بسم الله الرحمن الرحيم ..
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
في البدء يسرني أن ألقي عليكم التحية والسلام ، مطيباً به حديثي معكم ليبقى فائحاً بأريج الإيمان وناشراً للحب والوئام ..
السلام عليكم أيها الأُخوة الكرام ورحمة الله وبركاته .....
لقد أقبلت عليكم نسائم رمضان حاملة معها تباشير الإيمان ، تدعوكم لترقب هلاله الزاهر ، والتهيؤ لاستقبال أيامه بالصيام ، وطي لياليه بالقيام ..
ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وآله يعلن دعوته لكم لضيافة الله في هذا الشهر الكريم ، لتكونوا من أهل كرامة الله ، تُسبحونه بأنفاسكم وتعبدونه في نومكم ..
أعزائي الكرام: اجتنبوا في رمضان الحرام تضمنوا قبول بقية الأعمال ، واسعوا فيه بالتوجه إلى الله بالدعاء وكونوا على يقين بأن دعاؤكم فيه مستجاب ، اغتنموا أوقاتكم في أيامه بالصيام وتلاوة القرآن واذكروا بجوعكم وعطشكم جوع وعطش يوم الجزاء ..
يدعوكم رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبته: أن تتصدقوا على الفقراء والمساكين ، وتوقروا الكبير وترحموا الصغير ،وتصلوا الأرحام وتحفظوا الألسن عن قول الحرام ، وتغضوا الأبصار عن النظر إلى ما لا يحل والأسماع عما لا حل لكم الإستماع إليه ، ويحثكم خير الأنام على التحنن في رمضان على الأيتام ، والتوبة إليه من الذنوب والدعاء في الصلوات فساعاتها أفضل الساعات ..
نعم أُخوتي: إن رمضان شهر فريد ، قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله أن ساعات الصلوات فيه ينظر الله بالرحمة لعباده فيجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويعطيهم إذا سألوه ..
لا تفوتوا أحبتي أيام وليالي رمضان باللهو عن ذكر الله بل اغتنموها بفك رقابكم من النار بالأعمال الصالحة والإستغفار ، وخففوا فيها وزر ظهوركم بطول السجود ، فالله جل وعلا أقسم بأن لا يعذب المصلين والساجدين ولا يُروعهم بالنار في يوم الحساب ..
بشرى ينقلها المصطفى صلى الله عليه وآله عن الله بأن من تصدق في رمضان ولو بشق تمره أو شربة ماء كان له عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه ، ومن حسَّن خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ، ومن خفف عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه ، ومن كف شرّه كف الله عنه غضبه ، ومن اكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ، ومن أدى فيه فرضاً ، له من الأجر كمن أدى سبعين فرضا فيما سواه ، ومن أكثر فيه من الصلاة على النبي وآله ثقَّل الله ميزان حسناته يوم تخف الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له أجرَ من ختم القرآن في غيره من الشهور ..
نعم أحبتي: اغتنموا هذا الشهر بما يُرضي الله واملؤا أيامه ولياليه برحمة الله فقد قال صلى الله عليه وآله أن أبواب الجنان مفتحة فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم والشياطين مغلولة ، فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم ..
إنذار من خير الأنام بأن لا تقطعوا أرحامكم فإن من قطع رحمه قطع الله عنه رحمته وأن لا تشقَوا فإن الشقي من حُرم في هذا الشهر غفران الله .
يختم المصطفى صلى الله عليه وآله خطبته ببيان أفضل الأعمال في هذا الشهر ألا وهو الورع عن محارم الله ..
أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يغنم هذا أيام هذا الشهر ولياليه بخير العمل وأن يجنبنا فيه الحرام ، لنفوز برضا الله وتطيب نفوسنا بمسرَّة رسول الله وآله الطيبين الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين ..
المواضيع المتشابهه
نسائم رمضان
العرض العادي
