المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفات المنتظرين لظهور الحجه عج الله فرجه الشريف


خادم الباقرع
26-12-2008, 02:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِلْ مَخْرَجَهُمّ الشَرَيفْ


قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام: «وعليكم بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج»(1)


السؤال
: عندنا جملة من الروايات انتظار الفرج أفضل أعمال أمتي، ومن العبادة(15).. إلى أخره.

روايات عديدة تشير إلى انتظار الفرج، فهل إن الإسلام يريد منا أن نجلس مكتوفي الأيدي خانعين خاملين ننتظر الفرج لأن الانتظار هو من أفضل أعمال أمتي! هل إن المطلوب هو هذا؟! وهل نفهم من الروايات أن الإنسان يجلس في داره ويسكت ولا يتدخل بشيء لا من قريب ولا من بعيد، ينتظر الفرج لأن الفرج أفضل أعمال أمتي، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟!

الجواب: لا، فإن النظرة الإسلامية أبعد من هذا، لأن انتظار الفرج له أثار كثيرة، هذه الآثار إذا لم تتحقق فإن الإمام لم يظهر عليه السلام.

أولاً: الاندماج

من آثار الانتظار خلق حالة اندماج نفسي مع المنتظر.

يعني الإنسان المؤمن حينما ينتظر الإمام المهدي عجل الله فرجه سوف يتحمل معاناة. هذه المعاناة ماذا تخلق عنده؟ تخلق عنده حالة من الاندماج مع الإمام المهدي أرواحنا له الفداء، وتشده إليه أكثر كلما زادت.

ثانياً: التهيؤ

الإنسان المنتظر للإمام _ و كلنا من المنتظرين _ عليه في زمن الانتظار أن يهيئ نفسه, وأن يقضي على الفساد الموجود لديه، وعلى المنكر الموجود عنده.

فإذا قضى على الفساد والمنكر الموجود عنده, يكون حينئذ منتظراً صادقاً، وإلا فإنه لا يكون من المنتظرين أبداً.

الإنسان المنتظر للإمام عليه أن يعمل وأن يهيئ نفسه، فيجب أن يبتعد عن الفاحشة ويبتعد عن المنكر، فإذا كان هو يعمل المنكر فلا يكون حينئذ من المنتظرين.

فالإنسان في زمن الانتظار عليه أن يصنع من نفسه إنساناً كاملاً, إنساناً منتظراً للإمام عليه السلام، حتى يكون صادقاً في انتظاره، ولتوضيح ذلك نقول _ من باب المثال _: إذا كان عندك ضيف عزيز, بعد أسبوع يأتيك هذا الضيف وهو مهم جداً, شخصية بارزة وتوجد علاقة تربطك معه, وقال لك: سوف آتيك بعد أسبوع, فأنت خلال هذا الأسبوع تتهيأ له لاستقباله، وتهيئ نفسك وبيتك وأثاثك..إلى أخره, أي أنك تهيئ كافة مستلزمات الضيافة، فإذا هيأتها فأنت من المنتظرين له، أما إذا لم تهيئها أبداً فلا يقال بأنك منتظر له.

الإمام عليه السلام يجب أن تنخلق له قاعدة جماهيرية يقال لهم: الممهدون للإمام المهدي سلام الله عليه، فلابد من مجموعة كبيرة ممهدة للإمام المهدي عجل الله فرجه.

فإذا كانت هناك مجموعة ممهدة، فكيف نتصور ما تقوله الرواية: «تملأ الأرض ظلماً وجوراً»(16) أو: بعدما تملأ ظلماً وجوراً، فكيف توجد لدينا قاعدة ممهدة، وكيف تملأ الأرض ظلماً وجوراً في نفس الوقت؟ كيف نجمع بين هذين؟

الجواب: إن الرواية التي تقول: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يظهر فيه ولدي, يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(17) ليس المراد بالظلم والجور الذي يملأ الدنيا قبل المهدي يعني كل الدنيا فرداً فرداً، ولا المراد أن كل فرد من الأفراد يكون فاسداً ويكون مرتكباً للرذيلة.

إنما الرواية تعني أحد احتمالين، والله العالم:

إما أن يراد بملء الأرض ظلماً وفساداً، أن أولياء الأمور يفسدون، وإذا فسد الأولياء حينئذ يفسد الآخرون _ هذا أولاً _ إذن ليس كل الأرض تملأ فساداً.

الثاني: أن يكون المراد بملء الأرض فساداً وظلماً يعني الجو العام الذي يملأ الدنيا هو جو فساد وهرج ومرج وظلم، لا أنه كل فرد فرد.

بل بالعكس عندنا روايات: «إذا رأيتم راياتهم _ يعني رايات الممهدين لدولة الإمام المنتظر _ إذا رأيتم راياتهم فاتبعوهم، إنه من أشراط وعلامات المهدي المنتظر عجل الله فرجه».(18)

إذاً من فوائد الانتظار أنه يصنع الإنسان المؤمن, ويتكامل فيه الإنسان، وينتظر دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه.

ثالثاً: الإيمان بالغيب:

من آثار الانتظار أن الإنسان يؤمن بالغيب من خلال الانتظار، فنحن نعلم أن المؤمنين المتقين أول صفة من صفاتهم الإيمان بالغيب.

(ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ)(19) إلى أخر الآية المباركة.

أول شيء الإيمان بالغيب، لأن ديننا قائم على الإيمان بالغيب، نحن آمنا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم نرَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وآمنا بالقيامة ولم نرَ القيامة، وآمنا بالمهدي ولم نرَ الإمام المهدي ولا من أخبرنا عن المهدي، إنما هي أخبار صادقة تحدثنا عن غيب, وآمنا به.

فالإنسان المنتظر حقاً مؤمن بالغيب، والإيمان بالغيب درجة عالية, لذا النبي صلى الله عليه وآله في يوم من الأيام وهو جالس مع أصحابه قال: واشوقاه إلى اخواني رحم الله اخواني، الجالسون عنده قالوا: يا رسول الله ومن هم اخوانك، ألسنا اخوتك؟! قال صلى الله عليه وآله وسلم: أنتم أصحابي، وأما اخواني فإنهم قوم يأتون في آخر الزمان يؤمنون بي ولم يروني، هؤلاء هم اخواني.

أنتم أصحابي أنتم رأيتموني وشاهدتموني وآمنتم أما في أخر الزمان ، الزمان الذي يأتي بعد المعصوم الظاهر فإنه يأتي أقوام لم يروني ويؤمنون بي.

ثم يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ألا وإن المؤمن منهم له من الأجر كخمسين مؤمناً منكم.(20)

الواحد منا له من الأجر في العبادة كأجر خمسين، لأننا نتحمل معاناة، لأن الإنسان في دولة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يؤدي شعائره بكامل الاطمئنان والراحة، وأما الإنسان بعد النبي, في الأزمان المتأخرة يؤدي شعائره مع الشدة, ومع الورطة, ومع العذاب وأحياناً مطاردة, وأحياناً تعذيب وأحياناً سجن، فـ (القابض على دينه كالقابض على جمرة)(21)، فيكون حينئذ أجره أكثر.

دينهم عندهم كخرط القتاد، كيف الإنسان عندما يخرط القتاد تتجرح يده، كذلك الإنسان المحافظ على دينه.

