المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في رحاب الآية المباركة : { وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }


وسام البابلي
25-06-2009, 12:47 AM
الحمد لله العالي العلي
والصلاة على محمد النبي العربي
والمرتضى أبو الحسن الوصي الرضي
وزوجه الزهراء الموصوفة بالكوكب الدري
وعـلى الحـســن المجتــبى الـزكــي
وعــلى المظـلـوم الشـهيـد الأبـي


في رحاب الآية المباركة : { وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }


http://www.hqw7.com/imgs/images/bimg_35148.jpg

قال الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
(102) سورة آل عمران
وقال تعالى :
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132)

سورة البقرة






إنّ ظاهر الآية الشريفة يدعوك أيها الإنسان , بأن لاتفرط في نهايتك وخاتمتك فهي إما الجنة أبداً, وإما النار أبداً,



فمن كانت نهايته على الإسلام والحق فنهايته سعيدة , وإن كان على غير ذلك فنهايته شقية .



ولو أنّنا نظرنا للآية فمن أول وهلة يتبادر لذهننا أن الآية تنهى وتُحذر من أن يحل بك أيها الإنسان المؤمن الموت



وأنت في ساعةٍ يكون فيها قلبك خالياً من الإسلام , وخطك منحرفاً عن جادة الصواب,
وسلوكك مخالفاً للقرآن, فتموت حينها على غير الإسلام ,



فمن أفضل الأدعية الدعاء للمؤمنين بحسن الخاتمة



فنقول صباحاً ومساء يا لله حسن الخاتمة



ولأن الموت والحياة من الأمور التكوينية القدرية,



{فلا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً وبأي أرضٍ تموت },



فهل فحوى الآية من ظاهرها نهي المسلم عن الموت! ؟



بعلمه وبيده موته فيتأهب لساعة موته, فينجو وتكون خاتمته حميدة .



والمقصد الأسمى للآية هو حثنا على حياة الإسلام لحظة بلحظة ويوماً تلو الآخر حتى يحل الأجل المحتوم ,



ونتمثل مبادئ الإسلام عقيدة راسخة وعملاً مخلصا لوجه الله تعالى .



ولأن عدم عملنا داعٍ لأخذ الحيطة والحذر من أن يباغتنا هذا اليوم الذي لا مفر منه .



ولنطرح هذه التساؤلات في ساحة الآية المباركة لماذا الآية بقوله تعالى : { ولا تموتن } ؟



فهذا دال على خطورة الأمر , وقد حصرت النجاة من هذه الخطورة وتأكيداً للخطورة,



واقتران الفعل بنون التوكيد بشيءٍ أوحد [ وهو الإسلام ] .



ولماذا الآية الكريمة لم توجه التحذير للمسلم الفرد ؟



في قوله : { ولا تموتن }الخطاب عام وللجميع ,


فهذا دال على أن الإسلام دين الجماعة والفرد,



و لأن الآية لم تقل ولاتموتن فقط




تطالب الآية أيضاً بضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والتواصي بالحق في سبيل الإسلام



لئلا يحدث للجماعة انحراف عن جادة الإسلام ,



فلربما يوشك الفرد أن يتخذ من رأي الجماعة ديناً ومذهباًُ ومعتقداً,



فيضل عن سبيله ,وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً,وقد يُزَين له سوء عمله فيراه حسناً .



واجبٌ على المسلم أن يأخذ بيد أخيه المسلم عن كل زيغ وضلال,



وإلافهو شيطان أخرس لسكوته على الباطل,



بل قد تكون العاقبة أسوأ من ذلك ألا وهو الموت على غير الإسلام كما دلت النصوص,



أن من أحب عمل قومٍ أُشرك في عملهم , أو حُشِر معهم ,والراضي كالفاعل



فيتجلى لنا عظم وخطورة هذا التحذير في الآية : { ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون },


فتيار الفساد إذا كان قوياً فسيجرف معه كل من يعترضه في طريقه وسيحمله معه .






عن الشعبي قال سئل الحسن بن علي ع عن هذه الآية .... اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ... أخاصة هي أم عامة ؟
قال نزلت في قوم خاصة .
فتعقيب عامة ثم جاء التخفيف بعد اتقوا الله ما استطعتم


- ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن النضر، عن أبي الحسين، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ. قال: «يطاع و لا يعصى، و يذكر فلا ينسى، و يشكر فلا يكفر».


أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عنه أبيه، عن النضر بن سويد، عن أبي الحسين، عن أبي بصير، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، مثله «2».


- ابن شهر آشوب: عن (تفسير وكيع)، قال: حدثنا سفيان بن مرة الهمداني، عن عبد خير، قال: سألت علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ.


قال: «و الله ما عمل بها غير أهل بيت رسول الله، نحن ذكرنا الله فلا ننساه، و نحن شكرناه فلن نكفره، و نحن أطعناه فلم نعصه، فلما نزلت هذه الآية، قالت الصحابة: لا نطيق ذلك. فأنزل الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ». قال وكيع: ما أطقتم. ثم قال: وَ اسْمَعُوا ما تؤمرون به وَ أَطِيعُوا «5» يعني أطيعوا الله و رسوله و أهل بيته فيما يأمرونكم به.
-----------
]- العياشي: عن الحسين بن خالد، قال: قال أبو الحسن الأول (عليه السلام): «كيف تقرأ هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ماذا؟» قلت: مسلمون. فقال: «سبحان الله! يوقع عليهم الإيمان فيسميهم مؤمنين، ثم يسألهم الإسلام، و الإيمان فوق الإسلام!».




قلت: هكذا تقرأ في قراءة زيد. قال: «إنما هي في قراءة علي (عليه السلام)، و هي التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد (صلى الله عليه و آله) (إلا و أنتم مسلمون) لرسول الله (صلى الله عليه و آله) ثم للإمام من بعده».


1858/ [4]- عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ.



قال: «يطاع فلا يعصى، و يذكر فلا ينسى و يشكر فلا يكفر».


1859/ [5]- عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ قال:
«منسوخة».
قلت: و ما نسخها؟ قال: «قول الله فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ «1»».


1860/ [6]- أبو علي الطبرسي، في الآية: اختلف فيها على قولين: أحدهما أنها منسوخة بقوله تعالى:
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ «2».


قال: و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام).
و الآخر أنها غير منسوخة، عن ابن عباس و طاوس.) انتهى


المصدر : البرهان في تفسير القرآن

عاشقة الابتسامه
25-06-2009, 10:00 PM
بارك الله فيكَ اخي

خادم الائيمه
04-07-2009, 02:37 PM
جزاك الله خير