العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى أهل البيت (عليهم السلام)
منتدى أهل البيت (عليهم السلام) السجاد - الباقر - الصادق - الكاظم - الرضا - الجواد - الهادي - العسكري - عليهم السلام
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


الإمام زين العابدين عليه السلام ودعاء مكارم الأخلاق

منتدى أهل البيت (عليهم السلام)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-12-2011, 02:49 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

نقآء الروح


الملف الشخصي









نقآء الروح غير متواجد حالياً


الإمام زين العابدين عليه السلام ودعاء مكارم الأخلاق

الإمام زين العابدين عليه السلام ودعاء مكارم الأخلاق




فقد تميزت حياة الأئمة المعصومين عليهم السلام ومعالجتهم لمسألة الإصلاح باختلاف الأدوار ووحدة الهدف المنشود، فكل إمام عالج الوضع الإجتماعي والسياسي بل والإقتصادي وغيره وفق متطلبات العصر والظروف السائدة،
وتميّز عصر الإمام زين العابدين عليه السلام بقلة الأنصار وقسوة النظام وشدته وابتعاد الأمة عن أهل بيت العصمة والنبوة ومختلف الملائكة، فكان لا بد للإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام من إيجاد توافق بين أمرين

أولهما إصلاح الأمة ومواصلة النهج النبوي والمدرسة العلوية وبين قلة الأعوان والأنصار في الوقت الذي كان فيه سلام الله عليه تحت رقابة مشددة يتعذر عليه إلقاء المحاضرات والمواعظ وفضلاً عن قيادة الأمة، فتوجه عليه السلام

إلى سلاح الدعاء فقد ورد في الأثر«أن الدعاء سلاح المؤمن» ومن هنا إنطلق الإمام داعي ومصلح على بصيرة من أمره فجذب الأمة إلى الحق وأوقد جذوة الإيمان في القلوب، فكثر

المشتاقون مقتربين من آل الرسول صلى الله عليه وآله فهم الأدلاء على الله وهم أبوابه سبحانه وبذلك مهد لدور الإمامين الباقرين عليهما السلام في إنشاء الجامعة الإسلامية الكبرى.

ومن نماذج دعاء إمامنا السجاد عليه السلام دعاء مكارم الأخلاق وقد إستفاد المرجع الديني آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله منه مباحث كثيرة وإفاضات جليلة أوردت في كتاب حلية الصالحين

وهو عبارة عن محاضرات ألقاها أتحف مستمعيه بلكنات الخفية والمعارف الدقيقة الكامنة في طيّ كلمات أهل البيت عليهم السلام وسنورد شرح للفقرة الأولى من دعاء مكارم الأخلاق كنموذج لكيفية الإستفادة من دعاء أهل البيت

عليهم السلام سيما إمامنا السجاد عليه السلام قال الإمام عليه السلام: (اللهم صلِّ على محمد وآله، وبَلِّغ بإيماني أكمل الإيمان، وأجعل يقيني أفضل اليقين، وأنته بنيتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال، اللهم وفِّر بلطفك نيَّتي وصحِّح بما عندك يقيني، وأستصلِح بقدرتك ما فسد منّي).


الدعاء والإستعانة بالله:

مهما بلغ الإنسان من المراتب العالية ـ سواء الدينية أو الدنيوية ـ فهو بحاجة إلى عون الله تعالى وتسديده.

حتى الذين توفرت فيهم ملكة العدالة بأعلى درجاتها وأصدق معانيها، وأجتنبوا في مقام العمل كلَّ المحرّمات وأتو بكل الواجبات، وكان عندهم فوق ذلك ورعٌ كامل، ليسوا بقادرين على النهوض والإرتقاء من دون أن يعينهم الله تعالى

على ذلك ويأخذ بأيديهم؛ لأن الشهوات المختلفة من شأنها أن تحول ـ ولو شيئاً ـ دون ذلك إن الإنسان محاط بالشهوات شاء أم أبى والتفت أو تغافل. فقد يتأمل الإنسان فيلتفت إلى شهواته، وقد يغفل فلا يلتفت.

إن الله سبحانه وتعالى أودع فينا الشهوات لكي يختبرنا ويميّز الخبيث من الطيّب.

قد ينجح المرء في كبح بعض شهواته، كالمرتاضين الذين يحقّقون ذلك ببعض الممارسات، ولكن ماذا يفعل الإنسان حيال الشهوات التي لا تعد ولا تحصى؟ وإن إستطاع أن يخفف من غلواء بعضها بالترويض والتمرين فإن هذا وحده لا

يكون كفيلاً بكبح بعضها الآخر الذي يمكن أن يثقله ويشده إلى الأرض؛ وإليك مثالاً واحداً على تنوّع الشهوات وشدة إبتلاء الإنسان بها:

يقول بعض الفقهاء: إن الرياء قد يكون بترك الرياء!! مثلاً: قد يطيل البعض ركوعه وسجوده ويحسن القراءة ويتظاهر بالخشوع بسبب وجود شخص آخر ملتفت إليه. فهذا هو الرياء المتعارف.

وقد يعمد إلى خلاف ذلك ـ إذا علم أن الملتفت إليه إنسان ذكي يعرف من حاله فيما أطال وحسّن من ظاهر صلاته انها ليست صلاته العادية وأنّه يرائي فيها فيأتي بصلاته عادية لكي لا يقول عنه الناظر أنه مراء. وهذا هو المقصود من قولهم إن الرياء قد يكون في ترك الرياء أي في ترك التظاهر بالخشوع وما شابه
.

هذا هو الحال في الشهوات فهي تحيط بنا من كل صوب وجانب.

ولعل أكثر الناس يفهمون هذه الأمور جيداً وإن لم يستطيعوا التعبير عنها بشكل جيد.


إن مثلنا في هذا الطريق مثل الإنسان البدين أو الشخص الذي يحمل أثقالاً كثيرة فهو لا يستطيع تسلق الجبال أو القفز والوثوب بسهولة وربما هوى وسط الطريق.

مهما كان الإنسان ذكياً ونشطاً وواعياً لأطرافه وما يحيط به، غير إنه لا يستطيع أن يصنع شيئاً مع ما عليه من ثقل الشهوات ـ وهو ثقل واقعي غالباً ما يحول دون الإنسان ورقيّه ـ ما لم يعنه الله تعالى ويأخذ بيده وهذا بحاجة إلى

الدعاء؛ قال سبحانه وتعالى: «قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامَاً» الفرقان:77.

والإمام السجاد عليه السلام يرشدنا في هذا الدعاء (دعاء مكارم الأخلاق) ويعلمنا أن نطلب من الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ليبلغ بنا أكمل الإيمان.

لزوم العمل الى جنب الدعاء:

قد يجري الإنسان ألفاظ الدعاء على لسانه فقط، فيكون دعاؤه سطحياً، وقد ينطلق الدعاء من أعماقه، وهذا أفضل من الأول بلا شكّ، ولكنه أيضاً لا يكفي، بل لا بد أن يكون إلى جانب الدعاء والخشوع سعي من قبل الإنسان نفسه لتحصيل ما يطلب من الله مستفيداً مما أعده الله سبحانه وتعالى للعباد، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر.

الأدب في الدعاء:

ثمَّ أن هاهنا نكته مهمة تتطلب المزيد من الإلتفات، وهي أن يهتمّ الإنسان بجمال العبارة وصياغتها وصبها في وعاء جميل؛ فإن الإمام لم يغفل عن هذا الجانب حتى حين يدعو الله سبحانه وتعالى

بل ثمّة نكات لغوية نجدها في كلام الإمام سلام لله عليه ذات آفاق فوق الإدراك المتعارف، لكن نشير إلى نكتة واحدة فيها وهي البلاغة والبراعة في إستعمال الألفاظ؛

فالإمام لم يقل مثلاً: «وبلّغ بإيماني أكمل الإيمان وبيقيني إلى أكمل اليقين وبنيتي إلى أكمل النيات وبعملي إلى أكمل الأعمال» بل أبدل الفعل في كل جملة كما أبدل التفضيل فيها،

فاستعمل سلام الله عليه من الأفعال: (اجعل، انته)، ومن صيغ التفضيل: (أفضل، وأحسن) ولم يقتصر على «بلّغ» و«أكمل» في باقي الجمل.

