منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام
حریة الإنسان
قال الإمام علي(علیه السلام):
«أیّها الناس إنّ آدم لم یلد عبداً ولا أَمةً وإنّ الناس کلّهم أحرار»
الشرح والتفسير:
عامّة الأمّة مخاطبة من قِبل الإمام بهذه الروایة، لأنّه لم یخاطب طائفة معینة، بل خاطب جمیع أبناء الإنسان، فخطاب «یا أیّها الناس» فی المواقع التی لهابعد حقوق الإنسان، بینما هنالک بعد حقوقی إسلامی فی خطاب «یاأیّها الذین آمنوا». فالناس جمیعاً أحرار طبق هذه الروایة وقد ابتنى خلق الإنسان على الحریة والتحرر من عبودیة غیر الله. فأصل ضرورة الحریة موضوع واضح، بل من البدیهیات التی تحظى بقبول الجمیع وتسعى لنیلها جمیع الشعوب الخاضعة لسیطرة المستعمرین. وهنالک أمران لابدّ من تأملهما والتوقف عندهما:
1. لم کانت الحریة قیمة؟ ماذا لو غابت الحریة؟ وماذا سیکون لو کانت؟ للأسف أنّ فلسفة الحریة قلّما نوقشت. ففلسفة الحریة واضحة: للإنسان قوى وقابلیات ولا یسعه تفجیر هذه الطاقات إلا بزوال ما یعترضه من عقبات، فیستطیع تحصیل العلم والمعرفة بحریة ویندفع نحو التکامل.
2. مانوع الحریة المطلوبة؟
یتضح مما مرفی النقطة الأولى أن النوع المطلوب من الحریة هو ما کان فی مسار تکامل الإنسان. وعلیه فإنّ فلسفة الحریة تبیّن حدودها، ذلک لأنّ الحریة على أنواع:
1. الحریة المطلقة; ولیس لهذه الحریة من وجود سوى فی الغابات وبین الحیوانات الوحشیة لا غیر.
2. الحریة ضمن نطاق القوانین البشریة التی تتغییر وتتأول على الدوام.
3. الحریة فی نطاق القیم الشرعیة; کحریة أتباع الأدیان الإلهیّة فی إطار القیم الدینیة.
من البدیهی أنّ الحریة من النوع الأول لیست مطلوبة من قِبل أحد من الناس، والنوع الثانی أساس أنواع المشاکل والمصائب. والنوع الثالث فقط هو الذی یسعه ضمان سعادتنا والثوب الذی یسع قامة الإنسان.