المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مريم العذراء وفاطمة الزهراء ( ع)


خادم الباقرع
01-06-2009, 10:51 AM
في حالات مريم بنت عمران

إعلم أن من البديهي الذي لا يحتاج إلى برهان ، أن صفوة النسوان من نوع بني الإنسان إنما هما مريم ابنة عمران وفاطمة الزهراء ( عليهما السلام ) بنت نبي آخر الزمان . وإن مريم هي أول من دعيت بالبتول والعذراء ، فطابق اسمها المسمى ، فاشتغلت بالعبادة وخدمة بيت المقدس ، فذاع صيتها ، وطبق الخافقين خبر حسنها وجمالها ، فاستغنى المحراب عن السراج بنور وجهها ، وحدثتها الملائكة تحديثا ، وهي زوجة رسول الله في الآخرة ، وقد اصطفاها الله وخاطبها ، وفي النصارى من جعلها أحد الأقانيم الثلاثة - يعني الأب ( الله ) ، والإبن ( عيسى ) ، وروح القدس ( مريم ) - فجعلها جزءا من علة العلل ، والسبب الأول الذي وجدت به الموجودات ، فردهم الله جل وعلا في قوله تعالى ( والذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) .
وكانت مريم محترمة غاية الإحترام عند قومها لأنها كانت بنت إمامهم وصاحب فرقانهم ، وأحد رؤساء بني إسرائيل في قدس الخليل ومن أبناء ملوكهم من بني ماثان ، لذا فقد اهتموا بها ، وتخاصموا في كفالتها ، وتنازعوا في أمرها ( أيهم يكفل مريم ) .
وكانت مريم ذات ملكات كريمة ميزتها عن الآخرين ، وكان أعظم تلك الملكات وأقومها : العصمة والعفة والاصطفاء والعفاف ، ولم يكن ثمة امرأة معصومة قبل مريم ، وكأن اصطفاءها وعصمتها كان دليلا وبرهانا مقدما على عصمة العصمة الكبرى فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، كما أن بقاء النبي الخضر ( عليه السلام ) كان آية عظمى على إثبات وجود آية الله العظمى المهدي أرواحنا له الفداء .
وإنا وإن كنا قد تحدثنا في ما مضى عن هذا الموضوع - أثناء الحديث عن معنى « مريم الكبرى » ضمن ألقاب السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) - إلا أننا سنتحدث هنا أيضا بمقتضى المقام عما ورد في الكتاب والسنة ، وسنسلك طريق الإيجاز والإجمال لئلا يحصل الملل .
والأفضل أن نبدأ الكلام بقوله تعالى في سورة آل عمران : ( إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين * يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) .
ففي علل الشرائع عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « سميت فاطمة محدثة لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران ، فتقول يا فاطمة ( إن الله اصطفاك . . . إلى آخر الآية ) فتحدثهم ويحدثونها ، فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ؟ فقالوا : إن مريم كانت سيدة عالمها ، وإن الله جعلك سيدة عالمك وعالمها وسيدة نساء الأولين والآخرين » .
وقد مر الكلام عن هذا الحديث في معنى « المحدثة » ، ولكننا ذكرناه هنا تبركا وتيمنا ، وسنقصر الكلام هنا على تكرار كلمة « اصطفاك » ومعنى « التطهير » .
فنقول بعون الله وعصمته : ذكر المفسرون في سبب تكرار الاصطفاء كلاما مفصلا نذكره على نحو الإجمال : ففي تفسير الصافي : « . . . الاصطفاء الأول : تقبلها من أمها ، ويشهد له قوله تعالى : ( فتقبلها ربها بقبول ) ولم تقبل قبلها أنثى وتفرغ للعبادة وتغني برزق الجنة عن الكسب ، وتطهر عما يستقذر من النساء .
والثاني : هدايتها وإرسال الملائكة إليها وتخصيصها بالكرامات السنية ، كالولد من غير أب ، وتبرأتها عما قذفته اليهود بإنطاق الطفل ، وجعلها وابنها آية للعالمين .
وفي المجمع عن الباقر ( عليه السلام ) معنى الآية : « اصطفاك من ذرية الأنبياء ، وطهرك من السفاح ، واصطفاك لولادة عيسى من غير فحل » .
وذكر الفخر الرازي - خطيب الري - في التفسير الكبير في ذيل الآية من سورة آل عمران وجوها في سبب تكرار الاصطفاء قال : « . . . ولا يجوز أن يكون الاصطفاء أولا من الاصطفاء الثاني ، كما أن التصريح بالتكرار غير لائق . . . » وقال : « أما النوع الأول من الاصطفاء فهو أمور :
أحدها : أنه تعالى قبل تحريرها مع أنها كانت أنثى ، ولم يحصل مثل هذا المعنى لغيرها من الإناث .
وثانيها : قال الحسن : إن أمها لما وضعتها ما غذتها طرفة عين ، بل ألقتها إلى زكريا ، وكان رزقها يأتيها من الجنة .
وثالثها : إنه تعالى فرغها لعبادته ، وخصها في هذا المعنى بأنواع اللطف والهداية والعصمة .
ورابعها : إنه كفاها أمر معيشتها ، فكان يأتيها رزقها من عند الله تعالى على ما قال الله تعالى ( أنى لك هذا قالت هو من عند الله ) .
وخامسها : إنه تعالى أسمعها كلام الملائكة شفاها ، ولم يتفق ذلك لأنثى غيرها .
فهذا هو المراد من الاصطفاء الأول .
وأما التطهير ففيه وجوه : أحدها : إنه تعالى طهرها عن الكفر والمعصية ، فهو كقوله تعالى في أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( ويطهركم تطهيرا ) .
« ولا يعتمد على كلام الفخر هذا لأن بطلانه بديهي واضح » .
وثانيها : إنه تعالى طهرها عن مسيس الرجال .
وثالثها : طهرها عن الحيض .
قالوا : كانت مريم لا تحيض . ورابعها : وطهرها من الأفعال الذميمة والعادات القبيحة .
وخامسها : وطهرها عن مقالة اليهود وتهمتهم وكذبهم .
وأما الاصطفاء الثاني : فالمراد إنه تعالى وهب لها عيسى ( عليه السلام ) من غير أب ، وأنطق عيسى حال انفصاله منها ، حتى شهد بما يدل على براءتها عن التهمة ، وجعلها وابنها آية للعالمين ، فهذا هو المراد من هذه الألفاظ الثلاثة » .
ثم ذكر كلاما سخيفا نرجح عدم التعرض له ، فهو خرافات فخرية ومموهات خيالية رازية .
وقال حسن بن محمد النيشابوري في تفسير « غرائب القرآن » : الاصطفاء ثلاثة : اصطفاء على غير الجنس ، واصطفاء على الجنس ، واصطفاء على غير الجنس وعلى الجنس .
أما الأول فمثل اصطفاء آدم ( عليه السلام ) ، قال تعالى : ( إن الله اصطفى آدم ) فإن آدم خلق ولم يكن غيره حتى يصطفى عليه .
أما الثاني فمثل قوله تعالى ( يا موسى إني اصطفيتك على الناس ) حيث اصطفاه على الناس ، وقوله تعالى ( اصطفاك على نساء العالمين ) حيث اصطفاها من نساء العالمين .
أما الثالث : فمثل اصطفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث اصطفاه على البشر وغيرهم بمفاد « لولاك لما خلقت الأفلاك » ، وقوله « آدم ومن دونه تحت لوائي » ، فهو أفضل وأشرف المخلوقات .
وقال الفخر الرازي في تفسيره المذكور : « وهذه الآية - أي قوله تعالى ( اصطفاك على نساء العالمين ) - دلت على أن مريم ( عليها السلام ) أفضل من الكل ، وقول من قال : المراد أنها مصطفاة على عالمي زمانها فهذا ترك الظاهر » .
أما اصطفاء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فإني أرجع فيه إلى مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وأخبارهم « وأهل البيت أدرى بالذي فيه » .
وقد اتفق الفريقان شيعة وسنة على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أفضل من العالمين طرا من الملك إلى الملكوت ، ومن عالم الغيب والشهود ، من البشر وغيرهم ، وكذا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بدليل آية المباهلة والأخبار المعتبرة ، أما فاطمة الزهراء - صلوات الله عليها - فهي مشمولة بالأحاديث والأخبار الواردة عموما في اصطفاء الخمسة الطيبة ، إضافة إلى ما ورد في إصطفاءها خاصة على العالمين ، وظواهر الأخبار والآثار ، وخصوصا الحديث المتفق عليه عند الفريقين أن « فاطمة بضعة مني » ، وأيضا « فاطمة مني » وأيضا « فاطمة روحي ونفسي وفؤادي » ونظائرها من الأخبار النبوية والآثار المصطفوية المشحونة في كتب الخاصة والعامة .
ففاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي الجزء الأعظم والركن الأقوم في الوجود النبوي الشريف ، وللجزء حكم الكل البتة ، فإذا كان العقل الكل أشرف المخلوقات ، ففاطمة أيضا كذلك ; لأنها الجزء الأقرب والبضعة الألصق ، بل هي الجزء الأشرف في الوجود النبوي المقدس ، ففاطمة ليست أفضل من نساء العالمين من الأولين والآخرين فقط ، وإنما هي أفضل من رجال العالمين ، بل أفضل من الكمل والمرسلين والملائكة المقربين .
وأما ما ذكره الرازي من أن ظاهر قوله تعالى ( واصطفاك على نساء العالمين ) يدل على اصطفائها على نساء العالمين من الأولين والآخرين ، فإنما أراد بذلك تفضيل مريم ( عليها السلام ) على فاطمة وغيرها من نساء العالمين ، وهو قول متروك ، ولم يذكره غيره من مفسري السنة كالزمخشري والبيضاوي والنيشابوري وغيرهم في كتبهم في تفضيل فاطمة ( عليها السلام ) على نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي كثيرة منها : عن ابن عباس في حديث طويل في ذكر فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال ( صلى الله عليه وآله ) : « فأما ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين . . . إن فاطمة بضعة مني ، وهي نور عيني وثمرة فؤادي وروحي التي بين جنبي ، وهي حوراء إنسية . . . » إلى آخر الحديث .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « مريم سيدة نساء عالمها ، وفاطمة ( عليها السلام ) سيدة نساء ا لعالمين من الأولين والآخرين ، وإنها عديلة مريم » .
ولما كان نبينا أفضل الأنبياء ، ووصي نبينا أفضل الأوصياء ، وأسباطه أفضل الأسباط ، وكتابه أشرف الكتب السماوية ، ودينه وشريعته أفضل الأديان والشرائع ، وزمانه أفضل الأزمنة ، وأمته أشرف الأمم ; فلا بد أن تكون سيدة نساء عالمه أيضا أفضل نساء العالمين طرا .
وعلى ما هو المعلوم ، فإن اصطفاء مريم ( عليها السلام ) كان لخصائص معدودة ومحصورة - كما بينا ذلك في معنى الاصطفاء - بينما اصطفاء الزهراء على نساء العالمين عامة ، وعلى مريم خاصة كان لصفات وخصائص خارجة عن حد الحصر والإحصاء . بل إن فاطمة ( عليها السلام ) جمعت ما كان عند مريم من خصال وزيادة ، فإذا فضلت على مريم ، فتفضيلها على الآخرين - رجالا ونساء - أولى بالبيان الذي مر .
ويرد قول الفخر الرازي أيضا في تفضيل مريم على نساء العالمين وعلى فاطمة بظاهر الآية المباركة ( اصطفاك على نساء العالمين ) بقوله تعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم على العالمين ) ، فلا شك أن آدم ونوح لم يكونا مصطفيين على العالمين مع وجود النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وقال صاحب تفسير روح البيان : « المراد من العالمين إصفاء كل واحد على عالمه وفي زمانه ، أي اصطفى كل واحد منهم على عالمي زمانه من عالم البر والبحر ، والأرض والسماء » .
ومن المناسب أن نقارن بين حالات مريم ( عليها السلام ) وحالات فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ونذكر ما اتفقتا فيه ، وما فاقت فيه فاطمة ( عليها السلام ) مريم ( عليها السلام ) .
خمسون موردا من موارد التساوي بين فاطمة ( عليها السلام ) ومريم ( عليها السلام ) الأول : كان عمران أبو مريم نبيا ، وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بنت خاتم الأنبياء وأفضلهم .
الثاني : خلق الله مريم ( عليها السلام ) من النفخة وروح القدس ، وخلق فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من فواكه الجنة والعرق المطهر لجبرائيل وما انتزعه من الصلب الطاهر المقدس لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
الثالث : تحدثت مريم ( عليها السلام ) في رحم أمها حنة - كما في روايات العامة وبعض روايات الخاصة - وكذلك كانت فاطمة تتحدث دائما في رحم أمها خديجة الطاهرة .
الرابع : كانت مريم عابدة حقا وخادمة لبيت الله ، وكانت فاطمة الزهراء عابدة تقوم في محرابها فتؤدي حق العبودية كما ينبغي .
الخامس : نذرت أم مريم ما في بطنها محررا ، وكذا فعلت خديجة الطاهرة كما مر في الحديث سابقا .
السادس : أنجى الله مريم من مكائد نساء اليهود ، كما أنجى فاطمة ( عليها السلام ) من مكائد نساء اليهود وغيرهن .
السابع : طهر الله مريم ، كما طهر فاطمة وآتاها العصمة .
الثامن : عد النبي ( صلى الله عليه وآله ) مريم في النساء الكمل ، وسمى فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) « الكاملة » .
التاسع : قال صاحب روح البيان : الظاهر أن مريم ولدت وأبوها ميت ، لذا سمتها أمها ( إني سميتها مريم ) ، وإلا فالأولوية في تسمية الأولاد لأشرف الأبوين وهو الأب ، أما فاطمة الزهراء فأبوها الذي سماها وهذا شرف فوق شرف .
العاشر : دعت أم مريم أن يتقبل الله منها « الأنثى » بدل الذكر ، فتقبلها ربها بقبول حسن ، كما تقبل فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) - بناء على الآيات والأخبار - بقبول حسن .
الحادي عشر : كافل مريم زكريا النبي ، وكافل فاطمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
الثاني عشر : روى أهل السنة في ذيل قوله تعالى ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل ( أي يصرخ ) من مسه إلا مريم وابنها » .
وقد ولدت فاطمة ( عليها السلام ) ضاحكة مستبشرة في محضر الخيرات الحسان ومع هذه المنح الإلهية العميمة كيف يجرؤ الشيطان على الإقتراب من المولود الشريف ذي المحتد المنيف ؟ !
الثالث عشر : ولدت مريم في بيت المقدس ، وولدت فاطمة ( عليها السلام ) في مكة المعظمة .
الرابع عشر : سكنت مريم في غرفة من غرف بيت المقدس ، وسكنت فاطمة ( عليها السلام ) في حجرة من حجر النبوة ومهد الرسالة والطهارة .
الخامس عشر : قال تعالى في حق مريم ( عليها السلام ) ( وأنبتها نباتا حسنا ) .
قال بعضهم : النبات الحسن النمو السريع أكثر من المعتاد في غيرها ، كما في تفسير النيشابوري : « تنبت في اليوم مثل ما ينبت المولود في عام ; وقيل : المراد نماؤها في الطاعة والعفة والصلاح والسداد » .
ومر في نمو فاطمة ( عليها السلام ) أنها كانت تنمو في اليوم ما ينمو غيرها في أسبوع أو في شهر .
