المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث عن كائنات ذكية خارج كوكبنا


ديجيتال
09-07-2009, 12:26 PM
البحث عن كائنات ذكية خارج كوكبنا
أين هم؟(*)
في نهاية المطاف، قد نكون وحدنا في مجرتنا.
<I.كروفورد>

هل ثمة حضارات أخرى في الكون؟ لقد سحر هذا السؤال البشرية قرونا عديدة. ومع أننا لا نملك حتى الآن أية إجابة قاطعة، فإن عددا من التطورات الحديثة جعلت هذا السؤال يقفز مرة أخرى إلى المقدمة. ومن أهم تلك التطورات التثبت، بعد طول انتظار وبعد العديد من البدايات الخاطئة، من وجود كواكب خارج مجموعتنا الشمسية.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية وُجد أن هناك أكثر من 36 نجما مثل الشمس لها كواكب تقارب في كتلتها كوكب المشتري. وعلى الرغم من عدم تمكن الفلكيين حتى الآن من اكتشاف كواكب تشبه الأرض، فإننا اليوم على درجة كبيرة من الثقة أن مثل هذه الكواكب موجودة بوفرة. وإذا ما سلَّمنا أن الكواكب ضرورية لنشوء الحياة وتطورها، فإن هذه الاكتشافات المثيرة تدعم بالتأكيد وجهة النظر الواسعة القبول القائلة بأن الحياة تعم الكون. لقد تدعمت وجهة النظر هذه بالتحسن الذي طرأ على فهمنا لتاريخ الحياة على الأرض، الأمر الذي أدى إلى الكشف عن السرعة التي ترسخت بها الحياة على هذا الكوكب. ويتكون أقدم دليل مباشر لدينا عن الحياة على الأرض من بكتيريا (جراثيم) أحفورية في صخور عمرها 3.5 بليون سنة وُجِدت في غرب أستراليا. وقد أعلن ذلك <J.W.شوبف> [من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجُلُس] عام 1993. وكانت هذه المتعضيات عند تحجرها متقدمة جدا في سلم الارتقاء، لذا يجب أن يكون لها تاريخ طويل من التطور. وهكذا، إذا ما افترضنا أن وجود الحياة يقتصر على الأرض، نجد أن النشأة الفعلية للحياة حدثت قبل نحو أربعة بلايين سنة.

ويبلغ عمر الأرض بالذات 4.6 بليون سنة، وحقيقة أن الحياة قد ظهرت بمثل هذه السرعة وفق السلم الزمني الجيولوجي ـ ولعل ذلك قد تم حالما أصبحت الشروط مستقرة بدرجة تسمح بنشأتها ـ تفترض أن إنجاز مثل هذه المرحلة كان سهلا على الطبيعة. وقد ذهب الكيميائي الحيوي<Ch.دي دوڤ> الحائز جائزة نوبل، إلى أبعد من ذلك عندما قال: «من المحتم أن تنشأ الحياة في أي مكان تكون الشروط الفيزيائية فيه مشابهة لتلك التي كانت سائدة في كوكبنا قبل نحو أربعة بلايين سنة.» فثمة إذًا جميع المبررات التي تدعو إلى الاعتقاد بأن المجرة تعج بالكائنات الحية.

هل نستنتج من ذلك أن الحضارات التقانية وفيرة أيضا؟ ويحاجج كثير من الناس أنه ما إن تنشأ الحياة البدائية حتى يؤدي الانتقاء(1) الطبيعي لا محالة إلى تقدمها باتجاه الذكاء والتقانة. ولكن هل الأمر كذلك بالضرورة؟ لقد كان الفيزيائي النووي<أنريكو فِرمي> أول من لمّح إلى احتمال وجود خطأ ما في تلك الحجج الشائعة، وتساءل: أين هم إذًا سكان هذه الكواكب المأهولة؟ ألا يجب أن يكون وجودهم بيّناً؟ وقد أصبح هذا التساؤل يعرف منذئذ بمفارقة فِرمي(2) Fermi Paradox.

إن لهذه المفارقة في الواقع جانبين: أحدهما هو فشل برامج البحث عن كائنات ذكية خارج كوكبنا(3)(SETI) في التقاط إشارات راديوية من حضارات أخرى، والآخر هو الافتقار إلى دليل على أن مثل هذه الكائنات (اللاأرضية) قد قَدِمت إلى الأرض في حقبة ما من الزمن. لقد كان الفيزيائيان<G.كوكوني> و<P.موريسون> أول من ناقش بجدية إمكانية البحث عن اللاأرضيين بوساطة علم الفلك الراديوي في مقالتهما الشهيرة المنشورة في مجلة نيتشر(4) عام 1959. وتبع ذلك في العام التالي أول بحث فعلي هو مشروع أوزما Ozma الذي تمكن فيه <D .F .دريك> وزملاؤه [في المرصد الفلكي الراديوي الوطني في گرين بانك، غربي فيلادلفيا] من الاستماع إلى إشارات قادمة من نجمين قريبين. ومنذ ذلك الحين، أُنجز العديد من التجارب الأخرى للبحث عن الكائنات اللاأرضية. وهناك عدد من الأبحاث المتطورة تُجرى حاليا وتهتم بإجراء مسوح لكافة أرجاء السماء، إضافة إلى أبحاث تستهدف مئات من النجوم كل على انفراد(5). وعلى الرغم من هذا النشاط لم يستطع الباحثون كشف أية إشارات تدل على وجود كائنات لاأرضية.

وبالطبع، لانزال في المراحل الأولى من البحث عن الكائنات اللاأرضية، وعدم النجاح في ذلك حتى الآن يجب أن لا يؤدي إلى القول إن الحضارات اللاأرضية (6)ET غير موجودة. فالبحث حتى الآن لم يشمل سوى جزء بسيط من «وسيط الفضاء» parameter space الكلي، أي مجموع النجوم المستهدفة والتواترات الراديوية وسويات الطاقة power level والتغطية الزمانية التي يجب أن يقوم بها المراقبون قبل الوصول إلى نتيجة حاسمة. ومع ذلك، فإن النتائج الأولية بدأت بوضع بعض القيود المهمة على انتشار حضارات في المجرة تبث راديويا [انظر الإطار في الصفحة 72].

تصبح مفارقة فيرمي واضحة عندما يتفحص المرء بعض الفرضيات التي يقوم عليها البحث عن الكائنات اللاأرضية وبخاصة العدد الكلي للحضارات المجراتية المفترضة، القائمة منها والمنقرضة. لقد بيّن أحد قادة هذا المجال وهو<P.هوريتز> [من جامعة هارڤارد] أنه يتوقع وجود حضارة واحدة على الأقل لها بث راديوي ضمن كرة مركزها الشمس وقطرها نحو 1000 سنة ضوئية، وهو حجم من الفضاء يحتوي على نحو مليون نجم من نمط الشمس. فإذا صح ذلك، يجب عندئذ أن تحتوي المجرة بأكملها على نحو 1000 حضارة.

إن هذا العدد كبير حقا، وإذا لم يكن لهذه الحضارات عمر طويل جدا فإن عددا هائلا من الحضارات ازدهرت وانهارت عبر تاريخ المجرة. (وإذا كانت أعمار هذه الحضارات طويلة حقا ـ أي إذا استطاعت تجنب الكوارث الطبيعية أو الذاتية والبقاء قابلة للكشف بأجهزتنا ـ فإن ذلك سيطرح مشكلات أخرى، كما سيتبين لنا لاحقا). ومن المعروف إحصائيا أن عدد الحضارات الموجودة في أي وقت محدد يساوي معدل تشكلها مضروبا في عمرها الزمني الوسطي. ويمكن للمرء حساب معدل التشكل تقريبيا على أنه العدد الكلي لجميع الحضارات التي يمكن أن تكون قد تشكلت مقسوما على عمر المجرة الذي يساوي نحو 12 بليون سنة. فإذا سلّمنا بأن الحضارات تتشكل وفق معدل ثابت وتعمر كل منها وسطيا ألف سنة، فإن نحو 12 بليون حضارة تقانية يجب أن تكون قد ازدهرت عبر تاريخ المجرة كي يبقى ألف منها حتى اليوم. وتعطي قيم افتراضية مختلفة لمعدل التشكل وللعمر الزمني الوسطي تقديرات مختلفة لعدد الحضارات، ولكن جميع هذه التقديرات كبيرة جدا. وهذا ما يجعل مفارقة فِرمي صائبة. فهل يعقل أن من بين هذه البلايين من الحضارات لم تترك أية واحدة منها دليلا ما على وجودها؟

http://www.oloommagazine.com/images/Articles/18/SCI2002b18N2-3_H10_002201.jpg
الزيب ZIP والزيلتش ZILCH والنادا NADA، هم من بين الغرباء الذين يشاركوننا المجرة. لقد أدى البحث عن كائنات ذكية خارج كوكبنا إلى مسح جزئي على الأقل للمرسلات الراديوية من المستوى الأرضي على مسافة تبعد 4000 سنة ضوئية عن كوكبنا (الدائرة الصفراء)، ومسح للحضارات المتقدمة التي يقال إنها من النمط I على مسافة تبعد 000 40 سنة ضوئية (الدائرة الحمراء). إن عدم الحصول على إشارات بدأ يسبب قلقا لدى كثير من العلماء

الذيب الحزين
09-07-2009, 09:35 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ديجيتال
04-02-2011, 12:14 AM
شكرا لمرورك