العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


عقبات واهوال الرحيل الى الآخرة

المنتدى الاسلامي العام


موضوع مغلق
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-2009, 11:41 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

خادم الحق الواضح


الملف الشخصي









خادم الحق الواضح غير متواجد حالياً


افتراضي عقبات واهوال الرحيل الى الآخرة

عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة

إن الله سبحانه وتعالى بعد أن خلق الإنسان ومنحه العقل لم يتركه كالبهائم بلا نظام , بل أصدر له العديد من الأحكام والأوامر والإرشادات التي تُنظم معيشته وسيره الحياتي الخاص والعام العبادي والأخلاقي والاجتماعي , وقد أدرك الإنسان لزوم إطاعة المولى الخالق والمنعم سبحانه وتعالى وذلك باتباع أوامره وامتثالها, وأدرك أيضاً , إن في ذلك حفظ النظام العام والتكامل للفرد والمجتمع .
وبخلاف ذلك يحصل هتك النظام الاجتماعي وفساد الفرد وانحطاطه النفسي والأخلاقي , فيحصل طغيان القوى الشهوية الحيوانية الشريرة مما يؤدي إلى عدم الأمان في الدنيا وخسرانها, والشقاوة وسعير النار في الآخرة , وفيما بين الدنيا والآخرة سيتعرض الإنسان إلى الكثير والكثير من العقبات والأهوال الجسدية والنفسية والروحية كالتي يواجهها عند الإحتضار والموت وفي القبر من وحشة وظلمة وعُتمة وضغطة , وسؤال منكر ونكير, وصيرورة القبر حفرة من حفر جهنم وفي البرزخ والقيامة والفزع الأكبر والميزان والحساب والصراط وغيرها , وقد أشار إمام المتقين وسيد الوصيين الإمام علي(u) في خطبة إلى بعض تلك الشدائد والأهوال , حيث قال(u): { وبادروا الموت في غمراته , وامهدوا له قبل حلوله, وأعدوا له قبل نزوله ... وقبل بلوغ الغاية ما تعلمون من ضيق الأرماس (القبور) , وشدة الابلاس الاصلاع , واستكاك الأسماع, وظلمة اللحد , وخيفة الوعد , وغم الضريح , وردم الصفيح (الحجر العريض) ...
وأنتم والساعة في قرن , وكأنها قد جاءت بأشراطها , وأزفت بإفراطها ... ووقفت بكم على صراطها , وكأنها قد أشرقت بزلاتها, وأناخت بكلاكلها (أثقالها) , وانصرمت الدنيا بأهلها , وأخرجت من حضها ...
فكانت كيوم مضى أو شهرانقضى , وصار جديدها رثـّاً وسمينها غـّثاً , في موقف ضنك المقام , وأمور مشتبهة عظام ....
ونار شديد كلبها ( تأكل ولا تشبع) , ذاكٍ (اشتد) وقودها , مُخيف وعيدها , غمٌّ قرارها , مُظلمة أقطارها , حامية قدورها فظيعة أمورها .... ) .
ونستعرض في المقام إلى بعض تلك العقبات والأهوال عند الإحتضار والموت والقبر وسؤال منكر ونكير , وبالرغم من شدتها وعظمها وهولها فإن ما بعدها من عقبات أشد وأعظم وأكثر, وقد أشار النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ذلك كما ورد في الرواية : { إن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كفى بالموت طامة يا جبرائيل . فقال جبرائيل(u): ما بعد الموت أطمّ وأعظم من الموت }.
والكلام في عدة محطات :








المحطة الأولى



الحسرة

سكرة الموت وغمرته تحصل بالإحضار عند نزع الروح فيصير الإنسان بمنزلة السكران , وهذه الشدة التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله , فيشتغل بنفسه وينقطع عن الناس , فيها نوعان من العذاب :
1. العذاب الروحي والنفسي , كالخوف الذي يعتري المحتضر والحسرات التي يجرها على نفسه , ويمكن التخلص من هذا العذاب النفسي بالإلتزام بالإيمان القويّ والتقوى العالية بامتثال الأوامر الشرعية واتباع الإرشادات الأخلاقية وأداء المنجيات من الأهوال والانتهاء عن المحرمات ورذائل الأخلاق , مع الإعتقاد واليقين بعدالة الله تعالى ورجاء رحمته , وبعد كل هذا يتوقع جداً عدم حصول العذاب النفسي على المحتضر .
2. العذاب الجسدي , جسد الإنسان يتكون من الماديات العنصرية الطبيعية ولهذا يخضع للقوانين الطبيعية , ويحصل للمحتضر مثلاً عند انتزاع (وإخراج) الروح من الجسد , ويمكن التغلب على هذا العذاب ودفعه بالإيمان واليقين والانشغال بأمر أهم وأكبر كمن يرى منزلته في الجنة وعند أهل البيت(عليهم السلام) فيرغب ويشتاق إلى تلك المنزلة وينشغل بها وينسى ذلك العذاب , ويمكن أن تكون نتيجة ذلك أو بصورة مباشرة وبفضل من الله سبحانه وتعالى خروج الروح من الجسد كشرب قدح الماء في أحد أيام الصيف الحارة وسيأتي الإشارة لهذا لاحقاً إن شاء الله تعالى .
ومن العذابات النفسية التي يتعرض لها المحتضر , الحسرة والندم وهدم اللذات من الأهل والأموال والأصحاب والمناصب والآمال الدنيوية فيقطعه ويحرمه ملك الموت والموت من كل ذلك, والحسرة والألم على شبابه وأيامه وكيف فاتته ولم يقضها في مرضاة الله تعالى وطاعته ويتحسر على أمواله وكيف لم يتصدق بها ويصرفها في سبيل الخير والصلاح , وقد أشار المولى المقدس إلى كل ذلك في عدة موارد منها :
1- قال تعالى:{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ...}سورةآل عمران(آية /30).
2- قال تعالى:{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأمر وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } سورة مريم (آية /39).
3- قال تعالى: {حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ#لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها... }سورةالمؤمنون (آية / 99-100) .
4- قال تعالى: { ...فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ# وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ } سورة المنافقون (آية / 10-11).
5- عن النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم): { احذروا المال , فإنه كان في ما مضى رجل قد جمع مالاً وولداً وأقبل على نفسه وجمع لهم , فأتاه ملك الموت .... ودخل ملك الموت عليه ....
وقال له ملك الموت : قم فأوصِ ما كنت موصياً فإني قابض روحك قبل أن أخرج , فصاح أهله وبكوا ....
فقال الرجل: افتحوا الصناديق واكتبوا ما فيها من الذهب والفضة...
ثم أقبل على المال يسبّه ويقول له : لعنك الله يا مال , أنت أنسيتني ذكر ربي , وأغفلتني عن أمر آخرتي , حتى بغتني من أمر الله ما قد بغتني ...
فأنطق الله المال فقال له : لمَ تسبني وأنت ألأم مني , ألم تكن في أعين الناس حقيراً فرفعوك لمّا رأوا عليك من أثري , ألم تحضر أبواب الملوك والسادة ويحضرهما الصالحون وتدخل قبلهم ويُؤخرون , ألم تخطب بنات الملوك والسادة ويخطبهم الصالحون فتنكح ويُردون , فلو كنت تنفقني في سبيل الخيرات لم أمتنع عليك ولو كنت تنفقني في سبيل الله لم أنقص عليك , فَلِمَ تسبني وأنت ألأم مني , إنما خلقت أنا وأنت من تراب , فانطلق تراثاً وانطلق بإثمي,... هكذا يقول المال لصاحبه } .
6- وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم): { أكثروا من ذكر (الموت) هادم اللذات } .
7- عن المصطفى الأمجد(صلى الله عليه وآله وسلم): { إن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علّته وعظيم ضيق صدره بما يخلف من أمواله ولما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه وعياله وقد بقيت في نفسه مرارتها (حزازتها) وحسراتها واقتطع دون أمانيه فلم ينلها ...
فيقول له ملك الموت : مالك تتجرع غصصك ؟
قال: لاضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون أمالي } .
8- وعن أمير المؤمنين(u): { فاتقى عبد ربه , نصح نفسه , قدّم توبته , وغلب شهوته , فإن أجله مستور عنه , وأمله خادع له والشيطان موكّل به مزيّن له المعصية ليركبها ويمنيه التوبة ليسوفها حتى تنجم منيته عليه , أغفل ما يكون عنها , فيا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة وأن تؤديه أيامه إلى شقوته ...
نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن لا تبطره نعمة , ولا تقصر به عن طاعة ربه غاية , ولا تحل به بعد الموت ندامة ولا كآبة } .
9- وعنه(عليه الصلاة والسلام): { فضح رويداً ( ارع نفسك على مهل ) , فكأنك قد بلغت المدى , ودفنت تحت الثرى , وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادي الظالم فيه بالحسرة , ويتمنى المضيع الرجعة } .
10-ورد في الدعاء : { وكمن من عبد أمسى وأصبح قد يومه من حتفه وقد أحدق به ملك الموت ... قد مُنع من الكلام وحجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعاً ولا ضراً}.








المحطة الثانية



العديلة وسوء العاقبة

عند الاحتضار وسكرات الموت من المتوقع جداً عدول الإنسان عن الحق فتكون خاتمته وعاقبته سيئة ومنشأ ذلك العديد من الأمور نذكر منها :
الأول : حبّ الدنيا : إذا تعلق الإنسان بالدنيا وزينتها وأحب الأموال والأولاد والمناصب والأصحاب وغيرها واستولى على القلب بحيث يضعف حبّ الله تعالى ويضمحل أو ينمحي تماماً , ففي هذه الحالة إذا جاءت سكرات الموت اضمحل حب الله تعالى أكثر وأكثر حتى ينمحي , بل ربّما يتحول إلى بغض, لأنه يشعر في تلك اللحظات أن الله تعالى هو السبب في سلبه عن محبوبه وفراقه له , فتقبض روحه على هذه الحال ويختم له بسوء العاقبة.
الثاني : اعتياد ارتكاب المعاصي : إن كثرة ممارسة المعاصي والاعتياد عليها يؤدي إلى رسوخها في القلب والميل إليها دائماً أو غالباً , فمثل هذا الشخص فيه احتمالان :
1. يحتمل قوياً أن يكون قبض روحه عند غلبة شهوة وارتكاب معصية وعقد القلب بها فيصير محجوباً عن الله تعالى , فيختم له بسوء العاقبة .
2. ويحتمل أن يكون عند سكرات الموت وقبض روحه سواء كان عند غلبة شهوة أم لا , وبسبب اعتياد ذهنه وقلبه ونفسه للانتقال إلى المعاصي وميله إليها , يكون في سكرات الموت أيضاً قد انتقل ذهنه وقلبه ونفسه إلى الشهوات والمعاصي فتتمثل صورتها أمامه وفي قلبه ويقبض على هذه الحال فيختم له بسوء العاقبة .
الثالث : الاعتقادات الفاسدة : من لم يأخذ من المنبع الصحيح والمنهج القويم المتمثل بالنبي الكريم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومين( عليهم السلام ) , بل خاض في غمرات البحث والنظر في بعض الأصول الاعتقادية والصفات الإلهية , وأخذ بظواهر الشرع معتمداً على العقل وكان عقله قاصراً عن إدراك الصفات وغير قادر على استخراج الأدلة التامة بل استخرج واعتمد على أدلة مضطربة وباطلة فشكك أو جحد بعض العقائد وعقد قلبه على ذلك , فعند سكرات الموت يحتمل فيه صورتان :
1. أن يغلب على قلبه الجحود أو الشك ويكون هذا حجاباً بينه وبين الله تعالى فتقبض روحه على هذا الحال ويختم له بسوء العاقبة .
2. أن ينكشف له بطلان ما اعتقد به جهلاً فيحصل التشكيك عنده في جميع اعتقاداته الأخرى حتى لو كانت صحيحة أصلاً فيجحد بها جميعاً فتقبض روحه على هذا الحال من الانحطاط والضلال ويختم له بسوء العاقبة .
وإليك بعض الموارد التي تشير إلى العديلة وسوء العاقبة :
1- قوله تعالى:{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأرض ما لَها مِنْ قَرارٍ# يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآْخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ} سورةإبراهيم (آية / 26 - 27) .
ورد في التفسير : أن الشجرة الطيبة تمثل النبي الأكرم وأهل بيته(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فمن لم يطع ولم يوالِِ أهل البيت(عليهم السلام) , سيختم له بسوء العاقبة وسيعدل عن الحق عند الموت وعند سؤال منكر ونكير . وسيأتي تفصيل أكثر إن شاء الله تعالى .
2- قوله تعالى: { الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ...} .
ورد في التفسير: إنما قال تعالى ( يظنون) , للإشارة إلى أنهم لا يرون ولا يعلمون بماذا يختم لهم فالعاقبة مستورة عنهم .
3- ورد عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) : { لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة , لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله تعالى حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له } .
4- نظر أمير المؤمنين(u) إلى رجل أثر الخوف عليه فقال(u): { ما بالك ؟ قال الرجل : إني أخاف الله ...
فقال(u): يا عبد الله خف ذنوبك , وخف عدل الله عليك في مظالم عباده وأطعه في ما كلفك ولا تعصه في ما يصلحك , ثم لا تخف الله بعد ذلك , فإنه لا يظلم أحداً ولا يعذبه فوق استحقاقه أبداً إلا أن تخاف سوء العاقبة بأن تغير أو تبدل } .
5- ورد عن الإمام الكاظم(u): { اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت } .
6- ورد عن الإمام الجواد(u): { اللهم اسعدنا بالشكر وامنحنا النصر وأعذنا من سوء البداء والعاقبة والختر } .



المحطة الثالثة



إبليس وأتباعه

الثابت شرعاً وعقلاً أن إبليس يجري من ابن آدم مجرى الدم فهو لا يترك وقتاً ولا حالة ولا فرصة إلا ويستغلها للوسوسة في الأذهان والنفوس والعقول فيأتي عن طريق الطعام , والمنام والثياب , والنساء , والأولاد , والأصحاب , والجاه , والمنصب , والنسب , والجمال , والعلم , وغيرها , ويأتي في الصحة والمرض والنوم واليقظة والحزن والفرح وفي حالة امتثال الواجب وفي حالة ارتكاب المعصية وهكذا في جميع الأحوال والأقوال حتى حال الاحتضار ولحظات زهوق الروح.
وإليك بعض الموارد التي تشير إلى تسويلات إبليس وأعوانه في مواقف عديدة عند الاحتضار وزهق الروح:
1- قوله تعالى: { وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ #وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ #حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ#لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } سورة المؤمنون (آية / 97-100).
2- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { ما من دار فيها الدنيا إلا ويدخلها ملك الموت في كل يوم خمس مرات, وإنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة , فإن كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقّنه شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله , ونحّى عنه ملك الموت إبليس } .
3- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : { إذا رضى الله عن عبد قال ياملك الموت اذهب إلى فلان فأتني بروحه ... فينزل ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة .... ويقوم الملائكة صفين لخروج روحه , معهم الرياحين , ...
فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه ثم صرخ فيقول له جنوده , مالك يا سيدنا ؟
فيقول إبليس : أما ترون ما أعطيَ هذا العبد من كرامة , أين كنتم عن هذا ؟
قالوا : جهدنا به فلم يطعنا } .
4- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { ما من عبد ولا أمة أعطى بيعة أمير المؤمنين علي(u) في الظاهر ونكثها في الباطن وأقام على نفاقه , إلا وإذا جاءه ملك الموت لقبض روحه, تمثل له إبليس وأعوانه , وتمثلت النيران وأضاف عفاريتها لعينيه وقلبه , ومقاعده من مضايقها ....} .
5- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : { اذكروا يا أمة محمد محمداً وآله عند نوائبكم وشدائدكم لينصر الله به ملائكتكم على الشياطين الذين يقصدونكم , فإن كل واحد منكم معه ملك عن يمينه يكتب حسناته , وملك عن يساره يكتب سيئاته ومعه شيطانان من عند إبليس يغويانه , فمن يجد منكم وسواساً في قلبه, وذكر الله وقال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ...,
خنسا ثم صارا إلى إبليس فشكواه وقالا له : قد أعيانا أمره فأمددنا بالمردة ....
فلا يزال يمدهما حتى يمدها بألف مارد فيأتونه , فكلما راموه ذكر الله وصلى على محمد وآله الطيبين الطاهرين , لم يجدوا عليه طريقاً ولا منفذا ...
قالوا لإبليس : ليس له غير أن: تباشره بجنودك فتغلبه وتغويه , فيقصده إبليس بجنوده .
فيقول الله تعالى للملائكة : هذا إبليس قد قصد عبدي فلاناً أو أمتي فلانه بجنوده ألا فقابلوه ... } .
6- ورد عن الإمام الصادق(u): { ما من أحد يحظره الموت إلا وكّل به إبليس من شياطينه فيأمره بالكفر ويشكّكه في دينه حتى تخرج نفسه ....} .
7- ورد عن الإمام الصادق(u): {ظهر إبليس ليحيى ابن زكريا(u) وإذا عليه معاليق من كل شيء ... فقال له يحيى ما هذه المعاليق يا إبليس ؟
فقال : هذه الشهوات التي أصبتها من ابن آدم .
فقال يحيى(u) : هل لي منها شيء ؟
قال إبليس: ربّما شبعت فثقلّتك عن الصلاة والذكر .
قال يحيى(u): لله عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبداً.
ثم قال الإمام جعفر الصادق(u): لله على جعفر وآل جعفر أن لا يملؤا بطونهم من طعام أبداً , ولله على جعفر وآل جعفر أن لا يعملوا للدنيا أبداً } .
8- ورد عن الإمام الباقر(u) في تفسير قوله تعالى:{...إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ }سورة العنكبوت(آية/28) .
أنه(u) قال: { أتاهم إبليس في صورة حسنة فيها تأنيث, عليه ثياب حسنة , فجاء إلى شباب منهم فأمرهم أن يقعوا به , ولو طلب أن يقع بهم لأبوا عليه , ولكن طلب إليهم أن يقعوا به , فلمّا وقعوا به التذوه , ثم ذهب عنهم فأحال بعضهم على بعض } .
9- عن الإمام الصادق(u): { صعد عيسى(u) على جبل بالشام يُقال له أريحا , فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين , فقال له: يا روح الله أحييت الموتى وأبرأت الأكمه والأبرص فاطرح نفسك على الجبل ...
فقال عيسى(u) : إن ذلك أذن لي فيه , وإن هذا لم يؤذن لي فيه} .
10-ورد في تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ...}سورة الروم(آية/28) .
فإنه كان سبب نزولها أن قريشاً والعرب كانوا إذا حجّوا يُلبّون, وكانت تلبيتهم : ( لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك ... فجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال إبليس : ليست هذه تلبية أسلافكم).
هكذا يتصور إبليس وهكذا يوسوس , فلا تستبعد تصوره وسوسته لك عند الاحتضار .
11-ورد : إن الإمام علي ابن الحسين(u) كان يصلي فتصور له إبليس في صورة أفعى لها عشرة رؤوس محددة الأنياب متقلبة الأعين بحمرة , فطلع عليه من جوف الأرض من موضع سجوده, ثم تطاول في محرابه , فلم يفزعه ذلك ولم يكسر طرفه إليه ,....
فانقض على رؤوس أصابعه يكدمها بأنيابه وينفخ عليها من نار جوفه , والإمام(u) لا يكسر طرفه إليه ولا يحول قدميه عن مقامه ولا يختلجه شك ولا وهم في صلاته ولا قرائته ,....
فلم يلبث إبليس حتى انقضّ إليه شهاب محرق من السماء فلما أحس إبليس بالشهاب صرخ وقام إلى جانب الأمام(u) في صورته الأولى ....
ثم قال إبليس : يا علي أنت سيد العابدين كما سُميت , وأنا إبليس, والله لقد رأيت عبادة النبيين من عند أبيك آدم إليك فما رأيت مثلك ولا مثل عبادتك ثم تركه وولى والإمام(u) في صلاته لا يشغله كلامه حتى قضى صلاته على تمامها .
12- عن ابن عباس(رضي الله عنه) قال: { لما توالت الناس يوم بدر أغمي على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم كشف عنه ... وابليس قد تصور في صورة سراقة بن مالك المذلجي يؤيد المشركين ويخبر ان لا غالب لكم اليوم من الناس...} .
فعلينا الحذر من تسولات أهل الضلال لإحتمال ان يكون إبليس بصورة أحدهم بل علينا ان نعقل الكلام ونميزه وبه نحكم على القائل , وإلا فنتوقع تصور إبليس لنا في ساعات الاحتضار بصور مختلفة وبخدع عديدة كي نعدل عن الحق وأهل الحق فيختم لنا بسوء العاقبة .
13 – ورد عن الإمام الصادق(u) عن آبائه عن جده(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: { لما أسري بي إلى السماء . حملني جبرائيل على كتفه الأيمن فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لوناً من الزعفران وأطيب ريحاً من المسك , فإذا فيها شيخ على رأسه برنس , فقلت لجبرائيل : ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لوناً من الزعفران وأطيب ريحاً من المسك ...
قال جبرائيل : بقعة شيعتك وشيعة وصيك علي .
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : مَن الشيخ صاحب البرنس ؟
قال جبرائيل(u): إبليس .
قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): فما يريد منهم ؟
قال جبرائيل(u): يريد ان يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين ويدعوهم إلى الفسق والفجور } .
14- ورد عن ابن عباس(رضي الله عنه) : { ان إبليس جعل جنده فريقين فبعث فريقاً منهم إلى الإنس وفريقاً إلى الجن , فشياطين الإنس أعداء الرسل والمؤمنين , فتلتقي شياطين الإنس وشياطين الجن في كل حين , فيقول بعضهم لبعض , أضللت صاحبي بكذا فأضلل صاحبك بمثلها , فكذلك يوحي بعضهم لبعض} .
فإحذر شياطين الإنس والجن في صحتك حتى لا يتمكن أحد منهم منك في مرضك وعند احتضارك .
15- ورد عن الإمام الصادق(u): { لما أمر الله نبيه الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) أن ينصب أمير المؤمنين(u) للناس في قوله تعالى:{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي بغدير خم ...
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): { من كنت مولاه فعلي مولاه... فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رؤوسهم ... فقال لهم إبليس : ما لكم ؟
قالوا : إن هذا الرجل اليوم عقد عقده لا يحلها شيء إلى يوم القيامة .
فقال لهم إبليس : كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني .
فأنزل الله عز وجل على رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله الكريم : {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} . فلا تجعل نفسك ممن يصدق عليه إبليس ظنه وقوله وخداعه , فيختم لك بسوء العاقبة.


من مواضيع خادم الحق الواضح » عقبات واهوال الرحيل الى الآخرة
قديم 02-03-2009, 12:02 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

*llعاشقة الزهـراءll*


الملف الشخصي









*llعاشقة الزهـراءll* غير متواجد حالياً


افتراضي


اولا:اهلا وسهلا نورت المنتدى معنا خيووووو
طرحك جدا راائع لمافيه من المواعظ والحكم المذكره لاخره
ادامك الله لنا اخي
دمــــــــــــ بحب وولايه محمدوعترته الاطهاااااااااااارــــــــــــــــــــــــــــــــ ــت
اختك
عاااااااااااااااااشقة الزهرااااااااء


من مواضيع *llعاشقة الزهـراءll* » صيـدلية الرووح ..!
» مع الوآقفين على بآبك آقفُ ..!
» فَلسَفةُ نُسُورْ |..
» متـــى تخـــرج لتثأر لأضــلاع جــدك المتناثــرة بيــن أضلاعنــا؟!
» هَكذآنشتاق لِـ مُحرم ,,!
موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
المدرب, الى, الرحيم, عقبات, واهوال

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عقبات القيامة دمعة الكرار المنتدى الاسلامي العام 4 11-01-2012 02:51 AM
عقبات القيامة نور البتول الطاهرة المنتدى الاسلامي العام 8 03-01-2012 07:37 PM
اجتياز عقبات البلاء درجات: حبي حسين احباب الحسين العام 10 11-12-2011 06:05 PM
ايهما تختار العتاب ثم الرحيل ام الرحيل بصمت دون العتاب عشقي محمد واله احباب الحسين للمنبر الحر (الرأي والرأي الآخر) 5 31-10-2011 08:20 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين