المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو مصير رأس الإمام الحسين؟ ومتى دُفن الجسد الشريف؟


سيد فاضل
22-08-2021, 12:23 PM
ما هو مصير رأس الإمام الحسين؟ ومتى دُفن الجسد الشريف؟

الرأس الشريف
شفقنا العراق-إن لعلمائنا الأعلام قولين مشهورين في دفن رأس الإمام الحسين عليه السلام.

فأما القول الأول، فهو رجوع الرأس إلى كربلاء المقدسة، وهو الرأي القائل بإلحاق الرأس بالجسد الشريف الذي يذهب إليه كل من: الشيخ الصدوق، والسيد المرتضى، والسيد إبن طاووس ـ قدس الله أسرارهم ـ وغيرهم، عن غير المعصوم، ويفهم من كلام إبن نما الحلي ـ كما سيأتي ذكره ـ اشتهاره لدى الشيعة الإمامية، ونستعرض فيما يلي ما ورد في هذا الموضع.

1-أورد الصدوق (قدس) في الأمالي: ص231: بإسناده عن فاطمة بنت علي، قالت: ثم إن يزيد ـ لعنه الله ـ أمر بنساء الحسين عليه السلام ، فحبسن مع علي بن الحسين عليهما السلام في محبسٍ لا يكنهم من حر ولا قر؛ حتى تقشرت وجوههم، ولم يرفع في بيت المقدس حجر عن وجه الأرض إلا وجد تحته دم عبيط، وأبصر الناس الشمس على الحيطان حمراء، كأنها الملاحف المعصفرة، إلى أن خرج علي بن الحسين عليهما السلام بالنسوة، ورد رأس الحسين إلى كربلاء.

2-سئل السيد المرتضى قدس سره: هل ما روي من حمل رأس مولانا الشهيد أبي عبد الله عليه السلام إلى الشام صحيح؟ و ما الوجه في ذلك؟ فأجاب قدس سره: ((هذا أمر قد رواه جميع الرواة والمصنفين في يوم الطف، وأطبقوا عليه، وقد رووا أيضاً أن الرأس أعيد بعد حمله إلى هناك، ودفن مع الجسد بالطف)) [رسائل المرتضى: ج3، ص130].

3-ذكر إبن نما الحلي قدس سره: ((والذي عليه المعول من الأقوال أنه [أي الرأس الشريف] أعيد إلى الجسد بعد أن طيف به في البلاد، ودفن معه)) [ينظر: مثير الأحزان،ص85].

4-ذكر السيد إبن طاووس أن عمل الطائفة على هذا المعنى ـ وهو رد الرأس الشريف إلى الجسد الطاهر في كربلاء، أضف إلى ذلك أنه عد التساؤل عن كيفية ضم الرأس الشريف إلى الجسد فيه نوع من الجهل وسوء الأدب، كالسؤال عن كيفية إحيائه بعد شهادته. [ينظر:اللهوف على قتلى الطفوف، ص114].

وأما القول الثاني، فهو أن الرأس الشريف دفن في النجف الأشرف عند مشهد أمير المؤمنين عليه السلام، ويستدل على ذلك بمجموعةٍ من الروايات الواردة في الكتب المعتبرة، وهي كالتالي:

1-في كتاب الكافي للكليني (ره) (ج4/ص1157)، رقم الحديث (8119) بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام رواية تصرح بأن الرأس الشريف دفن عند مشهد أمير المؤمنين عليه السلام. ورواها إبن قولويه في كامل الزيارات.

2-في كتاب كامل الزيارات (ص86-87): وقد ذكرت فيه جملة من الروايات الدالة بصريحها على أن الرأس قد دفن عند أمير المؤمنين عليه السلام.

3ـ في كتاب تهذيب الأحكام (ج6/ص777)، رقم الحديث (7076): وقد ذكرت فيه روايتان، إحداهما تصرح بدفن الرأس عند أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً.

ولذا ترى آراء العلماء في موضع أو مدفن الرأس الشريف متعددةً تبعاً لتعدد المنقول، وهي تؤكد ـ على الأقل ـ أن هذا الموضع هو موضع تقديسٍ واهتمام من قبل الأئمة عليهم السلام والعلماء، وأنه مكان يزار منه الإمام الحسين عليه السلام.

متى دُفن الإمام الحسين (ع)؟

هل في تاريخ دفن الإمام الحسين (عليه السلام) اختلاف أم أنه دفن في يوم معلوم؟

هناك آراء ثلاثة في تاريخ دفن الإمام الحسين (عليه السلام)، ذهب بعضهم إلى أنه (عليه السلام) دفن في اليوم (11) من محرم، وآخرون في اليوم (12)، وآخرون في اليوم (13)، والأخير هو المشهور.

اختلف المؤرخون في يوم مدفنه على ثلاثة أقوال:

ا – اليوم الحادي عشر:

وهو مختار جملة من المؤرخين منهم ابن شهر آشوب، والمسعودي والبلاذري وابن كثير والطبري وابن الأثير. وهو الظاهر من الشيخ المفيد في إرشاده ومن تبنى رأيه كما سيأتي في النقطة الثانية، حيث قال: «وأقام – يعني ابن سعد – بقية يومه – يعني اليوم العاشر – واليوم الثاني – يعني اليوم الحادي عشر – إلى زوال الشمس، ثم نادى في الناس بالرحيل وتوجه إلى الكوفة ومعه بنات الحسين وأخواته، ومن كان معه من النساء والصبيان، وعلي بن الحسين فيهم وهو مريض بالذرب وقد أشفى». وكذلك العلامة الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى.

والمعروف… أن بني أسد إنما دفنوا الشهداء يوم رحيل ابن سعد بأهل البيت إلى ابن زياد، أي في اليوم الحادي عشر.

2 – اليوم الثاني عشر، وهو مختار ابن طاووس.

3 – اليوم الثالث عشر، وهو مختار السيد المقرم «ت 1391هـ» في كتاب مقتل الحسين، ولم يذكر مصدر ذلك ومن يتبناه.

قال: «وفي اليوم الثالث عشر من المحرم أقبل زين العابدين لدفن أبيه الشهيد، لأن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله».

قال الشيخ عباس القمي في ذلك: «ومن المعروف «!» أن الأجساد الطاهرة بقيت ثلاثة أيام مرمية على الأرض دون دفن، ونقل عن بعض الكتب أنها دفنت بعد عاشوراء بيوم واحد، وهذا مستبعد؛ ذلك أن عمر بن سعد كان لا يزال في اليوم الحادي عشر لدفن القتلى من عسكره؛ وكان أهل الغاضرية قد ارتحلوا من نواحي الفرات خوفاً من ابن سعد، وبهذا الاعتبار فهم لا يجرؤون على العودة بهذه السرعة».

ونفى الشيخ الطبسي في كتاب مع الركب الحسيني أن يكون الدفن في اليوم الحادي عشر لأن المسألة بالنسبة إليه إعجازية في حركة الإمام زين العابدين من الكوفة إلى كربلاء انطلاقاً من محاججة الواقفة مع الإمام الرضا… وجاء في كلامه: «إذن خروجه إلى كربلاء بالأمر المعجز لم يكن في اليوم الحادي عشر حتماً، ذلك لأنه لم يدخل المجلس إلا في اليوم الثاني عشر، إذ لم يكن عمر بن سعد قد دخل بعسكره وبالسبايا مدينة الكوفة إلا في نهار اليوم الثاني عشر كما قدمنا قبل ذلك في سياق الأحداث».

ولعل الملاحظ والمشهور هذه الأيام هو الرأي الثالث وهو أنه دفن في اليوم الثالث عشر… ومن هنا قال الطبسي في كتابه مع الركب الحسيني «لكن ظاهر بعض الآثار يدل على أن عملية دفن الأجساد المقدسة حصلت في اليوم الثالث عشر من المحرم…».

الخلاصة:

إنّ المشهور بين الأعلام -بعد فقد النصوص الدالة على تاريخ يوم دفن الإمام الحسين (عليه السلام) – إنّ يوم الدفن كان في اليوم الثالث عشر من شهر محرم، أي بعد ثلاثة ايام من استشهاده (ع).

الهوامش:

1- من مقالة (دفن الإمام الحسين… بين شهرة المتقدمين وعقيدة المتأخرين)، للشيخ عباس الموسى، بتصرف.

2- انظر مناقب آل أبي طالب ج4 – ص 112، أنساب الأشراف للبلاذري ج3 – ص 411، مروج الذهب ج3 – ص 63، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان – ص 97، البداية والنهاية ج8 – ص 191، وتاريخ الطبري ج 3 – ص 335، الكامل في التاريخ – ابن الاثير ج 3 – 433

– الإرشاد – الشيخ المفيد – ج 2 – ص 114 3

4- إعلام الورى بأعلام الهدى – ص 290.

5- اللهوف في قتلى الطفوف – 85، بحار الأنوار ج45 – ص 107.

6 – مقتل الحسين – المقرم – ص 319 طبعة الخامسة طبع بيروت ونشر دار الكتاب الإسلامي 1399 هـ وقد ذكر هامش «إثبات الوصية للمسعودي» ولم أعرف مقصده هل يريد التاريخ أم ما جاء بعد التاريخ لأن المسعودي يتبنى الرأي الأول.

7- منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل – ج1 – ص 565.

8 – مع الركب الحسيني «وقائع الطريق من كربلاء إلى الشام» محمد جعفر الطبسي ج5 – ص 143

9 – مع الركب الحسيني «وقائع الطريق من كربلاء إلى الشام» محمد جعفر الطبسي ج5 – ص 144

المصدر: موقع الأئمة الاثنا عشر

محـب الحسين
23-08-2021, 11:06 PM
مثابين ان شاء الله تعالى

سيد فاضل
24-08-2021, 07:41 AM
مأجورين ومثابين