العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)


أضواء عرفانية على دعاء كميل ( 1 )

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
قديم 05-03-2018, 12:41 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
السيد امير الاعرجي

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
السيد امير الاعرجي غير متواجد حالياً

المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
أضواء عرفانية على دعاء كميل ( 1 )

هذه الأيام هي أيام مصاب أهل البيت (ع) ، يفترض أن يُراجع أحدُنا قلبه ، ويرى تأثر قلبه في المناسبات ، هذه القلوب تكشف عَمًّا ورائها . الإنسان الذي يمرُّ عليه شهر رمضان بلا تأثر ، يذهب إلى الحج بلا تأثر ، يمر عليه شهرا محرم وصفر بلا تأثر ... فعليه أن يعيد حساباته إذا كان عدم التأثر مستمرا. عليه أن يتساءل : ماالذي جرى في هذا القلب الذي لا يؤثر فيه ذكرُ الله عزوجل وذكر أوليائه ؟... عليه ألا يمر على هذه الحالة مرور الكرام ... ليتَّهم نفسَه . قد يكون الأمرُ طبيعيا ، عندما يسمع مصائب أهل البيت مرة أو مرتين ولا يتفاعل ، ولكن مع استمرارية عدم التفاعل مع المصائب التي يذكرها الخطيب ، والتي تفت الصخور فليتهمَ نفْسَه . عن الإمام الصادق (ع) : ( الذي يتلى عليه مصيبة وداع جديَ الحسين (ع) ولا يتأثر عليه أنْ يراجع قلبه ).



كذلك الأمر بالنسبة لدعاء كميل ، في كل ليلة جمعة نقرأ دعاء كميل ، ولكن للأسف أصبح دعاء كميل طقسا من الطقوس ، رغم أنه ليس مجرد دعاء ... إنه قمة التفاعل بين رجل هوالثاني في تاريخ البشرية بعد الرسول (ص) وبين الله عزوجل ، فكيف يخاطب أمير المؤمنين (ع) رب العالمين ؟

لنا اليوم مجموعة من الوقفات مع دعاء كميل :



( فَهَبْني يا إلـهي وَ سَيِّدِي وَ مَوْلايَ وَ رَبّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ ، فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ ؟ )

المعنى : ياإلهي ، لو أدخلتني النار تبقى هذه المحبة ثابتة لا دخل لها بالنار ، فالعلاقة بيني وبينك يارب ثابتة ... علاقة العبودية بالربوبية فأنا عبدٌٌك وأنت ربي ، ولا شأن لذلك بدخولي الجنة أوالنار ، فكون جسمي يحترق بالنار لا ارتباط لذلك بعلاقة القلب مع رب العالمين . هذا هو مفهوم العبودية عند أمير المؤمنين (ع) ، أما أحدنا إذا ركب في الفلك و جاءه الموج من كل مكان إذ هو انسان متضرع ولكن﴿ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ – العنكبوت 65﴾ ، هذه هي العبودية المتأرجحة بين المصائب ؛ عندما يكون في أزمة يناجي أفسق الفاسقين ربه بدموع جارية وكأنه أقدس القديسين ، وإذا زالت الأزمة وانتهت وكأنه لا شيء . كذلك الأمر في حال الأزمات في حياة الأمم والشعوب ، وكأن هذه العلاقة علاقة المصالح ، وكأن لسان الحال يقول : أنا يارب أحبك إذا أدخلتني الجنة ، ولكن لو أدخلتني النار فلا علاقة بيني وبينك ، أهذا منطق أمير المؤمنين ( ع) الذي نتعلمه من دعاء كميل ؟ ... الصورة التي يجسدها أمير المؤمنين (ع) هي العبودية الكاملة ... على وتيرة واحدة في السراء والضراء... في الشدة والرخاء ... في الجنة والنار ... في الحاجة وعدم الحاجة . لماذا نتعلم أن ندعو في وقت الحاجة والأزمات والمصائب فقط ؟ ورد في بعض الروايات عن أمير المؤمنين(ع) : ( ما المبتلى الّذي قد اشتدّ به البلاء بأحوج إلى الدّعاء من المعافى الّذي لا يأمن البلاء ) الإنسان المبتلى في معرض الرحمة والقرب من رب العالمين وإن لم يدعو ، أما الإنسان المعافى في بدنه المستغني بماله فهو يحتاج إلى حديث مع رب العالمين .



من صور علاقة أمير المؤمنين (ع ) مع رب العالمين عندما يخبر أحدهم الزهراء (ع) أن عليا قد مات في نخيل المدينة ، فتقول ( ع) : ( إنْ هي إلا الغشوات التي تنتاب الأمير في مناجاته مع رب العالمين ) ... يصبح كالميت عندما يناجي رب العالمين . نحن ما عرفنا قدر أئمتنا (ع) ما عرفنا أبعادهم في الوجود ، هذا السجاد والصحيفة السجادية ، وهذا أمير المؤمنين والصحيفة العلوية ، وهذا الصادق والصحيفة الصادقية ، أين فهمُنا لأئمتنا (ع) ؟ ... والبعض يتحرج من أن ينسب لهذه الذوات المقدسة ، وشرفنا وشرفكم أن نكون تراب أقدامهم .

يستهل أمير المؤمنين(ع) الدعاء بالثناء على الله عزوجل ، يعرف رب العالمين للمسلمين عندما يقول :

(و بِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيء ، وَ بِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ) الإنسان الذي يعتز بعز الله و يركن إلى عزة رب العالمين لا يخاف من شيء ، أي عزيز أي ذليل يقاوم عزة رب العزة والجلال ؟!. (وَ بِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ) ، الإنسان الذي يعتقد بأن الله قوي عزيز ذو قوة متين فعال لما يريد ذو البطش الشديد لا يخاف من مخلوق ، ( لو كادت المؤمن السماوات والأرض إلا جعلت له الفرج والمخرج من بينهم ) أين نحن ومضامين دعاء كميل ؟... لو كانت هذه الفقرة شعارا للأمة الإسلامية لما قاومهم شيء ولما وقف أمامهم شيء، مضامين دعاء كميل أسسٌ لحياة الأمة والفرد معا . ( وبعزتك التي لا يقوم لها شيء ) نكرة في سياق النفي تفيد العموم ، أي شيء يقف أمام عزة رب العالمين ؟.

(وَ بِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلأَتْ كُلَّ شَيء) القوة النووية فيها عظمة رب العالمين ، الجبارون ربهم رب العالمين ، ما الذي تخاف منه وأنت تعلم أن عظمته ملأت كل شيء .












توقيع : السيد امير الاعرجي

عرض البوم صور السيد امير الاعرجي   رد مع اقتباس
إضافة رد



أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين