المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاشا السيدة زينب(ع)أن تنطح جبينها بمقدم المحمل..لكن ما هو الدليل؟


عاشقة ام الحسنين
30-01-2020, 04:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

أن السيدة زينب نطحت رأسها بمقدم المحمل عند مشاهدة رأس أخيها.و سندرس العبارات التي جاءت فيه، لنبين صحة أو عدم صحة هذا الحديث الذي صدرت على أساسه بعض الفتاوى الغريبة والتي أدت الى وهن المذهب و تشويهه .
لكن دعونا أولا نبدأ بذكر رواية الحديث الذي هو على الشكل الآتي:
أقول :"رأيت في بعض الكتب المعتبرة ، روي مرسلا عن مسلم الجصّاص ، قال : دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة ، فبينما أنا اُجصّص الأبواب وإذا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة، فأقبلت على خادم كان يعمل معنا ، فقلتُ : ما لي أرى الكوفة تضجّ؟
قال : الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد بن معاوية .
فقلت : مَنْ هذا الخارجي ؟
قال : الحسين بن علي .
فتركت الخادم حتّى خرج ، ولطمت على وجهي حتّى خشيت على عينيَّ أن تذهبا ، وغسلت يدي من الجصّ ، وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكناس، فبينا أنا واقف والناس يتوقّعون وصول السبايا والرؤوس إذ أقبلت نحو أربعين شقّة ، تحمل على أربعين جملاً، فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة .
وإذا بعلي بن الحسين على بعير بغير وطاء ، وأوداجه تشخب دماً ، وهو مع ذلك يبكي ، ويقول :
يا اُمّةَ السوءِ لا سقياً لربعكُم يـا اُمّـةً لم تراعِ جدّنا فينا
إلى آخر الأبيات .
وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز ، فصاحت بهم اُمّ كلثوم : يا أهل الكوفة ، إنّ الصدقة علينا حرام . وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض . كلّ ذلك والناس يبكون على ما أصابهم . ثمّ إنّ اُمّ كلثوم أطلعت رأسها من المحمل وقالت : صه يا أهل الكوفة ! تقتلُنا رجالُكم وتبكينا نساؤكم ؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء .
فبينما هي تخاطبهنَّ وإذا بضجّة قد ارتفعت ، وإذا هم قد أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين عليه السّلام وهو رأس زهري قمري ، أشبه الخلق برسول الله صلّى الله عليه وآله ، ولحيته كسواد السبج، قد انتصل منها الخضاب ، ووجهه دارة قمر طالع ، والريح تلعب بها يميناً وشمالاً ، فالتفتت زينب ، فرأت رأس أخيها ، فنطحت جبينها بمقدم المحمل حتّى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها .
1ـ يقول الخبر نقلاً عن الجصاص المزعوم: «دعاني ابنُ زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة، فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة…»
فبحسب هذا الخبر المزعوم أن الجَصّاص كان من أعوان عبيد الله بن زياد وخدمه، بل من ثقاته المعتمدين عنده والمستخدمين في شؤون القصر، ومهنته التجصيص (أي استخدام الجُص في تشييد وتزيين البناء)، وهي مهنة خطيرة تحتاج إلى خبرة ومهارة عالية لا تسند إلا لذوي الخبرات، أضف إلى ذلك أنها لا يكلَّف بها إلا ذوو الصفحات البيضاء من الناحية الأمنية. إذ إننا ندرك أن الملوك والأمراء الظلمة لا يعتمدون أحداً في مهنة خطيرة ما لم يكن مخلصاً شديد الإخلاص والطاعة لهم، ولا يسمحون لأيٍّ كان بدخول قصورهم، لا سيما ما يتعلق من أعمالهم بمثل هذه الشؤون.
وبناء على ذلك يكون اعتماد مثل هذا الرجل ـ على فرض التسليم بوجوده حقيقةً ـ وتصديق ما يرد عنه بحق الحوراء زينب (ع) من أبشع التناقضات التي لا ترضاها العقول السليمة، فكيف يطمئن الشيعي الموالي أن يعتمد أوصافاً ينقلها النواصب وأعوان الظلمة والمتسكعين على موائدهم في نساء أهل البيت (ع) وسيدتهن الحوراء زينب؟
بل إن ذلك من أبشع الحماقات التي يرددها البعض ولا يدرك حجمها، ولو أنه عرف لأدرك حجم الجريمة التي ارتكبها من دسّ هذا الخبر في كتبنا، ولتبرّأ من أمثال هذه الأخبار البائسة التي يصرح واضعها أنه ينقلها عن النواصب وأعوان الظلمة.
2 ـ أن المتن فيه الكثير من الإشكالات والاضطرابات التي لا تكاد تنتهي.
منها مثلاً أنه يصف الحسين (ع) بأنه كان «أشبه الخلق برسول الله (ص)» فهل كان الجصاص المزعوم ممن رأى رسول الله (ص)؟ ولو قال قائل: إن شبه الحسين (ع) برسول الله (ص) أمر معروف شائع بين الناس. قلنا: هنالك فرق بين من يروي عن حسّ ومشاهدة، وبين من ينقل خبراً شائعاً، فالرجل لم يقل: سمعت أنه أشبه الخلق برسول الله، أو قال لي أحد أصحاب رسول الله، إنما يقارن بنفسه بين المشبَّه والمشبَّه به عن حسٍّ ومشاهدة، وهذايقتضي أنه رأى رسول الله (ص). ولو فتشنا أسماء الصحابة من الجنّ والإنس لما عثرنا على صحابي بهذا الاسم، وهذه المهنة التي لم يعهد عن الصحابة أنهم مارسوها.
ومنها أنه يقول: «فأقبلت على خادم كان معنا، فقلت: ما لي أرى الكوفة تضج؟ قال: الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد، فقلت من هذا الخارجي؟. فقال: الحسين بن علي (ع) قال: فتركت الخادم حتى خرج…".
فهو لا يعلم بمقتل الحسين (ع) ولم يسمع به، في حين أن الكوفة بقيت لما يقرب من أربعة أشهر تغلي بسبب نهضة ‏الحسين، وقد سمع بقتل الحسين (ع) حتى الأطفال في حجور أمهاتهم. بل إن الجَصاص المزعوم قال بعد قليل: «وأتيت إلى الكِناس، فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس‏…» مما يعني أن الناس كانوا يعلمون بقتل الحسين (ع) وقد خرجوا لرؤية السبايا. فهل كان الجصاص في عداد الموتى فبُعث من قبره كما بُعث خبره أيام تدوين البحار؟
3 ـ من المعروف في الحروب والمعارك أن قائد المعركة يسارع بإبلاغ القيادة العليا بمستجدات الحرب أولاً بأول، وهذا ما فعله عمر بن سعد لعنه الله بعد مقتل سيد الشهداء، إذ قام بقطع الرؤوس كلها، وسرّح بها في اليوم العشر إلى الكوفة، وبقي في كربلاء حتى اليوم الحادي عشر من محرم، وهو ما روته التواريخ الإسلامية، بل رواها أجلة علمائنا ومنهم السيد ابن طاوس عليه الرحمة وغيره.
إلا أن رواية الجصاص لها سيناريو آخر مقلوب مخالف لطبيعة الأمور، فقد ادعى أن السبايا دخلت الكوفة (قبل الرؤوس)، وهذا ما لم يلتفت إليه الكثير ممن مرّ بهذا الخبر البائس مروراً عابراً.
يقول الخبر المذكور: « فبينما هي تخاطبهن ـ أي أم كلثوم ـ إذا بضجّة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين‏".
4 ـ في هذه القصة الأسطورية تفاصيل كثيرة، عن عدد المحامل، وأوصاف الإبل، وأحاديث بين السبايا والناس، وأشعار، وغير ذلك من التفاصيل، فمن روى تلك التفاصيل الدقيقة عن الجصاص المزعوم؟ حال أن الجصاص يدعي أنه خرج لوحده لمشاهدة ما يجري، بل إنه تسلل من القصر حتى لا يعلم به حتى الخادم. فمن هو الواسطة في النقل بينه وبيننا؟
5 ـ أن الحادثة المهمة في القصة كلها هي ما زعمه من ضرب السيدة زينب (ع) جبينها بمقدم المحمل، يقول: «حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها» ومثل هذه الحادثة لا بد أن يكون قد شاهدها الكثيرون وليس الجصاص وحده، بل إنه يقول بصيغة الجمع: «رأينا الدم» فيا ترى، ما وجه اختصاص الجصاص برواية هذه الحادثة دون غيره من مئات بل آلاف الناس الذين شاهدوها؟
6 ـ يقول السيد ابن طاوس في اللهوف عن عمر بن سعد لعنه الله تعالى: «ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين (ع) وحمل نساءه على أحلاس أقتاب الجمال بغير وطاء، مكشفات الوجوه بين الأعداء وهنّ ودائع الأنبياء» اللهوف: 143. والوطاء خلاف الغطاء، أي أنهم حملوهن على الجمال بلا هودج ولا محمل ولا غطاء.
بينما يذكر الجصاص أن زينب (ع) «نطحت جبينها بمقدم المحمل». وهذا يقتضي أنهم حملوهنّ معززات مكرمات كما أتين مع الحسين (ع)من المدينة. وهو تناقض فاحش بين هذه الرواية ورواية السيد ابن طاوس رحمه الله. فيا ترى أين وجدت زينب (ع) محملاً وهي بين يدي هؤلاء الأجلاف لتضرب رأسها فيه؟

فهل بعد هذا كله يمكننا أن نقول أن السيدة زينب نطحت جبينها بمقدم المحمل؟ حاشاها ثم حاشاها و هي بطلة كربلاء المعروفة بجملتها العظيمة "ما رأيت إلا جميلا".


المصدر:موقع الإجتهاد بتصرف

سيد فاضل
30-01-2020, 11:57 PM
الله يعطيك العافية
وضع المصدر أوثق

محـب الحسين
02-02-2020, 12:14 AM
جزاكِ الله أحسن الجزاء

صدى المهدي
04-02-2020, 11:42 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم
بارك الله بكم
شكرا لكم كثيرا

عاشقة ام الحسنين
04-02-2020, 02:18 PM
اللهم صل على محمد وآل محمدوعجل فرجهم يا كريم
أسعدني وجودكم وتنويركم في صفحتي المتواضعة
لا خلا ولا عدم إن شاء الله ..

كونوا بالإنتظــــــار

دمتم في حفظ المولى ورعاية بقية الله الأعظم