كربلاء الحسين
ويلي على من على الشطِ ضُرّجوا
عُطّشٌ والفرات تديرهُ أنذال قبائلُه
فدوا السبط بأرواحٍ حتى هووا
وصلاة الظهر أمام عسكر تقابلُه
رحلوا وما رحل عطر دمائهم
على مر السنين ننهلُ من مناهله
يسقي الوجود ما بقي في الدنا
حر يلوح في الساح فيض فضائله
هم الأولى الذين خط التاريخ عُلاهم
بأحرف اقامت صرحهُ ونوائله
أمامهم ابنُ الرسول قد شُجَّ جبينه
بكف غدر أطفئ الضوء وابله
فهوى العرش على الترب ساكناً
يدير طرفاً لرحله والأملاك تظلله
فمشت بنت الكرام وخلفها صبية
إلى السبط والشمر بالسيفِ يطاوله
أحمرت الشمس والكون بدى ليله
لما بدا رأس الحسين بكف قاتله
ابكي الحسين وقلبي ينشد ثأره
إلى الحشر وعند الصراط أقابله
حتى وأن قتلت أمية وجمعها
فلن يقف نزيفي وستبقى سوائله
عزائي في مأتم المهدي أقيمه
مقدماً أسفي وحسرتي وكربي وصائله
يومي طويل إلى أن نلتقي لثأره
في حشد أنت سيده والكل اَمله
هذا وعد الله على لسان نبينا
ونحن على طريق الهُدى وسنواصله
وأن طال انتظارنا فلن نبرح الحق
والله يهدي من أحب الحق وليس خاذله
لكن ألمي على زينبٍ وشقيقاتها
سبايا يهدون لعهر قابع في ظلائله
قد وقف الطاغوت بينهم متهكِّماً
يذكرو اشياخ بدر وعزه وجلاجله
ليت شعري أين من بالدين تبجحوا
ألا يقفوا أمامه ويسقطوا عرشهُ ورذائله
أم أنها حمية الجاهلية ارتووا من غيها
وإلى الاَن فيهم ولكل عصر طائله
فالكيد لا محالة زائل لن تبقيه
دولة كفر حتى وأن طال نائله
بقلم يا سين اَل بو علي
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
