أول بذور التفرقة :
ان اول بذور التفرقة بين المسلمين يوم السقيفه , يوم وفاة الرسول الخاتم ( صلى عليه واله ) واستغلال شطر من المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة انشغال بني هاشم بتجهيز النبي الأكرم , ليستأثروا بالسلطة والحكومة على المسلمين .
فكانت مسألة خلافة رسول الله اول مسألة عقائدية يُختلف فيها , الإ ان النقاش فيها _ في ذلك الحين _ لم يكن بصورة الجدال الكلامي بل كان بصورة احتجاج فاطمة الزهراء (عليها السلام ) وعلي بن أبي طالب (علية السلام ) وأصحابه , في مواضع مختلفة , على احقية علي بالخلافة , وطرحهم في المجامع , كلما سنحت الظروف , آيات الذكر الحكيم وأحاديث النبي الكريم التي القاها في مواقف عديدة والتي تشير إلى أفضيلة علي ( عليه السلام ) وتقديمه على سائر المسلمين , وتنص على خلافته وإمرته للأمة بعد رسول الله عليه السلام .ومن تلك الحوادث , محاصرة الثوارالمسلمين من أهل مصر والمدينة , قصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان وقتلهم إياه فيه , وخروج طلحة والزبير وعائشة ابنة أبي بكر عن طاعة أمير المؤمنين (عليه السلام ) وقتالهم إياه في معركة الجمل , وتمرد معاوية بن ابي سفيان ,وفي خضهم هذه المعمهة وما تلاها ظهرت آراء اعتقادية ومذاهب كلامية كثيرة جداَنستعرض امهاتها بعد أن نشير إلى أبرز العوامل التي مهدت لحدوث هذا التشتت في الامة , وأذكت ناره وأججت أوارها
عوامل التشتت الفكري :
1\ العامل الأول : تخلف المسلمين عن العمل بوصايا الكتاب والرسول في أهل بيته .
2\ العامل الثاني : منع كتابة الحديث النبوي, وهي من اعظم الجرام التي ارتكبها عمر بن لخطاب سنه 89 ه منع تدوين الحديث
3\ العامل الثالث : انتشار المستسلمين من الاخبار والرهبان والملاحدة .
ماهي عوامل آختلاف المسلمين ؟
العامل الاول .. الابتعاد عن آل البيت :
لقد مجد الكتاب العزيز أهل بيت الرسول (صلى عليه واله ) . فعرفهم بانهم مطهرون عن كل رجس , وانهم اولياء المؤمنين ,وامربمودتهم جاعلا اياها اجر الرسالة , وغيرذالك كثير
ولم ينفك رسول الله مذ بعث الى ان لحق بربه , ويوصي باهل بيته
ويقدمهم على سائر المسلمين , ويعرفهم بانهم اوعية العلم ومعادن الحكمه , وانهم امان للامة من الاختلاف .بل لم ينصرف حتى أخذ العهد عليهم بموالاته , فأدخل المسلمين على علي يبايعونه بإمرة المؤمنين من بعده .
ولكن عوامل النفاق من جهة , والحسد لبني هاشم وعلي من جهة ثانية , وحب السلطة والرئاسه من جهة ثالثة , حالت دون تحقيق هذه الغاية , فما أن رحل الرسول حتى بدأت المأساة .....
العامل الثاني .. منع كتابة الحديث :
ومما زاد في الطين بلة _ بعد وفاة الرسول , نهى الصحابة أولى النفوذ عن كتابة الحديث ,ومنها أنه نهى أصحابه عن الكتابة لئلا يعتمد عليه الكاتب , فتضعف حافظته فيهمله ويرغب عن العمل به ومنها أن النهي إنما عن كتابة الحديث مع القران في صحيفة واحدة لئلا يختلط به ويشتبه على القارئ ,
ومنها أن النهي إنما كان خشية أن يتخذ مع القران كتاب يضاهى به
وغير ذلك من التأويلات الباردة .....
العامل الثالث .. انتشار الأحبار والرهبانوالملاحدة :
لقد أوجد إبعاد أهل البيت عليهم السلام عن الساحة القيادية والفكرية من جهة وحظر تدوين الحديث طوال تلك المدة المديدة من جهة ثانية فرصة ذهبية لاتفوت لمن يريدون أن ينخروا عظام الدين الإسلامي في فكره وعقيدته .فهب المتظاهرون با لإسلام من الاحبار والرهبان والملاحدة ,بكل حرية وبشكل مريب يتصدون للرواية بلسان الرسول الاكرم ,,
ومن أبرزشخصياتهم ..
1\ كعب بن ماتع الحمري .. المعروف ب(كعب الاحبار)
2\ تميم بن اوس الداري
3\ عبدالله بن سلام الاسرائيلي
4\ طاووس بن كيسان الخولاني
5\ لبيد بن الاعصم اليهودي
وغيرهم الكثير.....
أمهات المذاهب الاعتقادية :
1\ الخوارج :::اول فرقة كلا مية .
لقد أعقب انشقاق الخوارج عن جيش علي بن ابي طالب"(عليه السلام ) . بعد خديعة التحكيم في معركه صفين , أعقب اول مسأله كلامية على بساط الجدل الكلامي بين المسلمين .
وقد انشعب الخوارج فيما بينهم وتشتت مذاهبهم , وإلا أنهم اشتركوا في مسائل ثلاث :
1\ إكفار علي (عليه السلام ) وعثمان والحكمين وأصحاب الجمل وكل من رضي بالتحكيم .
2\ إكفار مرتكبي الذنوب .
3\ إيجاب الخروج على الحاكم الجائر
وكان لكل من رؤساء هذه الفرق الخوارجية مجالس خاصه يثبتون فيها آراءهم ويحتجون لها من الكتاب والسنه.
وسرعان ما شهدت المدن الاسلاميه انعقاد مجالس كلامية مضادة لمخالفي الخوارج في الرأي ممن يتمسكون أيضا بالكتاب والسنه ويتحمسون لرد بدع الخوارج واضاليلهم , وكان أشهر ها مجلس محمد بن الحنفيه .
2\ المعتزلة ...
وقد كان مؤسس هذه الطائفة هو الشيخ واصل بن عطاء, كان أبرز تلامذة الحسن البصري , ولازم مجلسه مدة من الزمن ,حتى إذتكونت لديه آراء تغاير آراء أستاذه بعدها ترك مجلسه واعتزل ,وما لبث أن انضم إليه الشيخ عمرو بن عبيد , فتعاونا على وضع أسس هذه الحركة الفكرية , وقيل لهما ولأتباعهما معتزلون , لأنهم اعتزلوا مجلس الحسن البصري ...
وكان اعتزال واصل بن عطاء يدور على أربع قواعد .
1\ نفي الصفات ( الخبرية ) .. أي الصفات التي آخبربها الله مثل ( كلام موسى )
2\ القول بالقدر ( أي الاختيار ) .. اى أن الأنسان مختار .
3\ القول بالمنزلة بين المنزلتين ,هناك منزله بين الأيمان والكفر ..اى منزلة لا في الايمان ولا في الكفر.
4\ إيجاب الخلود في النار على كل من ارتكب الكبيرة .مثل شارب الخمر وغيرها.
3\ أهل الحديث :
وفي تلك الفتره انتشر الفقهاء والمفتون في حواضر العالم الاسلامي : في مكه والمدينه والبصرة والشام ومصر .... وغيرها
وهؤلاء وإن اختلفوا في الاحكام الفقهيه وفي طريق الاستنباط الفقهي بين أهل قياس وغيرهم ولكنهم في باب العقائد كانوا يتبعون مسلكا واحدا وهو:::
1\ تحريم المناظرات الكلامية .
2\ عدم التجاوز في باب الاعتقادات عن الاحاديث التي رواها الصحابة والتابعون والاوائل عن الرسول الاكرم ,وإعدام العقل في هذا المجال ,وهؤلاء عُرفوا ب(أهل الحديث )
وقد كانوا مع ذلك على مرتبتين في التعامل مع الحديث :
1\ فريق : كانوا يلا حظون أسانيدها وروتها ويؤلفون بين متونها وهم على درجات في ذلك ,
2\ فريق كانوا يأخذون بالغث والسمين منها بلا تمييز .
4\ الا مامية ..
كما شهدت تلك الفترة تشكيل تفكير إسلامي خالص يستمد أصوله من أئمة أهل بيت النبوه (عليهم السلام ) وبالاخص الإمامين محمد الباقر وجعفر الصادق (عليهم السلام )
فتلقى أتباعهم تعاليمهم وضبطوها . وناظروا فيها وأسسوا حركة الفكر الأمامي , التي لا تزال قائمه على أصول التي نشأت عليها
الى يومنا هذا ,
ومن أشهر متكلمي الإمامية في عهد الأئمة :
هشام بن الحكم , وكان شديد الولاء والمحبه لأئمه أهل البيت
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــولــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
