والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبا القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين المنتجبين الأخيار واللعنة الدائمة على أعدائهم حتى قيام يوم الدين
بهذا الموضوع نرجع لنكمل ما بداناه في موضوع سابق
لنتسائل من جديد هل الإنسان مخلوق عبثا؟؟
بعد الإيضاحات القصيرة والمختصرة بذلك الموضوع التي وضحنا بمضمون مفهومها ان الكون بما فية مخلوق لغايات محددة نرجع لنضع آيات أخرى تكمله على الموضوع السابق
كقوله تعالى
وهو قوله تعالى:- )وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (طـه:41)
ماذا يعني الباري عز وجل باصنعتك لنفسي؟؟
فالله سبحانه وتعالى لا يلفظ شيئا عبثا.. وسيتبادر ذهن الكثيرين إلى ان اصطناع الله سبحانه لنا وخلقنا هو للعبادة .
وهذا ما يتجادل به الناس بين قبوله وبين رفضه
فقد قال تعالى :- )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56) فالله من منطلق هذه الآيه قد خلقنا لعبادته ولكن السؤال هل رب العالمين محتاج لعبادتنا؟؟
ففي الحديث القدسي المروي عن الله سبحانه وتعالى :- لو أن أولكم وأخركم وحيكم وميتكم وصغيركم وكبيركم وحركم وعبدكم وأنسكم وجنكم اجتمعتم على طاعتي لما زاد ذلك في ملكي مثقال ذرة..
ولو ان أولكم وأخركم وحيكم وميتكم وصغيركم وكبيركم وحركم وعبدكم وأنسكم وجنكم اجتمعتم على معصيتي لما نقص ذلك في ملكي مثقال ذرة..
ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله غني عن العالمين.
اذا لماذا خلقنا الله ان لم يكن محتاج لعبادتنا حسب مفهوم قوله تعالى :- )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56)؟؟؟؟؟؟
الجواب هو ان الله سبحانه اكرمنا وخلقنا وفضلنا على جميع مخلوقاته بقول :- )وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الاسراء:70)
وذلك لشيئين
الأول نذكرة بالحديث القدسي المروي عن الله سبحانه وتعالى :- " كنت كنزاً مخفيا ، فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف "
والحديث القدسي المروي بطريقة اخرى
يا بن ادم .......
ما خلقتكم لاستكثر بكم من قله ..
ولا لأستأنس بكم من وحشة ...
وإنما أحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف
والسبب الثاني لخلقتنا هو ان نحمل أمانه عجز عن حملها كل المخلوقات وذلك مضمون قوله تعالى :-
)إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ )(الأحزاب: من الآية72)
ولكن يبقى السؤال من جديد لماذا يريد الله للبشر معرفته؟؟؟ وكيف يعرفونة؟؟ وما هي الأمانة التي يحملها ألإنسان؟؟
هذه التكملة ستكون لها حلقات قادمة باذن الله نستعرض فيها بعض المعلومات والمفاهيم الجديدة المختصرة.
وليعذرني قراء الموضوع لأختصارة الشديد لأنني أحاول جاهدا اختصار المفاهيم وعدم التشعب فيها ليستطيع اكبر عدد من الناس فهمها ولو بشرح مبسط ورؤوس اقلام. ومن بعدها سنخوض ببواطن الأمور ان وفقنا الله لذلك.
ولكن أيبقى بعض الناس بعد ان يروا موضوعا كهذا ركيك بأسلوبة قليل بمضمون معانية غير مستوفي للإيضاحات والآيات مكتوفي الأيدي
وقبل إنهاء حديثي سأكتب رسالة مفادها وحي الله سبحانه وتعالى لداود عليه السلام ( ان ادنى ما أنا صانع بعبد غير عامل بعلمه – من سبعين عقوبة – ان انزع من قلبه حلاوة ذكري )
المواضيع المتشابهه
هل خُلقنا عبثا الجزء الثاني؟؟؟
العرض العادي
