بين العاقل والطائش روى صاحب سفينة البحار عن الإمام السجاد وسيد العباد(ع):
((ان تكلم الأحمق فضحه حمقه، وان سكت قصّر به عيه، وان عمل أفسد، وان استُرعي أضاع، لا عمله من نفسه يغنيه، ولا علم غيره ينفعه، ولا يطيع ناصحه، ولا يستريح مقارنه، تود أمه لو ثكلته، وأمرأته لو فقدته، وجاره لو بَعُد داره، وجليسه لو كان وحده. ان كان أصغر من في المجلس أعيا من فوقه، وان كان أكبر أفسد من دونه)).
أن العاقل الحصيف يستطيع بحكمته أن يتفادى العديد من المتاعب والنوائب قبل حدوثها، وأيضاً يستطيع بصبره ورويته أن يعالج ما يحدث منها، ويخفف من حدته ووطأته والعكس بالعكس فان الطائش الأحمق يجر البلاء لنفسه بيده، ويشرب السم من رأسه، فالمصدر الوحيد لمعرفة الحقائق عنده هو ما يدور في توهمه وتخيله، أما عالم الخارج والواقع في نظره فهو وهم وخيال. مثلاً ـ يتخيل الأحمق ويتصور أن فلان الفلاني يزدريه ويحتقره، وأنه يضمر له كل سوء وشر، فيبني على خياله هذا خطوطاً للدفاع، ويعد العدة للهجوم منصرفاً بكله لمنازلة عدوه الموهوم! كل هذا وفلان الفلاني في شغل شاغل عنه، بل لم يخطر بباله على الاطلاق!. والخسران المبين هو مصير الذين يحكمون بالتهمة، ويجزمون بالظنة.