
وقال من قصيدة (أريجُ الفردوس):
عِطرٌ يُشَمُّ مِنَ التُرابِ عَــجـــيــبُ وكأنَّ أنـــفاسَ الصّعيدِ طُيوبُ
عـطـرٌ ولا حَـــدٌّ يَــحـدُّ مَـــسـيـرَهُ نحوَ الــقلوبِ وكم هوَتْهُ قلوبُ
مـا لـي أرانــي حــائــراً فـي سرِّهِ أبــكـي وأسألُ دمعتي فتجيبُ:
يا سـائــلاً عـن سـرِّ تُــربٍ عاطرٍ ذي (كربلا) شوقاً لها ستذوبُ
ذي (كربلا) أرضُ الفداءِ تأرّجتْ بـدمٍ زكـيٍّ والــحــســينُ سليبُ
فهنا أتى ســبــطُ الــــرسولِ وآلُـهُ ساروا بدربٍ فارقــــتْهُ دروبُ
إذ جاءَ أصحابُ الـحـسـينِ وفيهمُ جونٌ زهـــــيرٌ والحبيبُ حبيبُ
وبهم أسودٌ مثلُ عابسَ بالوغــــى وشبابُهم رمــــزُ الإبـا والشّيبُ
ذادوا عن الدينِ الحنيفِ وحُلمـهم بشفاعةٍ حتى تـــــــزولَ ذنوبُ
كانوا شــمــوســاً لـلهدى وضّاءةً لم يحتضنهم بالظلامِ مَـــــغيبُ
قـد آمـنـوا أنّ الــحـســيــنَ سفينةٌ تُـنجي مُحِبّاً والـــخصيمُ يخيبُ
همْ سرُّ نفحِ الغاضريةِ، نـــورُها وبـهـم تُــحَــلُّ شــدائدٌ وكروبُ
فبِـ (كربلا) سالتْ دماهُم أنـــهراً تـسـقي الدُنى ماءَ الوفا فتطيبُ
من العتبة الحسينية المقدسة - بتصرف
تعليق