الإمام جعفر الصادق عليه السلام ينقل عنه أن عبادة العابد في زمن الانتظار, أفضل من عبادة العابد في زمن الظهور، يقول الراوي: قلت سيدي هذا عجيب!! كيف أن الإنسان المؤمن في زمن الانتظار عبادته أفضل من عبادة العابد في زمن الإمام؟ قال: بلى لأن هذا الإنسان المنتظر يؤدي عبادته مع الخوف, ومع المطاردة, ومع التعذيب، وأحيانا تصل الحالة إلى القتل، وأما في زمن الظهور فإن الإنسان يؤدي شعائره آمناً مطمئناً وبكل ارتياح.(22)

فإذن الانتظار له آثار كثيرة، وقد ذكرت باختصار من الآثار: الانشداد النفسي مع الإمام، فهذا يجب أن يكون عندنا، لا نقول فقط نحن من المنتظرين للإمام وبيننا وبين الإمام مسافة بعيدة، الإمام لا ينظر إلينا في مثل هذه الحالة ولسنا من أتباعه، ولسنا من المنتظرين له، فلابد أن تتحقق هذه الأمور عندنا، أي الاندماج النفسي مع الإمام والتأثير على روحية الإنسان المنتظر, وعلى سلوكه، يعني يغير سلوكه من سيئ إلى حسن.

ثم ذكرنا الإيمان الكامل بالإمام المهدي المنتظر، يعني الأيمان بالغيب.

وأما أخيراً فعندنا أيضاً في الروايات، وهذه تكملة للنقطة الثانية: (انتظار الفرج أعظم من الفرج)(23)، ما المقصود؟ نحن الآن ننتظر الفرج. كيف يكون الانتظار أعظم من الفرج نفسه؟ ولماذا؟

أولاً: لأن الإنسان في أيام الانتظار يكون عاقداً الأمل على أن الله سينتصر على يد الإمام المهدي المنتظر، لأن هناك حالتين: مرة ييأس الإنسان من أخذ الثأر, فهذا يفقد الأمل. ومرة لم ييأس من أخذه فإنه يعيش الأمل, ويبقى على إيمان كامل بأن الله سبحانه وتعالى سينتصر لدينه.

ثانياً: الإنسان المنتظر يزداد شوقه وحبه للإمام المهدي الذي ننتظره، ويمكن توضيح ذلك بمثال من عالمنا من حياتنا: إذا يوجد إنسان يريد أن يأتي من بعيد يتصل بك ويقول: أنا أحمل لك بشارة عظيمة وهذه البشارة تغير حياتك بكاملها، أنا أحملها وسوف آتي إليك، وأنت تنتظره عشرة أيام مثلاً، هذه الأيام العشرة التي تنتظره بها, تشدك به شداً كاملاً، فتصبح في غاية الشوق إلى رؤياه, وإلى الحضور والالتقاء به وأخذ البشارة منه، أما إذا جاء ووصل إليك وأعطاك البشارة _ مادية كانت أو معنوية _ فإن ذلك شيء سينتهي، وبعده أبداً لا تنتظره.

وربما خطر ببالك نحن الآن في زمن الانتظار، المعاناة التي نعانيها تشدنا ونزداد اشتياقاً للإمام المهدي المنتظر، هذا غير ما إذا ظهر، فإنه إذا ظهر ربما تخف الحالة عندنا.

بل في بعض الروايات أن بعضاً من الناس وبعضهم من الخواص يعني من المؤمنين، إذا رأوا الإمام المهدي وحكمه العادل يخاطبونه: يابن رسول الله ارجع من حيث أتيت فلا حاجة لنا بك(24)، وبعضهم يقول _ وهم مسلمون_: إن هذا ليس بابن رسول الله أبداً، والعياذ بالله، لأن هؤلاء ليس عندهم ذلك التهيؤ، ولم يخلق عندهم الانتظار حالة من الشوق لاستقبال الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه.

فإنه الإمام الذي يأخذ الثأر، وهو صاحب الثأر، وأن الإمام له ثارات كثيرة يأخذ بها من الظالمين، ولذا الأئمة عليهم السلام يعلموننا، فيقول له في اليوم العاشر من المحرم _ مثلاً _ قل إذا رأيت صاحبك: عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيدنا أبي عبد الله الحسين وجعلنا من الطالبين بثأره على يد الإمام الموعود المهدي المنتظر من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.(25)

يعني هو الذي يأخذ بالثأر.

قتلة الإمام الحسين سبقوا عصر الإمام الحجة، ولكن يأخذ الثأر ممن كان على خطهم ومن كان يحمل نفس الحقد على الدين وحماته الحقيقيين, ومن كان على منهاج أولئك، فإن هؤلاء شركاء لأولئك بالجريمة.

وكم ثأر للإمام المهدي على هذه النظرية؟ يعني إذا كان القوم على منهاج أولئك كم ثأر للإمام المهدي؟ الذين اعتدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومصيبة رسول الله، أم الذين اعتدوا على أمير المؤمنين ومولى الموحدين ومصيبة أمير المؤمنين عليه السلام، أم الذين اعتدوا على فاطمة الزهراء سلام الله عليها، المصائب كثيرة نسأله تعالى أن يعجل فرج إمامنا، وأن يجعلنا من أنصاره في أخذ الثأر.

والحمد لله رب العالمين

الهوامش:


--------------------------------------------------------------------------------

(1) مناقب آل أبى طالب لابن شهر أشوب 3: 527.


(15) الإمامة والتبصرة: 163، من لا يحضره الفقيه: 4 / 383، إكمال الدين وإتمام النعمة: 287 الحديث 6، بحار الأنوار: 52 / 128 الحديث 21.

(16) مسند احمد ج3: 28, سنن أبى داود ج2: 309....

(17) إكمال الدين وإتمام النعمة: 280 الحديث 28، الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 340، العمدة لابن البطريق: 433 الحديث 908، مسند أحمد: 1 / 99، سنن ابن ماجة: 2 / 929 الحديث 2779، سنن الترمذي: 3 / 343 الحديث 2332، كنز العمال: 14 / 267 الحديث 38675، ...

(18) مسند احمد ج5: 277, المستدرك للحاكم ج4: 502, كنز العمال للهندي ج11: 283...

(19) البقرة 2: 2.

(20) فيض القدير للمناوي: 5 / 449 الحديث 7559، تفسير القرطبي: 4 / 172.

(21) سنن الترمذي ج3: 359, مسند أحمد ج2: 390, الأمالي للشيخ الطوسي: 485...

(22) راجع: إكمال الدين وإتمام النعمة: 646، ولفظ الحديث: «عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل...».

(23) الاحتجاج للطبرسي ج2: 50.

(24) راجع: الإرشاد للمفيد ج2: 384, روضة الواعظين للفتال النيسابوري: 265..

(25) لاحظ: مستدرك الوسائل: 10 / 316 الحديث 12080.

ابو كرار
30-12-2008, 03:17 PM
اللهم عجل الفرج لمولانا المهدي ((عج ))

جزاكم الله خيراااا

خادم الباقرع
30-12-2008, 05:51 PM
مشكور اخي الكريم ابو كرار على مرورك المبارك

أم عبدالله
14-01-2009, 01:05 PM
جزاك الله خيرا..... أحسنت وأفدت .... اللهم اجعلنا من أنصاره وأتباعه

علويه حسينيه
30-08-2009, 11:13 PM
:55555": شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . :65::65::65::65:

*llعاشقة الزهـراءll*
31-08-2009, 02:15 AM
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ
اللهم صل على محمد وال محمد,,

http://www.alfrasha.com/up/3906997631918371847.gif http://www.alfrasha.com/up/3906997631918371847.gif


موضوعكم موفق ومميز
دام تالقكم هذا.ــ

لكم دوام الدعاء بالتوفيق والسداد
وسهل الباري كل اموركم ويسرها ــــ...

http://www.alfrasha.com/up/3906997631918371847.gif
دمت بحب الزهرااء..سلام الله عليهااا
:65::65::65: