منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام
هذه الخطبة من الخطب المشهورة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وقد رواها كثير من العلماء قبل السيّد الرّضي وبعده ، فقد رواها أبان ابن أبي عيّاش ، كما في كتاب : " سليم بن قيس الهلالي " ، ورواها الصّدوق في : " الأمالي " في المجلس (٣٤) في سنة (٣٨٦) ، وقد كان السيّد الرضّي عمره آنذاك تسع سنين . وروى ابن قتيبة بعض هذه الخطبة في كتابه : " عيون الأخبار " ، ورواها ابن شعبة الحرّاني في : " تحف العقول " . ورواها جماعة بعد السيّد الرّضي بنحو يظهر أنّهم لم ينقلوها من : " نهج البلاغة " مثل سبط ابن الجوزي في : " تذكرة الخواصّ " ، وابن أبي الطلحة الشافعي في : " مطالب السؤول " ، والكراجكي في : " كنز الفوائد " . وهذه الخطبة الشريفة رواها ثقة الإسلام الكليني باسناده عن أبي عبد الله (عليه السّلام) بنحو يمكن أن يكون نقلاً للرواية بالمعنى . وعلى كلّ حال ، فالذي يلتفت إلى تعدّد طرق الخطبة ومضمونها ، وبلاغة متنها ، وفصاحتها يحصل له العلم القطعي بصدورها من أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وإن كان مجرّد ذكر السيّد الرّضي لها في : " نهج البلاغة " يكفي في الأطمينان بصدورها ، ولا حاجة إلى شاهد آخر ؛ لأنّ السيّد الرّضي كان في منتهى الورع والوثاقة والعدالة وخبرته في كلام أمير المؤمنين (عليه السّلام) لا يمكن أن تنكر .
السؤال الثاني :
كيف صعق همام ؟
الجواب الثاني :
هذه الخطبة تشتمل على أوصاف المتقين ، والعلامات التي يتميزون بها ، ولمّا لم ير نفسه مشتملاً على كلّ هذه الأوصاف والمميّزات ، وكان يرى نفسه مقصّراً أصيب بالصعقة خوفاً من الله تعالى . وقد ورد في رواية : " نوف البكالي " أن اسمه : " همام بن عبادة بن خيثم " ، وكان : " الربيع بن خيثم " عمّه من الزّهاد الثمانية ، لكن شارح : " نهج البلاغة " ابن أبي الحديد المعتزلي قال : ( إنّه : " همام بن شريح بن يزيد بن مرة " كان من شيعة أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وأوليائه ، وكان ناسكاً عابداً ) . وفي البحار : ( كان عابداً ناسكاً مجتهداً من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام) سأله عن صفات المتقين المؤمنين ، فلمّا وصفهم أمير المؤمنين (عليه السّلام) صعق صعة ومات فيها ، فقال : هكذا تفعل المواعظ بأهلها ، أما والله لقد كنت أخافها عليه ، وأمر به ، فجّهزه ، وصلّى عليه ) .
السؤال الثالث :
ماذا حوت من مضامين ؟
الجواب الثالث :
تذكرة الخطبة : (٢٠) عشرين صفة للمتقين ، و(٥٠) علامة تقريباً تميّزهم عمّا عداهم : فمن صفات المؤمنين المتقين : ١- الصدق منطقهم الصواب . ٢- القناعة والاقتصاد (ملبسهم الاقتصاد) . ٣- التواضع ( مشيهم التواضع ) . ٤- الرضا بقضاء الله (نزلت أنفسهم منهم البلاء كالذي نزلت في الرخاء ) . ٥- الشوق إلى الثواب والخوف من العقاب . ٦- عظمة الخالق في أعينهم بنحو يصغر غيره في أنفسهم . ٧- الحزن ( قلوبهم محزونة). ٨- شرّهم مأمون . ٩- عفّة النفس . ١٠- الصبر على البلاء. ١١- ترك الدنيا ، بمعنى أنّهم لم يقعوا في حبائل الدنيا . ١٢- العبادة في الليل بالصلاة ، وقراءة القرآن والمناجاة . ١٣- اتصافهم بالعلم والحلم والإحسان إلى النّاس والتقوى . ١٤- الاهتمام بالأعمال الصالحة ، وعدم القناعة بالعمل القليل ، ولا يعتمدون على الكثير .
ومن علامتهم : ١- القوّة في الدين . ٢- الحزم مع اللين . ٣- الحرص في طلب العلم . ٤- العلم الممزوج بالحلم . ٥- الاقتصاد حتّى مع الغنى . ٦- الخشوع في العبادة . ٧- اظهار الغنى والتجمّل حتّى مع الفقر . ٨- الصبر في الشدائد . ٩- طلب الحلال . ١٠- الابتعاد عن الطمع . ١١- الشكر والاهتمام به . ١٢- الذكر والاهتمام به . ١٣- الحذر من الغفلة والوقوع في المعصية . ١٤- الفرح لما يحصل عليه من الفضل والرحمة . ١٥- الزهد في الدنيا الفانية . ١٦- قلّة الزلل والخطأ . ١٧- قلّة الأمل وقربه ، بمعنى : أنّه ليس له طول الأمل . ١٨- قناعة النفس . ١٩- قلّة الأكل . ٢٠- عدم الاستجابة لشهوة النفس . ٢١- كظم الغيظ . ٢٢- الخير منه مأمول . ٢٣- الشرّ منه مأمون . ٢٤- يصل مَن قطعه . ٢٥- يعطي مَن حرمه . ٢٦- يعفو عمّن ظلمه . ٢٧- لين قوله . ٢٨- بعيد فحشه ، أيّ : لا يتكلّم بالألفاظ القبيحة ، ولا يشتغل بالسبّ والشتم . ٢٩- الإحسان والمعروف والخير . ٣٠- الوقار والمتانة خصوصاً في الشدائد والمحن . ٣١- ترك الظلم حتّى لمَن يبغضه . ٣٢- لا يرتكب المعصية لارضاء القريب . ٣٣- لا يضيع ما استحفظ عليه . ٣٤- لا ينابز بالألقاب من موقع ( في رحاب نهج البلاغة)