الدولمة... أكلة عراقية شهيرة جدا تشبه الملفوف او المحشي مكونة من الرز واللحم وتلف بغلاف البصل ..... قيل في اصلها انها اكلة تركية اساسا كما انها اكلة عراقية شهيرة بين العراقين اليوم تدور بشي من السخرية قصة (( جدر الدولمة )) حيث وجدوا فيها نسيانا لهمومهم واحزانهم التي تلاحقهم . الدولمة تائهة تقول القصة في احدى الولائم التي جمعت السفير الامريكي ببغداد مع بعض ساسة العراق قدمت له عدة اكلات فسالهم عن محتوى صحن كبير موضوع على المائدة من ضمن عدة أصناف تم تحضيرها له فاجابوا ان هذا الصحن هو ((الدولمة)) ، هنا تسأءل السفير عما اذا كانت هذه الاكلة سنية ام شيعية بالاصل ، فأجابه الاكراد انها اكلة كردية . بعد انتهاء الوليمة .... اجتمع القادة الشيعة أكدوا في تصريح صحفي ان الدولمة اكلة شيعية وبعد ساعتين من التصريح اجتمع المسؤولون السنة ورفضوا هيمنة القرار الشيعي ، موضحين ومؤكدين ان الاكلة هي نسيج جاء من المنطقة الغربية منذ الازل . في الصباح عندما سمع الاكراد بما حدث قالوا ان الموضوع بدا يأخذ ابعادا خطيرة وهددوا بالانفصال اذا لم يتم الاعتراف باحقية الكرد في ((جدر الدولمة)) مؤكدين على وجود العديد من الشواهد التاريخية على ذلك . الرد التركي على تصريحات الاكراد لم يتأخر على الاطلاق ، اذا اكدت أعلى السلطات في تركيا ان الدولمة أكلة تركية ، وان تركيا ستكون مضطرة لضمان حقوق التركمان في هذه المسألة حتى لو كلفها الامر ان تتوغل في داخل الاراضي العراقية لمنع اي تهديد كردي للتركمان في احقية ((جدر الدولمة)). الدولمة في البرلمان بسبب الازمة التي تعصف بالبلاد بشأن الدولمة ، تم طرح الموضوع للنقاش داخل البرلمان العراقي ، وشهدت الجلسات مهاترات كثيرة وانسحابات متوالية وتبادل للاتهامات من جميع الاطراف . فالائتلاف الموحد دعا الى وضع فقرة ( الدولمة ) في الدستور والتصويات عليها في وقت لاحق او اجراء استفتاء شعبي لتحديد مصيرها ، الامر الذي رفضته جبهة التوافق بشدة مؤكدة عدم استعدادها لتقديم تنازلات في هذا المجال ومهددة بالانسحاب من العملية السياسية اذا تمت الموافقة على ذلك المقترح . ولتجنب هذه الخلافات تم تشكيل لجان جانبية للتفاوض في الموضوع برمته للوصول الى حالة مؤقتة لحل الازمة قبل حلها جذريا ، ليتم الاتفاق على تقسيم مكونات (الجدر ) بالتساوي لحين فض النزاع والتوصل الى صيغة نهائية تتزامن مع الاقرار الاقاليم وتقسيم الثروات . وبالفعل تم التقسيم وبقى هناك بعض الاختلافات فقط بشان الحشو وكمية (الصاص) او (الضلوع) المضاف الى الاكلة ، اذ يفضل البعض الدولمة حامضة في حين يفضلها البعض معتدلة ، وتم الاتفاق على تشكيل لجان فرعية لحل كل هذه المسائل العالقة . ديمقراطية الدولمة من جانبها أعلنت السفارة الامركية في بغداد عن سعادة الرئيس اوباما لتوصل العراقين الى حل لازمة الدولمة بطريقة ديمقراطية ...!!! ربات البيوت من جانبهن امتنعن عن ادخال مكونات الدولمة الى بيوتهن حرصا على حياتهن ، وتحاشيا للاشتباكات التي نشبت في بعض المناطق بسبب الجدل الدائر حول موضوع الدولمة !!... وهكذا أصبحت الدولمة في النهاية لا طعم لها ولا تعجب احدا .
الدولمة الفيدرالية
العرض العادي
