المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنّ القصائد تستحـي يـا زينـبُ


سيد فاضل
12-12-2021, 05:45 PM
قصيدة في ذكرى ولادة الحوراء زينب عليها السلام

ففي اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى ولدت السيدة زينب، وفتحت عينها في وجه الحياة ، في دار يشرف عليها ثلاثة هم أطهر خلق الله تعالى : محمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين، وفاطمة سيدة نساء العالمين، صلى الله عليهم أجمعين .
وقد اجاد الشاعر حين قال: ((ان القصائد تستحي يا زينبُ)) في ذكرى مولد عقيلة الهاشميين

إنّ القصائد تستحـي يـا زينـبُ *** إذ تمتطي سرج المديـح وتركـبُ

أحرى بهـا هـذا الحيـاء يلفّهـا *** نور الشموس أمام نـوركِ يغـربُ

ولد العفافُ وكـلّ ذكـر طيّـب *** لمّا ولدتِ وأزهـرت بـكِ يثـربُ

ماذا عساي أقول بعـد ولـم يـزلْ *** ثغـر الزمـانِ بزينـبٍ يتطـيّـبُ

تلك التي ضُـرب المثـال بصبرهـا *** وعفافها هـو للمثـال المضـربُ

تلك التي من خدرهـا نهـل العـلا *** شمس تشعّ وإن حواها المغـربُ !!

فالصبر فيهـا قـد تجـدّد روحـه *** والبـذل فـي ينبوعهـا يتقلّـبُ

هي في الفصاحة والتجلّـد حيـدر *** ولفاطـمٍ ذاك العفـافُ الأعجـبُ

مَن مثلهـا؟ إلاّ التـي هـي أمّهـا *** هي بنت فاطمة، فمن يستغـرب؟!

وحفيـدة الهـادي النبـيّ محمّـدٍ *** وكفاهُ فخراً مَـن لأحمـدَ يُنسَـبُ

وأبوها مولى المؤمنين ،فمـا تـرى *** ستكون زينبُ والأمير هو الأبُ ؟!

أخواها سبطا المصطفى هل مَن لهـا *** أَخَوانِ مثلهمـا بمجـدٍ تُغلَـبُ؟!

لو غيـر فاطمـةٍ تراهـا أنجبـتْ *** شمساً كزينبَ عنـد ذاكَ سنعجـبُ

لكنّ هذي الشمس من شمس زهتْ *** وهل الشموس سوى ضياء تنجبُ؟!

حملـت فضائـل أمّهـا ومصائبـاً *** منها الجبـال بحملهـا تتكبكـبُ

ظلّت بخـدر ليـس بعـده مثلُـهُ *** حتّى أُعـدّتْ للحسيـن مراكـبُ

ظعنتْ لأمـر مـا سواهـا أهلـه *** وكأنمـا خُلقـتْ لذلـك زينـبُ

شهد الزمانُ على عظيـم صنيعهـا *** في الطفّ لمـا الطاهـرون تخضّبـوا

بدموعها شنّـت حروبـا زلزلـتْ *** عرشا له الأعناق ظلّـتْ تُضـرَبُ

مازال ذكرُكِ خالـداً يـا زينـبُ *** نهر الخلود بطيب ذكـركِ يعـذُبُ

الناس تطـربُ للقريـض منمقـا ً *** تشدو به حتـى وإن هـو يكـذبُ

لكـنْ بمـدح الطاهريـن فإنّـنـا *** بالصدق قبل بديع نظمـه نطـربُ

نحن العطاش لفرحة وقـد انبـرى *** ميلاد زينب وهـو نعـم المشـرَبُ

به نرتـوي فرحـا وهديـا قيّمـا *** يبقـى نميـرا طيبـا لا ينـضـبُ

والناس تهرب نحـو وهـم عندمـا *** يجتاحها من طـول هـم غيهـب

ولنا بعتـرة أحمـد عنـد الأسـى *** نعم المـلاذ بهـم ونعـم المهـربُ

و أقول للأخـوات هـذي زينـب *** اطلبن زينب فهـي نعـم المطلـبُ

هيا اقتفيـن بوسـط ليـل نورهـا *** و اهجرن ما لو أبصرته ستغضـبُ

أرسمن بعـض مسـرة فـي عينهـا *** تلك الذي قضت الليالـي تنحـبُ

و اجعلنها تـدري بـأن مصابهـا *** ما راح هدرا بل بكـن المكسـبُ

إنّ الحـروف تصيـر درّا ً حينمـا *** ذكرا لزينب في الحناجـر تصحـبُ

و ترى المداد على السطـور كأنـه *** من مدحها العطر الأريـج الطيّـب

إنّ السحاب أمـام زينـب ينحنـي *** و النجم حاشا من علاهـا يقـربُ

و فـم الزمـان بذكرهـا مترنّـم *** و جمـاره مـن روحهـا تتلهّـب

لما اللسـان يقـول زينـب إنمـا *** يحكي العلا و يشعّ فيـه الكوكـبُ

فخر النساء و حقهـن فليـس فـي *** جلّ الرجال بكـل عصـر زينـبُ

حوراء، سيّدتي ، بحقـك، بالألـى *** ادعي بتفريـج لكـرب يكـرُبُ

ادعي بإشعـاع لشمـس تختفـي *** بغيابهـا فالظلـم يطغـى يغلـبُ

بكِ أسأل المولـى لإخوانـي ولـي *** عفـوا يغشّينـا وخيـراً يُسكَـبُ

وصلاة ربّـي والسـلام عليكمـو *** ماظلَ فـي الدنيـا يـراعُ يكتـبُ

محـب الحسين
12-12-2021, 11:28 PM
أحسنت اخي العزيز

سيد فاضل
13-12-2021, 07:56 AM
سلمكم الله