من هی هاريت تابمان التي حلت مكان الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون على ورقة الـ 20 دولار؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيد فاضل

    • Aug 2019
    • 29847

    من هی هاريت تابمان التي حلت مكان الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون على ورقة الـ 20 دولار؟



    من هی هاريت تابمان التي حلت مكان الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون على ورقة الـ 20 دولار؟


    تقریر خاص- أعلن وزير الخزانة الأميركية جاكوب ليو ​عن تغيير تاريخي ورمزي سوف يلجق بالعملة الأميريكية، إذ من المقرر أن تُطبع صورة هاريت تابمان، الناشطة المناهضة للعبودية، على الأوراق النقدية من فئة العشرين دولارا.

    وبهذا تعتبر هاريت تابمان أول إمرأة توضع لها صورة منفردة على الأوراق النقدية الأمريكية. وكان من المفترض أن تظهر الورقة النقدية الجديدة العام الماضي وعليها صورة الناشطة، التي عانت من العبودية منذ ولادتها عام 1822. وخططت وزارة الخزانة إلى طباعة صورتها بدلا من صورة الرئيس السابق أندرو جاكسون الذي كان يمتلك عددا من العبيد. وتعطل إصدار الورقة النقدية تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

    وبعد تسلم بايدن مقاليد البيت الأبيض أعاد خطط وضع صورة هارييت على الورقة النقدية بدلا من صورة أندرو جاكسون. وأكد البيت الأبيض أن وزارة الخزانة تدرس كيفية الإسراع بتنفيذ القرار.اذا من هی هاريت تابمان؟

    رغم أصولها المتواضعة، إلا أنها “هارييت توبمان” صارت أحد الأبطال الذين خلد التاريخ الأمريكي أسمائهم بفضل إنجازاتها للبشرية، بعد مساهمتها الكبيرة في القضاء على العبودية وجهودها في الحرب الأهلية، إذ كانت حياتها ملونة ومدهشة وطويلة وإرثها ضخمًا.

    قادة حركة الحقوق المدنية خلال فترة الخمسينات والستينيات، نظروا إلى “هارييت” باعتبارها رمزًا للحرية والشجاعة؛ ولكن من هي هارييت تابمان؟ وكيف هربت من حياة العبودية في الجنوب المتعصب؟ وكيف نمت لتصبح في البداية أسطورة حية ثم أيقونة للتاريخ الأمريكي؟

    تعتبر تابمان “أيقونة” في تاريخ أميركا، وأطلِق اسمها على عدد من المدارس الأميركية، وأقيم لها متحف في كامبريدج لتخليد مسيرتها النضالية، إضافة إلى نُصب تذكارية أخرى.

    أصبحت أول امرأة تختارها الحكومة الأميركية لوضع صورتها على عملة الدولار وذلك بقرار أصدرته يوم 21 أبريل/نيسان 2016.

    وقد علقت هيلاري كلينتون (وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة الديمقراطية لرئاسيات عام 2016) على هذا القرار قائلة: “امرأة وقائدة ومحاربة في سبيل الحرية، لا يمكنني تصور أي خيار للأوراق النقدية من فئة 20 دولارا أفضل من هاريت تابمان”.

    ووصف وزير الخزانة الأميركي جاكوب ليو المناضلة تابمان بأنها “ليست مجرد رمز تاريخي، وإنما هي مثل أعلى للقيادة والمشاركة في تحقيق الديمقراطية، وتجسد قصتها المذهلة -شجاعة والتزاما بالمساواة- مُثلَ الديمقراطية التي تحتفي بها أمتنا”.

    ويُعتبر اختيار صورتها لتوضع على ورقة فئة 20 دولارا -وهي الورقة النقدية الأكثر تداولا بين الأميركيين- انتصارا لها كبطلة قومية أميركية في مكافحة الرق، خاصة أنها وُضعت مكان صورة الرئيس الأميركي السابق أندرو جاكسون الذي يعد رمزا للعنصرية والإبادة الجماعية للعبيد بوصفه كان مالك رقيق.

    مولدها وعائلتها

    كانت هاريت تُدعى عند ولادتها أرامنتا روس، وكان والديها هاريت جرين وبن روس من العبيد. لم يسجل بالتحديد مكان ووقت ولادة هاريت كحال العديد من العبيد في أمريكا، واختلف المؤرخين في أدق التقديرات.

    وصلت مودستي جدة توبمان لأمها إلى أمريكا على متن سفينة الرقيق من أفريقيا، ولا تتوفر معلومات عن أجدادها الآخرين. وقيل لتوبمان في طفولتها أنها تنتمي إلى سلالة أشانتي (وهي ما تعرف بغانا اليوم)على الرغم من عدم وجود أدلة لتثبت أو تنفي هذا الإدعاء. كانت والدة توبمان طباخة عند عائلة بروديس، وكان والدها بن حطاب ماهر يشتغل في تقطيع الآخشاب في المزرعة، وتزوجوا في عام 1808 تقريباً، وكان لهم 9 من الأولاد بحسب سجلات المحكمة.

    ناضلت هاريت الأم للمحافظة على لم شمل العائلة بينما حاولت العبودية تشتيتها. فقد باع إدوارد بروديس ثلاثة من بناتها، وفرقهم عن العائلة إلى الأبد. وعندما قدم تاجر من جوجيا إلى بروديس من أجل شراء موسى أصغر الأبناء، قامت والدته بتخبأته لمدة شهر بمساعد العبيد الآخرين والسود الأحرار في المجتمع، حتى أنها واجهت مالكها بأمر البيع ذات مرة. وفي النهاية جاء التاجر وبروديس إلى مكان العبيد لانتزاع الطفل، فأخبرتهم الأم: “أنتم هنا من أجل ابني، لكني سأفتح رأس أول رجل يدخل إلى بيتي.” تراجع المالك وتخلى عن فكرة البيع. يقول كتاب السيرة أن هذا الحدث قد ألهم هاريت توبمان إيمانها في إمكانية المقاومة.

    طفولتها

    كانت توبمان ترعى إخواتها الصغار في طفولتها لانشغال والدتها في البيت الكبير وقلة الوقت التي تقضيه مع العائلة، وفي سن الخامسة أو السادسة عُينت كمربية في بيت السيدة سوزان، وأُمرت بمراقبة الطفل حين ينام، وكانت تُضرب عندما يستيقظ ويبدأ بالبكاء. وذكرت توبمان عن يوم معيناً عندما جلدت خمس مرات قبل الإفطار، وحملت آثار الجلد بقية حياتها، وهددت فيما بعد لسرقة قطع من الحلوى فختبأت في حضيرة خنازير لمدة خمسة أيام، وكانت تتقاتل مع الخنازير من أجل الطعام. وعندما بتدأت تتضور جوعاً عادت إلى منزل السيدة سوزان وتلقت ضرباً شديد.

    وعملت توبمات في طفولتهاأيضاً في منزل مزارع يدعى جايمس كوك حيث كان يأمرها بالنزول في المستنقعات لتفقد أفخاخ فأر المسك، وحتى بعد إصابتها بالحصبة كانت تُرسل داخل مياه تصل إلى مستوى الخصر. أُعيدت إلى البيت عندما مرضت بشدة، لكن سرعان ما أعاد مالكها توظيفها في العديد من المزارع حينماستعادت صحتها. وعندما كبرت وزادت قوتها عُينت في أعمال مثل الحرث وقيادة الثيران والعمل في الغابات.

    إصابة في الرأس

    أُرسلت توبمان في يوم من الأيام في سن المراهقة إلى مخزن لشراء بعض المستلزمات، وقابلت هناك عبد مملوك من قبل عائلة أخرى كان قد ترك الحقل من دون إذن. طلب مراقبه الغاضب من توبمان مساعدته في تقييد الشاب، لكنها رفضت وهرب العبد، فرمى المراقب ما يزن 2 رطل فأصابت توبمان بدلاً من العبد الهارب، مما تسبب في كسر جمجمتها كما قالت. أعُيدت توبمان إلى بيت مالكها وهي تنزف وفاقدة الوعي وبقيت جالسه على مقعد بدون أي عناية طبية لمدة يومين. وأرسلت بعد ذلك إلى الحقول حيث قالت أن الدم والعرق كان يسيل على وجهها حتى حجب عنها الرؤية. قال رئيسها أنها لا تسوى ست بنسات وأعادها إلى مالكها مرة أخرى الذي حاول في بيعها ولم ينجح. بدأت تفقد الوعي بالرغم من أنها كانت تزعم أنها تعي ما يحدث حولها وبالرغم من أنها كانت تبدو نائمة. كانت هذه الأوقات مقلقة لأفراد عائلتها الذين لم يستطيعوا ايقاضها عندما كانت تنام فجأة بدون إنذار. ولازمت هذه الحالة توبمان طوال حياتها. يقول لارسون من أنها قد تكون عانت من صرع الفص الصدغي نتيجة للإصابة.

    حدثت إصابة الرأس الشديدة هذه لتوبمان في وقت أصبحت فيه شديدة التدين. كانت تحكي لها أمها عن قصص من الكتاب المقدس في طفولتها، وكان لديها إيمان عميق بالله، ورفضت تفسيرات البيض للكتاب والتي كانت تحث العبيد على الطاعة، ووجدت الهداية في العهد القديم.

    العائلة والزواج

    أُعتق بن والد توبمان من العبودية في عام 1840 في عمر الخامسة والأربعين كما نصت وصية أحد المالكين السابقين، لكن عمره في الحقيقة كان آنذاك خمسة وخمسين سنة، وأكمل عمله لدى عائلة ثومبسون التي كانت تملكه كعبد. تواصلت توبمان بعد عدة سنوات مع محامي من البيض ودفعت له خمسة دولارات ليحقق في وضع والدتها القانوني. اكتشف المحامي أن المالك السابق أصدر أوامر بأن هاريت يجب أن تعتق مثل زوجها في عمر الخامسة والأربعين. وبينت السجلات أن ذات الحكم يبنطبق على أبنائهم. لكن العائلات المالكة تجاهلت هذا الشرط عند ورثتهم للعبيد، وكانت معرفة هذا الأمر عسيرة على توبمان.

    تزوجت توبمان من رجل أسود حر يدعى جون توبمان في عام 1844 أو قريب من ذلك. على الرغم من أنه لا يعرف إلا القليل عنه وعن حياتهما معاً، إلا أن زواجهما كان معقداً بسب عبوديتها. ولأن حالة الأطفال تتبع حالة الأم، فإن أي طفل يولد لجون وهاريت سيكون عبداً. هذا النوع من الزيجات بين العبيد والأحرار لم يكن غير مألوف في الساحل الشرقي لولاية ماريلاند حيث نصف السكان السود كانوا أحرار. أغلب العائلات الأمريكية من أصول أفريقية كان لديها أفراد أحرار ومستعبدين. ويعتقد لارسون أنهم ربما حاولوا أن يشتروا حرية توبمان.

    الهروب من العبودية

    عاد المرض إلى توبمان من جديد في عام 1849، ونتيجة لذلك قلة قيمتها كمستعبدة. حاول إدوارد بروديس أن يبيعها لكنه لم يجد أي مشتري، مما أدى إلى زيادة غضبه وظلمه على عائلتها. كانت توبمان تدعي لمالكها كل ليلة وتطلب من الله أن يغير من أساليبه، وكان هو يأتي بالمشترين طوال الوقت الذين كانوا يتفحصوها ويذهبون. عندما شعرت توبمان بأن صفقة بيعها على وشك الانتهاء أصبحت تدعي على مالكها وتطلب من الله أن يبعده عن طريقها. توفي أدورد بعد أسبوع من ذلك وعبرت توبمان عن ندمها على مشاعرها تلك، حيث أن موت إدوارد زاد من احتمال بيعها وتشتت العائلة. بدأت إليزا أرملة إدوارد بالعمل على بيع أفراد العائلة. رفضت توبمان انتظار عائلة بروديس للتقرر مصيرها بالرغم من كل محاولات زوجها لإثنائها عن ذلك، ورأت أن لديها خيارين لا ثالث لهما:إما حريتها أو الموت.

    هربت توبمان وأخويها بن وهنري من العبودية في سبتمبر من عام 1849 وعملوا في مزرعة كبيرة يملكها أنتوني ثومبسون. عندما لاحظت إليزا بروديس هروبهم قامت بعمل إشعار هروب ووضعت مكافأة 100 دولار لكل عبد يُعاد. قرر إخوة توبمان العودة خوفاً من المخاطر وتراجعوا عن فكرة الهروب، خصوصاً أن بن قد أصبح أب، واضطرت توبمان أن تعود معهم.



    هربت توبمان ثانية، ولكن من دون إخوتها هذه المرة. حاولت أن ترسل إلى والدتها خبر هروبها قبل مغادرتها عن طريق مستعبدة تثق بها تدعى ماري. الطريق التي سلكتها في الهروب غير معروفة، لكنها استفادت من الشبكة الواسعة المعروفة بنفق سكة الحديد، وهي نظام غير رسمي منظم يتكون من سود عبيد وأحرار وناشطين في مجال إلغاء الرق من البيض وأخرى ن. سلكت توبمان طريقة معروفة لدى العبيد الفاريين على طول امتداد نهر تشوبتانك، خلال ولاية ديلاوير، إلى ولاية بنسلفانيا، وقطعت رحلة ما يقارب من تسعين ميلاً سيراً على الأقدام في خمسة أيام وثلاثة أسابيع.

    موسی

    بعد وصـولها لـ “فيالديلفيا”، تـأمّـلت “توبمان” حالة عائلتها. حيث قالت “كـنتُ امرأة غريبـة في ديـار غريبة”، ثم أردفت لاحقًـا “لـقد كان أبي وأمي، أخواني وأخواتي، أصدقائي وصديقاتي في (ولاية ماريلاند) بينما كنتُ أنا حرّة، وكان حريًـا بهم أن يكونوا أحرارًا هم أيضا، لقد كافحت في وظائف غريبة ووفّرت مالًا. وفي تلك الفترة، كان “الكونغرس الأمريكي” قد أقرّ بنظام “قانون هروب العبيد،1850″، والذي كان يُجبر منفّذي القانون على معاقبة المحرّضين على الهروب شرّ عقاب، حتى في المناطق التي تمنع العبودية، بحيث يقومون بالمساعدة في القبض على العبيد الفارين، فقد صعّب القانون عملية هروب العبيد، أولئك الذين كانوا يبحثون عن ملجأ هناك في “أونتاريو الجنوبية” (وهي مقاطعة كندا المتّحدة حاليًا)، والتي ألغت مبدأ العبودية، وكانت التوترات العرقية أيضًا تنمو بشكل متواصل في “فيلاديلفيا” حيث تشكّلت منافسة بين المهاجرين الإيرلنديين الفقراء، وبين السود الأحرار لأولئك العبيد. في ديسمبر – كانون الأول من عام 1850 م، تلقت توبمان تحذيراً بأن ابنة أختها كيسيا وطفليها ” جيمس ألفريد ذو الستة أعوام والطفلة أرمينتا” سوف يتم بيعهم قريباً في كامبريدج . ذهبت توبمان إلى بالتيمور، حيث سيقوم نسيبها توم توبمان بإخفائها حتى موعد البيع . زوج كيسيا والذي كان أسوداً حراً يُدعى جون باولي، قدم العرض لشراء زوجته، بعد ذلك بينما كانوا يقومون بترتيبات الدفع، هربت كيسيا وطفليها إلى منزل مجاور آمن . عندما حلّ الليل أبحر باولي وأسرته على متن زورق مسافة 60 ميلاً ( 100كيلومتراً ) حتى بالتيمور، حيث التقوا بتوبمان والتي جلبت الأسرة إلى فيلادلفيا .

    عادت توبمان في الربيع التالي إلى ميريلاند لتساعد أفراد العائلة الآخرين على الخروج، ففي رحلتها الثانية استعادت شقيقها” موسى” ورجلين آخرين غير معروفين . على الأرجح أن توبمان قد عملت مع الناشط ضد العبودية توماس جاريت وهو منتمٍ للمذهب الكويكري يعمل في ويلمينجتون .

    الحديث عن أعمالها البطولية شجع عائلتها، كما أجمع كتاب السيرة على أن ثقتها بنفسها زادت مع كل رحلة إلى ميريلاند . كما تسببت في إنقاذ المزيد من الأفراد من العبودية وسماها الناشط ضد العبودية ويليام ويلد جاريسون بـ ” موسى ” ملمحاً بذلك إلى النبي الذي قاد العبريين من مصر إلى الحرية والوارد في كتاب “الرحيل ” .

    في مقابلة مع الكاتب ويلبر سايبرت في عام 1897, كشف توبمان عن بعض الأسماء للمساعدين وبعض الاماكن التي اعتادت على استخدامها مع السكك الحديدية تحت الارض .

    وبقيت مع سام جرين، وزير الاشخاص السود الاحرار القاطنين في شرق السوق الحرة، ماريلاند : كما انها اختبأت أيضا قريبا من بيت اهله في بوبلار نيك في مدينة كارولاين، ماريلاند. و ستسافر من هناك شمال شرق إلى مدينة الرمال وويلو قروف، ديلاويير, و إلى منطقة كامدن حيث وكالة الاحرار السود، ويليام ونات برينكلي وابراهام جيبز، قادوها إلى شمال دوفر البعيدة، سميرنا والطائر الأسود، حيث كان وكلاء اخرين سيأخذوها عبر شيسابييك وقناة ديلاووير إلى كاستل الجديدة وويلمينتجتون.

    في ويلمينتجتون، كواكر توماس جاريت أمّن لها وسيلة نقل آمنه إلى مكتب ويليام ستيل وإلى منازل مشغلين اخرين للسكك الحديدية تحت الارض في منطقة فيلاديلفيا العظيمة . ستيل، وكيل مشهور للسود، الذي له الفضل في مساعدة المئات من الباحثين عن الحرية والذين هربوا إلى اماكن امنه بعيدا في شمال نيويورك، نيو انجلاند وفي وقتنا الحاضر جنوبي انتاريو. .

    في خريف 1851، عادت توبمان إلى مدينة دورشستر لأول مرة بعد هروبها، وهذه المرة كانت للبحث عن زوجها جون والذي ادخرت المال من وظائف متعددة لشراء بدلة له، وبعدها قامت بالإتجاه جنوباً، حينما كان جون قد تزوج بإمرأة اخرى تٰدعى كارولاين . قامت توب بإرسال رسالة له تدعوه بالانضمام اليها مجدداً ولكنّه أصر على انه مسرور بتواجده مع كارولاين .في البداية، حاولت توبمان بالهجوم على بيتهما وتدميره ولكنها تراجعت عن فكرتها حينما رأت ان الأمر لا يستحق . وبعد ان كتمت غيظها، قابلت توبمان بعض الخدم الذين يريدون الهرب وقامت بتوجيههم إلى فلاديلفيا . قام جون وكارولاين جميعاً ببناء عائلة، حتى لقي جون مصرعه مقتولاً بعد 16 سنة في شجار طُرق مع رجل ابيض يدعى روبرت فنسنت .

    قانون الرقيق الهارب جعل من شمال الولايات المتحدة خطرةً أكثر عليهم فبدأ العديد منهم الهجرة إلى جنوب أونتاريو. قامت توبمان بقيادة مجموعة مجهولة من الهاربين مكونةً من 11 هارب، وكان ذلك في ديسمبر عام 1851. ربما في ذلك بوليز وعدة أشخاص آخرين قد ساعدت في تخليصهم شمالاً فيما مضى. توقفت توبمان ومجموعتها عند منزل الرقيق السابق فريدريك دوغلاس . وكان هناك أدلة تشير إلى ذلك. في السيرة الذاتية الثالثة لدوغلاس قد كتب: “في إحدى المرات كان هناك أحد عشر هارب تحت سقفي في نفس الوقت، وكان من الضروري أن يمكثوا معي لفترة حتى أستطيع جمع ما يكفي من المال لحملهم إلى كندا. كان هذا أكبر عدد من أي وقت مضى، وأيضاً كان توفير الكثير من الطعام والمأوى ….” صعباً بعض الشيء…”. عدد المسافرين ووقت الزيارة تجعل من الممكن أن هذه مجموعة توبمان .

    كفاح دوغلاس وتوبمان المشترك ضد العبودية ولد بينهما إعجابًا واضحًا وعظيمًا. عندما بُدأ التحضير لسيرة توبمان المبكرة في سنة 1868، كتب دوغلاس رسالة إعجاب لها، وفي ما يلي جزء منها .:

    أخلاقيات ورحلات

    على مدى أحد عشر عامًا، استمرت توبمان في التردد على الساحل الشرقي لماريلاند، حيث أنقذت ثلاثمئة عبدٍ خلال تسع عشرةً حملةً تقريباً، ومن ضمنهم أشقاؤها الثلاث :هنري وبين وروبرت، وزوجاتهم وعدد من أطفالهم .

    كما قامت بتزويد حوالي خمسين إلى ستين من الهاربين نحو الشمال بتوجيهاتٍ دقيقةٍ . عملها الخطير كان يتطلب مهارةً فذةً .

    كنت قد سألتيني عن ما تحتاجينه من كلمات لكتابة كلمة التوصية عني، أنا أحتاج مثل هذه الكلمات منك أكثر مما تحتاجينه أنتِ منها مني، خصوصًا وأن كدحك وإخلاصك السامي بشأن قضية استعبادنا مؤخرًا معروفة كما أعرفها أنا. تظهر الاختلافات بيننا بوضوح شديد، فمعظم ما أنجزته أنا وقاتلته من أجل خدمة قضيتنا كان أمام الملأ، وقد تلقيتُ الكثير من الدعم في كل خطوة من ذاك الطريق. بينما كنت أنت على النقيض تمامًا فقد جاهدت بطريقة خاصة. عملتُ أنا في النهار، وعملتِ أنتِ في الليل، سماء منتصف الليل ونجومها الصامتة كانت وما زالت الشاهدة على بطولاتك وإخلاصك للحرية . باستثناء جون براون -من الذاكرة المقدسة- أعلم أنه لا أحد يملك تلك الطوعية المحاطة بالأذى والمعاناة، والتعرض للمخاطر ليخدم شعبنا المستعبد غيرك .

    اعتادت بوتمان على العمل أثناء أشهر الشتاء، حتى تقلل من إمكانية رؤيتها من قبل المجموعة .

    قال أحد معجبي بوتمان مرةً : ((لطالما أتت في الشتاء، عندما يكون الليل طويلاً معتماً، ومن يملك منزلاً من الناس يبقى فيه ))

    فعندما اتفقت مع الرق الهاربين حيث كانوا يخرجون من البلدة ليالي السبت، إذ لا يتم نشر بلاغات الهروب في الصحف حتى صباح الإثنين .

    كانت رحلاتها إلي أرض العبودية حافلة بالمخاطر العديدة واستخدمت العديد من الحيل لتجنب كشف أمرها. ففي مرة تنكرت توبمان بطاقية وكانت حاملة في يديها دجاجتين حيتين لإعطاء نفسها مظهر شخص يقوم بعمل بعض المهمات. وفجأة وجدت نفسها متجهة نحو مالك سابق في مقاطعة دورشيستر، فانتزعت الخيوط التي تربط أرجل الدجاج وهذا أدى إلي إثارة الدجاج مما سمح لها بمنع اتصال الأعين. وفي وقت لاحق، اكتشفت بأن أحد ركاب القطار الذي تركب فيه ماهو إلا سيد سابق. لذلك فقد خطفت جريدة بالقرب منها وتظاهرت بالقراءة. وقد تجاهلها الرجل ذلك الرجل بسبب ما يعرف عن توبمان بأنها أمية.

    كان إيمانها الديني مصدراً مهما آخر حيث غامرت مراراً وتكراراً في ولاية ماريلاند ومنذ طفولتها استمرت معها رؤية إصابتها في رأسها فرأتها وكأنها إيحاءات إلهية وتحدثت عن التشاور مع الله واطمأنت بأنه سيحفظها. وفي إحدى المرات قال توماس جاريت عنها: ” لم أقابل قط شخصا -أسود أو أبيض- واثقا بالله أكثر منها، وكأنه يتحدث مباشرة إلى روحها. أيضاً قدمت بإيمانها الإلهي المساعدة الفورية، كانت تستخدم الروحانيات كرسائل مشفرة لتحذير المسافرين الرفقاء من الخطر أو للإشارة إلى مسار واضح .

    كانت توبمان تحمل مسدسًا ولم تكن خائفة من استخدامه، فبمجرد انضمام أي عبد إلى حملتها الاستكشافية فلا مجال لعودته؛ فقد كانت تهدد بإطلاق النار على أي شخص يحاول العودة. قصت توبمان حكاية رحلة لها مع مجموعة من العبيد الهاربين، حيث ضعفت الروح المعنوية وأصر أحد الرجال على العودة إلى المزرعة، فوجهت السلاح إلى رأسه وقالت: “إما الاستمرار أو الموت. بعد ذلك بعدة أيام كان الرجل مع المجموعة عند دخولها مقاطعة كندا… ويبدو أن توبمان كانت تحمل المسدس كحماية من صائدي العبيد المتربصين وكلابهم.

    لم يكن مالكي العبيد في المنطقة على علم في هذه الأثناء أن “مينتي” الصغير الذي يبلغ طوله خمسة أقدام وكان عبدا معاقا وهو الذي هرب منذ سنين ولم يعد، كان خلف عمليات هروب الكثير من العبيد في مجتمعهم . وفي أواخر عام 1850م بدأوا يشكون في أحد المناهضين للعبودية وهو رجل أبيض من الشمال بأنه كان يغري عبيدهم على الهروب بشكل سري. اعتقدوا بأن جون براون بنفسه كان يأتي إلى الساحل الشرقي ليحرض العبيد على الهروب قبل أن يلقى مصيره المشؤوم على هاربرز فيري في أكتوبر من العام 1859م . وفقًا لأحد الروايات الشهيرة فقد تم رصد مكافأة مالية بقيمة 40,000 دولار أمريكي مقابل القبض على توبمان إلا أن هذا المبلغ لم يكن صحيحًا، في العام 1868م وضمن الجهود المبذولة .” لحشد التأييد ودعم مطالبة توبمان بصرف حقها من معاشات المشاركين في الحرب الأهلية نشرت إحدى مناهضات العبودية السابقة وتدعى سالي هولي مقالاً تدعي فيه بأن مبلغ 40,000 دولار أمريكي “ليست مكافأة كبيرة ليقدمها مالكي العبيد في ماريلاند مقابل القبض عليها” [73] إلا أن مكافأة بهذه القيمة كانت ستثير اهتمامًا وطنيًا وخاصة في الوقت الذي كان فيه بالإمكان شراء مزرعة صغيرة مقابل 400 دولار فقط ولم يسبق أن أعلنت الصحف حينها عن مكافأة بهذه القيمة. (عرضت الحكومة الفيدرالية مبلغ 25,000 دولار أمريكي bounties مقابل القبض على شركاء جون ويلكس بوث لتورطهم في اغتيال لينكون) كما زعم البعض عرض مكافأة أخرى بقيمة 12,000 دولار ولكن لا توجد وثائق لتأكيد هذا المبلغ أيضًا. تعتقد كاثرين كلينتون أن مبلغ 40,000 دولار هو مجموع المكافآت التي تم عرضها في المنطقة بأكملها .

    ولذا، بدأ بتجنيد الداعمين للهجوم على أصحاب العبيد، وقد انضمت لبراون “الجنرال توبمان” كما كان يحلو له أن يسميها. .” معرفتها للشبكات الداعمة في الولايات الحدودية كبنسلفينيا وماري لاند وديليوير كانت غير مقدرة بثمن لبراون وبقية المخططين. برغم أن بعض الداعمين لإلغاء عقوبة الإعدام كفريدريك دوقلاس وويليام بريد قاريسون لم يؤيدوا خططه الاستراتيجية، كان براون يحلم بالقتال لخلق ولاية للعبيد المُحررين وقام بتجهيزات عسكرية للهجوم الحربي. وبعد بدء الحرب الأولى آمن براون أن العبيد سينتفضون ويتمردون في كل الجنوب. . طلب من توبمان أن تجمع كل العبيد السابقين الذين يعيشون في أونتاريو _كما تسمى حاليا_ والذين يرغبون بالانضمام للقتال في صفّه وقد قامت توبمان بتنفيذ ما طلبه منها .

    في الثامن من مايو لعام 1858 عقد براون اجتماعا في كاثم كنت – اونتاريو، كشف فيه عن خطته ليغير على هاربرس فيري – فيرجينيا. . ولما تسربت كلمة خطته للحكومة توقف عن هذه الخطة، وأخذ يعد المال ويجمعه لاستئنافها لاحقا. أما توبمان فقد قامت بدورها في معاونته ودعمه وذلك بخطط أكثر تفصيلا للهجمة .

    كانت توبمان مشغولة خلال هذا الوقت بإلقاء المحاضرات للجماهير المؤيدة لإلغاء الاسترقاق (اضطهاد واستعباد السود) ورعاية أقربائها.

    في خريف عام 1859، عندما استعد براون ورجاله لشن الغارة، انقطع الاتصال بتوبمان ولم يستطيعوا التواصل معها، كذلك الحال عند حدوث الغارة على باخرة هاربرز في 16 من أكتوبر لم تتواجد توبمان.

    ويعتقد العديد من المؤرخين أنها كانت مريضة بالحمى في نيويورك في ذلك الوقت ويرجع هذا لإصابة في رأسها منذ الصغر.

    ويقترح البعض أنها ربما كانت مشغولة بتجنيد العبيد الهاربين في أونتاريو، واقترح كايت كليفورد لارسن أن تكون في ماريلاند تتطوع للمساعدة في غارة براون أو تحاول حماية بعض من أفراد العائلة.

    وأشار لارسن أيضا بأن توبمان ربما قد بدأت بالفعل بمشاركة فردريك دوغلاس الشكوك حول وضوح الخريطة.

    بعد أن فشلت الغارة؛ أُدين براون بالخيانة وشُنق في ديسمبر.

    وأصبحت أفعال براون لدى المؤيدين لمنع الرق رمزًا للمقاومة والفخر وأُطلق عليه الشهيد النبيل. وكانت توبمان نفسها مندفعة بالمدح والثناء. وأخبرت أحد أصدقائها لاحقًا: “مافعله براون بموته أكثر مما قد يفعله 100 من الأحياء”

    تاريخها

    كانت هاريت تابمان مشهورة جدا ومحترمة في حياتها ، ثم أصبحت رمزا أمريكيا بعد وفاتها. وفي دراسة أُجريت نهاية القرن العشرين قالوا بأنها من أكثر المدنيين المشهورين في التاريخ الأمريكي قبل الحرب الأهلية، وهي الثالثة بعد بيتسي روس وبول ريفير. وكانت مصدر إلهام للكثير من الأفريقيين الأمريكيين الذين يجاهدون في سبيل الحصول على المساواة وحقوقهم المدنية؛ وقد امتدحها قياديون من مختلف الأطياف السياسية.

    عندما توفيت، دفنت توبمان مع مرتبة الشرف العسكرية في مقبرة فورت هيل في مدينة أوبورن . المدينة أحيت ذكرى حياتها بلوحة على مبنى المحكمة . وبالرغم من إظهار الفخر لإنجازاتها العديدة لكن استخدام اللهجة العامية الأمريكية الأفريقية في كلمتها ( لم أخرج بقطاري خارج السكة الحديدية أبدا ً) والذي اختير على ما يبدو لأصالته، إلا أنه وجهت له انتقادات باعتباره ينقص من مكانتها كونها أمريكية محبة لوطنها وكرست حياتها للإنسانية جمعاء . بالرغم من ذلك إلا أن حفل الإخلاص لا يزال يعد تشييدا قويا ً لذكراها، وألقى فيه بوكر ت. واشنطن الخطاب الرئيس . مهُجر منزل توبمان بعد عام 1920م , ولكن لاحقا جدد من قبل كنيسة صهيون. اليوم، يرحب بالزوار كمتحف ومركز تعليم.

    تم الاحتفاء بتوبمان بوسائل أخرى عديدة في أنحاء البلاد خلال القرن العشرين. العشرات من المدارس سُميّت تيمناً بها .، كما أن كلاً من منزل هارييت توبمان في أوبورن ومتحف هارييت توبمان في كامبريدج جُعلا مَعلمًا لإحياء ذكراها . في عام 1937 تم وضع شاهد لضريح هارييت توبمان دايفس بواسطة اتحاد إمباير ستيت للأندية النسائية؛ والذي تم إدراجه ضمن السجل الوطني للأماكن التاريخية في عام 1999. .

    في عام 1944 أطلقت لجنة الملاحة الأمريكية سفينة هارييت توبمان وهي أول سفينة حرية تحمل اسم امرأة سوداء.

    في عام 1978 أصدرت خدمة البريد الأمريكية طابعاً تكريميّا لتوبمان باعتباره بداية لسلسلة من الطوابع المخصصة لتكريم شخصيات أمريكية من أصول أفريقية. كما تم تكريمها مع إليزابيث كايدي ستانتون، وأميليا بلومر، وسوجورنر تروث في روزنامة الصالحين الصادرة من الكنيسة الأسقفية في 20 يوليو. في عام 1999 قررت الحكومة الكندية اختيار كنيسة سايلم التابعة للكنيسة المنهجية الأسقفية البريطانية في مدينة سانت كاثرينز باعتبارها موقعًا تاريخيًا وطنيًا لارتباطه بتوبمان. في عام 2002 أدرج الباحث موليفي كيتي أسانتي هارييت توبمان ضمن قائمته لأعظم 100 شخصية أمريكية من أصول أفريقية .في عام 2008 أطلقت جامعة تاوسون اسم توبمان على أحد قاعاتها الرئيسية الجديدة .

    في مارس من عام 2013 وقّع الرئيس باراك أوباما على مرسوم لإنشاء المَعلم الوطني لنفق سكة حديد هارييت توبمان في الساحل الشرقي .

    ما كُتِبَ في التاريخ

    بعد السير الذاتية التي قام برادفورد بكتابتها، ظهر إيرل كونراد بسيرة ذاتية لتوبمان أسماها هارييت توبمان: جندية سوداء ضد الرق. واجه كونراد صعوبة كبيرة في العثور على ناشر حيث استمر بحثه أربع سنوات، تحمل فيها الازدراء والاحتقار لجهوده لبناء سيرة أكثر تفصيلاً وموضوعية لحياة توبمان للبالغين.

    كتبت عدة إصدارات مبالغة في الدرامية عن حياة توبمان موجهة للصغار ظهر الكثير منها لاحقاً، ولكن كونراد كتب بأسلوب أكاديمي ليوثق الأهمية التاريخية لإنجازاتها موجهاً عمله للباحثين ولذاكرة الأمة. تم نشر الكتاب أخيراً من قبل دار نشر أسوشيتد ببليشرز لصاحبها كارتر جي وودسن في 1942.

    وبالرغم من شهرتها وأهميتها، لم تظهر أية سيَر أو كتابات عن توبمان للكبار لمدة 60 عاماً بعدها، حتى نشر جان هيومز أخيراً قراءة عميقة لقصص حياة توبمان في 2003، ونشر لارسون وكلنتون سيرتهما الذاتية عن توبمان في 2004.

    المنابع:صحف ومواقع
    sigpic
  • خادمة فضه

    • Nov 2008
    • 5466

    #2
    شكرا جزيلا اخي الفاضل

    تعليق

    • سيد فاضل

      • Aug 2019
      • 29847

      #3
      حفظكم الله
      sigpic

      تعليق

      يعمل...
      X