المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القياده الفعليه والقياده البديله


العصائب
18-07-2009, 09:41 PM
القياده الفعليه والقياده البديله

القيادة الفعلية والقيادة البديله

إن الحديث عن القيادة هو حديث عن البطولة لأنها عمل استثنائي يقوم على مواقف غير عادية وتضحيات ضخمة يتشكل من مجموعها تاريخ البطل الذي يملك رؤية بعيدة ويتحرك على مساحة واسعة من البدائل ,لذلك فان البطولة ليست مجرد شعارات تقليدية أوتصريحات نارية فقط بل هي تتجاوز له ذلك إلى قوة العقل وصلابةالإرادة والقدرة علىاستشراق المستقبل وتحديد الأولويات ,لذلك فان القيادات الحقيقية صاحبة المواقف البطولية والتي ترسم منهجيتها في قراءة للمستقبل بحيث تبقى هذه المنهجية فعالة وغير مقيدة بزمان ومرحلة معينة ,ونرى هذه القيادات علىعبرى التاريخ الإسلامي متمثلة بالنبي(ص) والإمام من بعده حصرا لذلك ومن خلال الدور الذي قام بهاالقائد الأول لنشر فكر ومبادئ وأخلاقيات الإسلام يتضح أن لا عشوائية في اختيارالقائد بل ليس للجماهير أن تفرض رأيها في قيادة شخص لأمة ,وهذه التوجيهات إلهيةبحسب الاعتقاد بارتباط الرسول بالله تعالى ومما يعضد قدسية ومكانة القيادة تاريخالإسلام ووصايا النبي (ص) وما حدث بعد رحيله (ص) حيث يذكر لنا التاريخ أن هناك انقلابا حصل في جسد الأمة على القائد الفعلي واختيارها لقائد غيره _وهذا اجتهادأمام النص_ وترتب على هذه الجريمة نتيجة سلبية فالقائد المفترض أو الغاصب كون لنفسه منهجا خاصا وهكذا من هم بعده مما أدى إلى عدة نتائج سلبية منها
(1) تغير مجرىالعقيدة عند الجمهور من كون القائد تنصيب الهي إلى كونها حق تفرضه الجماهير وتتحكم به عن طريق الانتخاب
(2)القائد المنتخب تعامل مع دوره على انه دور تنظيمي فقط بعيداعن الرسالة مما خلق جو للتحلل من العقيدة وروح الرسالة لدى الجماهير (3)تعطيل دورالقائد الفعلي
(4)انتكاسة الجماهير وعدم الطاعة لأي قائد بسبب القيادات المنتخبةالفاشلة في تحقيق متطلبات الأمة فضلا عن متطلبات الرسالة
,إذا فالدور القيادي للنبي والأئمة (ع)لا يمكن إن يتحكم به الجمهور بل جملة الأفعال والأقوال والتوجيهات التي تركها لنا القادة الفعليين هي التي تدلنا على الخلافة والقيادة الحقيقية لا البديلةفإذا تمسكنا بهذا النهج والتوجيه يمكن القول إن العقيدة الرسالية في مسيرةالجماهير سترتقي لما هو مؤمل ومطلوب منها ,أما اذا اختلفنا مع هذا المنهج فالتخبط والأخطاء والابتعاد عن الأبعاد الحقيقية للرسالة وعدم فهمها هي النتيجة المتوقعةلعمل الجماهير وبالتالي تتأثر الرسالة والعقيدة والقيادة الفعلية بالهجر الحاصل من الجماهير من خلال اتباع أهوائهم وقياداتهم البديلة أو من خلال عدم الثقة بالقيادات العامة بعدما تعرضوا لانتكاسة دينية وسياسية وإنسانية من خلال انتخابهم لقائد بديل عن القائد الأصيل المفترض الطاعة من الله ورسوله والائمة الخلفاء المعصومون (ع)