بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
كان المصطفى قد جمع للناس الرحمة من أطرافها، جاء لهم بالقرآن الحكيم، وأدلى لهم بالأحاديث المنيرة، وعاش معهم احرص ما يكون على خيرهم وهداهم، وسعادتهم، فكان ينبغي عليهم أن يجمعوا له الطاعة والمودة معاً، وكذا ذلك لمن كان موفقاً، فيستعظم أحدهم أن يجلس على ثوب رسول الله وقد ألقاه اليه، فيضعه على وجهه يقبله، ويخير احدهم أن يرجع إلى أهله بعد أشر طويل فيختار البقاء مع النبي (صلى الله عليه وآله) على العودة الى بيت والده.
ويسأل أسير - والسائل أبو سفيان-: أنشدك .. اتحب أن محمداً الآن عندنا في مكانك تضرب عنقه وأنت في أهلك؟
فيجيب: والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وانا جالس في أهلي.
فيصيح أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحبه أصحابه، ما يحب أصحاب محمد محمدا.
ويصف عروة بن مسعود الثقفي حال بعضهم وقد اوفدته قريش في الحديبية، فيقول: لقد وفدت على الملوك، على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملكاً يعظمه اصحابه ما يعظم اصحاب
محمد محمداً. إذا أمرهم ابتدروا امره، وإذا توضأ كادوا يقتلون على وضوئه.
سيد المرسلين "ص" في نصوص الثقلين