المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفسير الكامل لدعاء الصباح للإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام


عاشقة الابتسامه
28-07-2009, 03:24 PM
التفسير الكامل لدعاء الصباح للإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام


كنت أبحث عن معاني قد أختلجت في داخل هذا الدعاء

ووجدتها

لذاأتمنى لكم الإفادة


وإستمعو للدعاء مع القراءة

شعور رائع


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على الطاهرة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
عدد كمالك يـــــــا الله ومنتهى رضــــــــــاك
يــــــــــا ربـــــــــاه


الدعاء مفتاح كل رحمة، ونجاح كلّ حاجة، ولا يُنال ما عند الله تعالى إلاّ به.،لقوله عز ذكر :
"...قل ما يعبؤا بكم ربّي لولا دعاؤكم..."الفرقان 77
وهو مخّ العبادة، وسلاح المؤمن و....


وقدأمرنا سبحانه بالدعائه، ووعدنا الإجابة إذ قال:
"...ادعوني أستجب لكم..."غافر60
و تعددت الأحاديث عن رسول الله عن عترته الطاهرة
في الترغيب في الدعاء والإلحاح على الله تعالى.


ومن أجمل وأبلغ الأدعية :دعاء( الصباح)الذي أبدع فيه مولانا أميرالمؤمنين() بكلماته التي نستوحي منها الخشوع والإجلال والإكبار من سيد البلغاء والمتكلمين وإمام الفصحاء والمحدّثين بعد رسول ربّ العالمين صلوات الله وسلامه عليهما وعلى الأئمّة الطاهرين وجميع الأنبياء والمرسلين...

ولأهمية الدعاء وجماله سأحاول نقل الشرح الذي جاء في كتاب (شرح دعاء الصباح -للشيخ نزيه القميحا) ، حتى تعم الفادة ، ونقترب من معاني تلك الكلمات العلوية النورانية.

بسم الله الرحمن الرحيم


[اللّهمّ يَامَن دَلَعَ لِسانَ الصباح بنطق تبلّجه، وسرّح قِطع الليل المظلم بغياهب تلجلُجه، وأتقن صُنع الفَلك الدوّار في مقادير تبرّجه، وشعشَع ضياء الشمس بنور تأجّجه].


(اللّهمّ يَامَن دَلَعَ لِسانَ الصباح بنطق تبلّجه)


دلع: أخرج وأظهر.


لسان الصباح: شروق الشمس ووضوح النهار.


النطق: هو ضد الصمت.


التبلج: الإضاءة والإشراق.


المعنى: يا إلهي! يامن أخرجت ضوء الصباح، وأظهرت إشراقة النهار وضوءه...


(وسرّح قِطع الليل المظلم بغياهب تلجلُجه)


التسريح: الإرسال. قال عزّ وجلّ: (أو تسريح بإحسان). البقرة/229.


قطع الليل: أي حركة الليل: درجة درجة، وقطعة قطعة. الغياهب: الظلمة الشديدة.


التلجلج: التردد، مثل لقمة الطعام تتلجلج في الفم، وتتردد للمضغ. وقد قيل: «ألحق أبلج، والباطل تلجلج» ولجّة البحر تردد أمواجه.


المعنى: يا إلهي! يا من أرسل الليل المظلم الشديد الظلمة، متحركاً متردداً ذهاباً وإياباً...


(وأتقن صُنع الفَلك الدوّار في مقادير تبرّجه)


أتقن: أحكم.


الفَلك: جمعها أفلاك، وهي الكواكب والنجوم.


الدّوّار: المتحرك بالاستدارة.


المقادير: من المقدور والقدرة.


التبرج: الزينة، قال تعالى:
(وقرن في بيوتكنّ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاُولى). الأحزاب/33.


وزينة الأفلاك هي انتقالها من برج إلى برج، أو هي التي زيّن بها الله السماء الدنيا
(ولقد زيّنا السماء الدّنيا بمصابيح). الملك/5.


(صنع الله الذي أتقن كلّ شيء). النمل/88.


المعنى: إلهي! يا من أتقنت وأحكمت صنع كلّ شيء، وفي أجمل تصوير وتبرج وزينة...


(وشعشَع ضياء الشمس بنور تأجّجه)


الشعشعة: المزج والخلط.


التأجج: هو إضرام النار واشتعالها ولهبها.


المعنى: يا إلهي! يا من مزج ضياء الشمس بالأشعة التي تخرج منها حال تأججها واشتعالها، فيكون منها ضياء دائماً أبداً...


[يامن دلّ على ذاته بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته، وجلّ عن ملاءمة كيفيّاته. يا من قرب من خواطر الظّنون، وبَعُد عن ملاحظة العيون، وعَلِمَ بما كان قبل أن يكون].

(يامن دلّ على ذاته بذاته) :

المعنى: هذه فقرة موجزة قالها أميرالمؤمنين() فيها دلالات واسعة و كثيرة:

أي يا إلهي! يا من كان نور ذاته المقدسة، هو دليل موصل للطالبين والراغبين إلى التقرب إليه، والتعرف عليه، فبفضله وكرمه وفيوضاته عرّف عباده على ذاته وعبادته، ودلّهم على كيفيّة الوصول إلى القرب منه، والتعرّف عليه، فهو الخير، ومنه الخير وإليه يعود الخير...


(وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته)

التنزّه :التباعد، فلان يتنزّه عن الأقذار، وينزّه نفسه عنها، أي يتباعد عنها.

المجانسة: المشاركة.

المعنى: إنّ الله تبارك وتعالى نأى عن مشابهة مخلوقاته، لأنّه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). الشورى/


(وجلّ عن ملاءمة كيفيّاته) :

المعنى: أنّه تبارك وتعالى جلّ وترفّع عن أن يكون ملائماً ومناسباً لخلق المخلوقين، أو مشابهاً لهم بل هو القديم الأزلي، الذي (لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفواً أحد). الإخلاص/3 ـ 4


(يا من قرب من خواطر الظّنون) :

المعنى: إلهي! يا من تعاليت وتباعدت عن جميع المخلوقات بأجسادهم ومادتهم، وكنت قريباً من خواطرهم ولمحاتهم النفسية، وخلجاتهم القلبيّة. ولكن العلم بك لا يصل إلى حدّ اليقين، بل هو خطرات ظنّية وأمّا معرفتك يا إلهي! المعرفة الحقيقيّة لم تتوفّر إلاّ لقلة من البشر الذين اصطفيتهم، وجعلتهم خزّان علمك ومهبط وحيك.

قال رسول الله(سلم):
يا عليّ! ما عرف الله تعالى إلاّ أنا وأنت، وما عرفني إلاّ الله وأنت، وما عرفك إلاّ الله وأنا.


(وبَعُد عن ملاحظة العيون) :

المعنى: إلهي! يا من قربت من خطرات القلوب ولمحات العقول، وبعدت عن لحظات ونظرات العيون إنّك لا تدركك الأبصار ولكنّك تدرك الأبصار وأنت اللطيف الخبير. بتصرف عن الآية/103 من سورة الأنعام.


(وعَلِمَ بما كان قبل أن يكون) :

إنّ الموجودات كلّها لها وجودان: وجود صور أزليّة في علم الله تعالى، ووجود آخر هو ما أخرجه سبحانه إلى عالم الشهادة العينية تدريجياً على حسب الإستعدادات والمقتضيات والظروف.

المعنى: إنّ علم الله تعالى علم إحاطة في كلّ شيء، وقبل كلّ شيء، وبعد وجود كلّ شيء، ولا يغيب عنه أيّ شيء...


(يامن أرقدني في مهاد أمنه وأمانه، وأيقظني إلى ما منحني به من مِنَنهِ وإحسانه، وكفّ أكفّ السوء عنّي بيده وسلطانه)

(يامن أرقدني في مهاد أمنه وأمانه) :

المهد للطفل جمعها مهاد الفراش أو السرير
والأمن: طمأنينة النفس، وزوال الخوف

المعنى: إلهي! يا من خلقتني وخلقت جميع الناس نحن في رعايتك وحفظك وأمانك سواء في حالة النوم والرقاد، أو في حالة اليقظة والانتباه


(وأيقظني إلى ما منحني به من مِنَنهِ وإحسانه) :

أيقظني :نبّهني من النوم.

منحني :أعطاني ووهبني

المعنى: إلهي! يامن أيقظتني ونبّهتني من نوم الغافلين، ونبهتني إلى ما أعطيتني من أعمال الصالحين التي توصلني إلى درجة المتّقين، الذين أنعمت عليهم من الأنبياء والمرسلين والشهداء والصدّيقين، وذلك بفضلك وجودك وكرمك وإحسانك ورحمتك يا أرحم الراحمين


(وكفّ أكفّ السوء عنّي بيده وسلطانه) :

السوء :هو كل ما يغمّ الإنسان

اليد :القدرة، يد الله تبارك وتعالى هي قدرته.

المعنى: إلهي! يامن حرست عبادك المؤمنين، ودفعت عنهم كلّ سوء أو حزن أو غمّ أو همّ، إنّك قلت وقولك الحق: (إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا)الحج/38


(والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول)

المعنى: بعد أن وصف الرسول(صلى الله عليه وآله ) بأنّه الدليل والهادي إلى الله تعالى عطف هنا صفات اُخرى له وهو أنّه ماسك ومتعلق بكلّ شيء موصل بالشرف الرفيع العالي والكرامة العظمى.


(والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل)

الناصع: الواضح، يقال: أبيض ناصع، وأصفر ناصع أي واضح وبيّن.

الحسب: هو ما يعده الرجل من مفاخر أجداده.

الذروة: كسر الذال وضمها، هي أعالي الشيء وسنّامه ورفعته.

الكاهل: هو ما بين الكتفين.

الأعبل: الضحم الغليظ، يقال: رجل عبل الذراعين أي ضخمهما، وفرس عبل الشوى أي غليظة القوائم...

المعنى: أنّه() يصف رسول الله(صلى الله عليه وآله ) بأنّه عالي النسب، شامخ الحسب، رفيع الشأن، مجيد المكارم.


(والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول)

الزُحلفة: بضم الزاي، هي آثار تزلج الصبيان من فوق التل إلى أسفله، والزحلفة كالدحرجة، يقال: زحلفته فتزحلف...

المعنى: أنّه() يصف رسول الله(صلى الله عليه وآله ) بأنّه ثابت القدم منذ أن خلقه الله تعالى، قبل النبوّة وبعدها مهما مرّت عليه من منحدرات ومزالق، وهو باق على رفعته وشموخه وعظمته...


(وعلى آله الطيبين الأخيار، المصطفَين الأبرار)

المعنى: أنّه() بعد أن صلّى على النبيّ الأطهر الماجد الأزهر(صلى الله عليه وآله ) عطف هنا الصلاة على آله الأخيار الذين اصطفاهم الله سبحانه، وطهرهم من الرجس والدنس تطهيراً.

وقد بدأ() في أوّل الدعاء بالصلاة على محمّد وآله ويختم الدعاء كذلك، لأنّ الدعاء المقبول عند الله تعالى هو الصلاة على محمّد وآل محمّد، فلا يرد سبحانه ما ورد بين الصلاتين!


وقد ورد عن أميرالمؤمنين() أنّه قال:
"كل دعا محجوب حتى يصلّى على النبيّ(صلى الله عليه وآله )".

وقال أبو سليمان الداراني: إذا سألت الله حاجة فابدأ بالصلاة على النبيّ(صلى الله عليه وآله ) ثم ادعُ ما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإنّ الله سبحانه يقبل الصلاتين، وهو أكرم من أن يدع ما بينهما.


وقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله ) أنّه قال:
لا تصلّوا عليَّ الصلاة البتراء! فقالوا: وما الصلاة البتراء؟

قال(صلى الله عليه وآله ):
تقولون: اللّهمّ صلّ على محمّد، وتمسكون!.بل قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد


قال مولانا أمير المؤمنين في دعاء الصباح الشريف:

[وافتح اللّهمّ لنا مصاريع الصباح، بمفاتيح الرحمة والفلاح، وألبسنا اللّهمّ من أفضل خلع الهداية والصلاح، واغرس اللّهمّ لعظمتك في شرب جناني ينابيع الخشوع، وأجر اللّهمّ لهيبتك من أماقي زفرات الدموع وأدِّب اللّهمّ نزق الخرق منّي بأزمّة القنوع].

(وافتح اللّهمّ لنا مصاريع الصباح، بمفاتيح الرحمة والفلاح)

نسألكم الدعاء

علويه حسينيه
01-09-2009, 09:20 PM
اللهم صل على الطاهرة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها