المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيعة العراق بين حجم الاستهداف وحجم الثبات


سيد فاضل
29-11-2021, 02:31 PM
شيعة العراق بين حجم الاستهداف وحجم الثبات


حازم أحمد فضالة ||



نقرأ كلامًا ومقالات تصف شيعة العراق بأنهم متقلبون، والخُلَّص منهم (فئة قليلة)، وإيمانهم ضعيف، ولا يُعوَّل عليهم، وكثيرًا من هذا التوصيف والتصنيف الذي يتوكَّأ أحيانًا على رواسب ثقافية غير علمية.

القرون مرت، ودخلنا ألفية جديدة، وشهد العالم الحروب العالمية والإقليمية والأهلية، وشهد الكوارث والجائحات، وزالت ممالك وأقيمت أخرى… فهل غيَّر ذلك من هذه النظرة التي يحملها أصحابها عن شيعة العراق، ومِنْ ثَمَّ هل هو رأي قويم؟

ولأجل الإجابة عن ذلك، نحن بحاجة إلى هذا المرور الدامي والبلسم على حجم الاستهداف بحق شيعة العراق، وحجم ثباتهم:

1- الشيعة في العراق يمثلون الأغلبية بنسبة (65%) من الشعب العراقي، كان قد حكمهم الطاغية صدام لمدة ثلاثة عقود ونصف بالحديد والنار… لكنهم لم ينقطعوا عن الشعائر الحسينية والمؤسسة الدينية والتثقيف العقائدي، ولم تتغير طبائع الكرم فيهم، وحفظوا ثقافتهم وتراثهم وروحهم الثورية.

2- الاحتلال الأميركي يُسقط بغداد سنة (2003)، وأميركا الدولة العظمى الأولى في العالم بالجيش، والاقتصاد، والتكنولوجيا… معروف عنها أنها لم تدخل في دولة وتخرج منها، لكن! في العراق تغيرت المعادلة، إذ شكَّل الشيعة فصائل المقاومة الإسلامية، ووجهوا الضربات الموجعة للجيش الأميركي؛ حتى هرب من العراق ذليلًا عام (2011) لأول مرة في تاريخ أميركا.

3- اندلعت المواجهات الطائفية على يد الإرهاب الأميركي - الوهابي، وتحديدًا بعد تفجير الإمامين العسكريين (ع) في سامراء (2006)، واستهدف الإرهابُ الشيعةَ في عمق مدنهم وتجمعاتهم المدنية وأسواقهم، يقتل النساء والأطفال والشيوخ… فصائل المقاومة تصدت للإرهاب الوهابي، متمتِّعةً بأخلاق الإيمان والفرسان؛ إذ لم تقتل النساء والأطفال والشيوخ، ولم تزرع العبوات وتفخخ السيارات في التجمعات المدنية السنية؛ لأنّ الشيعة ينتمون إلى الإمام علي (عليه السلام).

4- الإرهاب الأميركي - الوهابي، يضرب كالأعاصير في سورية سنة (2011)، ويقف أحد قادة ذلك الإرهاب إزاء مرقد السيدة الصِّدِّيقة زينب بنت علي (عليهما السلام) فيخاطبها أنْ: (سترحلين)! فيتطوع آلاف من شيعة العراق، لخوض المعارك في سورية إلى جانب الجيش السوري والحلفاء، وينتصرون للصِّدِّيقة زينب (عليها السلام).

5- الأميركي يرسل بإرهابه الدولي - الوهابي إلى العراق، سنة (2014)؛ لينتفض الشيعة مئات الآلاف في ظل فتوى المرجعية الدينية، مع فصائل المقاومة والدعم الإستراتيجي من الجمهورية الإسلامية، دفاعًا عن العراق والمقدسات، فكان معسكر الإمام علي (ع) في العراق قد تكامل: (الحشد الشعبي)، ليهزم ذلك الإرهابَ الدولي.

6- الشيعة في العراق، يقاتلون الإرهاب الأميركي - الوهابي (2014-2017)، وكانت عائلاتهم والتجار والمتبرعين… يوفرون لهم الدعم اللوجستي (مواكب الدعم) من الطعام والشراب وغيره.

7- الشيعة في العراق يقاتلون الإرهاب الأميركي - الوهابي (2014-2017)، ولم يتخلوا عن إقامة الشعائر الدينية (الحسينية)، بل كانت المدن تفرغ من الناس ظاهرًا لأنهم يتوجهون نحو كربلاء المقدسة في زيارة الأربعين.

8- الشيعة في العراق يقاتلون الإرهاب الأميركي - الوهابي (2014-2017)، وعندما هرب أهل المدن السنية نحو بغداد؛ استقبلهم الشيعة، وآووهم، ونصروهم، وهيئوا لهم المسكن والطعام… وجسر (بزيبز) يشهد نصب المواكب الحسينية.

9- الشيعة في العراق يقاتلون الإرهاب الأميركي - الوهابي (2014-2017)، وجمهور المقاومة يقاتل في الميدان الإعلامي والثقافي، إذ انتصر الإعلام المقاوم على إعلام الإرهاب الأميركي - الوهابي، ومنصات التواصل الاجتماعي كلها سجلت حضورًا عبقريًا وازنًا ضد الإعلام المعادي.

10- الأميركي المهزوم نفسيًا يغتال قادة النصر ورفاقهم (رضوان الله عليهم) قرب مطار بغداد، فيشيعهم شيعة العراق تشييعًا مليونيًا لم يشهد له التاريخ إلا الآحاد ربما.

11- تُفتَح على شيعة العراق معركة داخلية (تظاهرات تشرين)، التي عبث بها الأميركي ليستهدف كل مقدسات الشيعة على مدى سنة ونصف، لكن! عندما أتى موعد زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) إذا بالشيعة يكسرون رقمًا قياسيًا مسجلين (14.5) مليون زائر إلى كربلاء المقدسة؛ وفاءً وتمسكًا بمنهاج آل محمد (ص).

· أسئلة أتعبَت العقل:

1- هل شيعة العراق الذين هزموا الجيش الأميركي، أعتى جيش في العالم وهزموا (داعش 2014-2017)؛ فئةٌ قليلةٌ؟

2- هل شيعة العراق الذين ضبطوا أعصابهم في المعارك الطائفية، وحافظوا على التزامهم الأخلاقي… حتى هزموا قادة وجماعات الحرب الطائفية العُتاة؛ فئةٌ قليلةٌ؟

3- هل شيعة العراق الذين نصروا السيدة زينب (عليها السلام) في سورية؛ فئةٌ قليلةٌ؟

4- هل شيعة العراق مع عائلاتهم وجمهورهم الداعم اللوجستي والإعلامي في وسائل التواصل وغيرها؛ فئةٌ قليلةٌ؟

5- ألا ترون انتهاء معادلة (ما زلنا نَتَحَجَّج بالبرد وحرِّ الصيف)! ألا ترون مئات الآلاف من شيعة العراق تتوق للتطوع في الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية؟!

الخاتمة والتوصية:

1- إنَّ القرون والأحداث والحروب تتبدل، فاتركوا الالتصاق والتأثُّر في الرواسب الثقافية غير المدروسة!

2- عانِقوا الأحداث وقيسوا عليها، لا تكونوا رهن أغلال في خيالات ماضية أسطورية لم تنل نصيبها من الواقع!

3- ادرسوا الأحداث، وارصدوا أي شعب هذا الذي يمر بجزء مما مرَّ به العراق؛ ويظل محافظًا على ثوابته، بل ينطلق نحو فضاءات أوسع ليكون جزءًا من محور المقاومة: الجمهورية الإسلامية، اليمن، سورية، لبنان، فلسطين.



والحمد لله ربِّ العالمين

محـب الحسين
29-11-2021, 08:03 PM
أحسنت اخي العزيز

سيد فاضل
30-11-2021, 09:07 AM
حفظكم الله