العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى رد الشبهات
منتدى رد الشبهات يختص برد الشبهات عن مذهبنا الجعفري وكشف حقائق المذاهب الاخرى


التجسيم/ اسئلة واجوبة

منتدى رد الشبهات


إضافة رد
قديم 09-05-2019, 11:14 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

المنتدى : منتدى رد الشبهات
افتراضي التجسيم/ اسئلة واجوبة

التجسيم/ اسئلة واجوبة

لسؤال: يعتبر نقصا للمولى عزوجل
ان الله سبحانه وتعالى هو الكمال المحظ فهل تجسميه يعتبر كمالا او نقصاً؟
الجواب:

انّ صفات الله سبحانه تنقسم إلى قسمين : ثبوتية وسلبيّة او جماليّة وجلالية . فكلّ ما ينسب إليه اثباتاً للواقع في ذاته أو فعله فهو ثبوتي مثل العلم والقدرة والحياة ؛ وكلّ ما كان يعتبر نقصاً وذمّاً فسلبه عنه واجب ولازم ، والتجسيم يعتبر نقصاً فلابدّ من سلبه من ذاته بخلاف الموارد المذكورة ـ كالعلم والقدرة والحياة ـ فهي بما هي كمال في اعلى مراتبه فنسبتها إلى الباري عزّ وجلّ نسبة واضحة ومبرهنة .


السؤال: الآيات الدالة عليهما
ما هو تفسير : الرحمن على العرش استوى، يوم يكشف عن ساق ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام.
الجواب:

وبعد؛ اختلفت الاقوال في تفسير العرش, فقد جاءت فيه تفاسير ثلاثة :
التفسير الاول : الاخذ بالمدلول اللغوي للعرش وما يكون هو المتبادر الاولي الى الاذهان وهو المكان الخاص الذي يجلس فيه من له امتياز على غيره كالملوك والامراء بل وبعض الكبراء كرؤساء القبائل وامثالهم .
وبهذا يفسرون العرش بانه المكان الذي يجلس فيه الله سبحانه وتعالى
(( الرَّحمَنُ عَلَى العَرشِ استَوَى )) (طه:5),
(( ثُمَّ استَوَى عَلَى العَرشِ ))
أي جلس على عرشه .
وهناك تفسير للكرسي الذي جاء في الاية الكريمة التي وردت في سورة البقرة
(( وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ ))
فقالوا بان العرش يمتاز عن الكرسي بان العرش هو الذي يجلس عليه الله سبحانه وتعالى والكرسي موضع قدميه .
وهذا التفسير لا يمكن الاخذ به باية حال, لانه يقتضي التشبيه والتجسيم الصريح غير المؤوّل, وهذا مالا تقرّ به طوائف المسلمين سوى الشاذ منها .
واما التنصل من مشكلة التشبيه والتجسيم بان نقول : بان الله يجلس جلوساً واقعيا على عرشه بلا كيف, يعني نقول : بان الله يجلس على عرشه ولا نقول : كيف حتى يستلزم التشبيه والتجسيم, وهو كلام خالف من أي معنى معقول .
التفسير الثاني : ان الاستواء بمعنى الاستيلاء وهذا يلتزم به من يأبى التشبيه والتجسيم بالنسبة الى الله سبحانه وتعالى ويستدلون بالبيت المعروف : ( قد استوى بشر على العراق ) أي استولى وهذا التفسير الثاني فيه المجاز في الكلمة الاستواء بمعنى الاستيلاء .
التفسير الثالث : ان الاستواء على العرش كناية على التدبير والاخذ بزمام إدارة من له حق الإدارة والاشراف والتدبير عليه وهذا هو المقصود بما يذكره المؤرخون من تواريخ الجلوس على العرش للملوك والامراء, بمعنى استوى عليه : بان جعله تحت قدرته ومنع غيره من الجلوس عليه الاّ باذنه, كما نقول استوى زيد على داره بعد ستة سنوات, معناه ان داره كانت مغصوبة ثم عادت اليه بان استولى عليها .
وهذا المعنى ليس المقصود من الاية الكريمة, بل المقصود القيام بالتدبير وإدارة شؤون من له القدرة عليه والاستيلاء عليه, والاستيلاء بمعنى التسلط عليه,
فالله سبحانه وتعالى حينما يذكر (
( الرَّحمَنُ عَلَى العَرشِ استَوَى ))
(طه:5) يعني أن الله سبحانه وتعالى خلق خلقه ثم قام بتدبير امرهم كما تشير اليه الاية الكريمة الواردة في سورة يونس قوله تعالى (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَىٰ عَلَى العَرشِ يُدَبِّرُ الأَمرَ ))
(يونس:3) استوى على العرش نوع من المجاز الذي كان يفهمه السامعون يوم نزول القران الكريم بحيث يقال لهم انه قام بالتدبير بلا استعارة للاستواء على العرش ما كانوا يفهمونه بدقة كاملة .
فالله سبحانه وتعالى يقول (
( ثُمَّ استَوَى عَلَى العَرشِ ))
يعني قام بتدبير الامور فيضيف اليه قوله تعالى
(( يُدَبِّرُ الأَمرَ ))
وهذا المعنى الصحيح من هذا التعبير متى ورد في القران الكريم ومتى ورد في السنة الصحيحة .
واما قوله تعالى :
(( يَومَ يُكشَفُ عَن سَاقٍ )) (القلم:42).
هناك تفسيران له :
التفسير الاول : الاخذ بالمعنى الظاهري,
ويتسدلون عليه بالحديث الوارد عند غير الامامية ويصرّون على انه حديث صحيح
: بان أمم يوم القيامة تمتاز بعضها عن بعض فيبقى المسلمون فيأتيهم رسول الله
(صلى الله عليه وآله) فيأخذ بهم الى حيث بيت الله سبحانه وتعالى فيطرق باب الجنة فيخرج اليهم سبحانه وتعالى فيقولون له نحن نريد ان نعرف ربنا فيسألهم هل ترون لربّكم علامة ؟ يقولون : نعم ان العلامة اثر في ساق ربنا فيكشف الله سبحانه وتعالى عن ساقه فيرون العلامة فيقعون سجدا لله سبحانه وتعالى إلاّ المنافقين الذين تتقلب ظهورهم فلا يمكنهم السجود .
التفسير الثاني : وهو الذي يأخذ به علماء الامامية ومن تبعهم
(( يَومَ يُكشَفُ عَن سَاقٍ ))
(القلم:42) ليس معناه ساق الله سبحانه وتعالى, وانما كناية عن جدّة الأمر وحدّته, فالذي يريد ان يقوم بعمل وهو جاد يعبّرون عنه بانه كشف عن ساقه او شمّر ثوبه أو مثلا كشف ذراعيه, وليس معناه ان كل عامل جد لابد وان يكشف عن ذراعيه او يكشف عن ساقه, وانما يقصد به المعنى اللازم لهذا العمل وهو الوقوع في موقع جدّي والقيام بالعمل الجد .
فالله سبحانه وتعالى يقول : ان الذين لم يؤمنوا بالله في حياتهم الدنيا عابثون لا يقدّرون الموقف وسيأتي عليهم يوم يكشف فيه عن ساق, يعني ذلك اليوم يوم جد لا عبث فيه, وهنالك هؤلاء يعجزون عن اداء ماعليهم من العبادة لربهم سبحانه وتعالى الذين كانوا ينكرونه في حياتهم الدنيا ولا يعبدونه .
واما قوله تعالى :
(( وَيَبقَى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكرَامِ )) (الرحمن:27).
التعبير العربي كان يومذاك ولا زال محبوب عند القبائل أنهم كانوا يعبّرون عن رعاية الكبير سواء كان شيخ عشيرة أو أمير بلد او ملك وصاحب سلطة يعبّرون عنه بأنهم يراعون وجهه ويعبّرون عن انفسهم بانهم جالسون امامه ووجوههم في وجهه فلا يستطيعون مخالفته فيقولون ولا زال التعبير الى يومنا هذا : (بخاطر وجهك) . فالله سبحانه وتعالى يعبّر التقرّب اليه بان العمل يكون خالصا لله سبحانه وتعالى بانه يقول :
(( إِنَّمَا نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللَّهِ )) (الانسان:9).
فالوجه هنا عبارة عن الذات الالهية والتوجه اليه سبحانه وتعالى توجها كاملا والتقرب اليه وحده سبحانه بلا شريك ولا دخل لغيره .
وهنا حينما يقول :
(( وَيَبقَى وَجهُ رَبِّكَ ))
(الرحمن:27)
أي يبقى ربك لان كل معبود سيفنى والمعبود الذي يبقى الله سبحانه وتعالى (
( كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجهَهُ ))
(القصص:88) وهذا هو المقصود بالوجه أي إلاّ الله سبحانه وتعالى هذا التعبير يعني تقريب المعقول عن طريق التشبيه بالمحسوس اصل جار في كثير من الايات الكريمة .

السؤال: معنى يد الله فوق أيديهم
نحن الشيعة نفسر القرآن على الباطن في كل الآيات ، أما اخواننا السنة يفسرون القرآن على الظاهر وعندما يفسرون بعض الآيات تعتبر كفر بمعني الآية يد الله فوق أيديهم ... الخ الآية .
فأرجو اعطائي الموضوع بتفصيل وذلك للاستفادة .
الجواب:

لا شك أن في القرآن مطلق ومقيد, وعام وخاص, وباطن وظاهر, وغير ذلك .
فالآيات التي ظاهرها خلاف العقل أو النقل من الكتاب والسنة لا يأخذ بظاهرها, خصوصا إذا كان الظاهر يحمل على عدّة معاني في اللغة العربية .
فالآية (
( يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيدِيهِم ))
(الفتح:10) لا تأخذ على ظاهرها, لأنها تستلزم التجسيم على الله تعالى وهو باطل, لأنه يخالف العقل, فالعقل يقبّح كون المولى عز وجل له جسم, لإستلزام الجسمية المحدودية, والمحدودية تدل على النقص والحاجة, والله تعالى منزه من ذلك .
ولأنه يخالف النقل, فمن الكتاب يخالف قوله تعالى
: (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ))
(الشورى:11)، فالقول بأن لله تعالى يد يستلزم التمثيل .
ومن السنة فيخالف ما ورد من الروايات الصحيحة المذكورة في كتب الفريقين التي تنفي التجسيم عنه تعالى .
ثم أن كلمة ( اليد ) في اللغة العربية استعملت في عدّة معاني, منها بمعنى القدرة والقوة والسلطة و ... .
وعليه فيمكن أن يكون معناها في هذه الآية القدرة, أي قدرة الله فوق قدرهم, وهذا المعنى لا يخالف العقل والنقل والعرف, ولا يستلزم منه النقص على الله تعالى وهو الكمال المطلق .


لسؤال: معنى اليدين في قوله تعالى (بل يداه مبسوطتان)

بالآية64 من سورة المائدة قوله (( بل يداه مبسوطتان )) الا يوحي هذا بالتجسيم ومشابة البشر بكون اليدين مثنى؟
فكيف نوجه الاية الكريمة؟
الجواب:

عن عبد الله بن قيس عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) قال : سمعته يقول : (( بل يداه مبسوطتان )) فقلت : له يدان هكذا؟ واشرت بيدي الى يده, فقال : لا لو كان هكذا لكان مخلوقاً.
يشير الامام (عليه السلام) الى ان استعارة اسماء الجوارح للمعاني والمجردات سائغة وشائعة كقوله تعالى: (( أَو يَعفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقدَةُ النِّكَاحِ )) (البقرة:237) وليس للنكاح عقدة محسوسة ولا انشوطتها في كف ولي الزوج الحسية, فمن الجهل الفاضح توقف المجسم من تأويل اليد في الكتاب والسنّة .
وورد أيضاً في تفسيرها : ان الله يقدم ويؤخر ويزيد وينقص وله البداء والمشيئة .وقد ذهب بعض العلماء الى تفسير اليد هنا بالقوة والقدرة, وعليه يكون المراد من تثنية لفظ اليد في الآية الكريمة (( بَل يَدَاهُ مَبسُوطَتَانِ )) (المائدة:64) ان قوتيه (الثواب والعقاب) مبسوطتان, بخلاف قول اليهود الذين قالوا ان يده مقبوضة عن عذابنا .


السؤال: المقصود باليد في بعض الآيات القرآنية
قال تعالى في محكم كتابه الكريم ((
قال ياابليس مامنعك ان تسجد لما خلقت بيدي ))
ماالمقصود بيدي هنا وهل يمكن ان يقصد بها القدرة وتذكر بالمثنى ارجوا منكم التوضيح واذا كان بالامثلة يكون افضل
الجواب:
في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي ج 6 ص 33 :
وإنما قيل:
(( يداه ))
بصيغة التثنية مع كون اليهود إنما أتوا في قولهم:
(( يد الله مغلولة ))
بصيغة الافراد ليدل على كمال القدرة كما ربما يستفاد من نحو قوله تعالى:
(( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ))
(ص:75) لما فيه من الاشعار أو الدلالة على إعمال كمال القدرة، ونحو قولهم: (لا يدين بها لك) فإن ذلك مبالغة في نفى كل قدرة ونعمة.
وربما ذكروا لليد معاني مختلفة في اللغة غير الجارحة كالقدرة والقوة والنعمة والملك وغير ذلك، لكن الحق أن اللفظة موضوعة في الأصل للجارحة، وإنما استعملت في غيرها من المعاني على نحو الاستعارة لكونها من الشؤون المنتسبة إلى الجارحة نوعا من الانتساب كانتساب الانفاق والجود إلى اليد من حيث بسطها، وانتساب الملك إليها من حيث التصرف والوضع والرفع وغير ذلك.
فما يثبته الكتاب والسنة لله سبحانه من اليد يختلف معناه باختلاف الموارد كقوله تعالى:
(( بل يداه مبسوطتان ))
، وقوله
: (( أن تسجد لما خلقت بيدي ))
(ص:75) يراد به القدرة وكمالها، وقوله:
(( بيدك الخير ))
(آل عمران:26)، وقوله:
(( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ ))
(يس:83)، وقوله:
(( تبارك الذي بيده الملك ))
(الملك:1)، إلى غير ذلك يراد بها الملك والسلطة، وقوله:
(( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ))
(الحجرات:1) يراد بها الحضور ونحوه.انتهى.
أقول : قد عبّر القرآن عند ذكره بصيغة التثنية ليشير إلى تمام الاهتمام بخلق آدم, وقد عبّر صاحب الميزان عن ذلك بكمال القدرة .


السؤال: شرح آيات يستدل بها المجسمة
ا
ما هو التفسير السليم و التوضيح الشافي -الموافق للفطرة و الذي ينفي التجسيم والمحدودية عن الله جل و علا واجب الوجود- للآيتين 16,17 من سورة الملك:
(( أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ *أَم أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرسِلَ عَلَيكُم حَاصِبًا فَسَتَعلَمُونَ كَيفَ نَذِيرِ ))؟

الجواب:
إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتدبر في القرآن ونهانا عن الأخذ بالمتشابه وترك المحكم ومن التدبر البحث في كل الآيات المرتبطة بالموضوع ونذكر بعض الآيات التي تنفي الجسمية ثم نعرج إلى الآيتين المذكورتين في السؤال.
1- قال تعالى:
2- (( يَعلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرضِ وَمَا يَخرُجُ مِنهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُم أَينَ مَا كُنتُم وَاللَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِيرٌ ))
3- (الحديد:4), فالآية صريحة بأن الله معنا أينما كنا فهو في كل مكان ومن هو هكذا لا يمكن أن يكون جسماً لعدم إمكان وجود الجسم في كل مكان, وما قال المجسمة في تأويلها (مع أنهم لا يقولون بالتأويل) من أن المراد إحاطة علمه بكل شيء فأنه يلزم عنه التكرار في الآية فأنه تعالى ذكر إحاطة علمه بكل شيء في أول الآية مع أن تأويلهم لا دليل عليه وخلاف الظاهر.
2- قال تعالى: ((
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ ))
(المجادلة:7) وهذه الآية كسابقتها تقيد سعة وجوده سبحانه في كل مكان فهو وصف نفسه بالعلم بما في السماوات والأرض ثم أعقبها بـ (
(مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ ))
(المجادلة:7), كدليل على تلك الإحاطة العلمية لأنه في كل مكان.
4- قال تعالى: ((
5- وَلِلَّهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))
6- (البقرة:115), وهي واضحة في أن الله في كل مكان, والوجه هنا بمعنى الذات (انظر الإلهيات للشيخ السبحاني 2: 112).
وأما بخصوص الآيتين فننقل بخصوصهما كلام السبحاني, قال:
نعم, ربما يتوهم القاصر, دلالة الآيتين التاليتين على كونه سبحانه في السماء وأنه في جهة, وهما قوله سبحانه: (( أَأَمِنتُم مَن فِي السَّمَاءِ أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ, أَم أَمِنتُم مَن فِي السَّمَاءِ أَن يُرسِلَ عَلَيكُم حَاصِباً فَسَتَعلَمُونَ كَيفَ نَذِيرِ ))
7- (الملك:16, 17), ولكن المتأمل فيما تقدمهما من الآيات يخرج بغير هذه النتيجة فإنه سبحانه يقول قبلهما:
8- (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ ذَلُولاً فَامشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِزقِهِ وَإِلَيهِ النُّشُورُ))
9- (الملك:15).
فهذه الآية تذكر نعمة الله سبحانه على أهل الأرض ببيان أنه جعل الأرض ذلولاً فسهل سلوكها, وهيأ لهم رزقه فيها, وعند ذلك ينتقل في الآية الثانية إلى ذكر أن وفرة النعم على البشر يجب أن لا تكون سبباً للغفلة والتمادي والعصيان, فليس من البعيد أن يخسف الأرض بهم, فإذا هي تمور وتتحرك وترتفع فوقهم كما ليس من البعيد أن ينزل عليهم ريحاً حاصباً ترميهم بالحصباء. فعند ذلك, عند معاينة العذاب, يخرجون من الغفلة ويعرفون الحق, وهذا هو هدف الآيات الثلاث.
وأما التعبير بـ (مَن فِي السَّمَاءِ), فيحتمل أن يراد منه من سلطانه وقدرته في السماء, لأنه مسكن ملائكته واللوح المحفوظ ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه كما أن منها ينزل رزق البشر, وفيها مواعيده:
(( وفي السماء رزقكم وما توعدون ))
فيصح التعبير بمن في السماء عن سلطانه وقدرته وكتبه وأوامره ونواهيه.
كما يحتمل أن يكون الكلام حسب اعتقادهم, بمعنى أأمنتم من تزعمون أنه في السماء أن يعذبكم بخسف أو بحاصب, كما تقول لبعض المشبهة: ((أما تخاف من فوق العرش أن يعاقبك بما تفعل)).
وهناك احتمال ثالث وهو ان يكون المراد من الموصول هو الملائكة الموكلون بالخسف والتدمير, فإن الخسف والإغراق وإمطار الحجارة كانت بملائكته سبحانه في الأمم السالفة.
فبعد هذه الاحتمالات لا يبقى مجال لما يتوهمه المستدل.
أضف إلى ذلك أنه سبحانه يصرح بكون إله السماء هو إله الأرض ويقول:
(( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرضِ إِلَهٌ وَهُوَ الحَكِيمُ العَلِيمُ ))
(الزخرف:84), فليس الإله بمعنى المعبود كما هو بعض الأقوال في معنى ذلك اللفظ, بل (الإله)) و((الله)) بمعنى واحد, غير أن الأول جنس والثاني علم ولو فسر أحياناً بالمعبود, فإنما هو تفسير باللازم, فإن لازم الألوهية هو العبادة, لا أنه بمعنى المعبود بالدلالة المطابقية.
فعلى ذلك فمفاد الآية وجود إله واحد في السماء والأرض وهذا يكون قرينة على أن المراد من قوله (مَن فِي السَّمَاءِ), هو أحد الاحتمالات الماضية


السؤال: الدليل العقلي على نفي التجسيم

ما هو الدليل العقلي القطعي على نفي التجسيم؟
الجواب:
لو كان الله عز وجل جسما لكان له شكل ومكان ولون وجثة, ولامكنت الاشارة اليه فيكون سائر الامكنة والجهات خالية عنه مع أن الاله الحق لا يحل بمكان ولا يخلو منه مكان ولو كان جسما لادركته الابصار وميزته عن سائر الاشياء والشئ الذي تقع عليه الحاسة ويحيط به البصر لا يمكن ابدا ان يكون الها بل يكون مخلوقا حيث اتصف بصفات المخلوقين. تبارك وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .



السؤال: فهمنا للروايات الوارد فيها (وكلتا يديه يمين)
سال أحد المستبصرين مخالفا بقوله معبودكم له يد شمال أم كلتا يديه يمين ؟
فأجابوه بما ورد في كتبنا :
عن الباقر عليه السلام أنه سئل، من أي شيء خلق الله حوا؟ فقال: أي شيئ يقولون هذا الخلق؟ قلت: يقولون إن الله خلقها من ضلع من اضلاع آدم، فقال: كذبوا، أكان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله من اي شيء خلقها؟ فقال: أخبرني ابي عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تبارك وتعالى قبضة قبضة من طين فخلطها بيمينه وكلتا يديه يمين فخلق منها آدم وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حوا. (وسائل الشيعة للحر العاملي 16/ 167 حديث رقم 21253 الحدائق النضرة للبحراني: 23/ 5 ـ6 )
كيف نرد على الحديث الوارد عندنا ؟؟؟
اليد تعني القدرة ولكن ما ورد في الحديث : فخلط يمينه وكلنا يديه يمين
كيف نفسر الموضوع ؟؟

الجواب:

لقد ورد هذا اللفظ في عدة روايات مختلفة المضامين عند الشيعة والسنة بعضها خاصة بأقوام في يمين العرش وبعضها بكتاب كتبه الله فيه اسماء أهل الجنة وبعضها في قصة خلق حواء، وجاء على الأغلب في هذه المضامين مرادفاً لذكر يمين الله في الرواية.
وهذا التعبير إشارة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن الأئمة (عليهم السلام) إلى تنزيه الله من التشبيه والتجسيم وهو أُدعى إلى اعتقاد مذهبنا في التنزيه من دلالته على التجسيم كما يحاول أن يوهم به المشككون.
لأن قولهم (عليهم السلام) بعد أن يعبروا عن قدرة الله باليد اليمنى مجازاً واستعارة (كما نص على ذلك أصحاب اللغة انظر لسان العرب 13: 459،والنهاية لابن الأثير 5: 301) قولهم وكلتا يديه يمين دفعاً لتوهم التجسيم في ذهن السامع لأن توهمه يلازم أن تكون أحد يديه يمين والأخرى شمال وإلا فلا جسم أو جسد له يمينان أو فيه جهتي يمين فانه مستحيل حسب الحس والعقل بالبديهة (أنظر فتح المعين للسقاف: 209 في نقل قول القاضي عياض).
ومعنى ( كلتا يديه يمين) أي ليس فيه نقص بوجه لأن الشمال تنسب عندهم إلى الشر فأشار إلى انه ليس فيه (اعوذ بالله) جهة شر ولا يصدر منه شر وانما كله خير وبركة (انظر بحار الأنوار 65: 14) .
وأخيراً فان الخلاف الرئيس بيننا وبين المجسمة ليس في وجود روايات فيها ألفاظ ظاهرها الأولي يدل على الجارحة كاليد فان مثل هذه الألفاظ موجودة في القرآن كما هي موجودة في الروايات وانما خلافنا في كيفية التعامل مع هذه الروايات وحجيتها وكيفية فهم الدلالة منها، فإننا لا نأخذ بالخبر الواحد وان كان صحيحاً في العقيدة لأنه ظني وانما نلتزم بالقطع بخلافهم ، وثانياً في تصنيفها في روايات العقيدة واحاطتها بمنتهى الأهمية عندهم بخلافنا ، وثالثاً في فهم النص العربي فيها وفهم معناها والأخذ بالمفهوم التصديقي منها لا الظاهر التصوري فيها عندنا ، ورابعاً في إخضاعها للعقل وتأويلها بخلافهم.
وإن شئت الاقتصار على نقطة الفصل بيننا: فهي باننا نؤول على ما يدل ظاهره على التجسيم سواء في القرآن أم السنة بما يوافق العقل ، وأخذهم بظاهرها فيهما مصادمٌ للعقل ، فاذن ليس نقطة الخلاف الأساس هي في نقل الروايات وعدمها كما يحاول أن يوهمه المجيب المجسم


شبهات وردود

كيف نسخر من المخالفين لروايتهم بأن إلههم على عرش يحمله ديك وأسد وثور.. بينما نروي نحن الرواية ذاتها؟

(

السؤال :
بالصدفة وأنا أقرأ كتاب من لا يحضره الفقيه في الصفحة 219 من الجزء الأول
إذ وقع نظري على هذه الرواية والتي لم يذكر سندها....
أن حملة العرش اليوم أربعة: واحد منهم على صورة الديك يسترزق الله عز وجل للطير، وواحد على صورة الأسد يسترزق الله تعالى للسباع وواحد على صورة الثور يسترزق الله تعالى للبهائم ، وواحد منهم على صورة بني آدم يسترزق الله تعالى لولد آدم عليه السلام ، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية ، قال الله عز وجل: ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) (الحاقة آية 17)
فما قولكم في هذه الرواية ،، فبالتأكيد سيحتج المخالفون بها علينا بها لو سخرنا من إلاههم الذي جسموه







الجواب :
نظير هذه الرواية قد ذكر الصدوق (عليه الرضوان) سندها في كتاب الخصال، وهي عن ابن الوليد عن الصفار مرسلا عن الصادق عليه السلام: ”إن حملة العرش ثمانية، أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق الله لولد آدم، والثاني على صورة الديك يسترزق الله للطير، والثالث على صورة الأسد يسترزق الله للسباع، والرابع على صورة الثور يسترزق الله للبهائم، ونكّس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية“. (الخصال للصدوق ص407).
والفرق بين هذه الرواية وبين ما رواه المخالفون شاسع، فإن هذه الرواية لا تنصّ على أن الله تعالى قد شوهد على هذا العرش الذي تحمله هذه الملائكة بهذه الصور، وإنما تشير إلى حملة العرش من الملائكة فحسب، وهو أمر ثابت في القرآن الحكيم، أن العرش مخلوق من مخلوقات الله تعالى، وتحمله ملائكة تتصرّف في الكون بأمره سبحانه، وهم هؤلاء الملائكة (عليهم السلام) الذين يتشكّلون بهذه الصور، مع أنّا نحمل هذا التشكّل على الرمزية لا الماهية الحقيقية. ثم إن للعرش وجها آخر هو وجه العلم، وهذا يحمله ثمانية هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام) من المتقدّمين، ومحمد وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) من المتأخرين.
أما رواية المخالفين فتنصّ على أن الله تعالى قد شوهد جالسا على كرسي من ذهب تحمله هذه الملائكة بهذه الصور الأربع! وهنا مكمن الإشكال والطعن، فإنه يستلزم تجسيم الذات الإلهية الذي هو كفر وإلحاد، فقد رووا عن عبد الله بن أبي سلمة: ”أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الله بن العباس يسأله: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربّه؟ فأرسل إليه عبد الله بن العباس أن: نعم! فردّ عليه عبد الله بن عمر رسوله أن: كيف رآه؟ قال: فأرسل إنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة، ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد“! (كتاب التوحيد لمحمد بن اسحق بن خزيمة ص189).
فلاحظ الفرق في قوله: ”إنه رآه“! فهم يثبتون رؤية النبي (صلى الله عليه وآله) لله تبارك وتعالى على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة بهذه الصور، أما روايتنا فلا تذكر رؤية الله تعالى ولا تصف جلوسه على كرسي من ذهب دونه فراش من ذهب في روضة خضراء! وإنما تصف خلقا من مخلوقات الله تعالى وهو العرش ليس إلا، فلا إشكال يتوجّه إلينا.


أليس معنى قول الشيعة أن الله في كل مكان يقتضي أن يكون (جل وعلا) تحت أقدامنا أيضا والعياذ بالله؟

)

السؤال :
ما هو الرد على الوهّابيّة الحمقى الذين يحاولون إثبات عقيدتهم في التجسيم بشيئين أساسيين:-
1- معنى قول الشيعة أنّ الله عز و جل في كل مكان أنّ الله عزوجل في الحمّام و تحت أقدامنا؟
2- يستشهدون ببعض الأحاديث في كتبنا التي تشير إلى التجسيمومنها:-
هناك رواية وردت في كتاب الاصول الستة عشر وبالتحديد في اصل زيد النرسي مضمونها نزل الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا على جمل افرق...الخ
انا هنا سوف انقل نص الرواية مع المصدر وارجو الاجابة على هذه الشبهة لانها طرحت كثيرا من قبل الوهابية للاحتجاج علينا بان الله يمكن له النزول وذلك ليس بمحال كما يقول الشيعة الاصول الستة عشر اصل النرسي ص54 ( زيد عن عبد الله بن سنان قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول ان الله ينزل في يوم عرفة في اول الزوال إلى الارض على جمل افرق يصال بفخديه اهل عرفات يمينا وشمالا ولا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بجبال المازمين يناديان عند المضيق الذي رأيت يا رب سلم سلم والرب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله امين امين يا رب العالمين فلذلك لاتكاد ترى صريعا ولاكسيرا)







الجواب :
ج1: هذا جهل منهم فنحن لا نحيّز الله تعالى بمكان أصلا فهو خالق المكان ولا يحويه مكان، فلا يصح أن نقول أنه في الحمام أو في غيره كأن نقول أنه في السماوات، فالله تعالى لا يؤيّن بأين ولا يُشار إليه بجهة.
ج2: أن هذه الرواية غير معتبرة وأصل زيد النرسي لم يثبت أنه سلم من التحريف والدس.


.
السؤال: روايات قيل ان فيها تجسيم

إحتج أحدهم علينا بهذه الروايات و قال أنكم تقولون بالتجسيم
فقلنا له: أن كل الروايات تعرض على القرآن فإن خالفته لا نعترف بها و لكن لا فائدة نرجو منكم الإطلاع على الروايات وإفادتنا بشرحها أو البحث في صحتها من عدمه مع جزيل الشكر
الرويات هي:
جاء في اصل جعفر الحضرمي عن ابي عبد الله عليه السلام ان الله تبارك وتعالى ينزل في الثلث الباقي من الليل إلى سماء الدنيا فينادى هل من تائب يتوب فاتوب عليه أو هل من مستغفر يستغفر فاغفر له أو هل من داع يدعوني فافك عنه أو هل من مقتور عليه يدعوني فابسط له أو هل من مظلوم يستنصرني فانصره لكن هل ترك الامام للمعطلة والمشبهة مطعن عليه ؟؟ لا ولكنه قال قال السائل: فتقول: أنه ينزل إلى السماء الدنيا؟ قال أبوعبد الله (ع): نقول: ذلك لأن الرويات قد صحت به والأخبار, قال السائل: فاذا نزل أليس قد حال عن العرش وحووله عن العرش صفة حدثت, قال أبوعبد الله (ع) ليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين الذي تنتقل باختلاف الحال عليه والملالة والسأمة وناقلة ينقله ويحوله من حال الى حال بل هو تبارك وتعالى لا يحدث عليه الحال ولا يجري عليه الحدوث فلا يكون نزوله كنزول المخلوق الذي متى تنحى عن مكان الى مكان خلا منه المكان الأول, ولكنه ينزل إلى السماء الدنيا بغير معاناة ولا حركة فيكون كما هو في السماء السابعة على العرش كذلك هو في السماء الدنيا, إنما يكشف عن عظمته ويرى أولياءه نفسه حيث شاء ويكشف ماشاء من قدرته,ومنظره في القرب والبعد سواء .
روى علي ابن ابراهيم القمي في تفسيره عن أبي عبد الله قال: إذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا, وتكلموا فيما دون العرش,لا تكلموا فيما فوق العرش, فإن قوما تكلموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم, حتى إن الرجل كان ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه, وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه .
>وفي المحاسن للبرقي عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر (ع) قال: تكلموا فيما دون العرش ولا تكلموا فيما فوق العرش, فإن قوما تكلموا في الله فتاهوا, حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه>
وفي كتاب التوحيد للشيخ الصدوق حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار, قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون, عن الحسن الصيقل, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر عليه السلام قال: تكلموا في ما دون العرش ولا تكلموا في ما فوق العرش فإن قوما تكلموا في الله عز وجل فتاهو حتى كان الرجل ينادي من بين يديه فيجيب من خلفه وينادي من خلفه فيجيب من بين يديه
وفي الكافي للكليني مُحَمَّدُ بنُ يَحيَى عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ بنِ رَزِينٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ عَظَمَتِي وَ بَهَائِي وَ عُلُوِّ ارتِفَاعِي لَا يُؤثِرُ عَبدٌ مُؤمِنٌ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ فِي شَي‏ءٍ مِن أَمرِ الدُّنيَا إِلَّا جَعَلتُ غِنَاهُ فِي نَفسِهِ وَ هِمَّتَهُ فِي آخِرَتِهِ وَ ضَمَّنتُ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ رِزقَهُ وَ كُنتُ لَهُ مِن وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِر
الجواب:

لقد ثبت بالدليل القطعي أن الله سبحانه وتعالى يستحيل عليه التجسيم, فكل رواية يبدو من ظاهرها ذلك لابد من تأويلها أو رفضها ونحن نشرع في البحث السندي لكل واحدة منها وما يمكن أن يكون تأويلاً لها:
الرواية الأولى: ذكرت الرواية بسند مقطوع عن جابر الجعفي وإذا أردنا قبول الرواية فلابد من فهم معنى الرواية هكذا بأنه (يُنزل) ملائكته فتقرأ بصيغة المبنى للمجهول أو تـُقدر فاعلاً لينزل فنقول يَنزل كلام الله على غرار الآية القرآنية:
(( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ))
(الفجر:22) كأنه ليس معنى مجيئه بنفسه بل بأمره.
الرواية الثانية: هذا الجزء ذكر في نسخة من نسخ التوحيد كما ذكر ذلك صاحب البحار وصرح بعدم وجودها في أكثر النسخ ولا هي موجودة في كتاب (الاحتجاج).
ثم إن السند المذكور في التوحيد فيه بعض المجاهيل.
والتأويل الذي يمكن القول به هو أن الإمام وإن قال أن الأخبار قالت بصحّة النزول إلا أنه لا يقصد النزول لله بل نزول أمره أو كما وصف الإمام كيفية النزول بأنه كشف لعظمته وكشف لقدرته دون ان يكون هناك إي تجسيم له سبحانه.
الرواية الثانية والرابعة والخامسة: قال صاحب (البحار) التكلم فيما فوق العرش كناية عن التفكير في كنه ذاته وصفاته تعالى فالمراد إما الفوقية المعنوية أو بناءاً على زعمهم حيث قالوا بالجسم والصورة,ويحتمل على بُعد أن يكون المراد التفكر في الخلا البحث بعد انتهاء الأبعاد وفي الرواية الرابعة والخامسة الحسن بن زيادة الصيقل الذي قيل بجهالته.
الرواية السادسة: ليس فيها ما يدل على التجسيم إلا إن كنت تنظر إلى (علو أرتفاعي) الارتفاع المكاني وهو قطعاً غير مراد بل المقصود العلو المعنوي والرتبي له سبحانه. والرواية صحيحة السند.

السؤال: شرح آيات يستدل بها المجسمة

ما هو التفسير السليم و التوضيح الشافي -الموافق للفطرة و الذي ينفي التجسيم والمحدودية عن الله جل و علا واجب الوجود- للآيتين 16,17 من سورة الملك:
(( أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ *أَم أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرسِلَ عَلَيكُم حَاصِبًا فَسَتَعلَمُونَ كَيفَ نَذِيرِ ))؟
أرجو تلقي جواب واضح مفصل لو تكرمتم ..
الجواب:

إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتدبر في القرآن ونهانا عن الأخذ بالمتشابه وترك المحكم ومن التدبر البحث في كل الآيات المرتبطة بالموضوع ونذكر بعض الآيات التي تنفي الجسمية ثم نعرج إلى الآيتين المذكورتين في السؤال.
1- قال تعالى:
2- (( يَعلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرضِ وَمَا يَخرُجُ مِنهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُم أَينَ مَا كُنتُم وَاللَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِيرٌ ))
3- (الحديد:4), فالآية صريحة بأن الله معنا أينما كنا فهو في كل مكان ومن هو هكذا لا يمكن أن يكون جسماً لعدم إمكان وجود الجسم في كل مكان, وما قال المجسمة في تأويلها (مع أنهم لا يقولون بالتأويل) من أن المراد إحاطة علمه بكل شيء فأنه يلزم عنه التكرار في الآية فأنه تعالى ذكر إحاطة علمه بكل شيء في أول الآية مع أن تأويلهم لا دليل عليه وخلاف الظاهر.
2- قال تعالى: ((
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ ))
(المجادلة:7) وهذه الآية كسابقتها تقيد سعة وجوده سبحانه في كل مكان فهو وصف نفسه بالعلم بما في السماوات والأرض ثم أعقبها بـ ((
مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ ))
(المجادلة:7), كدليل على تلك الإحاطة العلمية لأنه في كل مكان.
4- قال تعالى: ((
5- وَلِلَّهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))
6- (البقرة:115), وهي واضحة في أن الله في كل مكان, والوجه هنا بمعنى الذات (انظر الإلهيات للشيخ السبحاني 2: 112).
وأما بخصوص الآيتين فننقل بخصوصهما كلام السبحاني, قال:
نعم, ربما يتوهم القاصر, دلالة الآيتين التاليتين على كونه سبحانه في السماء وأنه في جهة, وهما قوله سبحانه: (( أَأَمِنتُم مَن فِي السَّمَاءِ أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ, أَم أَمِنتُم مَن فِي السَّمَاءِ أَن يُرسِلَ عَلَيكُم حَاصِباً فَسَتَعلَمُونَ كَيفَ نَذِيرِ ))
7- (الملك:16, 17),
8- ولكن المتأمل فيما تقدمهما من الآيات يخرج بغير هذه النتيجة فإنه سبحانه يقول قبلهما:
9- (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ ذَلُولاً فَامشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِزقِهِ وَإِلَيهِ النُّشُورُ))
10- (الملك:15).
فهذه الآية تذكر نعمة الله سبحانه على أهل الأرض ببيان أنه جعل الأرض ذلولاً فسهل سلوكها, وهيأ لهم رزقه فيها, وعند ذلك ينتقل في الآية الثانية إلى ذكر أن وفرة النعم على البشر يجب أن لا تكون سبباً للغفلة والتمادي والعصيان, فليس من البعيد أن يخسف الأرض بهم, فإذا هي تمور وتتحرك وترتفع فوقهم كما ليس من البعيد أن ينزل عليهم ريحاً حاصباً ترميهم بالحصباء. فعند ذلك, عند معاينة العذاب, يخرجون من الغفلة ويعرفون الحق, وهذا هو هدف الآيات الثلاث.
وأما التعبير بـ (مَن فِي السَّمَاءِ), فيحتمل أن يراد منه من سلطانه وقدرته في السماء, لأنه مسكن ملائكته واللوح المحفوظ ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه كما أن منها ينزل رزق البشر, وفيها مواعيده:
(( وفي السماء رزقكم وما توعدون ))
فيصح التعبير بمن في السماء عن سلطانه وقدرته وكتبه وأوامره ونواهيه.
كما يحتمل أن يكون الكلام حسب اعتقادهم, بمعنى أأمنتم من تزعمون أنه في السماء أن يعذبكم بخسف أو بحاصب, كما تقول لبعض المشبهة: ((أما تخاف من فوق العرش أن يعاقبك بما تفعل)).
وهناك احتمال ثالث وهو ان يكون المراد من الموصول هو الملائكة الموكلون بالخسف والتدمير, فإن الخسف والإغراق وإمطار الحجارة كانت بملائكته سبحانه في الأمم السالفة.
فبعد هذه الاحتمالات لا يبقى مجال لما يتوهمه المستدل.
أضف إلى ذلك أنه سبحانه يصرح بكون إله السماء هو إله الأرض ويقول:
(( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرضِ إِلَهٌ وَهُوَ الحَكِيمُ العَلِيمُ ))
(الزخرف:84), فليس الإله بمعنى المعبود كما هو بعض الأقوال في معنى ذلك اللفظ, بل (الإله)) و((الله)) بمعنى واحد, غير أن الأول جنس والثاني علم ولو فسر أحياناً بالمعبود, فإنما هو تفسير باللازم, فإن لازم الألوهية هو العبادة, لا أنه بمعنى المعبود بالدلالة المطابقية.
فعلى ذلك فمفاد الآية وجود إله واحد في السماء والأرض وهذا يكون قرينة على أن المراد من قوله (مَن فِي السَّمَاءِ), هو أحد الاحتمالات الماضية.


السؤال: روايات مردودة وإن روتها كتب الشيعة

في احدى الحوارات مع مخالفين لمذهب أل البيت(عليهم السلام) عرض علي عدة روايات
1- زيد عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل افرق يصال بفخذيه أهل عرفات يمينا وشمالا ولا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بجبال المازمين يناديان عند المضيق الذي رأيت يا رب سلم سلم والرب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله آمين آمين يا رب العالمين فلذلك لا تكاد ترى صريعا ولا كسيرا. الأصول الستة عشر عدة محدثين ص54
2- وفي الحديث: (( إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل, وينزل عشية عرفة إلى أهل عرفة, وينزل ليلة النصف من شعبان )). عوالي اللئالي للأحسائي الجزء1 ص119
3- وعنه عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن للجمعة حقا وحرمة فإياك أن تضيع أو تقصر في شيء من عبادة الله تعالى, والتقرب إليه بالعمل الصالح, وترك المحارم كلها, فان الله يضاعف فيه الحسنات, ويمحو فيه السيئات, ويرفع فيه الدرجات قال: وذكر أن يومه مثل ليلته, قال: فان استطعت أن تحييه بالصلاة والدعاء فافعل فإن ربك ينزل من أول ليلة الجمعة إلى سماء الدنيا فيضاعف فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات فان الله واسع كريم. تهذيب الأحكام للطوسي الجزء الثالث ص3
4- علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عمن ذكره, عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه فقلت: إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون: إنها جلسة الرب, فقال: إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم. الكافي الجزء الثاني ص661 (باب الجلوس), وسائل الشيعة للحر العاملي الجزء 12 ص106 - 10
5- أبي وأخي وجماعة مشايخي, عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا ", عن حمدان بن سليمان, عن عبد الله بن محمد اليماني, عن منيع بن الحجاج عن يونس, عن صفوان الجمال قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام لما أتى الحيرة: هل لك في قبر الحسين ؟ قلت: وتزوره جعلت فداك ؟ قال: وكيف لا أزوره والله يزوره في كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمد أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء. فقال صفوان: جعلت فداك فنزوره في كل جمعة حتى ندرك زيارة الرب ؟ قال: نعم يا صفوان: الزم تكتب لك زيارة قبر الحسين وذلك تفضيل . بحار الأنوار للمجلسي الجزء 98 ص60
الجواب:

ان هذه الأحاديث وأمثالها ـ وبغض النظر عن سندها ضعيفاً كان أو صحيحاً ـ لا ينظر إليها ولا يعتنى بها, وذلك لما تضافر نقله من روايات أهل البيت(عليهم السلام) ـ وفيها روايات صحاح ـ بعرض كل حديث على كتاب الله وما ثبت من سنة رسوله (صلى الله عليه وآله), فمنها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن على كل حق حقيقة, وعلى كل صواب نوراً, فما وافق كتاب الله فخذوه, وما خالف كتاب الله فدعوه...) وأحاديث النزول إلى السماء الدنيا هذه وأشباهها لا تؤخذ بنظر الاعتبار لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله) القطعية, وهذا الأمر ـ أي العرض على الكتاب الكريم والسنة القطعية ـ من القواعد الأساسية في الأخذ بالروايات من عدمه.. فكل رواية تخالف الكتاب الكريم والسنة القطعية إن لم تقبل التأويل فهي مردودة كائنة ما كانت, ولا يؤبه بصحة سندها من عدمه.


السؤال: روايات لا يفهم منها التجسيم

دخلت بعض المنتديات السلفيه ورأيتهم يستدلون ببعض المصادر على تجسيم الله والعياذ بالله فحببت ان أنقلها هنا لتجيبوا عليها
أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن مالك الجهني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أنا شجرة من جنب الله, أو جذوة, فمن وصلنا وصله الله.
بيان: الجذوة بالكسر: القطعة من اللحم, ذكره الفيروز آبادي, وقال: ما أحسن شجرة ضرع الناقة, أي قدره وهيئته, أو عروقه وجلده ولحمه, انتهى. والظاهر أن الترديد من الراوي.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 24 ص199 - 200
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
أنا أصغر من ربي بسنتين. مصابيح الأنوار, الحجة سيد عبدالله شبر, ج2 الرواية 171
كتاب الامـالي للشيخ الصدوق..المجلس رقم24...الله يتزيـن كالمـرأة..والعيـاذ بالله
بحار الانوار الجزء52صفحة194 سطر7..قول علي..إن ربكم ليس بأعور
بحار الانوار الجزء3صفحه305رواية43
فهل هذه الروايات صحيحه أم ماذا..؟
الجواب:

ليس في الروايات - بغض النظر عن سندها - ما يشير إلى التجسيم, فالمقصود بجنب الله هو علي (عليه السلام) كما ورد عندنا في روايات, فالإمام يقول أنه قطعة من علي (عليه السلام) وهو من شجرة الإمامة الذي تمثلت أولاً بعلي (عليه السلام).
وأما (ربي) المقصود بالرواية الثانية, فهو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنه يطلق على السيد والمربي بالرب كما هو الحال في رب الأسرة, وهو أصغر منه بسنتين في وفاته بناءاً على هذه الرواية.
وأما الرواية الثانية, فالإمام يرد على القائلين بربوبية الدجال بأن الرب لا يكون أعور.
فلا تجسيم في جميع تلك الروايات حتى لو كانت صحيحة.


السؤال: محاولة اتهام الشيعة بالتجسيم من خلال بعض الروايات
التجسيم عند الشيعة
في البداية نذكر بقول شيخ الشيعة نعمة الله الجزائري صاحب كتاب الأنوار النعمانية
(( لم نجتمع معهم ( يعني اهل السنة والجماعة) على إله ولا نبي ولا على إمام, وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه, وخليفته بعده أبو بكر, ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي, بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا )) (الأنوار النعمانية: 2/279).
فهذا تصريح سافر بأن الشيعة لا يعبدون الله سبحانه وتعالى فهم يعبدون :
- إلها آخر ليس نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
- إلها آخر خليفة نبيه ليس أبا بكر الصديق .
المعلوم أن نبي الله تعالى هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم المعلوم أن خليفة نبيه هو أبو بكر الصديق .
حسنا هذا إعتراف واضح ولا يقبل المجادلة . وبتصريح أحد علمائهم العظام .
لكن هل نجد أحدا من السنة يقول بأننا لا نعبد إلها وليه علي بن أبي طالب مثلا على الرغم من رفضنا للولاية ؟
تذهب الولاية قطعا إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم ..... ويبقى الله تعالى هو رب الكون بكل أطيافه الدينية شاء من شاء وأبى من أبى .
حسنا لنذكرك ببعض الرواياتالتي وردت في كتب الشيعة تشير الي التجسيم :
روى زيد النرسي في كتابه عن عبدالله بن سنان قال « سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن الله ينزل في يوم عرفه في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق يصال بفخذيه أهل عرفات يميناً وشمالا, فلا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بحيال المازمين يناديان عند المضيق الذي رأيت : يارب سلّم سلّم, والرّب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله : آمين آمين رب العالمين, فلذلك لا تكاد ترى صريعاً ولا كبيراً )
هذه الرواية في كتاب الأصول الستة عشر ص54 ط دار الشبستري قم الطبعة الثانية سنة 1405 هذا الكتاب الذي ينكرونه الرافضة في المعجم الفقهي الذي جمعه على الكوراني الذي يتحدث دائما ضد التجسيم وهو ممن ساهموا في نشر هذه الرواية
الله له يدين جميعها يمين
عن ابي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه واله (( المتحابون في الله يوم القيامة على ارض زبرجدة خضراء في ظل عرشه عن يمينه وكلتا يديه يمين وجوههم اشد بياضا واضوأ من الشمس الطالعة يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل يقول الناس من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابون في الله )) انظر كتاب الكافي 2/ 126 وايضا بحار الانوار 7/ 1
الله يجلس ويضع احدى رجليه على فخذيه
عن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عمن ذكر, عن أبي حمزة الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه, فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة
ويقولون : إنها جلسة الرب, فقال : إني نما جلست هذه الجلسة للملالة, والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم . [ 15774 ] 3 ـ (( - وسائل الشيعة -الجزء الثاني عشر - كتاب الحج ـ باب مايستحب من كيفية الجلوس وما يكره منها - ص (104-128 )
وعن إبراهيم بن محمد الخراز, ومحمد بن الحسين قالا: دخلنا على أبي الحسن الرضا (رض), فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناءثلاثين سنة, رجلاه في خضره, وقلنا: ( إن هشام بن سالم, وصاحب الطاق, والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد... الخ ) أصول الكافي 1/101, بحار الأنوار 4/40.
لا نجاة ولا مفزع إلا أنتم يا أهل البيت, ولا مذهب عنكم يا أعين الله الناظرة"
( بحار الأنوار:94/37).
الله مسح أهل البيت بيمينه
فأفضى نوره فيهم« (الكافي 1/365 كتاب الحجة.
(باب مولد النبي ووفاته).
الله له يدين واحده يمين والاخرى شمال
الكافي المجلد الثاني كتاب الإيمان و الكفر
بَابُ طِينَةِ المُؤمِنِ وَالكَافِرِ
عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن إِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا أَرَادَ أَن يَخلُقَ آدَمَ ( عليه السلام ) بَعَثَ جَبرَئِيلَ ( عليه السلام ) فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَقَبَضَ بِيَمِينِهِ قَبضَةً بَلَغَت قَبضَتُهُ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنيَا وَأَخَذَ مِن كُلِّ سَمَاءٍ تُربَةً وَقَبَضَ قَبضَةً أُخرَى مِنَ الأَرضِ السَّابِعَةِ العُليَا إِلَى الأَرضِ السَّابِعَةِ القُصوَى فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَلِمَتَهُ فَأَمسَكَ القَبضَةَ الأُولَى بِيَمِينِهِ وَالقَبضَةَ الأُخرَى بِشِمَالِهِ فَفَلَقَ الطِّينَ فِلقَتَينِ فَذَرَا مِنَ الأَرضِ ذَرواً وَمِنَ السَّمَاوَاتِ ذَرواً فَقَالَ لِلَّذِي بِيَمِينِهِ مِنكَ الرُّسُلُ وَالأَنبِيَاءُ وَالأَوصِيَاءُ وَالصِّدِّيقُونَ وَالمُؤمِنُونَ وَالسُّعَدَاءُ وَمَن أُرِيدُ كَرَامَتَهُ فَوَجَبَ لَهُم مَا قَالَ كَمَا قَالَ وَقَالَ لِلَّذِي بِشِمَالِهِ مِنكَ الجَبَّارُونَ وَالمُشرِكُونَ وَالكَافِرُونَ وَالطَّوَاغِيتُ وَمَن أُرِيدُ هَوَانَهُ وَشِقوَتَهُ فَوَجَبَ لَهُم مَا قَالَ كَمَا قَالَ ثُمَّ إِنَّ الطِّينَتَينِ خُلِطَتَا جَمِيعاً وَذَلِكَ قَولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى فَالحَبُّ طِينَةُ المُؤمِنِينَ الَّتِي أَلقَى اللَّهُ عَلَيهَا مَحَبَّتَهُ وَالنَّوَى طِينَةُ الكَافِرِينَ الَّذِينَ نَأَوا عَن كُلِّ خَيرٍ وَإِنَّمَا سُمِّيَ النَّوَى مِن أَجلِ أَنَّهُ نَأَى عَن كُلِّ خَيرٍ وَتَبَاعَدَ عَنهُ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ فَالحَيُّ المُؤمِنُ الَّذِي تَخرُجُ طِينَتُهُ مِن طِينَةِ الكَافِرِ وَالمَيِّتُ الَّذِي يَخرُجُ مِنَ الحَيِّ هُوَ الكَافِرُ الَّذِي يَخرُجُ مِن طِينَةِ المُؤمِنِ فَالحَيُّ المُؤمِنُ وَالمَيِّتُ الكَافِرُ وَذَلِكَ قَولُهُ عَزَّ وَجَلَّ أَ وَمَن كانَ مَيتاً فَأَحيَيناهُ فَكَانَ مَوتُهُ اختِلَاطَ طِينَتِهِ مَعَ طِينَةِ الكَافِرِ وَكَانَ حَيَاتُهُ حِينَ فَرَّقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَينَهُمَا بِكَلِمَتِهِ كَذَلِكَ يُخرِجُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ المُؤمِنَ فِي المِيلَادِ مِنَ الظُّلمَةِ بَعدَ دُخُولِهِ فِيهَا إِلَى النُّورِ وَيُخرِجُ الكَافِرَ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلمَةِ بَعدَ دُخُولِهِ إِلَى النُّورِ .
الله يصافح الحسين ويجلسه الى جواره على سرير
روى شيخهم العالم العلاّم ميرزا محمد تقي الملّقب بحجة الاسلام هذه الرواية نقلا من مدينة المعاجز عن دلائل الطبري : قال أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون عن أبيه عن أبي علي محمد بن همام عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه عن الحسين بن علي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبدالله (ع) لما منع الحسين (ع) وأصحابه الماء نادى فيهم من كان ظمآن فليجئ فأتاه رجل رجل فيجعل أبهامه في راحة واحدهم فلم يزل يشرب الرجل حتى ارتووا فقال بعضهم والله لقد شربت شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا فلما قاتلوا الحسين (ع) فكان في اليوم الثالث عند المغرب أعقد الحسين رجلا رجلا منهم يسميهم بأسماء آبائهم فيجيبه الرجل بعد الرجل فيقعد من حوله ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها ثم قال أبو عبدالله (ع) والله لقد رآهم عدة من الكوفيين ولقد كرّر عليهم لو عقلوا قال ثم خرجوا لرسلهم فعاد كل واحد منهم إلى بلادهم ثم أتى لجبال رضوي فلا يبقى أحد من المؤمنين إلاّ أتاه وهو على سرير من نور قد حفّ به ابراهيم وموسى وعيسى ! وجميع الانبياء ! ومن ورائهم المؤمنون ومن ورائهم الملائكة ينظرون ما يقول الحسين (ع) قل فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم و إذا قام القائم (ع) وافو فيها بينهم الحسين (ع) حتى يأتي كربلاءفلا يبقى أحد سماوي ولا أرضي من المؤمنين إلاّ حفّوا بالحسين (ع) حتى أن الله تعالى يزورالحسين (ع) ويصافحه ويقعد معه على سرير, يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شيئ لا لورائها مطلب .
ثم قال في تعليقه على الرواية ما نصه: ( يقول محمد تقي الشريف مصنف هذا الكتاب هذا الحديث من الأحاديث المستصعبة!! التي لا يحتملها إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان )!!! .
قال هذا الحجة في موضع آخر: ( وأما المعصوم (ع) فهذا المقام حاصل له مساوقا لبدء خلقه فليس بين الله وبين حجته حجاب في حال من الأحوال كما مرّ صريح الحديث في ذلك في القسم الأول من الكتاب نعم أنهم (ع) يلبسوا بعض العوارض بالعرض في هذه الدار الفانية ليطيق الخلق رؤيتهم فيتمكنوا من تكميلهم و هو أحد الأسرار!! في بكائهم واستغفارهم إلى الله تعالى من غير ذنب لحق ذواتهم فافهم فإذا خلعوا هذا اللباس العرضي وانتقلوا إلى الدار الباقية خلص لهم ذلك المقام يزورهم الرب تعالى !! ويصافحهم!! ويقعدون معه!! على سرير واحد !! لاتحاد حكم العبودية مع حكم الربوبية )
الله له قلب مخلوق 25 - يد : الدقاق عن الاسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن الحسين عمن حدثه عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : أنا علم الله, وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق, وعين الله الناظرة, وأنا جنب الله, وأنا يدالله ( 1 ) .توحيد الصدوق : 154 و 155 .
- محمد بن إسماعيل النيشابوري عن أحمد بن الحسن الكوفي عن إسماعيل بن نصر وعلي بن عبدالله الهاشمي عن عبدالرحمن مثله.
بصائر الدرجات : 19 فيه : عبدالله بن محمد عن محمد بن إسماعيل النيشابورى
بحار الانوار - ج24 - باب 53 : انهم عليهم السلام جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها .
إله الشيعة له خصر ومؤمنوا الشيعة سيضعون أيديهم على خصر ربهم وسيضع يده على خصورهم :
الرواية :
"عن عبدالله بن سنان قال سمعت اباعبدالله ع يقول ان الله ليخاصر العبد المؤمن يوم القيمة والمؤمن يخاصر ربه يذكره ذنوبه قلت وما يخاصر قال فوضع يده على خاصرتى فقال هكذا كما يناجى الرجل منا اخاه في الامر يسره اليه
... صوت الله عز وجل :
هنا الله عز وجل يتحدث بصوت ولسان على بن ابى طالب رضى الله عنه :
إعداد مؤسسة السيدة زينب (عليها السلام) الخيرية
عن إبن عمر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وقد سئل: بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟.
قال: خاطبني بلسان عليّ, فألهمني أن قلت: يا ربّ خاطبتني أم عليّ؟.فقال: يا أحمد, أنا شئ ليس كالأشياء, ولا أقاس بالنّاس, ولا أوصف بالشبهات, خلقتك من نوري, وخلقت عليّاً من نورك, إطلّعت على سرائر قلبك, فلم أجد أحداً إلى قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالب, فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك .
ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص96, المناقب للخوارزمي الحنفي ص78 ح61.
وفي المجالس عن الصادق عليه السلام لما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت المقدس حمله جبرئيل على البراق فأتيا بيت المقدس وعرض عليه محاريب الأنبياء وصلى بها ورده فمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رجوعه بعير لقريش وإذا لهم ماء في آنية وقد أضلوا بعيرا لهم وكانوا يطلبونه فشرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك الماء وأهرق باقيه فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لقريش إن الله تعالى قد أسرى بي إلى بيت المقدس وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم وإني مررت بعير في موضع كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك فقال أبو جهل قد مكنتكم الفرصة فسألوه كم الأساطين فيها والقناديل فقالوا يا محمد أن هاهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه فجاء جبرئيل عليه السلام فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه فلما أخبرهم قالوا حتى يجيء العير ونسألهم عما قلت فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون هذه الشمس تطلع الساعة فبينما هم كذلك إذ أطلعت عليهم العير حتى طلع القرص يقدمها جمل أورق فسألوهم عما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا لقد كان هذا ضل جمل لنا في موضع كذا وكذا ووضعنا ماء فأصبحنا وقد اهريق الماء فلم يزدهم ذلك إلا عتوا . والقمي ما يقرب منه وفي كشف الغمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج فقال خاطبني بلغة علي بن أبي طالب عليه السلام فألهمت أن قلت يا رب خاطبتني أم علي فقال يا أحمد أنا شيء ليس كالأشياء ولا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك فاطلعت على سراير قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب فخاطبتك بلسانه كي ما يطمئن قلبك والأخبار في قصة المعراج كثيرة من أرادها فليطلبها من مواضعها وفيها أسرار لا يعثر عليها إلا الراسخون في العلم .
تَفسير الصَّافي ج3 ص 161 - ص 180
سورة الأسراء
وهنا الله عز وجل ينفح فى الصور و ينادي جل جلاله بصوت جهوري يسمع أقطار السماوات والارضين
- فس : قوله : " ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فإذا هم قيام ينظرون "
فإنه حدثني أبي, عن الحسن بن محبوب, عن محمد بن النعمان الاحول, عن سلام بن المستنير, عن ثوير بن أبي فاختة, عن علي بن الحسين عليهما السلام قال :
سئل عن النفختين كم بينهما ؟
قال : ما شاء الله,
فقيل له فأخبرني يابن رسول الله كيف ينفخ فيه ؟
فقال : أما النفخة الاولى فإن الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه صور, وللصور رأس واحد وطرفان, وبين طرف كل رأس منهما ما بين السماء والارض, قال : فإذا رأت الملائكة إسرافيل وقد هبط إلى الدنيا ومعه الصور
قالوا : قد أذن الله في موت أهل الارض وفي موت أهل السماء,
قال : فيهبط إسرافيل بحظيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة, فإذا رأوا أهل الارض قالوا أذن الله في موت أهل الارض,
قال : فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الارض فلا يبقى في الارض ذو روح إلا صعق ومات, ويخرج الصوت من إسرافيل,
قال : فيقول الله لاسرافيل : ياإسرافيل مت, فيموت إسرافيل, فيمكثون في ذلك ما شاء الله, ثم يأمر الله السماوات فتمور, ويأمر الجبال فتسير, وهو قوله
: " يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا "
يعني تبسط, و " تبدل الارض غير الارض " يعني بأرض لم يكتسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات, كما دحاها أول مرة, ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته,
قال : فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله بصوت جهوري يسمع أقطار السماوات والارضين : " لمن الملك اليوم " ؟
فلا يجيبه مجيب,
فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله مجيبا لنفسه :
" لله الواحد القهار " وأنا قهرت الخلائق كلهم وأمتهم, إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي, لا شريك لي ولا وزير, وأنا خلقت خلقي بيدي وأنا أمتهم بمشيتي, وأنا احييهم بقدرتي,
قال : فنفخ الجبار نفخة في الصور يخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات أحد إلا حي وقام كما كان, ويعود حملة العرش, ويحضر الجنة والنار, ويحشر الخلائق للحساب,
قال : فرأيت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يبكي عند ذلك بكاءا شديدا .
بحار الأنوار - المجلد السادس
صفحة:325
وهنا الله عز وجل كالشجرة متشابكة الاغصان :
أخبرنا محمد بن هارون الزنجاني, عن علي بن عبدالعزيز, عن القاسم بن سلام قال : في معنى قول النبي صلى الله عليه وآله : " الرحم شجنة من الله عزوجل " يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق, وقول القائل " الحديث ذو شجون " إنما هو تمسك بعضه ببعض .
يعلق صاحب الانوارالمجلسي قائلا التالى :
وقال بعض أهل العلم : يقال : شجر متشجن : إذا التف بعضه ببعض, ويقال : شجنة وشجنة والشجنة كالغصن يكون من الشجرة, وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : إن فاطمة شجنة مني يؤذيني ما آذاها ويسرني ماسرها ( 2 ) .
( 2 ) .معانى الاخبار ص 302 .
بحار الانوار ج71
باب 3 : صلة الرّحم, واعانتهم, والاحسان اليهم, والمنع من قطع صلة الارحام, وما يناسبه
وهنا كقطعة لحم والعياذ بالله :
28 - ير : أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبدالله بن مسكان عن مالك الجهني قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أنا شجرة من جنب الله, أو جذوة, فمن وصلنا وصله الله .
يعلق صاحب الانوارالمجلسي قائلا التالى :
بيان : الجذوة بالكسر : القطعة من اللحم, ذكره الفيروزآبادي, وقال : ماأحسن شجرة ضرع الناقة, أي قدره وهيئته, أو عروقه وجلده ولحمه, انتهى
بصائر الدرجات, 19 و 20 .
بحار الانوار - ج24 - باب 53 : انهم عليهم السلام جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها
وهنا قال حاخاماتك ان لله قلب مخلوق طبعا كالبشر :
25 - يد : الدقاق عن الاسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن الحسين عمن حدثه عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : أنا علم الله, وأنا قلب الله الواعي
ولسان الله الناطق, وعين الله الناظرة, وأنا جنب الله, وأنا يدالله ( 1 )
توحيد الصدوق : 154 و 155 .
26 - ير : محمد بن إسماعيل النيشابوري عن أحمد بن الحسن الكوفي عن إسماعيل بن نصر وعلي بن عبدالله الهاشمي عن عبدالرحمن مثله ( 2 ) .
قال الصدوق رحمه الله : معنى قوله عليه السلام : وأنا قلب الله الواعي أنا القلب الذي جعله الله وعاء لعلمه, وقلبه إلى طاعته, وهو قلب مخلوق لله عزوجل . بصائر الدرجات : 19 فيه : عبدالله بن محمد عن محمد بن إسماعيل النيشابورى
بحار الانوار - ج24 - باب 53 : انهم عليهم السلام جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها
وهنا الله يضع رجل على رجل ... طبعا كالبشر :
وعن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عمن ذكر, عن أبي حمزة الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه, فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة
ويقولون : إنها جلسة الرب, فقال : إني انما جلست هذه الجلسة للملالة, والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم .
الاصول من الكافي - الجزء الثاني تأليف:
ثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي رحمه الله
المتوفى سنة 328 / 329 ه‍ - كتاب العشرة - باب الجلوس ص [662]
وهنا الله عز وجل يصافح الحسين ويسامره :
روى شيخكم العالم العلاّم ميرزا محمد تقي الملّقب بحجة الاسلام هذه الرواية نقلا من مدينة المعاجز عن دلائل الطبري : قال أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون عن أبيه عن أبي علي محمد بن همام عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه عن الحسين بن علي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبدالله (ع) لما منع الحسين (ع) وأصحابه الماء نادى فيهم من كان ظمآن فليجئ فأتاه رجل رجل فيجعل أبهامه في راحة واحدهم فلم يزل يشرب الرجل حتى ارتووا فقال بعضهم والله لقد شربت شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا فلما قاتلوا الحسين (ع) فكان في اليوم الثالث عند المغرب أعقد الحسين رجلا رجلا منهم يسميهم بأسماء آبائهم فيجيبه الرجل بعد الرجل فيقعد من حوله ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها ثم قال أبو عبدالله (ع) والله لقد رآهم عدة من الكوفيين ولقد كرّر عليهم لو عقلوا قال ثم خرجوا لرسلهم فعاد كل واحد منهم إلى بلادهم ثم أتى لجبال رضوي فلا يبقى أحد من المؤمنين إلاّ أتاه وهو على سرير من نور قد حفّ به ابراهيم وموسى وعيسى ! وجميع الانبياء ! ومن ورائهم المؤمنون ومن ورائهم الملائكة ينظرون ما يقول الحسين (ع) قل فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم و إذا قام القائم (ع) وافو فيها بينهم الحسين (ع) حتى يأتي كربلاء
فلا يبقى أحد سماوي ولا أرضي من المؤمنين إلاّ حفّوا بالحسين (ع) حتى أن الله تعالى يزورالحسين (ع) ويصافحه ويقعد معه على سرير, يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شيئ لا لورائها مطلب .
ثم قال في تعليقه على الرواية ما نصه: ( يقول محمد تقي الشريف مصنف هذا الكتاب هذا الحديث من الأحاديث المستصعبة!! التي لا يحتملها إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان )!!! .
قال هذا الحجة في موضع آخر: ( وأما المعصوم (ع) فهذا المقام حاصل له مساوقا لبدء خلقه فليس بين الله وبين حجته حجاب في حال من الأحوال كما مرّ صريح الحديث في ذلك في القسم الأول من الكتاب نعم أنهم (ع) يلبسوا بعض العوارض بالعرض في هذه الدار الفانية ليطيق الخلق رؤيتهم فيتمكنوا من تكميلهم و هو أحد الأسرار!! في بكائهم واستغفارهم إلى الله تعالى من غير ذنب لحق ذواتهم فافهم فإذا خلعوا هذا اللباس العرضي وانتقلوا إلى الدار الباقية خلص لهم ذلك المقام يزورهم الرب تعالى !! ويصافحهم!! ويقعدون معه!! على سرير واحد !! لاتحاد حكم العبودية مع حكم الربوبية )
وهنا ايضا فالوا يا رافضى ان الله شاب فى سن الثلاثين ونه أجوف إلى السرة والباقي صمد:
عن إبراهيم بن محمد الخزاز, ومحمد بن الحسين قالا: دخلنا على أبي الحسن الرضا - عليه السلام - فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء الثلاثين سنة, رجلاه في خضره, وقلنا(إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد..ال
(أصول الكافي 1/101), ( بحار الأنوار 4/40 ).
وهنا الله يرسل هدايا للامام :
حدثني أبو محمد, هارون بن موسى بن أحمد المعروف بالتلعكبري, قال : حدثنا أبو الحسن, محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور, قال : حدثنا أبو موسى, عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور, قال : حدثني أبو محمد, الحسن بن علي, عن أبيه علي بن محمد, عن أبيه محمد بن علي, عن أبيه علي بن موسى, عن أبيه موسى بن جعفر, عن أبيه جعفر بن محمد, عن أبيه محمد بن علي, عن أبيه علي بن الحسين, عن إبيه الحسين بن علي, عليهم السلام والصلاة, قال : حدثني قنبر مولى علي بن أبي طالب عليه السلام, قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام على شاطئ الفرات, فنزع قميصه, ونزل إلى الماء فجاءت موجة, فأخذت القميص . فخرج أمير المؤمنين عليه السلام فلم يجد القميص فاغتم لذلك, فإذا بهاتف يهتف, يا أبا الحسن انظر عن يمينك وخذ ما ترى, فإذا منديل عن يمينه, وفيه قميص مطوي, فأخذه ولبسه فسقط من جيبه رقعة فيها مكتوب : * بسم الله الرحمن الرحيم, هدية من الله العزيز الحكيم إلى علي بن أبي طالب, هذا قميص هارون بن عمران, كذلك وأورثناها قوما آخرين.
وهنا الله يعجز عن حل خلافات الملائكة :
أحمد بن عبدالله, عن عبدالله بن محمد العبسي قال: أخبرني حماد بن سلمة, عن الاعمش, عن زياد بن وهب, عن عبدالله بن مسعود قال: أتيت فاطمة صلوات الله عليها, فقلت لها: أين بعلك؟ فقالت: عرج به جبرئيل عليه السلام إلى السماء, فقلت: فيماذا؟ فقالت: إن نفرا من الملائكة تشاجروا في شئ فسألوا حكما من الآدميين فأوحى الله تعالى إليهم أن تخيروا, فاختاروا علي بن أبي طالب عليه السلام .
نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار المجلد التاسع ص 379
من الاختصاص.الارشاد في معرفه حجج الله على العباد لمؤلفه - شيخ الامه وعلم الشيعه محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد - المتوفي سنه 413هـ ص [208] - ص [216]
ينكر علينا الروافض حديثاً موجوداً في كتبهم !! وهاهو الخميني يستدل بهذا الحديث (( خلق الله آدم على صورته )) فماذا سيقول أتباعه ومريدوه ؟
الجواب:

مشكلة القوم أنهم ليسوا دقيقين في فهم كلام علماءنا وما يقولون في بعض المسائل, فتراهم - على الغالب - يقتطعون ما يريدون التهويل به والتهويش عليه بغية الوصول إلى غايات ضيقة هدفها إثارة اللغط لا أكثر, وإلا لا يوجد في نقولاتهم وما يعلّقون به على كلام علماءنا أية مسحة من علم وفهم, والدليل هو ما ذكر في هذه المقالة حول كلام الشيخ نعمة الله الجزائري... فكلامه (رحمه الله) واضح لمن يفهم اللغة العربية والكلام المشروط فيها.. فالعقيدة عند أهل السنة هي أن أبا بكر خليفة شرعي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله), والشيعة لا يقولون بهذا الأمر وينكرون على أهل السنة هذه الدعوى التي لا يوجد لها أي مستند شرعي سوى ما يفهمون من بعض الآيات حول الشورى - وهو فهم خاص له ما يعارضه - أو ما يأتون به من أحاديث, وهي لا تتجاوز أن يكون رواتها من نفس أهل مذهبهم الأمر الذي يستلزم الدور كما لا يخفى.
فالشيعة تؤمن بعقيدة كاملة مترابطة أساسها: التوحيد الحقيقي لله المرتبط بنبوة النبي المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) المرتبط بالخليفة الشرعي المنصوص عليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى آخر إمام وهو المهدي (عجل الله فرجه), وهذه العقيدة مغايرة لتلك.. وهذا المعنى الترابطي في العقيدة الحقّة هو الذي يشير إليه الشيخ الجزائري الذي غاب عن هؤلاء فهم كلامه وتشبثوا بفهم سقيم لا يريده (رحمه الله) من كلماته..
فعقيدة الشيعة تقول: الله الذي نؤمن به هو الذي أرسل محمداً (صلى الله عليه وآله) والذي نصّب عليّاً (عليه السلام) خليفة له, اما تلك العقيدة المخترعة التي تضفي المشروعية على خلافة أبي بكر فهي ليست صادرة من الله حقّاً والنبي حقّاً وحالها حال عقيدة اليهود والنصارى في نبيهم وكتابهم الذي يعتقد المسلمون أنهم لا يؤمنون بالنبي الحق الذي أرسله الله عز وجل, ولا بالكتاب الحق الذي أنزله معه..
وأما كون أهل السنة لا يقولون مقابل ما يقول الشيعة بأنهم لا يعبدون إلهاً وليه علي بن أبي طالب على الرغم من رفضهم للولاية..
فهذا أحد المتناقضات في فهمهم العقائدي, فالإله الحق الذي ينبغي عبادته هو الإله الذي بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) نبيّاً له, وعليّاً (عليه السلام) وليّاً له. وقد ورد في الحديث: (أن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية).. أي لا يشفع له أنه يعرف الله - كإسم علم - هو الإله, وأنّ محمداً - كإسم علم هو النبي - بل لابد لتمام الإعتقاد بالالوهية الحقة والنبوة الحقّة أن يؤمن بهذه العقيدة المترابطة بعضها ببعض والتي من ضمنها الولاية والحديث المذكور شاهد حق على ما نقول.
إن كلام الجزائري يشبه كلام الإمام الرضا(عليه السلام) عندما قال له نصراني اننا نتفق على بنوة عيسى ونشك في نبوة محمد, فكان جواب الإمام الرضا(عليه السلام) مشروطاً وهو بأنه نحن لا نؤمن بعيسى الذي تؤمنون به بل بعيسى الذي بشر بمحمد (صلى الله عليه وآله).
وأما الحديث الذي ذكره عن أصل زيد النرسي, فيكفيك ان تراجع تعليقة محقق (بحار الأنوار) على هذا الحديث قال في ج96 ص264: ((وهذا الحديث وأضرابه ساقط لا يعتني به ولا يؤبه براويه أيا كان, وقد أمرنا في عدة روايات وفيها الصحاح بعرض كل حديث على كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله) فمنها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله),ان على كل حق حقيقة, وعلى كل صواب نوراً, فما وافق كتاب الله فخذوه, وما خالف كتاب الله فدعوه. وقد روى عين هذا الأثر عن علي(عليه السلام) وقول الباقر(عليه السلام) وابنه الصادق(عليه السلام) لبعض أصحابهما: (لا تصدق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيّه), وقول الصادق(عليه السلام): (ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف.).
إلى غير ذلك من الأحاديث وإضرابه مما يوهم القول بالتجسيم فلا يمكن إقراره ولا الأخذ به لمخالفته كتاب الله وهو شاهد ناطق بأنه جل وعلا:
(( لاَّ تُدرِكُهُ الأَبصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ ))
(الأنعام: 103),

وانه تعالى ((
لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ))
(الشورى:11) وقوله ((
أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ مُّحِيطٌ ))
(فصلت:54) وغير ذلك...
فأحاديث النزول وأشباهها لا تؤخذ بنظر الاعتبار لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله), بل هي من الأحاديث المدسوسة في كتب أصحابنا القدماء وتلقاها بعض المتأخرين فرواها كما هي وتحمل في تأويلها.
ولو أنا جعلنا حديث يونس بن عبد الرحمن نصب أعيننا وتشدده في الحديث لعلمنا أن الدس كان منذ أيام الصادق(عليه السلام) بل في أيام الباقر(عليه السلام), وهذه الأحاديث كلها مدسوسة, فقد ورد في (الكشي ص195 /طبع النجف): عن محمد بن عيسى بن عبيدة عن يونس بن عبد الرحمن ان بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر فقال له: يا أبا محمد ما أشدّك في الحديث؟ وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا؟ فما الذي يحملك على رد الأحاديث؟
فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق القرآن والسنة او تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدمة, فان المغيرة ابن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فإنا إذا حدثنا قلنا قال الله عز وجل وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين, فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأنكر منها أحاديث كثيرة ان تكون من أحاديث أبي عبد الله(عليه السلام) فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن, فانا ان تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة, أما عن الله وعن رسوله نحدث, ولا نقول قال فلان وفلان, فيتناقض كلامنا, ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا, وكلام أولنا مصداق لكلام آخرنا, وإذا آتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به, فان مع كل قول منا حقيقة وعليه نور, فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان.
فمن جميع ما تقدم ظهر لنا أن أحاديث التشبيه والتجسيم والحلول وأضرابها لا تقبل ويضرب بها عرض الجدار وإن رويت في أصح كتاب أو رواها أوثق رجل مضافاً,إلى ذلك أن هذا الحديث - حديث زيد النرسي - فيه مناقشة خاصة من حيث سنده, فهو:
1- لم يصرح بتوثيق زيد في كتب القدماء, وما استدل به بعض المتأخرين على وثاقته مردود, فإنه اجتهاد منه وشهادته عن حدس لا عن حس فهي لا تكفي في المقام.
ولو سلمنا وثاقته لا لما ذكره بل لوقوعه في إسناد (كامل الزيارات).
2- فإن كتاب زيد كما ذكره النجاشي, أو أصله كما ذكره الشيخ الطوسي, وإن رواه ابن أبي عمير وجماعة عنه إلا أن ذلك لا يدل على توثيق الكتاب جميعه وان اشتمل على ما يخالف الكتاب والسنة, مع أن محمد بن الحسن بن الوليد وتلميذه الشيخ الصدوق طعنا فيه وقالا: هو من وضع محمد بن موسى السمان, وهو - أي السمان - وإن كان من رجال نوادر الحكمة إلا ان ابن الوليد وابن بابوية وأبا العباس بن نوح استثنوا جماعة كان منهم السمان, وقد قال فيه ابن الغضائري: ضعيف يروي عن الضعفاء, كما حكى عن جماعة من القميين الطعن عليه بالغلو والارتفاع. (انظر المصدر المتقدم).
وأرجع إلى صفحتنا تحت عنوان (الأسئلة العقائدية/ التجسيم والتشبيه/ لا نلتزم بما روي من طريق زيد النرسي).
وأما الرواية التي جاء فيها (المتحابون في الله يوم القيامة.. إلخ), فلا ندري كيف تتوجه التهمة للشيعة بالتجسيم من خلال هذه الرواية, فهل لوجود عبارة كلتا يديه يمين مع أن كلمة (اليد) المنسوبة له تعالى واردة في القرآن الكريم وقاطبة الشيعة يؤولون ذلك ولا يأخذون بظاهره الدال على التجسيم. فهل يرانا نخالف هذه العقيدة المتسالمة بعدم التجسيم خلفاً عن سلف ونقول بالتجسيم هنا.. ان هذا إلا تخبط واضح في فهم العقيدة عن أهل الطوائف والملل..
وعلى أية حال, قال الشيخ المازندراني في شرحه على أصول الكافي: ظاهره إلى له عرشاً وإن أشرف طرفيه يمين والآخر يسار يستقر في الأول أفضل الخلائق وفي الآخر أدونهم فضلاً, وكلا الطرفين يمين مبارك يأمن من استقر فيها ولا بعد فيه كما أن له بيتاً والإضافة للتشريف والتعظيم. (شرح أصول الكافي 8: 367).
بالإضافة إلى وجود قرينة صارفة عن التشبيه في الرواية وهي نفس قوله (كلتا يديه يمين) لأن اليد لو كانت هي اليد الحسية فلابد أن تكون احداها يمين والأخرى شمال, فلاحظ.
وأما الرواية الواردة عن الوسائل عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) قاعداً... إلخ.
فهذه الرواية على المدّعي لا له. لأن الإمام (عليه السلام) قد نقض دعوة الناس بأنّها جلسة الرب, أنها جلسة الملالة والرب لا يمل. فهي اذن ليست جلسة الرب, فالرب لا يجلس ولا يتمثل في حقه تجسيم .. فأين التجسيم المدّعى على الشيعة في هذه الرواية؟!
ولعل المدّعي يقول ان الناس يقولون أنها جلسة الرب, هم الشيعة لأن الناقل وهو أبو حمزة الثمالي - شيعي.
نقول: هذا خلاف الظاهر فلفظ الناس أعم من الشيعة وغيرهم, فهذا القول لا يمكن الاستناد عليه بأنه قول للشيعة, بل هو قول لليهود أو الأعم منهم ومن العامة كما فسره المازندراني في شرحه على أصول الكافي(انظر المصدر السابق 11: 139).
وأما الرواية التي رواها عن أصول الكافي عن إبراهيم بن محمد الخزار ومحمد بن الحسن قالا... الخ. التي قطعها الناقل تدليساً, لا له فهي أيضاً عليه, فالإمام (عليه السلام) قد رد ما نقل له من كلام في التجسيم فعلاً وقولاً بسجوده (عليه السلام) وبيانه في التوحيد.. والشيعة تأخذ عقيدتها من الأئمة عليهم السلام, وليس من أحد آخر..
هذا اضافه. إلى أن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي قد نقل عنهم ما لم يثبت أنهم قالوه. وعلى أيّة حال الرواية واضحة في نفي التجسيم عند الشيعة تبعاً لما قاله إمامهم الإمام الرضا (عليه السلام).. فأين دعوى التجسيم عند الشيعة في هذه الرواية.
وأما ما ورد من تعابير مثل: ((أعين الله الناظرة) و( مسح بيمينه )) فهذه التعابير ورد فيها تأويل واضح عند الشيعة تزفر به كتبهم .. فلا ندري أين دعوى التجسيم للشيعة الذي جاء به هذا المدّعي؟! نعوذ بالله من عمى البصيرة.
وأما ما ذكره من أن الشيعة تقول ان لله يدين واحدة يمين والأخرى شمال, فقد فضح الله سبحانه هذا المدّلس بقوله حين نقل لنا رأس الحديث ولم يكمله, وعند العودة إلى المصدر لم نجد لما قاله هذا المتنطع من أثر.. والضمائر في الحديث لكلمة (يمينه) كلها تعود إلى جبرائيل (عليه السلام) .. وهذا واضح ظاهر لمن يقرأ الرواية... فانظر المصدر (الأصول من الكافي ج2 ص5 كتاب الإيمان والكفر), وهكذا يخزي الله الظالمين بأيديهم.

تعليق على الجواب (1)
الا تلاحظ انكم انتم كذلك تقتطعون الروايات لشيخ الاسلام ابن تيمية وتنسبون اليه ما لم يقل كشبهة الشاب الامرد والتي نقلها على صيغة التضعيف لها انتم ترمون الناس بما فيكم بهده الطريقة
الجواب:

نذكر لك في هذا المجال ما قاله ابن تيمية الحراني في كتابه (التأسيس في الرد على اساس التقديس):
أنه سُئل ابن عباس : هل رأى محمد ربّه ؟
قال : نعم .
قال : وكيف رآه؟!
قال : في صورة شاب دونه ستر من لؤلؤ، كان قدماه في خضرة .
فقلت لابن عباس : أليس في قوله تعالى :
(( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )) ؟
قال : لا أمّ لك ! ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلّى بنوره لا يدركه شئ .
هذا يدل على أنه رآه وأخبر أنه رآه في صورة شاب دونه ستر وقدماه في خضرة، وأن هذه الرؤية هي المعارضة بالآية والمُجاب عنها بما تقدّم، فيقتضي أنها رؤية عين ! كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة، عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ص ) : رأيتُ ربي في صورة أمرد، له وفرة، جعد، قطط في روضة خضراء).
ولم يقل كلامه هذا بصيغة التضعيف بل صرح وصحح الحديث عن قتادة ايضا.
واين قطعنا الرواية ؟ اذكر مثالا واحدا حتى ننظر فيه .


السؤال: عدم فهم بعض العبارات العرفانية من قبل الوهابية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك احاديث من الكتب الشيعية تجسم الله تعالى فهل هي صحيحة ام لا وعند تعليق الخميني على قوله تعالى زعم أن « الله له أحدية جمع الكثرة. فهو تعالى شأنه على صورته وصورة الإنسان مثاله تعالى» (شرح فصوص الحكم ص159).
ولما صحح المجلسي الرواية التي تتهم هشام بن الحكم بالجسم والصورة ذكر دفاع الشيعة عنه بأنه « لعله يقصد جسما لا كالأجسام وصورة لا كالصور» (مرآة العقول2/1).
وكذلك شرح قول ابن عربي « وكون الإنسان مخلوقا على صورته تعالى لأن الهيبة قد يكون من الصفات الفعلية» فقال الخميني « الهيبة ظهور الجلال الإلهي في الحضرة الإنسانية.. والأنس ظهور الجمال الإلهي في النشأة الإنسانية» (تعليقات على فصوص الحكم ص87).
زعم الخميني أن الله على صورة امرأة. فقال « لم تكن الزهراء امرأة عاديَّة، بل كانت امرأة روحانيَّة، امرأة ملكوتيَّة، إنساناً بكلِّ ما للإنسان من معنى، إنَّها موجود ملكوتي ظهر في عالمنا على صورة إنسان، بل موجود إلهي جبروتي ظهر بصورة امرأة» لقد أثبت صحة هذا الحديث الخميني في كتابه (زبدة الأربعين حديثاً) (ص264) الحديث الثامن والثلاثون بعنوان «أن الله خلق آدم على صورته» والذي أورد من طريق أهل البيت حجج الله على خلقه حسب اعتقادهم.
فعن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر(ع) عما يروون أن الله عزوجل خلق آدم على صورته فقال: هي صورة محدثة مخلوقة، اصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه فقال تعالى: ) وطهر بيتي (وقال) ونفخت فيه من روحي(، ثم قال الخميني: «وهذا الحديث من الأحاديث المشهورة بين السنة والشيعة، ويستشهد به دائماً، وقد أيّد الإمام الباقر(ع) صدروه وتولّى بيان المقصود منه».
وقد علق شيخهم محمد الكراجكي في (كنز الفوائد) تحت عنوان (تأويل الخبر) ما نصه: « إن سأل سائل فقال: ما معنى الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله تعالى خلق آدم على صورته؟ أوليس ظاهر هذا الخبر يقتضي التشبيه له تعالى بخلقه، فإن لم يكن على ظاهره فما تأويله؟ الجواب: قلنا: أحد الأجوبة عن هذا أن تكون الهاء عائدة إلى الله تعالى، والمعنى أنه خلق على الصورة التي أختارها، وقد يضاف الشيئ إلى مختاره. ومنها أن تكون الهاء عائدة إلى آدم، ويكون المراد أن الله تعالى خلقه على صورته التي شوهد عليها، لم ينتقل إليها عن غيرها كتنقل أولاده الذي يكون أحدهم نطفة ثم علقة مضغة، ويخلق خلقا من بعد خلق، ويولد طفلا صغيرا ثم يصير غلاما ثم شابا كهلا، ولم يكن آدم (ع) كذلك، بل خلق على صورته التي مات عليها.
ففي روضة الكافي (ص 195 ح 308) بإسناده عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان قال سألت أبا عبدالله (ع) كم كان طول آدم عليه السلام حين هبط به إلى الأرض وكم كان طول حواء؟ قال وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب (ع) إن الله عزوجل لما أهبط آدم وزجته حواء عليها السلام إلى الأرض كانت رجلاه بثنية الصفا ورأسه دون أفق وإنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس فأوحى الله عزوجل إلى جبريل عليه السلام إن آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس فأغمزه وصير طوله سبعين ذراعاً بذراعه وأغمز حواء غمزة فيصير طولها خمسة وثلاثين ذراعاً بذراعها.
اتمنى منكم التعليق على هذه الأحاديث لأني اصبحت في حيرة
الجواب:

ان كلام السيد الخميني ليس حديثا ولا رواية، وأنما هو كلام مقتطع من تعليقته على (شرح فصوص الحكم) في علم العرفان، ولكن ماذا نفعل بما ابتلينا من جُّهال الوهابية فهم لا يفهمون الكلام ثم يقتطعونه من مكانه ليخرج عن معناه.
ولكي نقرب المطلب نقول:
إن العرفاء أطلقوا على مرتبة من مراتب وجود الحق بمرتبة أحدية جمع الكثرة، بمعنى أنه في حال كونه واحدا فإن وحدته تجتمع فيها كل الأسماء والصفات. والله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان خلقه على مثاله في حين أن له نفس واحدة ولكنها تجمع الكثير من الصفات كالسامع والباصر والقادر والعالم وغيرها. فافهم فليس الكلام في التجسيم والتشبيه أصلا ولكن ماذا نفعل مع الجهال!!
قال السيد الخميني في التعليقة: وما ذكر في تحقيق العدد أحد المقربات لقوله (خلق الله آدم على صورته) فإن الوحدة باعتبار أحدية جمع الكثرة صار مثالا للحق حتى قال مولانا السجاد عليه السلام (لك يا الهي وحدانية العدد) الانسان أيضا بوحدته كل التعينات الخلقية والأمرية وله أحدية جمع الكثرة فهو تعالى شأنه على صورته وصورة الإنسان مثاله تعالى وها هنا تحقيقات أُخر ليس مقام ذكرها.
هذا أيضا كلام مقتطع من كلام المجلسي (ره) فعندما تكلم على الحديث الخامس من (باب النهي عن الجسم والصورة) وهو:(علي بن محمد رفعه عن محمد بن الفرج الرخجي قال: كتبت الى أبي الحسن عليه السلام اسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة فكتب: دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان).
قال المجلسي: الحديث الخامس مرفوع (انظر تدليس المستشكل حيث قال: ولما صحح المجلسي الرواية...الخ) ولا ريب في جلالة قدر الهشامين وبرائتهما عن هذين القولين، وقد بالغ السيد المرتضى قدس الله روحه في براءة ساحتهما عما نسب اليهما في كتابه (الشافي) مستدلاً بدلائل شافية، ولعل المخالفين نسبوا اليهما هذين القولين معاندة كما نسبوا المذاهب الشنيعة الى زرارة من أكابر المحدثين، أو لعدم فهم كلامهما، فقد قيل أنهما قالا بجسم لا كالأجسام وبصورة لا كالصور فلعل مرادهما بالجسم الحقيقة القائمة بالذات وبالصورة المهية وإن أخطئا في إطلاق هذين اللفظين عليه تعالى... الى آخر قوله فراجعه يتضح لك ما حاوله هذا المدلس من تدليس.
وهو أيضا كلام مقتطع من كلام السيد الخميني على مشرب العرفان يعود الى ما ذكرنا من معنى في النقطة الأولى فراجع تفلح.
هذه إصطلاحات ترد على السِنة الصوفية يشيرون بها الى مقامات الترقي والتكامل الانساني، ومن يفسرها على ظاهرها من دون بحث وتدقيق في المراد يتصور أنها كفر بالله تعالى، والسيد الخميني بإعتباره عارفا من العرفاء يتطرق الى هذه الاصطلاحات على مشرب أهل العرفان من المتصوفة وغيرهم, وقد أشار في عبارته التي اقتبستها منه الى أن فاطمة الزهراء صلوات الله عليها حوراء إنسية كما ورد في الحديث, فالحوراء كائن ملكوتي وهي عليها السلام حوراء إنسية أي فيها جنبة إنسانية, وأما كونها إنسان جبروتي فبالنظر الى سبق نورها صلوات الله عليها خلق السماوات والأرض وأنهما خلقا من نورها، وأما تفسيره بما حاول هذا الجاهل إيهامه فهو من سخافة القول والفهم.
أما الحديث الذي ذكرتموه فهو حديث مشهور، وله تفسيرات عدة, وقد أدلى في المراد منه العرفاء بدلوهم, وبينوا ما هو المعنى الذي يقبع خلف هذه الكلمات التي ظاهرها التجسيم والتشبيه, فعودوا الضمير(الهاء) في قوله (صورته) أي على الصورة التي هو عليها وهي الصورة الجامعية، لأن مقام الإنسان هو الجامع لأنه قد انطوى فيه العالم الأكبر فهو نسخة جميع العوالم, وقسم منهم عوَّد الضمير على الله تعالى ولكن لا على أن الصورة هي صورته الشخصية سبحانه، بل المقصود الصورة المنسوبة الى الله تعالى لأنه هو المصور, فالصورة منسوبة الى المُصَوِر لا أنها صورة المُصَوِر، فلاحظ
.
السؤال: لابد من تأويل كل نص يتعارض مع الدليل القطعي
وردت عدة مظامين تدل بظاهرها على التجسيم في نصوص مذهب ال محمد ع مثل النص الوارد في الصحيفة السجادية ولا تحرمنا كرامة النظر الى وجهك او كما ورد في تفسير علي بن ابراهيم في تفسير سورة البقرة في مسألة خلق ادم يقول وكلتا يديه يمين وخلق بيديه وغيرها يوجد نصوص اخرى كيف نتعامل معها افيدونا يرحمكم الله
الجواب:

كل كلام يتعارض مع الدليل القطعي لابد من تاويله بما ينسجم مع الدليل القطعي ففي شرح اصول الكافي 10/ 382 قال (ولذة النظر الى وجهك) أي الى رحمتك والى انبياءك ورسلك واوصيائهم وهم وجه الله اذ الناس بهم يتوجهون اليه.
وفي ج 9 ص 367 قال (في ظل عرشه عن يمينه وكلتا يديه يمين) ظاهر ان له عرشا جسمانيا وان اشرف طرفيه يمين والاخر يسار يستقر في الاول افضل الخلائق وفي الاخر ادونهم فضلا وكلا طرفين يمين مبارك يأمن من استقر فيها ولا بعد فيه كما ان له بيتا والاضافة للتشريف والتعظيم ويتحمل ان يراد بالرحمة ولها افراد متفاوتة فاقواها يمين وادونها يسار وكلاهما مبارك ينجو من اهوال القيامة.


السؤال: الدليل العقلي على نفي التجسيم
السلام عليكم و رحمة الله
ما هو الدليل العقلي القطعي على نفي التجسيم؟
الجواب:

لو كان الله عز وجل جسما لكان له شكل ومكان ولون وجثة, ولامكنت الاشارة اليه فيكون سائر الامكنة والجهات خالية عنه مع أن الاله الحق لا يحل بمكان ولا يخلو منه مكان ولو كان جسما لادركته الابصار وميزته عن سائر الاشياء والشئ الذي تقع عليه الحاسة ويحيط به البصر لا يمكن ابدا ان يكون الها بل يكون مخلوقا حيث اتصف بصفات المخلوقين. تبارك وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .


السؤال: مسائل في الرؤية والتجسيم
السلام عليكم ورحمة الله
1) انتم تقولون اننا نقول ان الله مجسم وان له رجلا و واننارونه بالعين يوم القيامة وتقومون بالأستدلال بهذا الحديث: عن أبي هريرة: إن النار تزفر و تتقيظ شديدا، فلا تسكن حتى يضع الرب قدمه فيها، فتقول: قطّ قطّ، حسبي حسبي.
وعنه: إن جماعة سألوا رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلم): هل نرى ربنا يوم القيامة؟
قال (صلى الله عليه (وآله) وسلم): نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب... إلى آخرها.
ونسيتم أنكم تستدلون بهذا الحديث في كتاب تفسير الميزان الطبطبائي
قال الطباطبائي(الشيعي) في تفسيره " الميزان " (18/362) بعد أن أورد حديث أنس الذي أخرجه السيوطي في الدرر عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال جنهم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وكرمك ولا يزال في الجنة حتى ينشئ الله لها خلقاً آخر فيسكنهم في قصور الجنة.
قال ما نصه (أقول: وضع القدم على النار وقولها: قط قط مروي في روايات كثيرة من طرق أهل السنة).
كما احتج بهذا الحديث " فيلسوف الشيعة الملقب" بصدر المتألهين " محمد بن ابراهيم صدر الدين الشيرازي في تفسيره " القرآن الكريم" (1/58وص 156) فقال ما نصه: (ألا ترى صدق ما قلناه النار لا تزال متألّمة لما فيها من النقيص وعدم الإمتلاء حتى يضع الجبّار قدمه فيها كما ورد في الحديث وهي إحدى تينك القدمين المذكورتين في الكرسي).
كما احتج بهذا الحديث السيد محمدي الري شهري (الشيعي) في موسعته الكبيرة " ميزان الحكمة " (2/178ــ179) في باب " هل من مزيد ".
فحين يقوم الطبطبائي بالاستدلال بالحديث المروي من طرق اهل السنة والجماعة هذا دليل علي موافقته على ماجاء به ونفس الشيء ينطبق على ما استند به صاحب ميزان الحكمة
2)وأنه جاء في كتبكم اثبات رؤية الله عز وجل في اكثر من رواية أورد هنا منها البعض فقط:
أخرج الصدوق في " التوحيد" (ص117ح20) بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له:أخبرني عن الله عز وجل هل يراه المؤمنون يوم القيامة؟ قال: نعم، وقد رأوه قبل يوم القيامة، فقلت: متى؟ قال: حين قال لهم: { أَلَسْتُ بِرَبّكُمْ قَالُوا بَلَى } ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة، ألست تراه في وقتك هذا؟ قال أبو بصير: فقلت: له جعلت فداك فأحدث بهذا عنك؟
فقال لا، فإنك إذا حدثت به أنكره منكر جاهل بمعنى ما تقوله ثم قدر أن ذلك تشبيه كفر وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين، تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون.
3)ان امامكم علي رضا (رضي الله عنه) يقول إن الله المبدئ الواحد الكائن الأول لم يزل واحدا لاشيء معه فردا لا ثاني معه.......... وكل ذلك قبل الخلق
اقول ان هذا الكلام قبل ان يخلق الله الخلق كلام صحيح. لكن بعد ان خلق الله الخلق اصبح هناك موجودين خالق ومخلوق. فاصبح هناك موجود ثاني. لكن هذا الثاني مخلوق وليس اله.
فالان اريد عقيدتكم في الاتي
1.هل الاول والثاني شيء واحد
2.هل الاول حل في الثاني
3.هل الاول منخلط في الثاني بلا حلول
4.هل الثاني داخل الاول والاول محيطا به او العكس
5.واخيرا هل الاول منفصل عن الثاني
ولا يوجد غير هذا. لان الثاني مادي فعلاقته بالثاني مبنية على واحدة من هذه الامور فقط. ارجوا ان تبينو عقيدتكم في هذا بشرح مفصل....
والسلام
الجواب:

النص الذي نقلته عن تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي (قد) قد جاء في البحث الروائي والبحوث الروائية في الميزان تنقل شواهد من كتب الفريقين على بعض المضامين فقد يحتج بجزء رواية لا برواية كاملة وقد يورد الرواية لا على سبيل الاحتجاج بل على سبيل تأييد رواية اخرى او معارضتها او لدخول روايتين تحت عنوان واحد وغير ذلك.فرواية وضع القدم في النار مسوقة مع روايات شيعية اخرى تحت عنوان (امتلاء جهنم) فراجع. ثم انه ذكر كما نقلت ان هذه الرواية وردت من طرق اهل السنة وهذا لوحده كاف لتضعيف الرواية.
واما الرواية التي تزعم فيها ان الامام الصادق(عليه السلام) يقر برؤية الله عز وجل موافقة لرأي السنة فجوابه ان الامام يريد بالرؤية رؤية الفؤاد لا رؤية العين كما يذهب الى ذلك العامة ولذلك قال في اخر الرواية: (وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون).
تسليمك بقول الامام الرضا(عليه السلام) لاعلاقة له بالاسئلة التي اوردتها بخصوص علاقة الخالق بالمخلوق ومع ذلك سوف نجيبك عليها:
تعالى الله ان يكون هو ومن خلقه شيئا واحدا فالاتحاد عندنا باطل ومحال
يجل الله تعالى عن الحلول فهو لا يحل بمكان ولا يخلو منه مكان.
لا يخالط الله الخلق كمخالطة بعضهم لبعض بل هو محيط بهم لا يعزب عن علمه بهم شئ.
ان الله عز وجل لا يحل به شئ ولا يدخل فيه , فهو الواحد الاحد الفرد الصمد والاحاطة المشار اليها ليست مكانية.
الانفصال يوجب الحد بين المنفصلين والله عز وجل لايحده حد ولا يفصله فاصل فالحدود والفواصل من عوارض الممكنات ولا تحده وانما تحدها.

السؤال: دفع شبهة اتهام الملا صدرا الشيرازي بالتجسيم
أحد المخالفين طرح هذه الشبهة من كلام لصدر المتألهين الشيرازي في تفسير القرآن صفحة 76 و يدعي أنه دليل على اعتقاد الشيعة بالتجسيم حول ما نقله صدر المتألهين بعبارة احد الصلحاءحث قال : رأيت ربي بصورة أمي
هذا كلامه مع الفقرة التي تسبقها و التي تعقبها :
كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال: " أنا أعرف بأحوال السماء من أحوال الأرض " وقول النبي (صلّى الله عليه وآله): " أطت السماء وحق لها أن تئط ليس فيها موضع قدم إلاَّ وفيه [ملك] ساجد وراكع " صريح في أنه (صلّى الله عليه وآله) قد علم أحوال كل شبر من أشبار السماء، وما تعلق بها من نفس وعقل عبّر عنهما بالساجد والراكع.
والعامة والظاهريون من العلماء إنَّما اعتمادهم على صور هذا العالم، لعدم استطاعتهم على تجريد كل صورة عن جيمع خصوصيات المواد، فإذا تجردت صورة عن بعض خصوصيات المادة التي عاهدوها فيوشك أن ينكروها، لإلفهم بالمادة المخصوصة، واعتيادهم بالصور المحسوسة، وأما العالم الراسخ فكلما كانت الصورة أخلص جوهراً من المواد، وأجود وجوداً من الأغشية كانت أشدّ تحققاً عنده، وأقوم ثباتاً، وأدوم بقاء.
تأييد
أما قرع سمعك ما روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنَّه قال: " إن في الجنة سوقاً تباع فيه الصور " ونقل عن بعض الصلحاء أنّه قال: " رأيت ربّي في المنام على صورة أمي " وعبّر المعبّر " الرب " بالآيات القرآنية، و " الأم " بالنبي (صلّى الله عليه وآله) وعنده أُم الكتاب، وهذا ضرب من التمثيل ورؤية النبي (صلّى الله عليه وآله) جبرائيل تارة في وصرة أعرابي، وتارة في صورة دحية الكلبي، وتارة في صورة عظيمة كأنه طبّق الخافقين، كل ذلك من التمثيلات المختلفة بحسب المقامات المتفاوتة، والنشآت المختلفة وإلاَّ فجبرائيل حقيقة واحدة، وإنَّما اختلافه بحسب اختلاف العوالم والنشآت.
وعلى هذا القياس، الحكايات الواردة في باب النبي (صلّى الله عليه وآله) ورؤيته ربه، ورؤية سائر الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) ربّهم على أنحاء مختلفة متفاوتة في الظهور والخفاء، بحسب ثخانة الحجاب ورقّته.
الرجاء الرد على هذه الشبهة و توضيح الأمر
الجواب:

الملا صدرا الشيرازي فيلسوف وعارف، وقد نحى في تفسيره منحى فلسفيا وعرفانيا على مذاق أهل الفلسفة والعرفان، واما العبارة المذكورة فقد نقلها عن بعض الصلحاء (العرفاء) تأييدا لما ورد في الحديث الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وآله بخصوص سوق الصور في الجنة، والشاهد مذكور لأجل تقريب المعنى وليس كاشفا عن العقيدة ولذلك عقب بقوله في النص المذكور (وهذا ضرب من التمثيل)... فما تذرع به هؤلاء لا قيمة له ولا حجية فيه على ما يرمون به ملا صدرا ومن خلاله مذهب التشيع. علاوة على أن مضمون ما استشهد به هو في الأصل رؤيا (حلم) وليس رأياً (رأيت ربي في المنام على صورة امي)، والرؤى ليست مما يصح أن يدعم بها المعتقد، فظهر أن التجسيم لا يمكن أن ينسب إلى الملا من خلال هذا الشاهد المذكور، فالشبهة إذن ساقطة.

السؤال: هل يصح ان ننسب الى الله تعالى النزول والصعود؟
ارجوا من الله سبحانة وتعالى ان تتسع الصدور لحوار هادىء وقد تعرفت على موقعكم اليوم
ارسل بطيه تعليقات نسختها من كتب اهل السنة وتعليقات اهل العلم من اهل السنة راجيا من الله اعادة النظر فيما ورد من افترات على شيخ الاسلام ابن تيمية في موقعكم
الثَّانِي : أَنَّ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ (أَنَّهُ يَنزِلُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنيَا ثُمَّ يَقُولُ لَا أَسأَلُ عَن عِبَادِي غَيرِي) وَمَعلُومٌ أَنَّ هَذَا كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي لَا يَقُولُهُ غَيرُهُ .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ قَالَ : (يَنزِلُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنيَا فَيَقُولُ : مَن ذَا الَّذِي يَدعُونِي فَأَستَجِيبَ لَهُ ؟ مَن ذَا الَّذِي يَسأَلُنِي فَأُعطِيَهُ ؟ مَن ذَا الَّذِي يَستَغفِرُنِي فَأَغفِرَ لَهُ ؟ حَتَّى يَطلُعَ الفَجرُ) وَمَعلُومٌ أَنَّهُ لَا يُجِيبُ الدُّعَاءَ وَيَغفِرُ الذُّنُوبَ وَيُعطِي كُلَّ سَائِلٍ سُؤَالَهُ إلَّا اللَّهُ وَأَمرُهُ وَرَحمَتُهُ لَا تَفعَلُ شَيئًا مِن ذَلِكَ .
الرَّابِعُ : نُزُولُ أَمرِهِ وَرَحمَتِهِ لَا تَكُونُ إلَّا مِنهُ ؛ وَحِينَئِذٍ فَهَذَا يَقتَضِي أَن يَكُونَ هُوَ فَوقَ العَالَمِ فَنَفسُ تَأوِيلِهِ يُبطِلُ مَذهَبَهُ ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعضُ النُّفَاةِ لِبَعضِ المُثبِتِينَ : يَنزِلُ أَمرُهُ وَرَحمَتُهُ ؛ فَقَالَ لَهُ المُثبِتُ : فَمِمَّن يَنزِلُ مَا عِندَك فَوقُ شَيءٌ ؛ فَلَا يَنزِلُ مِنهُ لَا أَمرٌ وَلَا رَحمَةٌ وَلَا غَيرُ ذَلِكَ فَبُهِتَ النَّافِي وَكَانَ كَبِيرًا فِيهِم .
الخَامِسُ : أَنَّهُ قَد رُوِيَ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ : " ثُمَّ يَعرُجُ " وَفِي لَفظٍ " ثُمَّ يَصعَدُ " .
السَّادِسُ : أَنَّهُ إذَا قُدِّرَ أَنَّ النَّازِلَ بَعضُ المَلَائِكَةِ وَأَنَّهُ يُنَادِي عَن اللَّهِ كَمَا حَرَّفَ بَعضُهُم لَفظَ الحَدِيثِ فَرَوَاهُ " يَنزِلُ " مِن الفِعلِ الرُّبَاعِيِّ المُتَعَدِّي أَنَّهُ يَأمُرُ مُنَادِيًا يُنَادِي ؛ لَكَانَ الوَاجِبُ أَن يَقُولَ : مَن يَدعُو اللَّهَ فَيَستَجِيبَ لَهُ ؟ مَن يَسأَلُهُ فَيُعطِيَهُ ؟ مَن يَستَغفِرُهُ فَيَغفِرَ لَهُ ؟ كَمَا ثَبَتَ فِي " الصَّحِيحَينِ " " وَمُوَطَّأِ
الجواب:

النزول والصعود يقتضيان مفارقة المكان الأول إلى المكان الثاني هبوطاً وارتقاءاً، أو الانتقال من جهة العلو أو السفل إلى الجهة المقابلة لكل واحدة منهما، ومفارقة الشيئ لأحد المكانين يستلزم خلوه منه وصيرورته في المكان الثاني... وذلك كله باطل في حق الله عزوجل الذي هو في كل مكان ولا يخلو منه مكان ومن لا تجوز عليه الحركة والانتقال وشغل الحيز بعد الحيز وهو ما يعارضه صراحة الحديث محل النزاع، فالله تعالى أجل من أن يحتويه مكان أو تجسده مادة أو صورة أو يصدق عليه الذهاب والإياب والصعود والنزول والحركة والسكون، فهذا هو الأصل الذي نبني عليه في رفض هذه الرواية وسائر ما يورده المشبهة والمجسمة من تقولات افتراءا على الله سبحانه وتعالى، وأما ما اعترضتم به علينا فلا تصل إليه النوبة ليكون محلاً للنقاش فيما ندعيه إلا بعد إقرارنا بعكس ما قررناه أعلاه... ونحن لا نقر بعكس ما أصّلناه ولا نقبله، فمذهبنا هو تنزيه الله تعالى عن شبه الاجسام، وأما ما ورد مما ظاهره التجسيم في القرأن الكريم فهو من المتشابه فينبغي تأويله وإرجاعه الى المحكم والمحكم هو من قبيل قوله عزوجل:
(( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))
(الشورى:11)، ومن المعلوم لكل عاقل أن الحديث محل النزاع يناقض مضمون هذه الأية وغيرها من آيات التنزيه، ولذلك نرده


.
السؤال: قياس الخالق بالمخلوق كالعادة عند الوهابية!
لدي سؤال فيما يتعلق بمسألة التجسيم وبالخصوص فيما يتعلق بصفات الله من قبل الوهابية المجسمة كقولهم بأن الله له يد وله رجل وماشابه ذلك ولكن هناك أحتجاج يتعلقون به دائما لتبرئة مايلفقونه بشأن هذه الصفات وهو حديث قدسي رواه البخاري ومسلم ولفظه: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه (وآله) وسلم-: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وفي بعض رواياته: ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
ففي هذا الحديث يستندون الى أنه بين الله سبحانه وتعالى أن الجنة هي بمثابة المفاجأة الآلهية لعباده الصالحين ورغم ذلك أننا نسمع ونرى أن في القرأن بين الله سبحانه وتعالى الجنة وما فيها من نعيم كالفاكهة والحور العين والعسل واللبن والخمر وهنا يكمن أحتجاجهم بهذا الصدد حيث يقولون أن الله خلق الفاكهة في الحياة الدنيا وهي كما نراها وخلق النساء كما هي نراها وخلق العسل واللبن الخمر كما هو نراه في حياتنا ولكن كل هذا هو ليس كما هو في الجنة وكذلك الله سبحانه وتعالى (والكلام لهم) انه له قدم ولكن لا كالقدم التي عندنا ونراها وله يد لا كاليد التي عندنا ونراها وباقي صفاته التي نسبوها اليه فما هو وجه التقارب في كلامهم هذا؟
الجواب:

هولاء القوم تعودوا على القياس في الدين رغم علمهم بأن أول من قاس اللعين إبليس, فقاموا بالقياس مع الفارق وهو أردأ القياس حيث قاسوا المخلوقات على الخالق سبحانه وتعالى فظنوا ان حديث (مالا عين رأت) ينطبق على صفات الخالق جل جلاله فالمخلوقات في الجنة كاملة لا نقص فيها من جميع الجهات وخير لا شر معه من جميع الجهات ولذلك سوف نرى ما لم نراه ونسمع ما لم نسمعه ونجد ما لم يخطر على قلوبنا في الدنيا فقد قال تعالى ((
فَكَشَفنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَومَ حَدِيدٌ ))
(ق:22).
فعالم الدنيا والملك والشهادة مرتبة أدنى من عالم البرزخ وعالم البرزخ أدنى مرتبة من عالم الآخرة والملكوت والغيب والاخيرة مرتبة اشرف من سابقاتها ولذلك يصدق ان يكون الإنسان غير الإنسان والفواكه غير الفواكه والعسل غير العسل ووووو.....
أما الخالق عز وجل فلا يمكن القول فيه أننا نتصوره شيئا وسنراه في الآخرة شيئا أخر فالباري جل جلاله حينما وصف نفسه بكلام قد يفهم منه ظاهره المحال عليه من قبل عند أناس بسطاء مجسمين للآلهة فقال بضرس قاطع ((
لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ))
(الشورى:11) و
(( لِلَّهِ المَثَلُ الأَعلَى ))
(
النحل:60) و (
( وَلَم يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ))
(الإخلاص:4) و (
( وَلِلَّهِ الأَسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا ))
(الأعراف:180).
فهذا التنزيه منه تعالى لذاته المقدسة يتضح من خلاله ومن الأدلة العقلية المتفق عليها بين جميع المسلمين عدا السلفية (المثبتة) والمجسمة المنبوذين من جميع المسلمين ان الله تعالى لا يمكن ان يوصف بظواهر هذه الأوصاف ويثبت له تلك الجوارح والأجزاء والآلات لأنها تستوجب التشبيه والنقص والعجز والتركيب والحركة والتغير والزوال والانتقال وهذه صفات الحوادث التي لها نهاية.
وترد إشكالات كثيرة غير ما ذكرناه آنفا على ذلك منها:
أولاً: اليد التي يخلق بها ويبطش ويمسك كما تصورونه عز وجل يجب ان تكون جزءا من ذاته وبالتالي تكون أجزاؤه الأخرى لا يمكنها الخلق ولا البطش ولا المسك والعياذ بالله, وكذلك الرجل والساق والقدم تكون للوقوف والاستناد والحركة ولا يمكن فعل ذلك بالأجزاء الأخرى للذات والعياذ بالله، وكذلك العين لا يمكن ان ترى الذات المقدسة إلا من خلالها !!! والعياذ بالله, وكذلك الوجه ووو....
وهذه إساءة كارثية للذات المقدسة لا يمكن قبولها او القول بها من أي عاقل يحترم عقله.
ثانياً: انه تعالى يقول (
( كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجهَهُ ))
(القصص:88) و (
( وَيَبقَى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكرَامِ ))
(الرحمن:27) أين بقية الصفات التي تثبتوها لو ان لله تعالى عما تقولون وجه حقيقي يليق بذاته فانه سيفنى ويهلك كل شئ في الوجود ألا ذلك الوجه!!؟ فمالكم كيف تحكمون؟!
ثالثاً: انه تعالى يقول
(( اللَّهُ الصَّمَدُ ))
(الإخلاص:2) ومع تفسيركم للصمد بأنه غير الجوف, كيف تثبتون العلو والارتفاع على العرش فوق السماوات وتعلمون ان السماوات محيطة بالأرض من كل جهة وان الأرض عبارة عن كرة فتكون الذات المقدسة مجوفة ونحن كائنون فيها بخلاف قوله تعالى
(( اللَّهُ الصَّمَدُ ))
كما تفسرون!!؟


هل ان عقيدة الفضل ابن شاذان -ان الله في السماء السابعه فوق عرشه-كمانقل الحشوية-رد شبهه
بسم الله الرحمن الرحيم
كالعاده نجد الوهابيه دوما ياخذون الاقوال المنسوبه الى العلماء من دون تمحيص
فقد اوردالوهابي هذه الوثيقه مستدلا بها على الفضل ابن شاذان قال ان الله
في السماء السابعه فوق العرش
وهذه عقيده السنه في الله
وهذه هي الوثيقه
الايضاح
لابن شاذان
واكثرهم وقوله شهاده ان لااله لاا لاله وان محمد رسول الله وان الله عزوجل في السماء السابعه فوق العرش كما وصف نفسه عزوجل


ان القائل ليس الفضل بل هو ابن قتيبه
وقال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة: ومما وقع عبد الله بن حمدويه البيهقي وكتبته عن رقعته إن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم وخالف بعضهم بعضا "

إثما " عظيما " وبها شيخ يقال له الفضل بن شاذان يخالفهم في هذه الأشياء وينكر عليهم أكثرها، وقوله: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا " رسول الله وأن الله عز وجل في السماء السابعة فوق العرش كما وصف نفسه عز وجل وأنه جسم فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير
************
واقول ماهذا الغباء المطبق المتكلم ابن قتيبه وصاحبنا يقول ابن شاذان غباء
عجيب والمهم لنرى من هو ابن قتيبه
الكتاب : معجم رجال الحديث ـ الجزء الثالث عشر || القسم : الرجال
علي ابن محمد بن قتيبة غير موثّق، ولا ممدوح مدحاً يعتدّ به، هو الصحيح، واللّه العالم.

اذن الكلام مردود من قبله









شبهة الشاب الأمرد من كتب الشيعة ..!!

قال الوهابي مدلساً :


قال يعقوب السراج لأبي عبدالله عليه السلام : ( إن بعض أصحابنا يزعم أن لله صورة مثل الإنسان , وقال أخر : إنه في صورة أمرد جعد قطط ) ,,,

التوحيد لابن بابويه القمي ص 103-104 , بحار الأنوار ج3/304 ,,,

الرد :

الرواية مبتورة بترها لكي يدلس على القراء و يخدعهم إليكم الرواية كاملة :

بحار الأنوار - للعلامة المجلسي - الجزء الثالث الصفحة 304

42 - يد : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن يعقوب السراج قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن بعض أصحابنا يزعم أن لله صورة مثل الانسان وقال آخر إنه في صورة أمرد جعد قطط ! فخر أبوعبدالله عليه السلام ساجدا ثم رفع رأسه فقال : سبحان الله الذي ليس كمثله شئ ، ولا تدركه الابصار ، ولا يحيط به علم ، لم يلد لان الولد يشبه أباه ، ولم يولد فيشبه من كان قبله ، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد ، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا .


التوحيد - الشيخ الصدوق - ص 103 - 104باب انه عز وجل ليس بجسم ولا صورة
19 - حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن بعض أصحابنا يزعم أن لله صورة مثل صورة الإنسان ، وقال آخر : إنه في صورة أمرد جعد قطط ، فخر أبو عبد الله ساجدا ، ثم رفع رأسه ، فقال : سبحان الله الذي ليس كمثله شئ ، ولا تدركه ‹ صفحة 104 › الأبصار ، ولا يحيط به علم ، لم يلد لأن الولد يشبه أباه ، ولم يولد فيشبه من كان قبله ، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد ، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا .انتهى
"
"

فيتضح لنا أن الإمام عليه السلام قد نفى ذلك عن الله عز و جل و بين فساد هذا المعتقد ...
السائل وجه سؤاله للامام فنقلوا السؤال الذي قال به أن هناك بعض أصحابنا يزعمون أن كذا و كذا ..
و طلب الرد من الامام
فأجابه الامام و نفى ذلك تماماً فأين هذا الشاب الأمرد الذي يتكلمون عنه ..؟؟








شبهة / الله عزوجل ينزل في بيت فاطمة ويضع يده على رأس الحسين
هذه الوثيقة من شبكة الدفاع عن السنة بعنوان
بيت فاطمة



وقد اورده موقع فيصل نور الوهابي الناصبي بعنوان
الله عزوجل ينزل في بيت فاطمة ويضع يده على رأس الحسين عليه السلام





وللرد على ذلك نقول :

هذا هو الحديث بالكامل مع السند
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد اليقطينيِّ ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط عن ابن أبي يَعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في منزل فاطمة عليها السلام والحسين في حِجره إذ بكى وخرَّ ساجداً ، ثمَّ قال : يا فاطمة بنت محمّد! إنَّ العليَّ الأعلى ترائي لي في بيتك(1) هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهْيَأ هَيئة ، وقال لي : يامحمّد أتحبّ الحسين؟ فقال : نعم ؛ قُرة عيني ورَيحانتي وثمرة فؤادي ؛ وجلدة ما بين عيني ، فقال لي : يا محمّد ـ ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام ـ بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني ؛ ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على مَن قَتَلَه وناصَبَه وناواه ونازَعَه ، أما إنّه سيّدُ الشّهداء مِنَ الاُوَّلينَ والآخِرينَ في الدُّنيا والآخرَة ـ وذكر الحديث ـ » .

الحديث ( ضعيف ) بمحمد بن سنان

فقد ضعفه النجاشي في رجاله حيث قال: وهو رجل ضعيف جداً، لا يعوَّل عليه، ولا يُلتفَت إلى ما تفرَّد به.
وقال الشيخ: محمد بن سنان مطعون عليه، ضعيف جداً، وما يستبد بروايته ولا يشركه فيه غيره لا يُعمل عليه.
وقال المفيد في رسالته العددية: ومحمد بن سنان مطعون فيه، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه، وما كان هذا سبيله لا يُعمل عليه في الدين.

وقال المحقق الخوئي: ولولا أن ابن عقدة والنجاشي والشيخ والشيخ المفيد وابن الغضائري ضعَّفوه وأن الفضل بن شاذان عدَّه من الكذابين، لتعيّن العمل برواياته، ولكن تضعيف هؤلاء الأعلام يصدّنا عن الاعتماد عليه والعمل برواياته ( 1 ).

ومحمد بن سنان ضعيف على المشهور المنصور، فقد قال فيه النجاشي: وهو رجل ضعيف جداً لا يُعوَّل عليه، ولا يُلتفت إلى ما تفرد به، وقد ذكر أبو عمرو في رجاله، قال: أبو الحسن علي
بن محمد بن قتيبة النيشابوري، قال: قال أبو محمد الفضل ابن شاذان: لا أحل لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان ( 2 ).

وقال الشيخ الطوسي في الفهرست: محمد بن سنان، له كتب، وقد طُعن عليه وضُعِّف ( 3 ).
وقال ابن الغضائري: ضعيف غالٍ، يضع الحديث، لا يُلتَفَت إليه ( 4 ).


المصادر :
( 1 ) معجم رجال الحديث 16/160.
( 2 ) رجال النجاشي 2/208.
( 3 ) الفهرست، ص 219.
( 4 ) رجال ابن الغضائري، ص 92.


وثانيا : حتى لو قلنا بصحة الحديث فالمقصود من الحديث بالعلي الأعلى ليس الله سبحانه وتعالى بل هو جبرئيل عليه السلام .. فقد ذكر في حاشية هذا الحديث
( المراد به رسوله جَبرئيل أو يكون الرّائي غاية الظّهور العلميّ على سبيل الكناية ، كما قاله العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله )
وهذا قول العلامة المجلسي رحمه الله : : «إنّ العليّ الأعلى» أي رسوله جبرئيل ، أو يكون التّرائي كناية عن غاية الظّهور العلميّ ، و «حسن الصّورة» كناية عن ظهور صفات كماله تعالى له ، و «وضع اليد» كناية عن إفاضة الرّحمة ـ انتهى




شبهة /نزول الله عزوجل ومحاربته مع علي عليه السلام



للرد على ذلك نقول :


اولا :
ان كانت المشكلة تكمن في فقرة نزول الله سبحانه وتعالى فليس المقصود هنا هو النزول حسب ما ذهبتم إليه فظاهر الآية أن الملائكة عطف على لفظ الجلالة ثم إن من الضروري الثابت بالضرورة من الكتاب و السنة أن الله سبحانه و تعالى لا يوصف بصفة الأجسام و لا ينعت بنعوت الممكنات مما يقضي بالحدوث

ومن المعلوم ان اهل البيت ادرى بما في البيت


في التوحيد، و المعاني، عن الرضا (عليه السلام): في قوله تعالى: «هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام» قال: يقول: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام و هكذا نزلت، و عن قول الله عز و جل. «و جاء ربك و الملك» صفا صفا قال: إن الله عز و جل لا يوصف بالمجيء و الذهاب، تعالى عن الانتقال و إنما يعني به و جاء أمر ربك و الملك صفا صفا.

أقول: قوله (عليه السلام) يقول هل ينظرون، معناه يريد هل ينظرون فهو تفسير للآية و ليس من قبيل القراءة.


ثانيا :
لم يذكر لنا مصدر الوثيقة للنظر في سنده فهذه الوثائق لا يحتج بها ان كانت غير مسنوده وبلا مصدر





شبهة / زيارة الله عزوجل لأمير المؤمنين عليه السلام في قبره


وللرد على ذلك نقول :

لماذا لم تراجع الهامش يا وهابي لمعرفه معنى زيارة الله


حدّثني أبي ؛ وأخي ؛ وجماعة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمدَ بن إدريسَ ، عن حَمدانَ بن سليمان النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ ، عن مَنيع بن حَجّاج ، عن يونسَ ، عن صَفوانَ الجمّال "قال : قال لي أبو عبدالله عليه السلام : لمّا أتى الحِيرةَ هل لك في قبر الحسين ؟ قلت : وتَزورُه جُعِلتُ فِداك؟ قال : وكيف لا أزورُه واللهُ يَزورُه(1) في كلِّ ليلة جُمُعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمّد أفضل الأنبياء ، ونحن أفضل الأوصياء ، فقال صَفوانُ : جعلت فِداك فنَزوره في كلِّ جمعة حتّى نُدركَ زيارة الرّبِّ ؟ قال : نَعَم ، يا صَفوان ألزم ذلك تكتب لك زيارةُ قبر الحسين عليه السلام ، وذلك تفضيل وذلك تفضيل"

1 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : زيارته تعالى كناية عنع إنزال رحماته الخاصّة ـ صلواته عليه وعلى زائريه ـ . وقال العلاّمة الاُميني ـ رحمه الله ـ : زيارة الرَّبّ سبحانه في هذا الحديث وما في ص 35 إمّا توجيه عنايته الخاصّة بإسبال فيضه المتواصل عليه ، أو إبداء شيءٍ مِن مظاهر جلاله العظيم الّذي تجلّى للجبل فجعله دَكَاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً ، والإمام عليه السلام كان يزوره ليدرك هاتيك العناية الخاصّة ، أو يشاهد تلك المظاهر اللَّطيفة الّتي كانت لتشريفهم ، ولذلك كانوا يتحمّلون مشاهدته ، ولأنّ مقامهم أرفع مِن مقام موسى الّذي لم يتحمّله






شبهة: عن مولانا [الإمام] الصادق (عليه السلام) حتى ان الله تعالى يزور[ الإمام] الحسين[ عليه السلام] ويصافحه ويقعد معه على سرير فما معنى هذه الرواية ؟.

الجواب: لقد روى السيّد هاشم البحراني أعلى الله مقامه حديثاً في كتابه مدينة المعاجز (ج 3 ص 463 ح رقم 980 ) عن الإمام المعظَّم الصادق عليه السلام، وفيه: أن الله تعالى يجلس مع الإمام الحسين عليه السلام على سريرٍ، وهي التالي: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، عن أبي علي محمد بن همام ، عن أحمد بن الحسين ، المعروف بابن أبي القاسم ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله - عليه السلام - : لما منع الحسين - صلوات الله عليه - وأصحابه الماء نادى فيهم : من كان ظمآن فليجيء، فأتاه [ أصحابه ] رجلاً رجلاً فجعل إبهامه في راحة واحدهم ، فلم يزل يشرب الرجل [ بعد ] حتى ارتووا ، فقال بعضهم لبعض : والله لقد شربت شراباً ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا .فلما قاتلوا الحسين - عليه السلام - ، وكان في اليوم الثالث عند المغرب ، أقعد الحسين رجلا رجلا منهم يسميهم بأسماء آبائهم فيجيبه الرجل بعد الرجل ، فيقعدون حوله ، ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها ، ثم قال أبو عبد الله - عليه السلام - : والله لقد راتهم عدة كوفيين ولقد كرر عليهم لو عقلوا .قال : ثم خرج لرسلهم فعاد كل واحد منهم إلى بلادهم ، ثم أتى بجبال رضوي ، فلا يبقى أحد من المؤمنين إلا أتاه ، وهو على سرير من نور قد حف به إبراهيم وموسى وعيسى وجميع الأنبياء ، ومن ورائهم المؤمنون والملائكة ينظرون ما يقول الحسين - صلوات الله عليه - . قال : فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم - عليه السلام - وإذا قام القائم - عليه السلام - وافوا فيها بينهم الحسين حتى يأتي كربلاء فلا يبقى أحد سماوي ولا أرضي من المؤمنين إلا حفوا بالحسين - عليه السلام - حتى أن الله تعالى يزور الحسين ويصافحه ويقعد معه على سرير .يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شئ ولا دونها شئ ولا ورائها الطالب مطلب .
نقول في معالجة الخبر: إن ذيل الرواية المتقدمة ظاهر في تشبيه الذات الإلهية بلوازم الجسمية وهو أمرٌ باطلٌ بالضرورة العقلية والشرعية، لأن الله تعالى منزّه عن المادة ولوازمها من الجسمية والتشبيه، لذا لا يبعد أن يكون ذيل الرواية - وهو موضع الشاهد فيها - من تلفيقات المنافقين فدسوها في الرواية للتشكيك بمعاجز الإمام الحسين عليه السلام وتضعيف عقيدة المؤمنين بمعاجز الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، لذا لا يجوز الركون إلى الذيل الوارد في الرواية وذلك لأن الله سبحانه وتعالى ليس بجسم ولا يجوز عليه الحركة والسكون والانتقال والمصافحة والجلوس على السرير، وليس في مكان دون آخر، ولا يخلو منه مكان سبحانه ولا يتصف بالمادة ولوازمها، تعالى عما يصفون .
، نعم؛ يمكن تأويل زيارة الله تعالى له ومصافحته والجلوس معه على سرير بحملها على المعنى المجازي لا الحقيقي، فنحمل كلَّ هذه الألفاظ المتشابهة على المعنى المجازي وهي كناية عن قرب شأن الإمام الحسين عليه السلام من الله تعالى الحاضر معه والمسدد له لشدة محبته الكاملة للإمام الحسين (سلام الله عليه)؛ ولكنه معنىً لا يفهمه كلُّ الناس إلا الأدباء والعلماء العارفون بلحن خطابهم (سلام الله عليهم) وعارفون بمعاني الحقيقة والمجاز، لأن الألفاظ المتشابهة بحاجة إلى المحكمات العقلية والنقلية.












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
إضافة رد



أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين