العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)
منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) الامام - الحسين - سيد الشهداء - أبو الأئمه - الشهيد - المظلوم - العطشان - أبا عبد الله - ابو السجاد - الغريب - ابو الاحرار - عليه السلام


البعدالغيبي في ثورة الحسين عليه السلام

منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)


إضافة رد
قديم 22-11-2011, 04:41 AM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
دمعة الكرار

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
دمعة الكرار غير متواجد حالياً

المنتدى : منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)
البعدالغيبي في ثورة الحسين عليه السلام

مداخلة ألقاها سماحة الشيخ محمد جعفر شمس الدين‏
بسم اللَّه الرحمن الرحيم

والحمد للَّه رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
المعصومين.
السلام عل الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين والسلام عليكم اخوتي الأفاضل ورحمة اللَّه وبركاته.
في البداية، أود أن أبارك لنفسي ولكم ولكل مؤمن بأهلِ البيت سلام اللَّه عليهم، ولكل مُحبٍ لهم، وللحسين خاصة ولكل مواسٍ لهم في مصيبته بإنشاء
هذا المعهد المبارك الذي كان كفكرةٍ، ثمرة من ثمرات المؤتمر العاشورائي الأول، وكان أحد مقرراته الأساسية. وهنا أريد أيضاً أن أشكر وأثمِّن موقف
سماحة أخي حجة الإسلام والمسلمين الأمين العام لحزب اللَّه السيد حسن نصر اللَّه (حفظه اللَّه)، على وفاءه لما تعهد به في اليوم الأخير لهذا المؤتمر قبل ثلاث
سنوات، في أن يعمل جاهداً على أن يُنشي‏ء مثل هذا المعهد، لإدراكه لما له من أهمية ودورٍ كبير في هذا العصر، لتخريج دفعات من الخطباء الحسينيين في
سبيل أن تُطرح قضية الحسين (ع) وقضية نهضته المباركة بالشكل الذي يُعطيها أبعاداً تتناسب مع روح العصر وتتناسب مع عظمة هذه النهضة التي سوف
تثبت الأيام كما أثبتت للأجيال والعصور السابقة، أنّ‏َ هذه النهضة وأن صاحبها (ع) هي التي تشكل الأمل الوحيد أمام الثلة المؤمنة في العالم لكي تقود
حركة التغيير وتقف في وجه كل مخططات الطغاة والظالمين للاستيلاء عل مقدراتها وسلب شخصيتها وكرامتها، هذا الموقف من سماحته يدل على مدى
وعيه لا لعظمة نهضة الحسين (ع) فقط، وإنما لإحاطته بما عوّدنا من وعي على ابعاد ما تشكله هذه الخطوة في المستقبل إن شاء اللَّه من نتاج وثمرٍ يانع سوف
ينعكس على المنبر الحسيني ليُشِّع على كل المؤمنين والمؤمنات من محبي أهل البيت r ومن العاملين في خدمة هذا الدين الحنيف.

البُعد الغيبي في نهضة الإمام الحسين (ع)
الغيب في اللغة كُلّ‏ُ ما يستتر يُقال له غيب، سواء كان ذلك المستتر شيئاً حسياً مادياً كما لو قيل الأرض غائبة مثلا مستترة لانخفاض منها وجود أو شي‏ء أخر
يحجز الرؤية عنها، أو كان معنوياً، ولا كلام لنا في الغيب بمفهومه الحسي وإنما نتكلم عن الغيب بمفهومه المعنوي، والمقصود بالغيب من هذا المنظور هو
ما يخفى على الإنسان مما لا يعلمه الناس ولذلك إذا راجعنا الايات الكثيرة التي وردت في القران الكريم حول هذه المادة بالذات في شقها المعنوي، نجد أن
المقصود منها ما خفي بالنسبة إلى الناس مما لا يطلعون عليه وليس ملامساً أو ملابساً من قريب أو بعيد بالنسبة للَّه سبحانه وتعالى. لأن اللَّه هو المطلق في
كل شي‏ء وهو بالتالي العالم المطلق الذي لا يعزب عنه مثقال ذرَّة في السماوات والأرض، إذاً كل الايات التي وردت في القران الكريم والتي تتحدث عن
الغيب في مفهومه المعنوي أو شقه المعنوي إنما يُقصد به الغيب الذي يخفى علمه بالنسبة للناس. بلا فرق بين أن يكون ذلك المخفيّ‏ُ أو الخافي أو المختفي
على الناس حاصلاً في الماضي ولم تعلم به الأمم اللاحقة بحيث كان عنصر الزمان هو الحاجز بينهم وبينه، أو كان ما زال في علم اللَّه لم يحصل ولم يحدث بعد.
عندما نريد أن نتكلم عن البعد الغيبي في نهضة الإمام الحسين(ع) نقصد إذاً ذلك الشق المعنوي من الغيب ونقصد أيضاً الغيب بمفهومه المعنوي سواءٌ كان
مما خفي في العصور الماضية للبشرية ويتعلق بنهضة الإمام الحسين (ع) أو كان لاحقاً لثورة الإمام الحسين (ع) أو كان مسايراً ومتزامناً معها فقضية
الإمام الحسين، ونهضة الإمام الحسين، ووجود الإمام الحسين (ع) في هذه الدنيا ما هو إلا حلقة من حلقات خطط لها اللَّه سبحانه وتعالى، ورسمها في
حياة البشرية ونهضة الإمام الحسين (ع) في مفهومي أيضاً وبحسب النصوص، هي حلقة في ضمن سلسلة طويلة من الحلقات التي أراد اللَّه سبحانه وتعالى
لها أن تكون محطة تربوية للبشرية بأسرها، وأن تكون قمة تتطلع إليها البشرية على امتداد تاريخها، لكي تتخذ منها سُلَّماً للإرتقاء الذي هو هدف من
الأهداف الأساسية في الإسلام، ومن خلقِ الإسلام، ومن إيجاد الإسلام بالنسبة لهذه البشرية، فاللَّه سبحانه وتعالى إنما خلق الإسلام وشرع الدين
وأنزل الكتب وأرسل الرسل لكي يكون كل ذلك الات وأدوات ووسائط ووسائل لهذه البشرية لكي تكدح إلى اللَّه في سُلَّم الكمال وفي طريق التكامل،
وعندما نقول ذلك نقول بأن شخص الإمام الحسين (ع)، وحياة الإمام الحسين (ع) وحركة الإمام الحسين (ع) ما هي إلا غيبٌ في غيب، إنما ظهرت
إلى العلن وإلى الوجود بواسطة الغيب أيضاً أي بواسطة الوحي وبواسطة الأنبياء والنصوص الدينية، على لسان رسول اللَّه (ص) والمعصومين r من أهل
بيته الطاهرين فعندما نطلع على نصّ‏ٍ من النصوص التي تؤكد بأن الحسين (ع) كان أحد الوجودات المثالية قبل خلق الخلق كالتي يذكرها الشيخ المجلسي
(رض) في بحار الأنوار والتي تحكي قضية عن أبي البشرية ادم (ع). والتي تدور حول قوله تعالى في سورة البقرة فتلقى ادم من ربِّه كلمات فتاب عليه
فهنالك عدّة روايات في تفسير الكلمات التي تلقاها ادم من ربِّه لتكون سبباً في قبول توبته عن مخالفةٍ لأمرٍ إرشادي وليس لأمرٍ مولوي، من تلك
الروايات هي أن اللَّه سبحانه وتعالى أمرهُ أن ينظُر إلى ساق العرش فنظر فوجد كلماتٍ أسماءٌ منقوشة على ساق العرش هي محمدٌ وعليّ‏ٌ وفاطمة
والحسن والحسين (ع). فعلم ادمُ بفطرته أن تلك الأسماء لمسميّات معظمةٍ عند اللَّه سبحانه وتعالى فدعاه بها فتاب عليه (ليس هنا محل الشاهد)
وإنما محل الشاهد تتمة هذه الرواية وهي أن ادم (ع) قال يا أخي يا جبرئيل بذكر الخامس (الحسين (ع)) ينكسر قلبي وتسيل عبرتي قال جبرائيل (ع) يُصاب
بمصيبة تصغر عندها المصائب(1).
إذاً الحسين (ع) كان قبل الخلق قبل ادم ولكن بوجوده المثالي الذي نؤمن به نحن الشيعة. لأننا نؤمن بأن اللَّه سبحانه وتعالى خلق ال بيت محمد صلوات
اللَّه عليهم من أنوارٍ قبل أن يخلق الخلق، وهذا مما وردت فيه روايات كثيرة جداً موجودة في كتب أصول الكافي وفي بعض كتب قدامى علمائنا
الأعاظم من الإمامية.
ولو انتقلنا إلى النبي إبراهيم (ع) نجد أيضاً في الروايات التي يرويها ثقة الإسلام الكليني وغيره من العلماء(1).
عن الصادق (ع) في قول اللَّه عزّ وجلّ عن إبراهيم (ع) «فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم» قال: حسب ورأى ما يحلّ‏ُ بالحسين (ع) فقال: إني سقيم
لما يحلّ‏ُ بالحسين (ع). كانت قضية الحسين وقضية ما يحلّ‏ُ بالحسين (ع) في كربلاء قضية إلهية ربانية صاغها اللَّه بيديه وصنعها على عينه، وهذا يدلّ‏ُ على
أن الحسين (ع) كأي إمام اخر من أئمة أهل البيت r وكأي نبي اخر من أنبياء اللَّه إنما وضع من قبل اللَّه ليؤدي دوراً في مسيره البشرية في كدحها إلى اللَّه،
وفي قيادة البشرية في هذا الكدح نحو التكامل بجميع صوره سواء كان معنوياً أو مادياً. إذا انتقلنا إلى النبي صلوات اللَّه عليه الذي لا ينطق عن الهوى إن
هو إلا وحيٌ يوحى، نجد أيضاً عدة روايات.
ومن تلك الروايات ما يرويه ثقة الإسلام الكليني (رض) في أصول الكافي بسنده عن محمد بن يحيى المتصل بالإمام الصادق (ع) قال:«إن جبرائيل نزل
على محمد (ص) فقال له يا محمد إن اللَّه يبشِّرك(ء) بمولود يولد من فاطمة (ع) تقتله أمتك من بعدك فقال النبي (ص) يا جبرائيل وعلى ربي السلام لا حاجة
لي في مولود يولد من فاطمة تقتله أمتي من بعدي فعرج جبرائيل ثمّ‏َ هبط وقال له مثل قوله الأول فأجابه النبي صلوات اللَّه عليه بمثل ما أجابه في أول مرة فعرج
جبرائيل في المرّة الثالثة إلى السماء ثم هبط فقال يا محمد إن ربّك يُقرئك السلام ويُبشِّرك أنه جاعلٌ في ذريته الإمامة والولاية والوصية» هذا جزءٌ من الرواية
والجزء الاخر يتعلق بإخبار النبي (ص) ابنته الزهراء (ع) بهذا الشي‏ء وقد رضيت بأن يولد منها ولدٌ تقتله أمّة جدّه بغياً من بعده وهذه الرواية عندما نتأمل
فيها نجد بأن هذه الواقعة حصلت قبل استشهاد الحسين (ع) وقبل واقعة كربلاء بأكثر من خمسين سنة، وهذا يدلّ‏ُ على أن مشروع الشهادة للإمام الحسين
(ع) ومشروع نهضة الإمام الحسين وأصل وجود الإمام الحسين (ع) في الدنيا إنّما كان هدفه هو أن يقوم بهذا الدور الإلهي الذي صنعه اللَّه من أجل أن
يؤديه في هذه الحياة.
ورواية ثانية يرويها الشيخ الطوسي بسنده عن الإمام الرضا (ع) تقول لما وضع الحسين (ع) في حجر النبي (ص) بكى فقالت أسماء(رض) مما بكاؤك؟
فقال (ص): على ابني هذا، فقالت إنّه ولد الساعة يا رسول اللَّه؟ فقال تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم اللَّه شفاعتي.
وقد ورد بأن النبي (ص) كرر هذا القول في اليوم السابع لولادة الحسين (ع) أيضاً وكان (ص) كما تذكر التواريخ يلهج في موضوع الحسين (ع).
وفي كل ما يتعلق بالحسين (ع) وكان يقصد من ذلك أن يركز في أذهان الأمة موقع هذا الطفل في الأمة ودوره المستقبلي ويحثّهم ولو سلوكيّاً على
أن يقفوا في نصرته وعلى أن يعرفوا على أن الحق سوف يكون معه.
ويستفاد من كثير من النصوص التاريخية ومن كثير من الروايات أن موضوع شهادة الحسين (ع) ومشروع شهادة الإمام الحسين (ع) وقضية كربلاء
وأن الحسين (ع) صنع على عين اللَّه كما صُنع موسى(ع) من أجل أن يؤدي دوراً في مسيرة الأمة نحو التكامل وفي إصلاح الأمة وفي الوقوفُ في وجه
الطغاة والظالمين الذين كانوا يريدون أن يطفئوا نور اللَّه بأفواههم، وقد أصبح ذلك ثقافة تُركّز عليها في كل ان وفي كل حين وبالتالي انتقلت هذه الثقافة
لتصبح مدرسةً تهي‏ء لكربلاء قبل جيلٍ من الزمان تهي‏ء الأصحاب الصادقين الذين سوف يناصرون الحسين (ع) ويقفون معه وتهي‏ء أجواء الأمة لكي تعرف
من الان ما ينبغي أن يكون عليها موقفها عندما تحصل قضية كربلاء وتحصل نهضة الحسين (ع) ولذلك نجد أن الغيب في التاريخ البشري كان المشكلة أمام
الناس بأن اللَّه سبحانه وتعالى عندما يذكر الغيب يقرن بالتقوى والإيمان واللطف الإلهي بالإذعان للغيب والإيمان بالغيب مثلاً في أول سورة البقرة «الم ذلك
الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب» جعل الإيمان بالغيب أولى خصال التقوى والإيمان والتقوى في الحقيقة هي أعمق من الإيمان
وأعلى رتبة من الإيمان فلذلك فإن مشكلة الجماعات التي انحرفت عن طريق اللَّه عن خط اللَّه هو موضوع الغيب. وقصص القران أكثره أو كله يدور
حول عوالم غيبية لا يريد أولئك الناس أن يؤمنوا بها لأنهم اعتادوا على كل ما هو حسي.
فلذلك أصبح موضوع قضية الحسين وقضية مصيبة الحسين (ع) وقضية نهضة الحسين (ع) وقضية كربلاء أصبحت ثقافة لأن هذا مفصل تاريخي جوهري سوف
يكون في حياة الأمة وعلى الأمة أن تتحمل مسؤولياتها ولذا نجد علياً (ع) وهو الذي حمل أعباء الرسالة بعد النبي (ص) أيضاً ركّز على هذه النقطة.
وهناك أحاديث كثيرة موجودة في الكتب التاريخية وغير التاريخية تُبيِّن كيف أن علياً كان يتحدث عن كربلاء وعن شهداء كربلاء وعن ولده الحسين (ع)
كما كان يتحدث ابن عمِّه رسول اللَّه (ص) ولذلك في بعض الأحاديث مع أصحابه مع بعض أفراد الأمة يتحدث عن شهداء كربلاء في أحد الأقوال
لعلي (ع) كما يذكره صاحب كنز العمال وابن حجر العسقلاني في الإجابة يقول عن شهداء كربلاء: ليس مثلهم إلا شهداء بدر، يعني هذا أن علياً
(ع) كان يسلك نفس السلوك العملي الذي سلكه رسول اللَّه (ص) في التسويق لموضوع الحسين (ع) ولموضوع كربلاء ولموضوع نهضة الحسين (ع)
في كربلاء بقيادة الحسين (ع) للأمة في مرحلة اتية ولم تحصل بعد، وفي بعض كتب علمائنا وعلماء أهل السنّة يوجد قضية يتداولها إخواننا العلماء
الأفاضل من خطباء المنبر الحسيني بالنسبة لزواج عليّ (ع) من فاطمة بنت حزام هذه الرواية عجيبة عندما يتأمل فيها الإنسان يجد أنها تصب في المنحى
الذي نتحدث فيه أراد عليّ‏ٌ (ع) أن يلد لأخيه أخاً لينصره في كربلاء، قال (ع) لأخيه عقيل: اختر لي امرأةً قد ولدتها البطولة (وفي بعض الروايات قد
ولدتها الفحولة) لأُرزق منها ولداً يكون معيناً لولدي الحسين (ع) في نهضته، فلم يقل في كربلاء، ولم يقل في ثورة، بل المتأمل في الروايات يجد كلمة نهضة
ولذلك هنا في الرواية: لأرزق منها ولداً يكون معيناً لولدي الحسين في نهضته.
وعقيل كان خبيراً بالأنساب، فجاء عقيل وعرف ما هو المقصود وأين هو البيت الموجود فيه هذه المرأة التي ولدتها الفحولة أو البطولة فجاء عقيل إلى والد
فاطمة بنت حزام وقال له إني جئتك بمن إذا زوّجته نلت الدنيا والاخرة: علي (ع) قال حزام: لو كان الأمرُ لي لقبلت لكن الأمر إليها فمضى والد فاطمة
إلى الدار، دخل إلى داره فسمع ابنته فاطمة تحدِّث أمها، وقف وصار يستمع قبل أن يشعروا أنه داخل إلى الدار، وتقول: إني رأيت رؤيا كأن أربعة أقمار
نزلت في حجري وفي طليعتها قمرٌ كأنه البدر فدخل والد فاطمة وقال لابنته فُسرِّت رؤياك وقد جئتك طالباً يدك لعلي وستلدين منه أربعةٌ في طليعتهم
قمرٌ بني هاشم فهذا التدخل الغيبي وموضوع التوافق في اختيار عقيل وموضوع الرؤيا لهذه الفتاة بالذات هذا شي‏ء لا يكون صدفة، ولذلك ولَدْت
هؤلاء الشباب الأربعة وكان من بينهم أبو الفضل العباس (ع) ويطالعنا التاريخ في أي كتاب عن العباس (ع) وباسم العباس بن علي (ع) أو باسم قمر بني
هاشم فنرى أن جُلّ اهتمام أمير المؤمنين (ع) هو أن يربيه ويُنشأه على البطولة والفروسية والقوة إضافة إلى الشهامة والنبل والتقوى والإيمان.
وهذا معروف في حياة العباس (ع) وفي علاقته مع أبيه وفي عُلاقة أبيه معه. إذاً علي (ع) بما علّمه رسول اللَّه (ص) فيما يختص بولده الحسين (ع) أيضاً هذا
فيه عالم غيب بما جرى بالنسبة لزواجه بفاطمة بنت حزام وهي التي يقال لها أم البنين هي أيضاً تدخل غيبي رباني.
ننتقل من الإمام أمير المؤمنين (ع) إلى الإمام الحسن (ع)، إن الحسين (ع) دخل على الحسن (ع) في مرضه الذي استشهد فيه فلما رأى ما به بكى فقال
له الحسن (ع) ما يبكيك يا أبا عبد اللَّه فقال أبكي لما صُنع بك. فقال الحسن (ع) إنّ الذي أوتي إليّ‏َ سُمّ‏ٌ أُقتل به ولكن لا يوم كيومك أبا عبد اللَّه وقد
ازدلف إليك ثلاثون ألفاً يدَّعون أنهم من أمة جدِّنا محمد وينتحلون دين الإسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وسبي وذراريك ونساءك وانتهاك
ثقلك(1).
الإمام الحسن (ع) متى قال هذا؟ قال قبل موضوع كربلاء بعشر سنوات، وهذا في قناعتي أمر من النبي (ص) وعلي (ع) حيث جعلا من موضوع
الحسين (ع) ونهضة الحسين (ع) وقضية كربلاء ثقافة خاصة خاصة لبني هاشم وعامة للأمة وهذا من الغيب.
أيضاً ننتقل إلى شي‏ء اخر فيه جانب غيبي كلُّه في مشروع كربلاء وقبل أن تحصل كربلاء بجيل ونصف أو جيلين تقريباً يعني على الأقل هذه الأمور كانت
تحصل ويتكلم فيها وما سوف يجري بعد 50 سنة ما يذكره القطب الراوندي وغيره من العلماء السُنَّة والشيعة عن أم سلمة عندما عزم الحسين (ع) على
الخروج إلى كربلاء جاءته أم سلمة (رض) فحاولت حرصاً وإشفاقاً أن تقنعه بأن لا يخرج إلى كربلاء قالت لا تُحزني بخروجك إلى كربلاء فقد سمعت جدّك
يقول يُقتل والديَ الحُسين (ع) بأرض العراق بأرضٍ يُقال لها كربلاء والحسين (ع) أخبرها أنه سوف يصرع في كربلاء، وبعد حديث بينها وبينه، قالت: عندي
تُربةٌ دفعها إلي جدِّك في قارورة وقال (ص) إذا تغيّر لونها فاعلمي أن ابني الحسين قد قُتل هذه قبل 57 سنة، والحسين (ع) بدل أن يسمع الكلام ويودعها
ويمشي أخرج إليها قارورة مثل القارورة التي معها فدفع إليها قارورة مشابهة وقال لها اجعليها مع قارورة جدّي فإذا فاضتا فاعلمي إني قد قتلت. هذا موضوع
غيبي، أن القارورتين كلتاهما إعطاء رسول اللَّه (ص).
نأتي إلى كربلاء فإن كثيراً من الناس بين مشفق وبين منافق وبين مغرض كانوا يأتون إلى الحسين (ع) يريدون أن يثنوه عن الخروج واحد بلسان مشفق وله
غرض ثانٍ، واحد بلسان صادق ومحب ولا يعرف القضية، واحد بلسان كذا وكان موقف الحسين (ع) رافضاً لكل الطروحات وكان عازماً على
الخروج.
ومن جملة أولئك الأشخاص عبد اللَّه بن عُمر وفي بعض المرويات التاريخية أنّه عندما كان ينصح الحسين (ع) وكان يطمع في موضوع الخلافة لأنه يعتبر
نفسه جديراً بالخلافة ولو بالوراثة، فعندما جاء ليثني الحسين (ع) عن الخروج. قال له الحسين (ع): «من هوان الدنيا على اللَّه أن رأس يحيى بن زكريا قد
أُهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل» ما هو ربط هذا الكلام بكلام ابن عمر. هذا واضح أن الحسين (ع) كان يعلم بعد مقتله ماذا سوف يحصل وأنه سوف
يقطع رأسه ويُحمل على رأس رمح ويهدى إلى يزيد بن معاوية وعبيد اللَّه ابن زياد.
وفي رواية تروى عن الإمام الرضا (ع) يقول أحدُ أصحابه كنت في ظهر الإمام الرضا (ع) وهو في المسعى. (السعي بين الصفا والمرة) وما سمعته يُردِّدُ إلا
كلمتين اللهم ارزقني حُسن الظنّ‏ِ بك على كل حال وصدق النية في التوكل عليك.
الإمام الرضا (ع) اختار دعاءً هو عين حال أمّ‏ِ إسماعيل عندما كانت تهرول بين الصفا والمروة. ألم يكن قلبها محروقاً وتريد أن تسقي ابنها، ماذا يقول الملهوف
الذي يتوجه إلى اللَّه وينقطع إليه وهو يعرف أن لا معين له، لا يقول إلا: اللهم ارزقني حسن الظن بك على كل حال وصدق النية في التوكل عليك في بعض
الروايات عندما نقرأ ما وراء الكلمات نفهم الجو العام للتوجه النفسي للإنسان والمطابق لمقتضى الحال في حينه، أيضاً الإمام الحسين (ع) أتى بهذه الكلمة في
جوابه لابن عمر لأنه كان يعلم بأن رأسه سوف يكون حاله كرأس يحيى (ع) هذه واحدة في مسيرة كربلاء.
أول أمر قام به الحسين (ع) قبل أن يخرج إلى كربلاء رسالة وجهها إلى بني هاشم هذه الرسالة سطر واحد:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم أما بعد: فإن من لحق بي استشهد ومن تخلّف عني لم يبلُغ الفتح والسلام.
معناه أن هذا جانب غيبي أن الحسين (ع) كان يعلم ما هو مصيره ومصير بني هاشم كلهم. ممن سوف يلحق به، وهو الشهادة هذا أول موقف للإمام
الحسين (ع) قبل أن يتحرك من المدينة، وهناك شي‏ء قاله لأخيه محمد بن الحنفية في المدينة. طبعاً محمد كان أخاً مشفقاً ومحباً للحسين (ع) والحسين يحبه
أراد أن يقنعه بأن لا يخرج محمد بن الحنفية. قال له تخلّ‏َ قال له الحسين (ع) شاء اللَّه أن يراني قتيلاً قالها قبل تحركه، قال له وهؤلاء النساء والأطفال؟
فقال(ع) شاء اللَّه أن يراهن سبايا هذا واضح أنه استشكاف للمستقبل. إما بحسب قناعتي أن الحسين كأي إمام معصوم كان إذا أراد علم شي‏ء مستقبلي
يعلمه بمجرد توجيه طاقته الفكرية إليه وإما لأنه من جملة ثقافة كربلاء وعاشوراء التي رُبيّ‏ِ عليها بنو هاشم وال بيت النبي (ص).
وقال (ع) لرسل أهل الكوفة.
إن رسول اللَّه أمرني بأمرٍ وأنا ماضٍ له (ماذا يعني: أَمَره بأمرٍ) أن يمشي إلى كربلاء وأن يُستشهد بعد عزمه على الخروج من مكة، وقال لأهل بيته وأصحابه في
كلام (وخيرٌ لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تُقطعها عسلان الفلوات، لا محيص عن يومٍ خُطَّ بالقلم...) هذا غيب.
في طريقه إلى العراق يقول لواحد (يقال أن أعرابياً اعترضه وقال له ماذا تفعل في العراق أنسيت أباك وأخاك) قال له (ع) يا عبد اللَّه، ليس يخفى عليّ‏َ الرأي
ولكن اللَّه تعالى لا يُغلب على أمره ثم قال: (واللَّه لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي).
فالحسين لم يكن طالباً للحكم إذ مع علمه بمصيره كيف يتأتى منه طلب الحكم. وحين وصل إلى كربلاء سأل عن الأرض فقيل، نينوى، ثم الغاضرية إلخ...
إلى أن قال: هل لها اسم اخر؟ قالوا: تسمى كربلاء، قال: هنا محطُّ رحالنا وفي رواية يقول عندما وصل إلى كربلاء سأل عن هذه الأرض فقيل له كربلاء
يقول أنه صار يتحدث مع أصحابه وهو واقف في تلك الأرض قبل أن ينزل (يترجل) ويأمرهم بالترجل تقول الرواية وتذكر هذه الأرض. قال لأصحابه:
ولقد مرّ أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين وأنا معه، فوقف فسأل عنه فأخبر باسمه، فقال ها هنا محطُّ ركابهم الإمام الحسين (ع) ينقل كلام علي (ع)
وها هنا مهراق دمائهم الذين مع الإمام أمير المؤمنين(ع) استغربوا القول (عمَّن يتحدث) فسئل عن ذلك، فقال: ثقلٌ لال محمد ينزلون هنا وقبض الإمام
الحسين (ع) قبضة منها فشمّها وقال هذه واللَّه الأرض التي أخبر بها جبرائيل رسول اللَّه (ص) إنني أقتل فيها، وقال أرض كربٍ وبلاء، ثمّ قال: قفوا
ولا ترحلوا عنها (فهذه التربة) وعدني جدي رسول اللَّه (ص) بهذه التربة ولا خلف لقوله.
كل هذه الأمور تدلّ‏ُ على أن الحسين (ع) مشروع شهيد وسيد شهداء في مسيرة البشرية قبل أن يُخلق الخلق وأن الحسين (ع) حلقة في حلقات القادة
الربانيين قبل أن يخلق اللَّه أولئك القادة إلى الدنيا، وأن الحسين (ع) هو ثقافة الإسلام الحقيقية التي ينبغي أن نوضحّها ونبلورها.












عرض البوم صور دمعة الكرار   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2011, 07:16 AM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
محـب الحسين
 
الصورة الرمزية محـب الحسين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
محـب الحسين غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : دمعة الكرار المنتدى : منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)
افتراضي

جزاكِ الله خير الجزاء












توقيع : محـب الحسين

عرض البوم صور محـب الحسين   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2011, 09:06 AM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
محب الرسول

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
محب الرسول غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : دمعة الكرار المنتدى : منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)
افتراضي

بارك الله بكِ
وفقكِ الله لكل خير












عرض البوم صور محب الرسول   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2011, 10:39 AM   المشاركة رقم: 4
معلومات العضو
دمعة الكرار

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
دمعة الكرار غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : دمعة الكرار المنتدى : منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)
افتراضي

الف شكرلكم على مروركم
الرائع الذي زادمن روعة
الموضوع ويعطيكم العافية
وفقكم الله لكل خيرتقبلووا
تحيااااااااااااااااتي












عرض البوم صور دمعة الكرار   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نتائج وآثار ثورة الامام الحسين عليه السلام محـب الحسين منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 4 17-01-2012 02:58 PM
معنى الخلود في ثورة الحسين (عليه السلام) وسام البابلي منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 3 19-12-2010 11:49 PM
ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) واسبابها..؟؟ اسد الطف منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 0 13-12-2010 05:17 PM
أسباب ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) محـب الحسين منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 3 23-12-2009 10:29 AM
اسباب ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ابوجعفرالديواني منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 4 26-12-2008 08:59 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين