العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام > قسم القرآن الكريم
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


أسباب تسمية سورة الحمد بفاتحة الكتاب وأبرز خصائصها

قسم القرآن الكريم


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-2022, 07:58 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي أسباب تسمية سورة الحمد بفاتحة الكتاب وأبرز خصائصها

أسباب تسمية سورة الحمد بفاتحة الكتاب وأبرز خصائصها؛ للمرجع مكارم الشيرازي


شفقنا العراق-“فاتحة الكتاب” اسم اتخذته هذه السّورة في عصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، كما يبدو من الأخبار و الأحاديث المنقولة عن النّبي الأعظم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم.

و هذه المسألة تفتح نافذة على مسألة مهمّة من المسائل الإسلامية، و تلقي الضوء على قضية جمع القرآن، و توضّح أنّ القرآن جمع بالشكل الذي عليه الآن في زمن الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، خلافا لما قيل بشأن جمع القرآن في عصر الخلفاء، فسورة الحمد ليست أول سورة في ترتيب النّزول حتى تسمّى بهذا الاسم و لا يوجد دليل آخر لذلك، و تسميتها بفاتحة الكتاب يرشدنا إلى أنّ القرآن قد جمع في زمن الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم بهذا الترتيب الذي هو عليه الآن.

و ثمّة أدلّة اخرى تؤيّد حقيقة جمع القرآن بالترتيب الذي بأيدينا اليوم في عصر الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و بأمره.

روى عليّ بن إبراهيم، عن الإمام الصادق عليه السّلام، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم قال لعلّي عليه السّلام: «يا عليّ، إنّ القرآن خلف فراشي في الصّحف و الحرير و القراطيس، فخذوه و اجمعوه‌

و لا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التّوراة، و انطلق عليّ عليه السّلام فجمعه في ثوب أصفر، ثمّ ختم عليه»1.

ويروي (الخوارزمي) في المناقب عن (علي بن رباح) أنّ علي بن أبي طالب و أبيّ بن كعب جمعا القرآن في عصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم.

و روى (الحاكم) في (المستدرك) عن (زيد بن ثابت) قال: «كنّا نؤلّف القرآن من الرّقاع».

و يقول العالم الجليل السيد المرتضى رحمة اللّه: «إنّ القرآن كان على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم مجموعا مؤلّفا على ما هو عليه الآن»2.

و يروي الطبراني و ابن عساكر عن الشعبي أنّ القرآن جمعه ستة من الأنصار في عصر النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم‌3.

و يروي قتادة أنّه سأل أنس عن جمع القرآن في عصر النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم فقال:

أربعة من الأنصار هم: أبيّ بن كعب، و معاذ، و زيد بن ثابت، و أبو زيد4 و هناك روايات اخرى يطول ذكرها.

على أيّ حال، اتّخاذ سورة الحمد اسم (فاتحة الكتاب) دليل واضح على إثبات هذه المسألة، إضافة إلى الأدلة الاخرى المستفيضة في مصادر الشيعة و السنّة.

سؤال:

و هنا يثار سؤال حول المشهور بين بعض العلماء بشأن جمع القرآن بعد عصر النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم.

و في الجواب نقول: ما روي بشأن جمع القرآن على يد الامام عليّ عليه السّلام بعد عصر الرّسول، لم يكن القرآن وحده، بل مجموعة تتضمّن القرآن و تفسيره و أسباب نزول الآيات، و ما شابه ذلك ممّا يحتاجه الفرد لفهم كلام اللّه العزيز.

و أمّا ما فعله عثمان في هذا الصدد، فتدلّ القرائن أنّه أقدم على كتابة قرآن واحد عليه علامات التلاوة و الإعجام، منعا للاختلاف في القراءات، إذ لم يكن التنقيط معمولا به حتى ذلك الوقت.

و ما نراه من إصرار لدى جماعة على عدم جمع القرآن في عصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، و على نسبة هذا الأمر للخليفة عثمان أو للخليفة الأول أو الثاني، فإنّما يعود إلى ظروف و ملابسات و عصبيات تأريخية لسنا بصددها الآن.

و إذا رجعنا إلى استقصاء طبيعة الأشياء في مجال جمع القرآن، ألفينا أنّه من غير المعقول أن يترك النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم هذه المهمّة الكبيرة، بينما نجده يهتمّ بدقائق الأمور المرتبطة بالرسالة.

أليس القرآن دستور الإسلام، و كتاب هداية البشرية، و أساس عقائد الإسلام و أحكامه؟

أليس من الممكن أن يتعرّض القرآن- إن لم يجمع- في عصر الرّسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم إلى الضياع، و إلى الاختلاف فيه بين المسلمين؟! (حديث الثقلين) المروي في المصادر الشيعية و السنّية، حيث أوصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم بوديعته: كتاب اللّه و عترته، يؤكّد أيضا أن القرآن كان قد جمع في مجموعة واحدة في عصر الرّسول الأعظم.

أمّا اختلاف الرّوايات في عدد الصحابة الذين جمعوا القرآن خلال عصر النّبي فلا يشكّل عقبة في البحث، و من الممكن أنّ تتّجه كلّ رواية إلى ذكر عدد منهم5.

تاريخ القرآن، أبو عبد اللّه الزنجاني، ص 44.
مجمع البيان، ج 1، ص 15.
منتخب كنز العمال، ج 2، ص 52.
صحيح البخاري، ج 6، ص 102.
المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل‌، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.
خصائص سورة الحمد

لهذه السّورة مكانة متميّزة بين سائر سور القرآن الكريم، و تتميز بالخصائص التالية:

1- سياق السّورة- تختلف سورة الحمد عن سائر سور القرآن في لحنها و سياقها، فسياق السور الاخرى يعبّر عن كلام اللّه، و سياق هذه السّورة يعبّر عن كلام عباد اللّه. و بعبارة اخرى: شاء اللّه في هذه السّورة أن يعلّم عباده طريقة خطابهم له و مناجاتهم إيّاه.

تبدأ هذه السّورة بحمد اللّه و الثناء عليه، و تستمر في إقرار الإيمان بالمبدأ و المعاد «باللّه و يوم القيامة» و تنتهي بالتضرع و الطلب.

الإنسان الواعي المتيقّظ يحسّ و هو يقرأ هذه السّورة بأنّه يعرج على أجنحة الملائكة، و يسمو في عالم الروح و المعنوية، و يدنو باستمرار من ربّ العالمين.

هذه السّورة تعبّر عن اتجاه الإسلام في رفض الوسطاء بين اللّه و الإنسان …

هؤلاء الوسطاء الذين افتعلتهم المذاهب الزائفة المنحرفة، و تعلّم البشر أن يرتبطوا باللّه مباشرة دونما واسطة، فهذه السّورة عبارة عن تبلور هذا الارتباط المباشر و الوثيق بين اللّه و الإنسان … بين الخالق و المخلوق. فالإنسان لا يرى في مضامين آيات السّورة سوى اللّه … يخاطبه … يناجيه … يتضرّع إليه … دونما واسطة حتى و إن كانت الواسطة نبيّا مرسلا أو ملكا مقرّبا. و من العجيب أن يحتلّ‌ هذا الارتباط المستقيم بين الخالق و المخلوق مكان الصدارة في كتاب اللّه العزيز!.

2- سورة الحمد أساس القرآن-

فقد روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم أنّه قال لجابر بن عبد اللّه الأنصاري: «ألا أعلّمك أفضل سورة أنزلها اللّه في كتابه؟» قال جابر: بلى بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، علّمنيها. فعلّمه الحمد أمّ الكتاب، و قال: هي شفاء من كلّ داء، إلّا السّام، و السّام الموت»1.

و روي عنه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم أيضا أنّه قال: «و الّذي نفسي بيده ما أنزل اللّه في التّوراة، و لا في الإنجيل و لا في الزّبور و لا في القرآن مثلها، و هي أمّ الكتاب»1.

سبب أهمية هذه السّورة يتضح من محتواها، فهي في الحقيقة عرض لكل محتويات القرآن، جانب منها يختصّ بالتوحيد و صفات اللّه، و جانب آخر بالمعاد و يوم القيامة، و قسم منها يتحدّث عن الهداية و الضلال باعتبارهما علامة التمييز بين المؤمن و الكافر و فيها أيضا إشارات إلى حاكمية اللّه المطلقة، و إلى مقام ربوبيّته، و نعمه اللامتناهية العامة و الخاصة «الرحمانية و الرحيمية»، و إلى مسألة العبادة و العبودية و اختصاصهما بذات اللّه دون سواه.

إنّها تتضمّن في الواقع توحيد الذات، و توحيد الصفات، و توحيد الأفعال، و توحيد العبادة.

و بعبارة اخرى: تتضمّن هذه السّورة مراحل الإيمان الثلاث: الاعتقاد بالقلب، و الإقرار باللسان، و العمل بالأركان. و من المعلوم أنّ لفظ «الأمّ» يعني هنا الأساس و الجذر.

و لعل ابن عباس ينطلق من هذا الفهم إذ يقول:«إن لكل شي‌ء أساسا … و أساس القرآن الفاتحة».

و من هذا المنطلق أيضا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم فيما روي عنه: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما قرأ ثلثي القرآن، و أعطي من الأجر كأنّما تصدّق على كلّ مؤمن و مؤمنة»2.

تعبير «ثلثي القرآن»، ربّما كان إشارة إلى أنّ القرآن ينطوي على ثلاثة أقسام: الدّعوة إلى اللّه، و الإخبار بيوم الحساب، و الفرائض و الأحكام. و سورة الحمد تتضمن القسمين الأوّلين. و تعبير «أمّ القرآن» إشارة إلى القرآن يتلخّص من وجهة نظر اخرى في (الإيمان و العمل) و قد جمعا في سورة الحمد.

3- سورة الحمد شرف النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم- القرآن الكريم يتحدّث عن سورة الحمد باعتبارها هبة إلهية لرسوله الكريم، و يقرنها بكل القرآن إذ يقول:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ 34.

فالقرآن بعظمته يقف هنا إلى جنب سورة الحمد، و لأهمية هذه السّورة أيضا أنّها نزلت مرّتين.

نفس هذا المضمون‌ رواه أمير المؤمنين علي عليه السّلام عن الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم قال: «إنّ اللّه تعالى قال لي يا محمّد و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم، فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب و جعلها بإزاء القرآن العظيم، و إنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش …»

5.

4- التّأكيد على تلاوة هذه السّورة- ممّا تقدم نفهم سبب تأكيد السّنة بمصادرها الشيعية و السنّية على تلاوة هذه السّورة- فتلاوتها تبعث الروح و الإيمان و الصفاء في النفوس، و تقرّب العبد من اللّه، و تقوّي إرادته، و تزيد اندفاعه نحو تقديم المزيد من العطاء في سبيل اللّه، و تبعده عن ارتكاب الذنوب و الانحرافات. و لذلك كانت أمّ الكتاب صاعقة على رأس إبليس كما

ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام: «رنّ إبليس أربع رنّات، أوّلهنّ يوم لعن، و حين أهبط إلى الأرض، و حين بعث محمّد صلّى اللّه عليه و اله على حين فترة من الرّسل، و حين نزلت أمّ الكتاب»67.

آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي/مركز الإشعاع الإسلامي

————————

المقالات والتقارير المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

a. b. مجمع البيان، و نور الثقلين، مقدمة سورة الحمد.
مجمع البيان، بداية سورة الحمد.
القران الكريم: سورة الحجر (15)، الآية: 87، الصفحة: 266.
سيأتي تفسير «سبعا من المثاني» في ذيل الآية المذكورة. انظر: المجلد الثامن من هذا التّفسير، ذيل الآية 87 من سورة «الحجر».
تفسير البرهان، ج 1، ص 26، نقلا عن تفسير البيان.
نور الثقلين، ج 1، ص 4.
المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل‌، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.


التوقيع :
من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أسباب, وأبرز, الحمد, الكتاب, بفاتحة, تسمية, خصائصها, سورة

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هي أسباب تسمية الصحن الحسيني الشريف بـ “الحائر”؟ سيد فاضل منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 4 08-06-2021 10:14 AM
الأستشفاء بفاتحة الكتاب الصقر الجارح قسم القرآن الكريم 6 24-10-2011 10:27 AM
العلامة الحلي يقول بعدم تمامية الكتاب والسنة يوسف بيامبر منتدى رد الشبهات 10 28-05-2010 10:40 PM
أسباب تسمية الصلوات باسمائها ... سبحآنك ربي الزهراء حياتي المنتدى الاسلامي العام 5 21-02-2010 04:31 AM
لماذا سورة الحمد خالية من 7 حروف‎ سكون الليل قسم القرآن الكريم 3 29-08-2009 03:16 AM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين