بِهذا جُمِعَ الخَيرُ «جُمِعَ الخَيرُ كُلُّهُ في ثَلاثِ خِصالٍ: النَّظَرُ، والسُّكوتُ، والكلامُ؛ فكُلُّ نَظرٍ لَيسَ فيهِ اعْتِبارٌ فهُوَ سَهْوٌ، وكلُّ سُكوتٍ لَيسَ فيهِ فِكْرَةٌ فهُوَ غَفلَةٌ، وكلُّ كلامٍ لَيسَ فيهِ ذِكْرٌ فهُوَ لَغْوٌ، فطُوبى لِمَنْ كانَ نَظَرُهُ عِبْرةً، وسُكوتُهُ فِكْراً، وكلامُه ذِكْراً، وبكى على خَطيئَتِهِ، وأمِنَ النّاسُ شرَّهُ» [1].1. النظر: «كَفَى مُخْبِراً عَمَّا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا مَا مَضَى مِنْهَا» [2]، والتأمّلُ في حالِ النفسِ وما جرى عليها، يجعلُ الإنسانَ حريصاً على حفظِها في المستقبلِ، ورُويَ عنهُ (عليه السلام): «لَوِ اعْتَبَرْتَ بِمَا أَضَعْتَ مِنْ مَاضِي عُمُرِكَ، لَحَفِظْتَ مَا بَقِيَ» [3]. ومنْ كتابِهِ إلى الحارثِ الهمدانيّ: «وَصَدِّقْ بِمَا سَلَفَ مِنَ الْحَقِّ، وَاعْتَبِرْ بِمَا مَضَى مِنَ الدُّنْيَا لِمَا بَقِيَ مِنْهَا؛ فَإِنَّ بَعْضَهَا يُشْبِهُ بَعْضاً، وَآخِرَهَا لَاحِقٌ بِأَوَّلِهَا، وَكُلَّهَا حَائِلٌ مُفَارِقٌ» [4].2. السكوت: «إِنَّ الصَّمْتَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْحِكْمَةِ، إِنَّ الصَّمْتَ يُكْسِبُ الْمَحَبَّةَ، إِنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ» [5].«دَلِيلُ الْعَاقِلِ التَّفَكُّرُ، وَدَلِيلُ التَّفَكُّرِ الصَّمْتُ »[6].3. الكلام: «الكلامُ»، فقيلَ: أيُّ شيءٍ ممّا خلقَ اللهُ أقبحُ؟ قال: «الكلامُ»، ثمَّ قالَ: «بِالْكَلَامِ ابْيَضَّتِ الْوُجُوهُ، وَبِالْكَلَامِ اسْوَدَّتِ الْوُجُوهُ» [7]. «لِلْإِنْسَانِ فَضِيلَتَانِ: عَقْلٌ وَمَنْطِقٌ، فَبِالْعَقْلِ يَسْتَفِيدُ، وَبِالْمَنْطِقِ يُفِيدُ» [8]. «لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةُ الْقَلْبِ؛ إِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي» [9].أمّا نصيبُ مَنْ جمعَ خِصالَ الخيرِ هذهِ، فهيَ الجنّةُ التي كتبَها اللهُ عزَّ وجلَّ لعبادِهِ الصالحينَ، ممّنْ سيرتُهم التوبةُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، والناسُ في أمانٍ منهُم؛ لأنّهُ لا يصدرُ منهُم إلّا الخيرُ. وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين [1] الشيخ الصدوق، الخصال، ج1، ص97.
من مواضيع صدى المهدي
» لماذا قد تبدو الحياة الفضائية باللون الأرجواني؟ ولادة السَّيِّدة الجليلة القدر (فَاطِمَة المعصومة (عليها السلام)). إنفوكرافيك: شرائط قصر الصلاة الرباعية في السفر الرفق بالحيوان في كوكب الإسلام! . التزم بـ ’الورع والتقوى’: هل المطلوب منّا أن نتحول إلى ’رجال دين’؟!
المواضيع المتشابهه
الإمامُ عليٌّ (عليه السلام): «جُمِعَ الخَيرُ كُلُّهُ في ثَلاثِ خِصالٍ
العرض العادي
