المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : “يصب في صالح الأعداء ويضر مصالح المسلمين”.. عدد من مراجع قم ينتقدون إنتاج فيلم “سيدة الجنة”


سيد فاضل
28-12-2020, 12:15 PM
https://iraq.shafaqna.com/wp-content/uploads/2020/12/1-hF24JEm7Ldh8LZXQovbkYg.jpg

“يصب في صالح الأعداء ويضر مصالح المسلمين”.. عدد من مراجع قم ينتقدون إنتاج فيلم “سيدة الجنة”

شفقنا العراق-انتقد عدد من مراجع الدين في قم، إنتاج فيلم “سيدة الجنة” واعتبروه محاولة تحريضية تصب في صالح الأعداء وتضر بمصالح المسلمين بسبب إثارته لمسائل خلافية في وقت يحتاج العالم الإسلامي إلى الابتعاد عما يثير الخلاف.

فيلم “سيدة الجنة” هو من إنتاج رجل الدين الكويتي، المثير للجدل، ياسر الحبيب، ومن إخراج جون ستيفنسون ومن المقرر إطلاقه ليلة رأس السنة، وهو أول فيلم سينمائي يحكي قصة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

وتحكي القصة عن طفل عراقي يستلهم من تجربة السيدة فاطمة الزهراء بعد 1400 سنة، في بلد مزقته الحرب، حيث يتعلم أهمية وقوة الصبر، يجد الطفل نفسه في منزل جديد بعد فقدان والدته، حيث تروي جدته العطوف القصة التاريخية للسيدة فاطمة وكيف أن معاناتها كضحية أولى للإرهاب ترمي بظلالها على القرن الحادي والعشرين.

وكتب السيّد جعفر فضل الله إن سيناريو الفيلم يقوم على ربط بين أحداثٍ معاصرة وبين سيرة حياة السيدة فاطمة الزهراء (ع)، مع التركيز في الربط على ما جرى بعد وفاة النّبي (ص)، والهجوم على بيتها وسائر التفاصيل التي ارتبطت بالحادثة بحسب الرواية المتداولة لدى الشيعة عمومًا.

وحذر فضل الله من الخطورة التي تكمن في الربط الحدثي بين الحاضر والتاريخ، بحيث يجري إسقاط تفسير لكل الأحداث التي أخذت مأخذًا بليغًا من المسلمين على امتداد المنطقة ولا تزال، فيما يخصُّ الفتنة في سوريا والعراق تحديدًا.

وقال إن هذا التفسير يقوم على ربطها برواية تاريخية مؤجّجة للعواطف لدى عموم الشيعة. وأيًا هو الرأي في الأحداث المعاصرة، فإنّه لا شكّ أنّ تفسيرها أعقد من ذلك؛ لأنّه لا يمكن عزل هذا التفسير عن المشهد السياسي وصراعاته، محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وحول الفتاوى الصادرة من عدد من المرجعيّات الإسلامية الشيعية، والمحرِّمة لهذا العمل الصادرة، أشار إلى أنّها تدقّ ناقوس الخطر من جهة، وتمنع لصق هذا العمل بالتشيّع، إلّا أنّها قد لا تستطيع إيقافه في هذا العالم المفتوح، داعيا العقلاء من السنّة والشيعة، ومن يؤثّر هؤلاء العقلاء عليهم من الجماهير ألا يسمحوا بأن يأخذ الفيلم أكبر من حجمه في تأثيره على حاضرنا ومسؤوليّاتنا تجاه قضايانا، ولتفويت الفرصة على العاملين للفتنة من جهات ودول.

فتاوى العلماء

جاء في رد المرجع آية الله الشيخ لطف الله صافي الكلبايكاني على استفتاء حول دعم إنتاج الفيلم وبثه، إننا “قلنا مرارا وتكرارا إن الشيعة ومحبي أهل البيت (ع) يجب أن يكونوا دائما حذرين وأن يحرصوا على نشر المعارف القرآنية والعترة النبوية وأن يتجنبوا القيام بأي عمل قد يؤدي إلى الإساءة للإسلام والمذهب ويسبب في قتل أو جرح الشيعة المضطهدين على يد أعداء الإسلام أو ينتهي بتشريد البعض من أوطانهم”.

وأضاف المرجع الديني صافي الكلبايكاني، أنه يتحتم على المؤمنين بذل الدقة اللازمة وتجنب أي نشاط قد تكون له نتائج سلبية كإنتاج فيلم أو ما شابه ذلك.

كما أكد المرجع الديني آية الله الشيح ناصر مكارم الشيرازي، قائلا: “مما لا شك فيه أن أولئك الذين يساهمون في إعداد ونشر هذا الفيلم أو مشاهدته يرتكبون كبائر الذنوب خاصة في الظرف الحالي الذي يصب فيه أي خلاف بين المسلمين، في صالح الأعداء ويعتبر نصرا لهم.

وتابع: أن القيام بمثل هذه الأمور يحمل في طياته مسؤولية شرعية جسيمة وهناك احتمال قوي بأن يكون للأعداء يد في ذلك وانهم خططوا لإثارة مثل هذه الموضوعات، مؤكدا على أن كل من يساهم في ذلك يعتبر شريكا في الدماء التي قد تراق بسببه.

وأضاف لابد أن تقولوا للجميع أن من يبحث عن مثل هذه البرامج المثيرة للخلافات، ليس منا. فمثل هؤلاء يستغلون وللأسف محبة وإخلاص جمع من محبي أهل البيت (ع) وخاصة العشاق منهم للسيدة فاطمة الزهراء (ع) مؤكدا على أن الرسائل التي ينطوي عليها هذا الفيلم لا علاقة لها بالإسلام وشيعة أهل البيت (ع).

المرجع آية الله الشيخ حسين نوري الهمداني قال كذلك إننا “ضد هذه الأنشطة ولا نعتبرها أبدا لصالح الإسلام ونرى في أي مساعدة أو إبداء أي اهتمام أو مشاهدة للفيلم، حراما وخلافا للشرع.”

كذلك، أكد المرجع آية الله الشيخ جعفر السبحاني إن “في الظروف التي تعيشها البلدان الإسلامية في الوقت الحاضر والفتنة الكبرى التي أثارها الأجانب والتي أدت إلى تقاتل المسلمين وتشريد الملايين من العراقيين والسوريين من منازلهم وأوطانهم ليلجأوا إلى الغرب، فإن إنتاج هكذا فيلم لا يحقق إلا مطالب الأعداء، وهو بعيد كل البعد عن العقل والتقوى، وعلى هذا فإن إنتاجه حرام وأي مساعدة مالية له، تعاون على الإثم.