السادس عشر : كان رزق مريم يأتيها من الجنة ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .
وجاءت الروايات الصحيحة بنزول المائدة من السماء بألوان الطعام في عدة مرات على فاطمة ( عليها السلام ) ، حتى قال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « الحمد لله الذي جعلك شبيهة مريم بنت عمران » .
وفي تفسير النيشابوري : « كما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه جاع في زمن قحط ، فأهدت فاطمة رغيفين وبضعة لحم آثرته بها فرجع إليها ، وقال الراوي : فكشف عن الطبق فإذا هو مملو خبزا ولحما ، فبهتت وعلم أنها نزلت من عند الله ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنى لك هذا ؟ فقالت : ( هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) فقال : « الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل » .
ثم جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علي بن أبي طالب والحسن والحسين وجمع أهل بيته حتى شبعوا ، وبقي الطعام كما هو فأوسعت فاطمة على جيرانها » .
السابع عشر : كانت الملائكة تحضر عند مريم وتكلمها مشافهة كما هو المعلوم من ظاهر الآية ; وروي في فاطمة ( عليها السلام ) أن الملائكة كانت تناديها « يا فاطمة إن الله اصطفاك . . . إلى آخرها » .
الثامن عشر : عبدت مريم حتى تورمت قدماها ، وورد في فاطمة أيضا « فتورمت قدماها من كثرة العبادة » .
التاسع عشر : كانت مريم بتولا من بين النساء ، واتفق الفريقان على أن فاطمة أيضا كانت بتولا .
العشرون : بشر الله مريم بعيسى ( عليه السلام ) وسماه « كلمة » ; قال تعالى : ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ) ; كما أنه بشر فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بالكلمات الحقة والحقائق المقدسة للمعصومين ( عليهم السلام ) ، كذا في التفاسير والأخبار المعتبرة المعتمدة .
الحادي والعشرون : مريم لم يمسها بشر بمفاد قوله تعالى ( ولم يمسسني بشر كذلك الله يخلق ما يشاء ) ; وكذلك نطفة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ونورها الأنور لم يمس صلبا ولا رحما ، خلا الصلب المقدس لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورحم خديجة الكبرى .
الثاني والعشرون : كان عمر مريم قصيرا بالنسبة إلى النساء الأخريات ، وكذلك كانت فاطمة ( عليها السلام ) حيث لم تعش طويلا في هذه الدنيا ; ورواية حياة القلوب وجنات الخلود في طول عمر مريم مرسلة .
الثالث والعشرون : صبرت مريم على أذى النساء اللائمات واللاغيات ; وكذا صبرت الزهراء ( عليها السلام ) على أذى بعض أمهات المؤمنين وغيرهن .
الرابع والعشرون : كانت مريم معصومة ; وكذا كانت الزهراء معصومة أيضا .
الخامس والعشرون : رأت مريم جبرئيل بالحاسة الباصرة ( فتمثل لها بشرا سويا ) ، وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أذنت له بالدخول تحت الكساء ، إضافة إلى مشاهدتها له في المرات الأخرى .
السادس والعشرون : خرجت مريم من البيت المقدس إلى كربلاء ( فأجائها المخاض إلى جذع النخلة ) ، وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) خرجت من مكة المكرمة إلى المدينة الطيبة .
السابع والعشرون : مريم ( عليها السلام ) غسلها عيسى ( عليه السلام ) ، وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) غسلها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ; وقال الإمام ( عليه السلام ) : « المعصومة لا يغسلها إلا معصوم والصديقة لا يغسلها إلا صديق » .
الثامن والعشرون : عن ابن عباس : إن مريم لما بلغت تسع سنين لم يكن مثلها قط في العبادة والزهد وترك الدنيا ; وكذلك كانت فاطمة ( عليها السلام ) لم يدانيها أحدا من النساء في العبادة وهي في تلك السن .
التاسع والعشرون : كانت مريم مستجابة الدعوة ، وكانت فاطمة ( عليها السلام ) معصومة مستجابة الدعوة .
الثلاثون : لا توجد امرأة تحترم بين النصارى كما تحترم مريم ( عليها السلام ) ، وكذا لا توجد امرأة كفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) محترمة عند الأمة المرحومة وعند أهل السنة .
أما ما فضلت فيه فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وتميزت به على مريم فهو كثير ; ونشير إجمالا إلى جملة منه . وفضائلها ( عليها السلام ) نوعان ذاتية وخارجية :
الأول : إبداع نور فاطمة ( عليها السلام ) في بدو الإيجاد ، وليست لمريم هذه الفضيلة .
الثاني : تجليات فاطمة ( عليها السلام ) في الملكوت الأعلى ومكاشفات الأنبياء .
الثالث : ما خلق الله لفاطمة ( عليها السلام ) من السماوات وغيرها .
الرابع : فخامة نسبها الذي لم يكن لأحد قط ، حتى لمريم ( عليها السلام ) .
الخامس : كفالة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لها ، وهو أفضل وأشرف من زكريا .
السادس : حضرت في ولادتها ( عليها السلام ) مريم ومعها النساء الأخريات ، ولم يحضرن في ولادة مريم ( عليها السلام ) .
السابع : إقرارها بالشهادتين وتكلمها بعد الولادة .
الثامن : ملأ نورها عند الولادة مكة والحجاز والمشرق والمغرب والسماوات .
التاسع : ولدت مريم ولدا شرفت به ، وولدت فاطمة ولدين شرفا بها ، وسيقتدي ولد مريم بآخر أولاد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) .
العاشر : تبعل فاطمة ( عليها السلام ) أفضل من عدم تبعل مريم ( عليها السلام ) ( وإن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ) فليس لمريم بعلا كأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
الحادي عشر : كانت فاطمة ( عليها السلام ) عالمة بما كان وما يكون ، ولم تكن مريم كذلك .
الثاني عشر : أمرت مريم بتمريض فاطمة ( عليها السلام ) عند احتضارها .
الثالث عشر : حضر عند فاطمة ( عليها السلام ) جبرئيل وميكائيل ومواكب الملائكة .
الرابع عشر : الذرية النبوية التي صارت أوتادا للأرض من فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، ولم يكن لمريم ( عليها السلام ) ذرية على وجه الأرض بعد عيسى ( عليه السلام ) .
الخامس عشر : كان لفاطمة ( عليها السلام ) مصحف ، ولم يكن لمريم ( عليها السلام ) مصحف .
السادس عشر : لفاطمة ( عليها السلام ) الرجعة ، ولم يرو ذلك لمريم ( عليها السلام ) .
السابع عشر : لفاطمة ( عليها السلام ) الشفاعة وهي أعظم الفضائل وأشرف الوسائل ، وليس ذلك لمريم ولا حتى للأنبياء .
الثامن عشر : مقام فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في حظيرة القدس ، وهو مقام خاص بالخمسة الطاهرة .
التاسع عشر : فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي التي تختار المواهب والعطايا لنساء الجنة . العشرون : لفاطمة ( عليها السلام ) وأبناءها جنة خاصة ومقام خاص لا يشاركها فيه أحد من نساء العالمين . وهناك خصائص ومزايا أخرى لتلك المخدرة الكبرى سنذكرها إن شاء الله تعالى .

تراب البقيع
01-06-2009, 02:18 PM
http://www.al3lwih.net/up//uploads/images/al3lwih.com-69b03aee1c.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرج وليهم ..
اللهم كن لوليك الحجه ابن الحسن صلوتك عليه وعلى أبائه في هذى الساعه وفي كل ساعه ولياً وحافطاً وقائداً
ونصراً وذليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعه وتمتعه فيه طويله برحمتك يأرحم الرحمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنتم الطرح جعل الله ثواب
هدا العمل في ميزان حسناتك
رحم الله والديك
موفقين للخير
اخوك تراب البقيع

دمتم بحب الزهراء عليها السلام