صحيح أن هناك واقعية وراء هذه التعابير والألفاظ، ولكن هذا التغيير تجميل للعبارة أيضاً، والجمال في كل أمر محمود، كما وروي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «إنَّ الله جميل يحب الجمال».

إن الإمام في حالة تضرع ودعاء ومناجاة مع الله تعالى. إنه في حالة سؤال وطلب من الرب الجليل، وليس في مقام الحديث مع الناس، ومع ذلك نراه لم يغفل ذلك الجانب بل أولاه الأهمية أيضاً، فهو يغيّر التعبير ويقلل من التكرار

لملاحظة تستوجب ذلك، فلم يكرر مثلاً كلمة «بلغ» أو الكمال بل إستعمل المترادفات مع ملاحظة الفروق الدقيقة بينها؛ الأمر الذي يدل على أن المطلوب من الإنسان الداعي أن يصب دعاءه في قوالب جميلة حين يسأل الله تعالى.


العلاقة بين الإيمان واليقين والنية والعمل:

ثمة نقطة أخرى تجدر الإشارة إليها قبل التعرض إلى جمل هذه الفقرة والترابط فيما بينها وهي أن ليس كل من كان قريباً من النور يمكن أن يستفيد منه، ما لم يكن أهلاً للإستفادة، كما هو الحال في القريب من البحر الفرات فإما أن ينهل من دوره وعطاياه ويرتوي من عذب مائه أو يغرق فيه ويكون من الهالكين.

وهكذا هو الحال فيمن كانوا قريبين من أهل البيت عليهم السلام والذين عاشوا في عصرهم، حيث قُيّض لكثير منهم أن غنم وفاز في الدارين، حتى جاء في بعضهم المدح والدعاء عن المعصوم بينما تاه البعض الآخر في ضلالته وتردّى في غوايته رغم انه كان قريباً من المعصوم أو معاصراً له.

ونحن اليوم عندما نقرأ أدعيتهم عليهم السلام ونستلهم العبر من أقوالهم فهذا يعني إننا قريبون منهم وإن كنا لا نرى أشخاصهم ونعيش في غير عصرهم، أما من لم يطلع على أدعيتهم ولم ينهل من معين علومهم فليس بمستوى أن يوفق إلى خير لأنه لم يتعرف عليهم ولم يعرف قدرهم وعظمتهم التي يقصر البيان عن وصفها.

ففي هذه الفقرة من دعاء مكارم الأخلاق وحدها ـ على سبيل المثال لا الحصر يكمن مفتاح كل خير؛ فالإمام يطلب من الله تعالى من الخير أكمله ومن اليقين أفضله ومن النيات والأعمال أحسنها ولاشك أن هذه الصفات صنعت عظماء كأبي ذر وسلمان وحبيب بن مظاهر والشيخ المفيد والسيد بحر العلوم والمقدس الأردبيلي وأمثالهم.

بعد هذه المقدمة نقول:

لعل هذا الترتيب الوارد في هذه الفقرة من دعاء الإمام عليه السلام (الإيمان، اليقين، النية الحسنة ثم العمل الحسن) يبيّن نوعاً من التسبيب الواقعي الخارجي.

فبنسبة درجات الإيمان يكون المجال مفتوحاً أمام النسبة المناسبة من اليقين وبنسبة درجات اليقين يكون المجال مفتوحاً أمام النسبة المناسبة من النية الحسنة، وبنسبة درجات النية الحسنة يكون المجال مفتوحاً للنسبة المناسبة من العمل الحسن.

ومن دون إكمال هذه الحلقات الأربع لا يتحقق التكامل. فالإيمان وحده غير كاف بل لا بد له من اليقين، واليقين وحده غير مجد من دون النية الحسنة، والنية الحسنة لا معنى لها إن لم تترجم إلى عمل حسن.

فهذه العناصر الأربع تكمل بعضها بعضاً ويدعو بعضها لبعض. فالإيمان يدعوا إلى اليقين واليقين يدعو إلى النية الحسنة والنية الحسنة تدعو إلى العمل الحسن. ولكن حيث أن هناك جواذب ومؤثرات ضخمة وقوية تثقل من حركة الإنسان نحو التكامل وتبطئه، إقتضى الأمر أن يُعمل الإنسان كل قدراته وطاقاته من أجل أن يجمع بين هذه العناصر كلها
.


ومن هنا يجب أن نفهم موقف مسلم بن عقيل رضوان الله عليه وعدم إقدامه عندما عرض عليه أن يفتك بابن زياد، مبيناً ذلك بقوله: لحديث حدثنيه الناس عن النبي صلى الله عليه وآله: «الإيمان قيّد الفتك».

وعلى النقيض من ذلك ما حكاه الكتاب العزيز عن بعض الكافرين الذين لم يردعهم يقينهم عن الجحود والإنكار للحق، كما في قوله سبحانه: «وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ»، وهو ما يعني أن يقين بعض الكافرين في أمر ما قد يفوق يقين بعض المؤمنين ولكنهم يجحدونه فلا يعملون به ومن ثم فلا قيمة ليقينهم هذا.

ولا ينصرف إلى ذهن أحد منكم أن اليقين المشار إليه في الآية الكريمة إنّما هو مجاز. بل هي كلمة مستعملة في معناها الحقيقي ولكنه يقين أبتر لا يتبعه نية ولا عمل ولذلك يؤول إلى الجحود والكفر.

إنَّ العلاقة بين العناصر الواردة في هذه الفقرة من الدعاء تشبه ما يصطلح عليه أهل العلم بالعلاقة بين أجزاء المركب الإرتباطي أي بعضها مرتبط ببعض فإذا فقد جزء منها فقد الكل وإذا عرض لبعضها العارض فكأنما عرض للكل. فإذا وجدت في النفس نيّة صدَّقتها الجوارح ويكون التصديق هذا متناسباً مع النية قوّة وضعفاً.

ولتقريب المطلوب أذكر هذا المثال:

أتذكّر مولد الكهرباء القديم في مدينة سامراء ـ وفقنا الله جميعاً لزيارة مشاهد الأئمة سلام الله عليهم فيها وفي غيرها ـ وكيف إنها كانت ضعيفة فكان الزوار الذين يفدون إلى سامراء لا يشاهدون حتى المنارة أثناء الليل، وكانوا يقولون عن المصابيح التي تعمل على المولدة إنها لا تُري إلا نفسها!!

فكلما كانت المولدة قوية كانت الإضاءة الصادرة منها مثلها، أما إذا كانت ضعيفة فلا يمكن أن نتوقع منها إلا النور الضعيف الذي لا يكاد يبين ما حوله.

وهكذا الحال بالنسبة لإنعكاس الإيمان والحالات النفسية للإنسان على أعماله وتصرفاته.

فذو النفس الكريمة لا تبخل يده ومن كان شجاع النفس لا يصفر وجهه وصاحب اليقين لا تحطم المشكلات أعصابه ومن كانت نيته خالصة لله لا يعير لمدح الناس أو ذمهم أدنى أهمية.

ولئن خفيت عنا بعض الآثار فإنها لا تخفى عن الله تعالى فإنه يعلم ما في نفوسنا، كما يعلم كلٌّ منا ما في نفسه؛ «بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى‏ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى‏ مَعَاذِيرَهُ» القيامة:14و15.


من مواضيع نقآء الروح » إصدار كتبت اسمك للرادود الحسيني علي الزينبي
» نخوه للعباس عليه السلام
» ما أجمل الدمعة على الإمام المهدي‏ عجل الله تعالى فرجه الشريف.
» الإمام الرضا عليه السلام سراج الله في خلقه
» معنى قولهم (ع):" أحيوا أمرنا"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مكارم, الأخلاق, السلام, العابدين, الإمام, شحن, عليه, ودعاء

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مكارم الأخلاق في نظر أهل البيت عليهم السلام عاشق الامام الحسين منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها) 3 02-04-2012 11:15 AM
مكارم الأخلاق الاجتماعية للإمام الجواد (عليه السلام) همسات الروح منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 3 01-09-2011 01:36 AM
دعوة الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى مكارم الأخلاق إشـــتياق الإنـــتظار منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 7 27-03-2010 07:22 AM
الأخلاق الكريمة للإمام زين العابدين (عليه السلام) كوثر المحبة منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 3 12-02-2010 02:34 AM
الأخلاق الكريمة للإمام زين العابدين (عليه السلام) محب الرسول منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 1 13-01-2010 08:26 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين