إن الدعوة إلى الله تعالى منصب مرتبط بشأن من شؤون الحق المتعال، ولهذا قال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم : { وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً }.. فما لم يتحقق ( الإذن ) بالدعوة، لكان الداعي ( متطفلاً ) في دعوته، غير مسدد في عمله.. فالقدرة على التأثير في نفوس الخلق، هبة من رب العالمين، ولا يتوقف كثيراً على إتقان القواعد الخطابية، فضلا عن تكلف بعض المواقف التي يراد منها تحبيب قلوب الخلق، وقد ورد في الحديث : " تجد الرجل لا يخطئ بلام ولا واو، خطيباً مصقعاً، ولقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم، وتجد الرجل لا يستطيع يعبر عما في قلبه بلسانه، ولقلبه يزهر كما يزهر المصباح ".. ولهذا عُـبّر عن بعضهم - من ذوي التأثير في القلوب - بأن لكلامه ( قبولاً ) في القلوب.