يشمل جميع مراحل حياة الإنسان من بدايته إلى نهايته. أما باقي المفاهيم والوصايا والبرامج فهي إما مقدّمته أو أجزاؤه أو نتيجته.
الإيمان يشحننا عزما على جهاد النفس. وأما هدف جهاد النفس فكسب الصلاح ورشد المواهب وتعادل الروح وكثير من الفوائد الدنيوية والأخروية والمادية والمعنوية، أما الهدف الأرقى والأسمى من جهاد النفس فهو «الاستعداد والتأهّل للقاء الله».

إن أدرنا عملية جهاد النفس وفقا لرغبتنا وتشخيصنا، فإننا في الواقع قد اتبعنا هوى نفسنا/ لا يتحقّق جهاد النفس بلا أوامر

بعد ما عرفنا ضرورة إدارة هذه المعاناة، وعرفنا أن جهاد النفس هو في الواقع حقيقة مهمّتنا لإدارة المعاناة في الدنيا، فهنا إذا أردنا أن ندير عملية جهاد النفس وفقا لرغبتنا وتشخيصنا، فقد رجعنا في ورطة اتباع الهوى. إذ قمنا بجهاد نفسنا بأمر من نفسنا وهذا نقض للغرض، فلا ترتفع أنانية النفس وكبريائها عبر هذا الأسلوب.
ليس من شأن أيّ معاناة وأيّ جهاد للنفس أن يطهّر الإنسان ويزيل عنه لوث الكبر. فإننا إن جاهدنا أنفسنا وفقا لرغبتنا، فسوف تكبر نفسنا وتسمن. وهذا يعني إذا أردنا أن نجاهد أنفسنا فلابدّ أن يأمرنا شخص آخر وإلا فيصبح جهادنا بلا فائدة. ولذلك تفضّل علينا الله وأمرنا عن طريق أنبيائه. لماذا نقول أن الله تفضّل علينا في إصدار أوامره؟ لأن كثيرا من الأعمال الصالحة التي أمرنا الله بها، هي من الأعمال التي كان بإمكاننا أن نشخصها وندرك حسنها حتى ولو لم يأمرنا الله بها، مثل التصدق على الفقير، ولكن الله قد تفضّل علينا وأمرنا بذلك لكي لا تكبر أنانيّتنا، إذ لو كانت نفسنا هي المحور في تشخيص الصحيح عن الخطأ وكانت هي صاحبة الرأي في تربيتنا، لملئت كبرا وطغيانا.

نحن نودّ أن نتعاظم ونزداد قدرا، ولكن لا سبيل إلى تلبية هذه الرغبة إلا بـ «الاتصال بالعظيم»/ طريق الاتصال إلى الله هو التواضع والعبودية

هنا انتهينا إلى مفهوم العبودية الرائع. فيدخل هذا المفهوم في موضوع إدارة جهاد النفس. إذا أردنا أن نتصل بالله العظيم والمتكبّر فلابدّ لنا أن نتواضع أمام كبريائه. نحن نودّ أن نتعاظم ونزداد قدرا، ولكن لا سبيل إلى تلبية هذه الرغبة إلا بـ «الاتصال بالعظيم». مثل الإمام الخميني(ره) الذي بلغ العزّ والعظمة عبر التواضع والتذلل إلى الله، وإلا فإن أردنا أن نلبّي هذه الرغبة عن طريق آخر، سينتهي حالنا إلى الكبر ونصبح متكبّرين بحيث نحرم استشمام ريح الجنة؛ «مَن ماتَ و في قَلبِهِ مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن کِبرٍ لم يجِدْ رائحَةَ الجَنَّةِ» [أمالي الشيخ الطوسي/ص537]

تزهق أنانيتنا عبر اتباع وليّ الله/ الولاية هي المفهوم الثاني في مسار عملية جهاد النفس/ التقوى هي برنامج لجهاد النفس

بعد ما أقرنا بضرورة أمر الله في عملية إدارة جهاد النفس، هنا يتبلور مفهوم رئيس ومبارك باسم «الولاية». لأن الله لا يصدر جميع أوامره بشكل مباشر، بل من أجل أن تذلّ نفسنا واقعا، يصدر بعض الأوامر وليّ الله. فهنا تزهق أنانيّتنا باتباع ولي الله. لأن من طبيعة الإنسان أن يصعب عليه إطاعة بشر مثله، إلّا أن الله قد سهّل علينا إطاعة وليّه إذ قد اختار أفضل خلقه وأحسنهم وأفضلهم وأجملهم وليّا له.
إذن المفهوم الأول الذي نواجهه في مسار إدارة جهاد النفس هو «العبودية»، والمفهوم الثاني هو «الولاية». ثم يأتي دور البرنامج في جهاد النفس والذي يتمثّل في أوامر الله ونواهيه والذي يسمّى بـ «التقوى».

يتبع إن شاء الله...












عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2016, 12:59 PM   المشاركة رقم: 104
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 2.29


الطرق العملية لجهاد النفس/ يرتكز جهاد النفس على ركنين: 1ـ ترك الشهوات 2ـ الصبر على المكاره

وأما في تكملة البحث، نقف عند الطرق العملية لجهاد النفس ونعرّف عددا من القواعد التنفيذية لإدارة هوى النفس. يرتكز جهاد النفس على ركنين، ولابدّ من مراعاتهما معا: الأول: ترك الشهوات والثاني: الصبر على المكاره.
قال الإمام الصادق(ع) لأحد أصحابه: «بِحَقٍّ أَقُولُ‏ لَکُمْ‏ إِنَّکُمْ‏ لَا تُصِيبُونَ‏ مَا تُرِيدُونَ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تَشْتَهُونَ وَ لَا تَنَالُونَ مَا تَأْمُلُونَ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى مَا تَکْرَهُونَ» [تحف العقول/ص305 و أمالي المفيد/208]

ترى بعض الناس مستعدّين لترك الذنب والشهوات، ولكنهم غير مستعدّين للصبر على البلاء والمصائب/ بإمكان الإنسان أن يحلّق بجناحي «ترک الهوي» و «الصبر في البلاء»

ترى بعض المتدينين مستعدّين لترك الذنب والشهوات، ولكنهم غير مستعدّين للصبر على البلاء والمصائب. ومن جانب آخر ترى بعض الناس مستعدّين للصبر على البلاء ولكنهم غير مستعدّين لترك المعاصي. في حين أنه لابدّ من حفظ هذين الركنين معاً لكي يُنتِجا. إذ بإمكان الإنسان أن يحلّق بجناحين؛ أحدهما هي أن يترك الهوى والهوس ويكفّ عن الذنوب والأخرى هي أن يصبر على البلاء إذا نزل به.
سئل الحاج دولابي(ره) أن يعطي وصفة للسير والسلوك إلى الله، فقال: لا حاجة إلى وصفة «فاذهبوا وارضوا» بما قدّر الله لكم! إذ قلّما تجد راضيا بين الناس. نفس هذه الأعمال الصالحة التي نقوم بها وما نمارسه من مراقبة في ترك الذنوب، إن دمجناها بالرضا، فسوف تعيننا على الإقلاع والتحليق بهذين الجناحين.
الصبر على المكاره جهاد للنفس في حدّ ذاته. مجرّد رضا الإنسان وعدم شكواه مع نفسه من المصائب والمكاره، يحسب جهادا للنفس. فقد يبتلى الإنسان ببعض المشاكل ولكن يحافظ على بسمته في داخله ومع ربّه، فهذا جهاد للنفس أيضا وممّا يكسب رضا الرحمن. لأن الله يعلم جيّدا مدى معاناة عبده في هذه المشكلة، ولكنه يراه راضيا عنه وشاكرا له.
لقد كان الإمام الحسين(ع) في يوم عاشوراء محافظا على رضاه عن الله، ففي إحدى هذه المواقف العظيمة جدّا على قلبه، في تلك اللحظة الذي ذبح فيها طفله الرضيع في يده، رمى بدم عبدالله الرضيع إلى السماء وقال: «هونٌ‏ عَلَيَّ‏ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَينِ‏ اللَّه» [اللهوف/ص117] فقد جسّد الإمام أحد أعظم مصاديق قوله تعالى: (ارْجِعي‏ إِلى‏ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّة) [الفجر/28].
يجب أن يكون جهاد النفس دأب الإنسان يوميّا وفي كلّ حال
قال أمير المؤمنين(ع): «وَ مَنْ أَرَادَ إِصْلَاحَ‏ حَالِهِ‏ وَ سَلَامَةَ نَفْسِهِ فَلْيجْعَلْ دَأْبَهُ مُجَاهَدَةَ النَّفْسِ عِنْدَ کُلِّ حَالٍ» [إرشاد القلوب/ج1/ص98] يجب أن يصبح جهاد النفس دأب الإنسان يوميا وفي كلّ حال، بحيث لا يغفل عن هذا الأمر لحظة واحدة.

إن جهاد النفس عملية مستمرّة وهي باقية إلى آخر العمر

سئل الإمام الصادق(ع): «أَينَ طَرِيقُ‏ الرَّاحَةِ؟ فَقَالَ ع: فِي خِلَافِ الْهَوَى. قِيلَ: فَمَتَى يجِدُ عَبْدٌ الرَّاحَةَ؟ فَقَالَ ع عِنْدَ أَوَّلِ يوْمٍ يصِيرُ فِي الْجَنَّة» [تحف العقول/ص370] وهذا يعني أن جهاد النفس عملية مستمرّة وهي باقية إلى آخر العمر. يعني مادام الإنسان يعيش في هذه الدنيا فيجب أن يخالف هواه دائما، ولا فرق بين أن يكون في المراحل الابتدائية أو في المراتب العالية. فحتى العرفاء ورجالنا العظام كانوا يجاهدون أنفسهم إلى آخر عمرهم، طبعا كلّ بحسبه وبمقتضى درجته ومستواه.

حديث قدسي: إِذَا عَلِمْت‏ أَنَّ الْغَالِبَ‏ عَلَى عَبْدِيَ‏ الِاشْتِغَالُ بِي نَقَلْتُ‏ شَهْوَتَهُ‏ فِي مَسْأَلَتِي وَ مُنَاجَاتِي/ إن ذكر الله ومناجاته من اللذة والحلاوة بمكان بحيث يملأ فراغ لذة الشهوات

قال النبي(ص): «قَالَ اللهُ تَبَارَك وَتَعالَى إِذَا عَلِمْت‏ أَنَّ الْغَالِبَ‏ عَلَى عَبْدِيَ‏ الِاشْتِغَالُ بِي نَقَلْتُ‏ شَهْوَتَهُ‏ فِي مَسْأَلَتِي وَ مُنَاجَاتِي فَإِذَا کَانَ عَبْدِي کَذَلِكَ فَأَرَادَ أَنْ يسْهُوَ حُلْتُ بَينَهُ وَ بَينَ أَنْ يسْهُوَ أُولَئِكَ أَوْلِيائِي حَقّاً أُولَئِكَ الْأَبْطَالُ حَقّاً أُولَئِكَ الَّذِينَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُهْلِكَ الْأَرْضَ عُقُوبَةً زَوَيتُهَا عَنْهُمْ مِنْ أَجْلِ أُولَئِكَ الْأَبْطَال» [عدة الداعي/ص250]
إن سعيتم قليلا وانشغلتم بعملية جهاد النفس وجعلتم ذلك همّا لكم، سوف ترون حسن تعامل الله معكم ومدى لطفه بكم. فلنسأل الله أن يجعلنا من الذين غفلوا عن شهواتهم وانشغلوا بذكره. إن ذكر الله ومناجاته من اللذة والحلاوة بمكان بحيث يملأ فراغ لذة الشهوات.
سأل أحد الأشخاص رسول الله(ص): «فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ کَيفَ‏ الطَّرِيقُ‏ إِلَى‏ مَعْرِفَةِ الْحَقِ‏ فَقَالَ ع مَعْرِفَةُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ کَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى مُوَافَقَةِ الْحَقِّ قَالَ مُخَالَفَةُ النَّفْسِ قَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى رِضَاءِ الْحَقِّ قَالَ سَخَطُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى وَصْلِ الْحَقِّ قَالَ هَجْرُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى طَاعَةِ الْحَقِّ قَالَ عِصْيانُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى ذِکْرِ الْحَقِّ قَالَ نِسْيانُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى قُرْبِ الْحَقِّ قَالَ التَّبَاعُدُ عَنِ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى أُنْسِ الْحَقِّ قَالَ الْوَحْشَةُ مِنَ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ کَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى ذَلِكَ قَالَ الِاسْتِعَانَةُ بِالْحَقِّ عَلَى النَّفْس» [عوالي اللئالي/ج1/ص246]
دعاؤنا في آخر شهر رمضان هو أن نقول: اللهم انصرنا على أنفسنا وأعنا في مخالفة هوى نفسنا.














عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس
قديم 29-03-2016, 07:55 AM   المشاركة رقم: 105
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 1.30


الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني ـ 30

يجب أن نتجهّز ببرنامج تعليمي لطرق جهاد النفس/ كان لقمان يتعلّم «علم جهاد النفس»/ الخطوة الأولى: هي أن نعتبر النفس أعدى عدوّنا

الزمان: 16/08/2013
المكان: طهران ـ مسجد الإمام الصادق(ع)
استمرّت جلسات هيئة محبي أمير المؤمنين(ع) الأسبوعية بعد شهر رمضان في موضوع «الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني» تكملة لما طرحه في شهر رمضان. فإليكم أهم المقاطع من كلمته:

لماذا آتى الله لقمان الحكمة؟/ الإمام الصادق(ع): يتَعَلَّمُ‏ مَا يغْلِبُ‏ بِهِ‏ نَفْسَهُ‏ وَ يجَاهِدُ بِهِ هَوَاه

عرفنا في الجلسات الماضية أن «جهاد النفس» هو الطريق الوحيد لتعالي الإنسان وتحسين مستوى العبودية والحياة، كما هو الطريق الوحيد لنيل مقام القرب إلى الله في آخر المطاف. بطبيعة الحال وبعد القبول بهذا الأصل لابدّ لنا أن نلتفت إلى الأساليب والطرق العملية لذلك.
في هذا الطريق علينا في بادئ الأمر أن نبحث عن «علم جهاد النفس» ونكثّر معلوماتنا في هذا المجال. فإن التحصيل على هذا العلم أمر ثمين جدّا. إن هذا العلم هو مجموعة من المعلومات التي تحدّد لنا ضمن بيان بعض الأسس والقواعد طرق جهاد النفس والمنعطفات الموجودة في أثناء هذا الطريق.
سئل الإمام الصادق(ع) عَنْ لُقْمَانَ‏ وَ حِکْمَتِهِ الَّتِي ذَکَرَهَا اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ، فَقَالَ: «أَمَا وَ اللَّهِ مَا أُوتِي لُقْمَانُ الْحِکْمَةَ بِحَسَبٍ وَ لَا مَالٍ وَ لَا أَهْلٍ وَ لَا بَسْطٍ فِي جِسْمٍ وَ لَا جَمَالٍ وَ لَکِنَّهُ کَانَ رَجُلًا قَوِياً فِي أَمْرِ اللَّهِ مُتَوَرِّعاً فِي اللَّه‏ ... وَ يعْتَبِرُ وَ يتَعَلَّمُ‏ مَا يغْلِبُ‏ بِهِ‏ نَفْسَهُ‏ وَ يجَاهِدُ بِهِ هَوَاه ُوَ يحْتَرِزُ بِهِ مِنَ الشَّيطَانِ فَکَانَ يدَاوِي قَلْبَهُ بِالْفِکْرِ وَ يدَاوِي نَفْسَهُ بِالْعِبَرِ- وَ کَانَ لَا يظْعَنُ إِلَّا فِيمَا ينْفَعُهُ- فَبِذَلِکَ أُوتِي الْحِکْمَةَ وَ مُنِحَ الْعِصْمَةَ» [تفسير القمي/ج2/ص162]

يجب أن نتجهّز ببرنامج تعليمي لطرق جهاد النفس

في سبيل أن نلمّ بمباني جهاد النفس وطرقه لابدّ أن نحصل على علم الجهاد ونتجهّز ببرنامج تعليمي. علينا أن نهدف إلى تعلّم علم جهاد النفس. طبعا قد يسمّى هذا العلم «علم الأخلاق» أو «علم التربية» أو بتعبير أحرى «علم تهذيب النفس»، ولكن هذا العلم في الواقع وبتعبير أمير المؤمنين(ع) هو «معرفة نظام الدين»؛ «نِظامُ الدِّينِ مُخالَفَةُ الهوي» [غرر الحكم/6427]
قال الإمام الصادق(ع) في حديثه عن لقمان: «فَکَانَ يدَاوِي قَلْبَهُ بِالْفِکْرِ وَ يدَاوِي نَفْسَهُ بِالْعِبَر» يعني يمكن كشف مسائل هذا العلم عن طريق الفكر والاعتبار والاستفادة من التجارب وأما الدين فدليل في هذا الطريق. فمقتضى هذا الحديث هو أنه من شأن بعض العلوم التجريبية أن تواكب الدين وتعين الإنسان في طريق جهاد النفس. إذ لا فرق بين الاعتبار وأخذ العبر الذي كثر التأكيد عليه في الروايات وبين التجربة. العبرة هي حسن الاستفادة من التجارب والعلوم التجربية هي مدوّنات منظمة لجميع التجارب التي حصل عليها الإنسان على مرّ الدهور والأعصار في مختلف المواضيع والفروع. يستطيع الدين أن يرشد العلوم التجربية، ومن جانب آخر تنتهي العلوم التجربية في مسار تطوّرها إلى ما قاله الدين.

إن جهاد النفس يمنح الإنسان الحكمة

وقال الإمام الصادق(ع) في حديثه عن لقمان: «وَ کَانَ لَا يظْعَنُ إِلَّا فِيمَا ينْفَعُهُ- فَبِذَلِكَ أُوتِيَ الْحِکْمَةَ وَ مُنِحَ الْعِصْمَةَ» [المصدر نفسه] يدل هذا الحديث على أن اتباع الهوى بضرر الإنسان ومصلحته في مخالفة الهوى ولذلك على أثر تحصيله على علم جهاد النفس وممارسته في هذا الجهاد، أوتي الحكمة والعصمة.
فكّروا لماذا جهاد النفس يجلب الحكمة للإنسان، ويمكّنه من إنتاج العلم ويقصّر ويسهّل عليه الطريق الطويل لمعرفة أعقد قواعد العالم؟ ولماذا يرفع مقام الإنسان إلى درجة العصمة الاكتسابية؟

لقد تفضّل الله على لقمان بمنحه العصمة لأنه كان مجدّا في جهاد النفس

بناء على حديث الإمام الصادق(ع) لقد أعطى الله سبحانه لقمان الحكمة. عندما يجري الحديث عن عصمة بعض الأولياء من غير الأئمة المعصومين(ع) تجد بعض الناس ينزعجون، مع أنه قد ذكرت العصمة الاكتسابية الحاصلة من التقوى وجهاد النفس والإخلاص مرارا في الروايات. فعلى سبيل المثال قال الإمام الباقر(ع): «إِذَا عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى حُسْنَ نِيةٍ مِنْ أَحَدٍ اکْتَنَفَهُ‏ بِالْعِصْمَة» [أعلام الدين/ص301] وهذه هي العصمة الاكتسابية. وقد تفضّل الله على لقمان بمنحه العصمة لأنه كان مجدّا في جهاد النفس.
قال آية الله بهجت(ره): «إن شرط النبوّة والوصاية العصمة، أما أن العصمة منحصرة في النبي والوصي، فهذا ما لا دليل عليه. فعلى سبيل المثال نحتمل في زيد بن علي بن الحسين(ع) العصمة، وأنا عندي ظن يقارب اليقين بأنه كان معصوما عن الخطئية لا الخطأ... وكذلك أبوالفضل العباس وعلي بن الحسين الذي استشهد في كربلاء وبعض أصحاب سيد الشهداء، فليس هناك احتمال في عصمتهم وحسب بل قد أحرزت عصمتهم. وكذلك هل يمكن أن لا نعتبر المقداد وسلمان معصومين؟ وكذلك كان في عصرنا من ادعى أن لم يرتكب معصية عن علم وعمد». [گوهرهاي حکيمانه (فارسي/ 58]

يتبع إن شاء الله...













عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2016, 07:17 AM   المشاركة رقم: 106
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 2.30


ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها في طريق «جهاد النفس»؟/ لا يمكن أن نحدّد الخطوة الأولى بسهولة لأن الإنسان ذو أبعاد

بعد أن عرفنا وخضعنا لهذه الحقيقة وهي أن طريقنا الوحيد هو جهاد النفس وبعد ما اكتشفنا أهميته وضرورته، يتبادر إلى الذهن هذا السؤال وهو: ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها في طريق «جهاد النفس»؟ لا يمكن أن نحدّد هذه الخطوة الأولى ببساطة لأن الإنسان ذو أبعاد مختلفة وكلّما تحدّثنا عن الخطوة الأولى، يطرح هذا السؤال نفسه: الخطوة الأولى في أي بعد من الأبعاد الوجودية في الإنسان؟
فعلى سبيل المثال إذا كان للإنسان علاقات مع جهات مختلفة فلابدّ أن تكون علاقته الأهم، علاقته مع الله، وعليه فلعلّنا نستطيع أن نقول: إن الخطوة الأولى هي إصلاح الصلاة، وأما بالنسبة إلى علاقته مع الآخرين، فالخطوة الأولى عدم الظلم. وأما في الجانب السلوكي أيضا فليس من السهل تحديد الخطوة الأولى أهي غضّ العين أم مراقبة السمع أم مراقبة اللسان.
وبالإضافة إلى البعد العملي والسلوكي والعلاقات المختلفة، ينطوي الإنسان على أبعاد وجودية أخرى. فبالإضافة إلى نشاطه على مستوى «العمل والسلوك» يمارس بعض النشاطات على مستوى «الفکر والتعقّل» أو على مستوى «المشاعر والرغبات». فهنا أيضا يتبادر إلى الذهن سؤال، وهو: هل يجب أن تكون الخطوة الأولى على مستوى السلوك، أم على مستوى النزعات والمشاعر؟ هنا أيضا لا يمكن تحديد البعد المقدّم بسهولة ولا نستطيع أن أن نرجّح جانبا على الآخر ببساطة.
طبعا من إحدى الجوانب قد يقال: ينبغي أن تخصّص الخطوة الأولى بنزعات الإنسان ورغباته. إذ أنها لحقيقة واضحة وهي أنه ما لم يرغب الإنسان في فهم قضية أو إنجاز فعل ما، لا يعزم عليه. أمّا الأمر الذي يعقّد القضيّة هي أن الله لم يخلق الإنسان خاليا من الرغائب والنزعات، فقد أودع في فطرة الإنسان مجموعة من النزعات منذ البداية. ولذلك ففي كثير من الأحيان لم تكن الخطوة الأولى على مستوى النزعات. إذ ينطوي الإنسان على مجموعة من النزعات الحسنة الإيجابية منذ خلقه فلا يحتاج إلى تحصيلها.

الخطوة الأولى في مسار «جهاد النفس» بعد العلم، هي اعتبار النفس أعدى الأعداء/ يجب أن يكون لنا انطباع سلبي جدّا عن النفس

بالرغم من كل تعاقيد روح الإنسان التي سببت في صعوبة تشخيص الخطوة الأولى، بإمكاننا أن نسلّط الأضواء على أمر كخطوة أولى في هذا المسار. وهي أن يسعى الإنسان في مسار جهاده ضدّ هوى نفسه، أن يجعل رؤيته تجاه النفس كنظرته إلى أعدى أعدائه. يعني ينبغي للإنسان أن يعتبر «نفسه» و «أنانيته» عنصرا سيئا جدّا ويعتبرها عدوّة لدودة.
لا يكفي العلم بهذه الحقيقة، بل يجب أن نحظى برؤية ثابتة وعميقة تجاه النفس، وهذا ما يحتاج إلى دقّة وصرف الوقت الكثير في طريق جهاد النفس.

كثير من الناس لا يرى نفسه الأمارة عنصرا سيئا وخطرا، وحتى تراه قد صادَقَ نفسه!

كثير من الناس غير مقتنع بأن نفسه الأمارة عنصرا سيئا، ولا يشعر منها بخطر وحتى تراه قد صادَقَ نفسه! في حين يجب أن يعترينا هذا الشعور بحيث نرى نفسنا عدوّة لنا ونحظى بهذه الرؤية وهي أن نزعاتنا النفسانية والدانية سيئة وخبيثة جدّا، فإن لم نعتبرها عدوّا ولم نجاهدها، نتحوّل إلى أشخاص مدلّلين وعديمي المنطق وخطرين.

النبي الأكرم(ص): أَعْدَى عَدُوِّکَ‏ نَفْسُكَ/ في سبيل أن نجاهد نفسنا يجب أولا أن نعتبرها عدوّا

قال النبي الأعظم(ص): «أعْدَى عَدُوِّكَ‏ نَفْسُكَ‏ الَّتِي بَينَ جَنْبَيك‏»(مجموعي ورّام/ج1/ص59)‏ فلابدّ أن نصدّق بأن نفسنا الأمارة عدوّ عزم على إذلالنا وإهلاكنا. فلا يجب أن لا نتخذ هذه النفس الخطرة ربّا وحسب، بل ينبغي أن لا نصادقها بل ولا نغفل عنها أبدا. إذ أن إهمال هذا العدو الخطر والقاسي والغفلة عنه يجرّ الويلات إلى الإنسان. إذن فمن أجل النجاح في عملية جهاد النفس، يجب أولا أن نعتبر النفس خصمنا وعدوّنا لنصرعها وإلا فهي التي سوف تصرعنا.
يجب أن نغيّر مشاعرنا تجاه نفسنا، ولابدّ أن نعتبرها عدوّا لا ينفك عن محاولة إلحاق الضرر بنا وإذلالنا طرفة عين. فلا ينبغي أن نعيش أفكارا رغائبية ليوقعنا الشعور بالأمن الكاذب في فخّ عداواته الكامنة.
الإمام الكاظم(ع): جاهد نفسك... فإنه واجب عليك كجهاد عدوّك/ ليت الإذاعة والتلفزيون يعرضون لنا الجرائم التي ترتكب في المنطقة ليعرف الناس ما معنى العدوّ؟
قال الإمام الكاظم(ع) لأحد أصحابه: «جَاهِدْ نَفْسَكَ لِتَرُدَّهَا عَنْ هَوَاهَا فَإِنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيكَ کَجِهَادِ عَدُوِّكَ» [تحف العقول/ص399]
في خضمّ حروب المنطقة هذه، ليت الإذاعة والتلفزيون تقتنع باتخاذ هذه الاستراتيجية وهي أن تعكس جرائم العدوّ أكثر للناس ليعرف الناس ما معنى العدوّ؟ فعلى سبيل المثال تطيل الوقوف عند مئات الأبرياء الذين ذبحوا أو أطلقت عليهم الرصاص واحدا واحدا على يد داعش، ليرى الناس ما يجري في العالم ويدركوا مفهوم «العدوّ».

يتبع إن شاء الله...













عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس
قديم 03-04-2016, 10:11 AM   المشاركة رقم: 107
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 3.30


ليس مستوانا في معرفة العدو والتصديق بوجود العدو جيّدا/ يسعى إبليس لإغفالنا عن العدو/ لا يغفل عاقل عن عدوّه اللدود والمدجّج بالسلاح/ مقطع فيلم يجب أن نراه مرّة واحدة ونطيل التفكير فيه مرارا

ليس مستوانا في معرفة العدوّ والتصديق بوجود العدوّ جيّدا، وإنها لمفاهيم غريبة في أدبياتنا. ومن جانب آخر يسعى إبليس لاستخفاف عقولنا وإغفالنا عن العدوّ. اليوم ومع تواجد العدوّ بقضّه وقضيضه لماذا لا نلتفت إليه ونتغافل عن وجوده؟ لا يغفل عاقل عن عدوّه اللدود والمدجّج بالسلاح. ولا يشعر إنسان عاقل بالأمن إلى جانب عدوّه القاسي.
يجب أن نرى مرة واحدة المقطع الذي يذبح فيه قسّ مسيحي، ثم نطيل التفكير فيه مرارا. لابدّ أن نرى وجه ذاك الرجل الذي يذبح القسّ بكل برود، لنصدّق برذالة العدوّ وخبثه. فما تفعلون بهذا العدوّ إن سقط في أيديكم؟! أفلا تبطشون به؟! والحال أن النبي(ص) قد اعتبر النفس الأمارة أعدى من ذلك العدو. لابدّ أن يترسخ هذا المعنى وهو أن نفسنا الأمارة عدوّة لنا، فيجب أن نهاجمها ونقمعها كما نهاجم العدو.

إذا عرفنا أن أعدى عدوّنا هي نفسنا، تهون عندنا عداوات المؤمنين لنا

قال أمير المؤمنين(ع) في وصيته: «اللَّهَ اللَّهَ‏ فِي الْجِهَادِ لِلْأَنْفُسِ؛ فَهِيَ‏ أَعْدَى‏ الْعَدُوِّ لَکُم» [دعائم الإسلام/2/352]. فإذا عرفنا أن أعدى عدوّنا نفسنا، تهون عندنا عداوات المؤمنين المختصرة لنا. طبعا حساب الكفار والمنافقين المعاندين للإسلام والمسلمين يختلف عن عداوات المؤمنين الشخصية أو الناتجة من سوء التفاهم، فلابدّ من معاداة الكفار والمنافقين.

أمير المؤمنين(ع): وإنَّ أوَّلَ المعاصِي تَصدِيقُ النَّفسِ، والرُّکُونُ إلى الهَوَى

ثم قال أمير المؤمنين(ع) في تكملة وصيته: «وإنَّ أوَّلَ المعاصِي تَصدِيقُ النَّفسِ، والرُّکُونُ إلى الهَوَى» [دعائم الإسلام/2/352] فشرط الأمان من هذه المعصية الأولى هي أن نكذب النفس ولا ننسجم معها.

بالإضافة إلى معاداة النفس يجب أن نلتفت إلى قبحها/إن نفس الإنسان موجود خبيث قذر وقح وطاغ

إذن الخطوة الأولى هي تكذيب النفس ومعاداتها. ولكن بالإضافة إلى معاداة النفس يجب أن نلتفت إلى قبحها. إنها لموجود خبيث قذر وقح وطاغ. طبعا لا يخفى أنه عندما نقول النفس السيئة، نقصد الجانب الحقير من النفس الذي يميل إلى الدنيا، أما روح الإنسان ففيها أبعاد جميلة جدا تعكس جمال الله سبحانه.
لقد قال الله المتعال في حديثه المعراج مخاطبا حبيبه الرسول الأعظم(ص): «يا أَحْمَدُ لَا تَتَزَينُ‏ بِلِينِ اللِّبَاسِ وَ طِيبِ الطَّعَامِ وَ لَينِ الْوَطَاءِ فَإِنَّ النَّفْسَ مَأْوَى کُلِّ شَرٍّ وَ هِي رَفِيقُ کُلِّ سُوءٍ، تَجُرُّهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ تَجُرُّکَ إِلَى مَعْصِيتِهِ وَ تُخَالِفُکَ فِي طَاعَتِهِ وَ تُطِيعُکَ فِيمَا تَکْرَهُ وَ تَطْغَى إِذَا شَبِعَتْ وَ تَشْکُو إِذَا جَاعَتْ وَ تَغْضَبُ إِذَا افْتَقَرَتْ وَ تَتَکَبَّرُ إِذَا اسْتَغْنَتْ» ثم يقول في تكملة هذا الحديث: «مَثَلُ النَّفْسِ کَمَثَلِ النَّعَامَةِ؛ تَأْکُلُ الْکَثِيرَ وَ إِذَا حُمِلَ عَلَيهَا لَا تَطِيرُ وَ مَثَلُ الدِّفْلَى‏ لَوْنُهُ حَسَنٌ وَ طَعْمُهُ مُرٌّ» [الجواهر السنية في الأحاديث القدسية/ص383]
«اُتِيَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِخِوانِ فالوذَجٍ، فوُضِعَ بَينَ يدَيهِ فنَظَرَ إلى صَفائهِ و حُسنِهِ، فوَجِئَ بِإصبَعِهِ فيهِ حَتّى بَلَغَ أسفَلَهُ، ثُمَّ سَلَّها ولَم يأخُذْ مِنهُ شَيئا، و تَلَمَّظَ إصبَعَهُ وقالَ: إنَّ الحَلالَ طَيبٌ و ما هُوَ بِحَرامٍ، و لکِنّي أکرَهُ أن اُعَوِّدَ نَفسي ما لَم اُعَوِّدْها، اِرفَعوهُ عَنّي، فرَفَعوهُ» [المحاسن/2/409]
عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ(ع): «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع أُتِيَ بِخَبِيصٍ فَأَبَى أَنْ يأْکُلَهُ فَقَالُوا لَهُ أَ تُحَرِّمُهُ قَالَ لَا وَ لَکِنِّي أَخْشَى أَنْ تَتُوقَ إِلَيهِ نَفْسِي فَأَطْلُبَهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيةَ: (أَذْهَبْتُمْ طَيباتِکُمْ فِي حَياتِکُمُ الدُّنْيا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها)» [أمالي المفيد/134] وقد ذكر ما يشابه هذه الحكاية عن رسول الله(ص) أيضا [راجع المحاسن/ج2/ص409]
في الواقع قد امتنع أمير المؤمنين(ع) عن هذا الطعام لأنه كان لذيذا جدّا، فعلّل امتناعه عن الأكل بأني إذا لبيت رغبة نفسي الآن، ستطغى نفسي وتتمادى في مطالباتها وتذرعاتها فتخرج عن سيطرتي ولم أعد أقوى عليها.

لابدّ من ذبح النفس والوقوف أمام مطالباتها من بادئ الأمر

لابدّ أن نتمرّد على النفس ونمتنع عن تلبية رغباتها من بادئ الأمر، وإلا فتصبح نفسا مدلّلة طاغية، ثم تزداد مطالباتها وتذرعاتها إلا أن تخرج عن سيطرتنا ونعجز عن كبحها، خاصة وإن مطالباتها لا تنتهي ولن تتوقف إلا بعد أن تشقي الإنسان. إذن فالعاقل هو من وقف في وجه نفسه منذ البداية وتنبأ من الأوّل نهاية الطريق الذي تؤدي به أهواء النفس.
لابدّ أن نقمع النفس من البداية ولا ندلّلها أو نسمح لها بالوقاحة وإلا فإن وقحت أو قويت فسنعجز عن صرعها. النفس الوقحة تغضب بسرعة، وتغفر بتأخر، كثيرة الحقد وسريعة الانزعاج، لا تلتذّ بسهولة، وسرعان ما تشكو وكذلك تتصف بآلاف الخصال السيئة التي تشقي الإنسان.

لماذا نركّز في دروسنا وأبحاثنا المعنوية والأخلاقية على المواضيع الفرعية؟!

لماذا نركّز في دروسنا وأبحاثنا المعنوية والأخلاقية دائما على المواضيع الفرعية؟ فعلى سبيل المثال لماذا نطرح موضوع الشكر في بادئ ذي بدء، فيعجب جميع الحاضرين بالموضوع دون أن يصبح أحدهم شاكرا؟! ثم يقولون: «ما أجمل الشكر ويا ليتنا كنا شاكرين!» أفهل تسمح لنا نفسنا الطاغية والخبيثة بأن نكون شاكرين؟! لماذا نترك جميع المقدّمات ونتحدّث عن الصبر؟! أفهل تسمح لنا نفسنا المدلّلة بأن نكون صابرين؟! الحقيقة هي أننا ما لم نسلك الطريق الرئيس أي طريق جهاد النفس، لا نستطيع أن نتحدث عن أي مفهوم راق وجميل مثل الشكر والصبر والسخاء وغيرها. ولكن بعد الدخول في هذا الطريق سوف ينفعنا الحديث عن جميع هذه الفضائل كما سوف تنفعنا الذكرى في هذا الخصوص. بعد ما عرفنا أهمية جهاد النفس وموقعه في حياة الإنسان سوف نعرف جذور مشاكلنا وندرك بأن تقصيرنا في جهاد النفس هو الذي أدى إلى نقصان صبرنا وقلّة شكرنا وبخلنا وغيرها.













عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس
قديم 23-04-2016, 05:10 PM   المشاركة رقم: 108
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 1.31


الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني ـ 31

كل الحسنات والأعمال الصالحة تذهب هباء ما لم يسحق الإنسان نفسه/ما الذي جرى في كربلاء بحيث قام بعض المصلين هناك بأبشع جرائم تاريخ البشر؟/ المتدين إن لم يجاهد نفسه، فلعله يقوم بجرائم لا تصدر حتى من الكفار/ إن جهاد النفس أمر ضروري في سبيل أن لا ينشأ إرهابيون مثل إرهابيي سورية

الزمان: 16/08/2013
المكان: طهران ـ مسجد الإمام الصادق(ع)

استمرّت جلسات هيئة محبي أمير المؤمنين(ع) الأسبوعية في موضوع «الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني» تكملة للأبحاث التي طرحها في شهر رمضان. فإليكم أهم المقاطع من كلمته:

من الصعب أن نعتبر نفسنا عدوّة وهذا ما يحتاج إلى تلقين/ لقد سبقنا إبليس والهوى في إدارة تلقيناتنا

لقد ذكرنا في الجلسة السابقة أن الخطوة الأولى بعد معرفة ضرورة جهاد النفس، هي أن نتخذ نفسنا الأمارة عدوّة ونشمئزّ منها. يعني لابدّ أن تكون رؤيتنا تجاه نفسنا كرؤيتنا إلى ألدّ الأعداء. طبعا من الصعب جدا أن نتخذ نفسنا عدوّة وهذا ما يحتاج إلى تلقين وتفكير وتأمّل ولا تكفينا المعلومات وحسب. لقد أكّد الإمام الخميني(ره) على أهمية التلقين ودوره في الرشد المعنوي؛ «يزعم بعض الناس [أن لا فائدة في هذا التكرار فيتساءل ويقول:] لماذا؟ في حين أنه ضروري. أحد الأمور النافعة لبناء الإنسان هو التلقين. فإذا أراد الإنسان أن يبني نفسه، يجب أن يلقّن نفسه بالقضايا المرتبطة ببناء نفسه، ويكرّر ذلك. فالأمر الذي يفترض أن يؤثر في نفس الإنسان، يزداد بالتلقين والتكرار وقعا في نفس الإنسان.» [صحيفة الإمام (الفارسية)/ج13/ص397]
يجب أن يستطيع الإنسان أن يلقّن نفسه ويخصّص وقتا لذلك. ولكن ومع الأسف قد فقدنا زمام المبادرة والإدارة في تلقين أنفسنا وتصدّى الآخرون من الإعلام والأفلام وكلام الناس لتلقيننا. وإذا حاولنا أن نلقّن أنفسنا فغالبا ما يدور تلقين نفسنا حول مواضيع وأفكار سلبية غير صحيحة من قبيل الأفكار غير المرضية عند الله الناشئة من كفران النعم وعدم الشكر والحسد والحسرة على ما مضى والخوف السلبي من المستقبل. فكلّها تلقينات سلبية ليس فيها تلقين إيجابي. وهذا يعني أنه قد سبقنا إبليس والهوى في إدارة تلقيناتنا. علينا أن نستلم زمام إدارة تلقيننا ونلقّن أنفسنا بأفكار إيجابية، فإن نجحنا في تلقين أنفسنا يجب أن نجعل هذه الفكرة والمعلومة في مقدمة ما نلقّن به أنفسنا وهي أنه «أعدى عدوّنا نفسنا ولابدّ من محاربتها».

معاداة النفس يأتي بجميع الخيرات/ كل الحسنات والأعمال الصالحة تذهب هباء ما لم يسحق الإنسان نفسه

لا شك في أن أولياء الله مثل السيد الإمام(ره) وآية الله بهجت(ره) وآية الله حقشناس(ره) وآية الله خوشوقت قد سلكوا هذا الطريق في بداية سلوكهم.
قال نجل آية الله العظمى الشيخ بهجت(ره): سألت والدي عن السيد الإمام(ره) هل كان قد مارس العرفان العملي أيضا؟ فأجابني بنعم. فقلت له: انقل لي شيئا عنه. فقال والدي: «ذات يوم كنت ضيفا عنده فقدّم لنا مرقة الاسبيناغ (قرمه سبزي) ولكنه لم يطعمها. فسألته لماذا لم تأكل منها شيئا؟ قال: لم آكلها لأني أحبها جدّا!» [مقابلة حجة الإسلام علي بهجت مع وكالة فارس للأنباء]
عندما أراد آية الله بهجت أن يذكر نموذجا أو حكاية عن مرتبة الإمام الخميني(ره) في العرفان العملي، ذكر قصة امتناعه عن أكلته المفضلة. في حين كان بإمكان الشيخ بهجت أن يتحدث عن مدى معرفة الإمام(ره) بالله أو عن محبته لأهل البيت(ع)، أو حتى عن مدى التزامه بأوقات الصلاة. فلماذا ذكر حكاية عن مخالفة الإمام(ره) لهواه؟ لأن من يسحق نفسه ويخالفه هواه يصل إلى كل شيء من معرفة الله وحبّ أهل البيت(ع) والتقيّد بأوقات الصلاة وغيرها. وبالإضافة إلى ذلك إنكم إن أحصيتم إيجابيات امرء وخصائصه الحسنة، فإن لم يكن مّمن يجاهد ويسحق نفسه، فسوف يفقد كل إيجابياته وحتى قد تتحوّل محاسنه إلى مساوئ.

كثير من المتديّنين لم يتخذوا نفسهم عدوّا وإنها لظاهرة خطرة جدّا!/ إن لم نجاهد أنفسنا، فقد تستغلّ جميع خصالنا الحسنة في خدمة هوى نفسنا

بعد أن عرفنا أن الطريق الوحيد المؤدي إلى مقام القرب الإلهي هو «جهاد النفس» ولا باقي الأعمال الصالحة، ـ فإن جميع الأعمال الصالحة الأخرى هي من لوازم جهاد النفس أو مقدّماتها أو من شعبها ـ الخطوة الأولى هنا هي أن تشمئز من نفسك وتخاف منها وتتقيها وثم تصرعها. يعني أن تكون رؤيتك سلبية تجاه نفسك وتبغضها بصفتها عدوة لك. فقد قال أمير المؤمنين(ع): «کُن أوثَقَ ما تَکونُ بنَفسِكَ، أحذَرَ ما تَکونُ مِن خِداعِها» [غرر الحكم/530]
بالرغم ممّا أكد عليه الدين مرارا من أن «أَعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَينَ جَنْبَيك‏» [ميزان الحكمة/12182] ولكن لعلنا نستطيع أن نقول إن أكثر المتدينين لم يعادوا نفسهم وحتى لم يتخذوها عدوّة لهم، وإنها لظاهرة خطرة جدّا. إن من عادى نفسه تراه يوميا في حال المراقبة والحرب والجهاد ضدّ نفسه. فقد قال أمير المؤمنين(ع): «ينْبَغي للعاقِلِ أنْ لايخْلو في کُلِّ حالَةٍ عَن طاعةِ ربِّهِ و مُجاهَدةِ نَفْسِهِ» [غرر الحكم/3492]
يجب أن نفتّش أنفسنا لنرى هل تنطوي على بغض وحقد تجاه عدوّ باسم «النفس»؟ ومع الأسف أغلبنا يفتقر للحقد والبغض الذَين يجب أن نتّصف بهما تجاه النفس.
يجب على كلّ واحد منّا أن يتصفّح أحواله يوميّا ليرى كم قد صرع نفسه في اليوم وكم قد هزم منها. فعلى سبيل المثال لعلّك تكاسلت عن أداء صلاتك لوقتها، ولكنك أديتها في أول الوقت رغما على هواك، فهذا يعني أنك قد صرعت نفسك مرّة واحدة. ولكنك بعد ذلك جلست على التلفاز وبدأت تتفرج فلما غير ضروريّ وكان بإمكانك أن تقوم بفعل أنفع بدل ذلك. فبعد ما قررّت على ترك متابعة الفلم تثاقلت ولم تقدر على ذلك، فانهزمت من نفسك.
فراجع أحوالك يوميّا وانظر كم قد صرعت نفسك؟ وكم قد صرعتك نفسك؟ هذه هي القضية الرئيسة. ضع حسناتك وأخلاقك الحميدة وسخاءك وباقي سجاياك الحسنة على جانب ولا تغترّ بها، فلا تطبّب هذه الصفات شيئا من أدواء روح الإنسان بلا جهاد النفس، ولا تأخذ بيد الإنسان إلى الهدف المقصود. لأننا إذا لم نجاهد أنفسنا فسوف نستغلّ رأفتنا ومحاسننا كلّها لصالح هوى نفسنا، وفي الواقع هذا يعني أن نفسنا الأمارة بالسوء قد استولت علينا وبدأت تستثمر كلّ محاسننا لصالحها. فعلى سبيل المثال قد تقول لنا نفسنا: «إنك إنسان سخيّ، فأظهر الآن شيئا من سخائك لكي أزداد جاها واعتبارا»! يعني نجود تلبية لهوى نفسنا لا مخالفةً لها!
القضية الرئيسة والنزاع الرئيس مع النفس. فليس عدوّك مساوئك ولا سلوكك السلبي، بل عدوّك نفسك! هذه النفس التي قد تدعوك إلى العمل الصالح أحيانا، ثم تدفعك إلى جهنّم بهذا العمل الصالح! كما أن عبادة إبليس لمدة 6000 سنة لم تنقذه من نار جهنّم. لذلك فأولئك الذين يتصّفون بصفات إيجابيّة وحسنة، فإن لم يسحقوا نفسهم الأمارة، سوف تتحوّل محاسنهم وإيجابياتهم إلى مساوئ ورذائل.

يجب أن نتحسّس عداء نفسنا لنا وندرك أن هذا العدوّ الخطر لا ينفكّ عنا أبدا

يجب أن نتحسّس عداء نفسنا لنا وندرك أن هذا العدوّ الخطر لا ينفكّ عنا أبدا وسيلحق الضرر بنا قطعا. إنك لا تستطيع أن تأمن شرّ هذا العدوّ إلا بعد أن تقضي عليه. نحن إن حملنا هذه الرؤية وأيقنّا أن نفسنا هي أخبث أعدائنا، عند ذلك سوف نقوى على محاربتها ومقاتلتها. فقد قال أمير المؤمنين(ع): قَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ تَمْلِكْ رُشْدَك‏» [غرر الحکم/الحديث818] المجاهدة بمعنى السعي والمبارزة، أمّا المقاتلة فتعبّر عن الحرب والمعركة التي يخوضها الرجال في سبيل قتل الخصم. لذلك فقد عبّر أمير المؤمنين(ع) عن الفائزين في هذه الحرب، «مَيتَةً شَهْوَتُهُ» [نهج البلاغة/الخطبة193]
لم يقل أمير المؤمنين(ع) في الحديث السابق: «لا تتّبع هواك» بل قال: «قاتل هواك»، يعني المحاربة حتى القتل. لماذا؟! لأن النفس لا تنسحب بأول تمرّد عليها، فإن لم تتّبعها في مرّة، تعود لتغريك في مرّة أخرى، إلى أن تطعن بك. لذلك يجب أن تحاربها حتى القضاء عليها وقتلها؛ «مَيتَةً شَهْوَتُهُ».
هكذا عبّر رسول الله(ص) عن خطر النفس إذا قال: «اِستَعيذوا باللّهِ مِن الرَّغَبِ» [کنز العمّال/ الحديث6160] يعني استعذ بالله من أن ترغب في شيء رغبة شديدة. لأن من شأن هذه الرغبة الشديدة أن تهلكك. ما هو الأمر الذي يكرهه الناس جدّا ويستعيذون بالله منه؟! لعلهم يستعيذون بالله من السرطان أو من الاصطدام. بينما رسول الله(ص) أوصانا أن نستعيذ بالله من الرغب ومن أن نكثر الحبّ لشيء ما. يعني أن نقول: «الهي احفظني من أن أتورّط بحبّ شيء والتعلق الشديد به». هكذا يجب أن ننظر إلى أميالنا ورغباتنا النفسية.














عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة 7 أحلى من العسل المنتدى الاسلامي العام 6 03-12-2013 03:55 AM
المثلث الذهبي للمحبة، للأستاذ بناهيان أحلى من العسل احباب الحسين للأسرة المسلمة 7 28-10-2013 08:49 AM
‎شرح خطبة المتقين للأستاذ بناهيان أحلى من العسل منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 17 28-10-2013 08:44 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة3 أحلى من العسل المنتدى الاسلامي العام 8 28-09-2013 02:06 PM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة2 أحلى من العسل المنتدى الاسلامي العام 8 31-07-2013 12:52 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين