العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)
منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) الامام - الحسين - سيد الشهداء - أبو الأئمه - الشهيد - المظلوم - العطشان - أبا عبد الله - ابو السجاد - الغريب - ابو الاحرار - عليه السلام
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


المجتمع وعوامل الانحراف

منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-10-2011, 04:29 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

محب الرسول


الملف الشخصي









محب الرسول غير متواجد حالياً


المجتمع وعوامل الانحراف


المجتمع وعوامل الانحراف
إن أول ما يلفت انتباهنا في قضية عاشوراء هي أن نلاحظ ماذا حدث بعد خمسين سنة من وفاة الرسول "ص" بحيث وصل الحد إلى أن يضطر مثل الإمام الحسين"ع" إلى أن يضحّي بنفسه لأجل إنقاذ المجتمع الإسلامي. تارة تكون هذه التضحية بعد ألف عام من صدر الإسلام أو تكون في مركز الدول والشعوب المعاندة للإسلام والمعارضة له وهذا كلام آخر. ولكن الذي يجدر بالبحث والتأمل هو أن تكون هذه الثورة في مركز الإسلام وفي المدينة ومكة "مركز الوحي" وبواسطة الإمام الحسين بن علي "ع" بحيث لا يجد وسيلة غير التضحية بنفسه تضحية دموية عظيمة.
إذن فأي وضع كان بحيث يشعر الحسين بن علي "ع" أن حياة الإسلام مرهونة بالتضحية بنفسه, وإلاّ سيفرّط بالإسلام؟ فنحن يجب أن ننظر ونلاحظ الذي حدث حتى آل الأمر إلى أن يصبح شخص كيزيد حاكماً على المجتمع الإسلامي ؟ المجتمع الإسلامي الذي كان النبي فيه حاكماً في مكة والمدينة ويعطي فيه الرايات للمسلمين فيذهبون إلى أقصى نقاط جزيرة العرب وحدود الشام ويهددون الإمبراطورية الرومانية ويفرّ جنود العدو أمامهم ويرجع المسلمون مؤزرين بالنصر "كما حدث في تبوك" كيف أصبح هذا المجتمع الإسلامي الذي كان يعلو في مسجده وشوارعه صوت تلاوة القرآن ويقرأ فيه شخصية كالنبي"ص" الآيات القرآنية بلحنه وأنفاسه ويعظ فيه الناس ويقودهم إلى الصراط القويم. ماذا حلّ بهذا المجتمع وهذا البلد وهذه المدن بحيث ابتعدوا عن الإسلام لدرجة أن يتآمر عليهم شخص كيزيد؟ لماذا يحلّ ظرف بحيث يكون فيه مثل الحسين بن علي "ع" مضطراً إلى هذه التضحية العظيمة والتي لا نظير لها في التاريخ, ما الذي حصل حتى وصلوا إلى هذه الحالة؟ يجب أن نبحث هذا الأمر بدقة.
فنحن اليوم بمجتمع إسلامي, ويجب أن نرى ما هي الآفة التي حلّت بذلك المجتمع الإسلامي بحيث أوكل أمره إلى يزيد, وآل الأمر إلى رفع رؤؤس أولاد أمير المؤمنين "ع" على القنا وان يُطاف بها في المدينة التي كان يحكم فيها قبل عشرين سنة.
فالكوفة هي نفس تلك المدينة التي كان أمير المؤمنين "ع" يتجول في أسواقها, ويحمل سوطه على عاتقه ليأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر, وهناك كانت تعلو أصوات تلاوة القرآن في آناء الليل وأطراف النهار من المسجد, هذه هي المدينة التي يُطاف فيها الآن ببنات وحرم أمير المؤمنين "ع" أسرى في سوقها. ما الذي حدث حتى وصل الحال إلى هنا بعد عشرين عاماً؟ الجواب هو وجود مرض في المجتمع له القدرة على أن يوصل خلال بضع عقود مجتمعات كان يترأسها أمثال الرسول الأكرم"ص" وأمير المؤمنين "ع" إلى هذا الوضع المأساوي, فهذا مرض خطير ولذا يجب أن يحذر مجتمعنا من الابتلاء بهذا المرض ويجب أن نحدده ونعتبره خطراً جدياً ونتجنب عنه, وفي نظري فإن نداء عاشوراء هذا أشد فورية لنا اليوم من سائر دروس ونداءات عاشوراء. يجب أن ندرك أيّ بلاء حلّ على المجتمع الإسلامي بحيث يطاف برأس الحسين"ع" السبط الأول في العالم الإسلامي وابن خليفة المسلمين علي بن أبي طالب"ع" في نفس المدينة التي كان يتربع والده على منبر الخلافة فيها ومن دون أن يتحرك ساكن, يجب أن نفهم كيف جاء أشخاص تلك المدينة إلى كربلاء ليقتلوه هو وأصحابه عطاشى ويسبوا حرم أمير المؤمنين "ع" ولكنني أعرض آية قرآنية في مقام الجواب عن هذه التساؤلات. لقد أعطى القرآن الجواب وحدده للمسلمين في آفتين ومرضين, وهذه هي الآية: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً}.
إذن هناك عاملان هما أساس للضلالة والانحراف العام, أحدهما الابتعاد عن ذكر الله والذي يتجلّى في الصلاة والعبادة, والذي يعني الغفلة عن الله والمعنويات وفصل الحياة عن المعايير المعنوية, وإهمال التوجه إلى الله تعالى والذكر والدعاء والتوسل وطلب التوفيق منه, والتوكل عليه وفصل الحسابات الإلهية عن الحياة. والعامل الآخر هو إتباع الشهوات والملذات وبعبارة واحدة السعي وراء الدنيا والاشتغال بجمع الثروات والمال والوقوع فريسة للشهوات الدنيوية واعتبارها أساساً ومبدأً ونسيان الأهداف الحقيقية.
هذا مرض رئيس وخطير ويمكن أن نبتلي نحن به أيضاً, فلو أن الحالة المبدئية تزول أو تضعف عندنا وكل منا يفكر بأن ينتزع حصته من الغنيمة حتى لا نتخلف في دنيانا عن الآخرين. ويقول في نفسه أن الآخرين قد جمعوا لأنفسهم ويجب أن نذهب نحن أيضاً لنجمع لأنفسنا ونضع مصالحنا فوق مصالح المجتمع, فمن المعلوم حينئذ أن يصل بنا الحال إلى ذلك الوضع. فسِِرّ وجود النظام الإسلامي وبقاءه وتطوره هو الإيمان والهمم العالية والاهتمام بالمبادىء وإحيائها , ومعلوم أن توهين الأهداف واللامبالاة في أصول الإسلام والثورة وفهم كل الأمور والتعامل معها بذهنية مادية سوف يصل بالمجتمع إلى تلك الوضعية.
ولهذا السبب ابتلي بها أولئك الناس ففي وقت كان المسلمون يهتمون بتطوير الإسلام ورضا الله وتعليم الدين والمعارف الإسلامية والإطلاع على القرآن والأنس بمعارفه. وكان الجهاز الحكومي والإداري للبلاد جهازاً زاهداً في الدنيا, تقياً, لا يعير أهمية لزخارف الدنيا والشهوات الشخصية. فكانت النتيجة حينذاك الحركة العظيمة التي توجّه الناس فيها إلى ربهم, في تلك الوضعية يبرز مثل علي بن أبي طالب"ع" خليفة للمسلمين ومثل الحسين بن علي "ع" شخصية مرموقة. والسبب هو أن تلك المعايير تتجسد فيهم أكثر من غيرهم. عندما يكون المعيار هو الله والتقوى والإعراض عن الدنيا والجهاد في سبيل الله, فإن الذي يتواجد في الساحة حينئذ هم الأفراد الواجدون لهذه المعايير, هؤلاء هم الذي يأخذون مقاليد الأمور بأيديهم ويصبح المجتمع مجتمعاً إسلاميا, ولكن عندما تتبدل المعايير الإلهية فسوف يستلم الأمور كل من هو أحرص على الدنيا وأشدّ في أتباع الشهوة وتحصيل المنافع الشخصيّة وأبعد عن الصدق والحقيقة, حينذاك تكون النتيجة صيرورة أمثال عمر بن سعد والشمر وعبيد الله بن زياد أمراء, وذهاب أمثال الحسين بن علي "ع" إلى المذبح واستشهاده في كربلاء وهذه قضية منطقية.
لا ينبغي أن يسمح الأشخاص الحريصون بتبدل المعايير في المجتمع, فلو أبدل معيار التقوى في المجتمع فمما لا شكّ فيه أن يُراق دم إنسان تقي كالإمام الحسين بن علي"ع" , ولو أن الدهاء والانغماس في الشؤون الدنيوية والإيقاع بالآخرين والدجل وعدم الاهتمام بالقيم الإسلامية. اعتبرت ملاكاً في الأفضلية. فإن شخصاً كيزيد يجب أن يكون على رأس السلطة ويجب أن يصبح شخص مثل عبيد الله الرجل الأول في العراق, لقد كان همّ الإسلام هو تغيير هذه المقاييس وكل همّ ثورتنا كان الوقوف بوجه هذه المقاييس المادية العالمية الباطلة والخاطئة وتغييرها.
لقد أشاعوا أن سبط رسول الله, ابن فاطمة وابن أمير المؤمنين, خارج على الإمام العادل ـ وذلك الإمام العادل هو يزيد بن معاوية ـ وصدّقهم الناس!!
إن أفراد السلطة الحاكمة أناس ظلمة يقولون ما يحلو لهم ولكن لماذا يصدّقهم الناس؟ ولماذا يلتزمون الصمت إزاءهم؟ إن ما يثير هواجسي هو هذا الجانب من القضية, لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ ولماذا أصيبت الأمة الإسلامية وهي على تلك الدرجة من التدقيق في تفاصيل الأحكام الإسلامية والآيات القرآنية, لماذا أصيبت بهذه الحالة من الغفلة والتهاون والتراخي الذي انتهى إلى بروز فاجعة كهذه؟ هذه المسألة تشغل فكر الإنسان, وهل نحن أقوى عزماً وأشد شكيمة من مجتمع عهد الرسول وعهد أمير المؤمنين؟ وماذا نفعل حتى لا يجري مثلما جرى؟
العوام والخواص في المجتمع
هنا يأمر القرآن بالاعتبار ويقول : {قل سيروا في الأرض} انظروا ما الذي وقع, والتزموا جانب الحذر, ولأجل أن يسري هذا المعنى إن شاء الله في الثقافة الحالية على يد المفكرين والباحثين وأصحاب الرأي, أتحدث إليكم اليوم باقتضاب عن هذا الموضوع.
إذا نظرتم إلى المجتمع البشري أي مجتمع كان, وفي أية مدينة أو بلد تجدون الناس فيه يقسمون ـ من وجهة نظر معيّنة ـ إلى فئتين:
أ : فئة تسير على فكر وفهم ووعي وإرادة وهي تعرف طريقها وتسلكه ـ ولا يهمنا في المقام أن هذه الفئة على صواب في مسلكها أو انه مسلك خاطىء ـ هذه الفئة يمكن تسميتها بالخواص.
ب : وفئة أخرى لا تنظر لترى ما هو الطريق الصحيح وما هو الموقف الصائب ولا يهمها أن تفهم وتحلل وتقيس وتدرك, بل تتبع الجو السائد والهوى العام, ولنسم هذه الفئة بالعوام, إذن فالمجتمع يمكن تصنيفه إلى خواص وعوام, دققوا النظر, أريد الإشارة إلى نقطة بشأن العوام والخواص ويجب أن لا يقع فيها أي التباس.
من هم الخواص؟ هل هم طبقة خاصة؟ كلا لأن هذه الفئة التي نسميها بالخواص تضم بين أفرادها أشخاصاً متعلمين وآخرين غير متعلمين, فقد يكون أحياناً بين الخواص شخص غير متعلم لكنه يفهم ما ينبغي عليه فعله, وهو يعمل وفقاً لتخطيط وإرادة حتى وان لم يكن قد دخل المدرسة أو لديه شهادة أو يرتدي زي العلماء, لكنه متفهم لحقيقة الأمور.
فحينما نقول الخواص, فلا يعني ذلك أنهم فئة ترتدي زياً بعينه, فقد يكون رجلاً وقد يكون امرأة, وقد يكون ثرياً وقد يكون فقيراً, وقد يكون من العاملين في الأجهزة الحكومية, وقد يكون من المعارضين لأجهزة الحكومة الطاغوتية, وكلمة الخواص نقصد بها طبعاً الصالح والطالح منهم, ثم إننا سنصنف الخواص إلى أقسام أخرى أيضاً.
الخواص هم الذين عندما يؤدون عملاً يتخذون موقفاً, والنهج الذي يختارونه, يختارونه عن فكر وتحليل, أي أنهم يفهمون ويقررون ويعملون, والذين يقفون في الجانب المقابل لهم هم العوام.
ج: العوام هم الذين يسيرون مع مسير الماء, ليس لديهم تحليل للمواقف, حينما يشاهدون الناس يهتفون يعيش, يهتفون معهم, وحينما يهتف الناس " الموت لـ ..." يرددون نفس الهاتف, عندما تكون الأجواء في وضع معين يأتون هنا, وحينما تكون على منوال آخر يذهبون إلى هناك!
فحينما دخل مسلم بن عقيل إلى الكوفة, تراهم يقولون: لقد وفد ابن عم الإمام الحسين, لقد جاء مبعوث بني هاشم, وهو عازم على الثورة والنهوض, فيستثارون ويقفون حوله ويبايعونه, بايعه ثمانية عشر ألفاً, وبعد خمس أو ست ساعات دخل رؤساء القبائل إلى الكوفة وقالوا للناس: لماذا اتخذتم هذا الموقف؟ عمن تريدون الدفاع؟ وضد من؟ أنكم ستدفعون الثمن غالياً! انسحب أولاً زعماء القبائل كل إلى داره, وبعدما حاصر جنود ابن زياد دار طوعة للقبض على مسلم, انبرى أولئك الناس أنفسهم لمحاربة مسلم! هؤلاء هم العوام, سلوكهم لا ينطلق عن تفكير, ولا ينبثق عن تشخيص, ولا هو قائم على تحليل صائب, بل يتحركون وفقاً لما يمليه الجو العام.
إذن في كل مجتمع هناك خواص وهناك عوام. نترك قضية العوام جانباً ونبحث في وضع الخواص.








الثورة الحسينية.. خصائص ومرتكزات
السيد علي الحسيني الخامنئي


من مواضيع محب الرسول » قصيدة توديع الخيام باسم الكربلائي 2023 حصريا
» قصيدة سفره الى الله للرادود حيدر البياتي 2022
» هوسات مكتوبة للامام العباس عليه السلام
» قصيدة مو فرات الرادود باسم الكربلائي محرم 2021
» حصريا لحظات تسجيل اصدار محرم 2021 باسم الكربلائي
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المجتمع, الانحراف, وعوامل

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هشام بن الحكم مواجهة الانحراف الفكري بمنطق الحوار . محب الرسول قسم الشخصيات اللامعه 5 12-07-2012 12:20 AM
دور الإمام موسى الكاظم في مواجهة الانحراف ابوجعفرالديواني منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 5 19-07-2009 01:11 AM
الانحراف السلوكي ... أهداف ... وغايات مهندس وليد المنتدى الاسلامي العام 1 15-07-2009 02:17 PM
الزهراء دورها الريادي في نصرة الامامة ومواجهة الانحراف حبيبة الزهراء منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 0 18-05-2009 09:24 PM
سبب يوقع الفتاة في الانحراف العاطفي *llعاشقة الزهـراءll* احباب الحسين للمرأة الزينبية 7 12-03-2009 01:01 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين