حسين المياحي
ماذا لو؟
وسط جمود وخمود وصمت الشارع العراقي الشيعي تمّ ترشيح وإعادة انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان، وهو أبرز الوجوه التي استهدفتها ما يسمى بثورة تشرين عام 2019 . فلم نشهد مظاهرة احتجاج ولا غلقاً للشوارع والدوائر والمدارس، ولم نسمع خطبةً رنانة تطالب برفض المجرَّب، ولم يصدر أيّ بيان، وكأنّ الحلبوسي هبط توّاً من كوكب آخر يحمل شهادة براءة من تهم الفساد التي جعلتها مظاهرات تشرين، ومن أيّدها، ذريعةً للثورة.
ويعاد اليوم ترشيح برهم صالح، وهوشيار زيباري، وكلاهما من الوجوه السابقة، وبعضهم أُقيل من وزارته سابقاً بسبب الفساد وهدر المال، ولا زال حبر الاستفتاء على الانفصال يصبغ أصابعهم، لم يجفّ بعد.
وكما هو الحال مع الحلبوسي، كأنّ الشارع العراقي الشيعي ومن يقوده ويؤثر فيه في عالم آخر لا يرون ولا يسمعون بما يجري.
السؤال المطروح: ماذا لو تمّ ترشيح الدكتور عادل عبد المهدي مرةً أخرى أسوةً بأقرانه من وجوه الكرد والسنة؟ أو ترشيح نوري المالكي أو حيدر العبادي أو غيرهما من سياسيّي الشيعة؟
الجواب: سينتفض الشيعة قبل غيرهم، ويستحضرون كلّ ما تعلموه من قيم الثورة الحسينية في الفداء والتضحية، وسوف نسمع ونرى ما لم نسمعه سابقاً، وسوف يطفح منسوب الوطنية في النفوس حتى يتخطى الحناجر صعوداً ليبلغ ما على الرؤوس من تيجان، وتشتعل الغيرة في النفوس على الوطن والسيادة، وتصدح الحناجر برفض الفساد.
سوف ينفّذ الشيعي إرادة غيره من شركاء الوطن والمحتلين، بل إرادة أعدائه من الوهابية والمتصهينين، ويضع خطاً أحمر يرسمه بالدم، لا يتجاوزه أي سياسي شيعي سابق (مجرّب) لأن المجرب الشيعي فاسد ولو كان ملكاً مقرباً، وغيره صالح ولو كان شيطاناً مريداً.
فانظر أي مستوى من الوعي بلغناه؟ وأي طريق سلكناه؟ وأية قيم منكوسة تحكم العقل الشيعي حتى صار إلباً لأعدائه وعوناً لخصومه على نفسه؟ وأيّة دونية بغيضة لا زالت تعشعش صدورنا بل تنمو بعد يوم؟
ماذا لو؟
وسط جمود وخمود وصمت الشارع العراقي الشيعي تمّ ترشيح وإعادة انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان، وهو أبرز الوجوه التي استهدفتها ما يسمى بثورة تشرين عام 2019 . فلم نشهد مظاهرة احتجاج ولا غلقاً للشوارع والدوائر والمدارس، ولم نسمع خطبةً رنانة تطالب برفض المجرَّب، ولم يصدر أيّ بيان، وكأنّ الحلبوسي هبط توّاً من كوكب آخر يحمل شهادة براءة من تهم الفساد التي جعلتها مظاهرات تشرين، ومن أيّدها، ذريعةً للثورة.
ويعاد اليوم ترشيح برهم صالح، وهوشيار زيباري، وكلاهما من الوجوه السابقة، وبعضهم أُقيل من وزارته سابقاً بسبب الفساد وهدر المال، ولا زال حبر الاستفتاء على الانفصال يصبغ أصابعهم، لم يجفّ بعد.
وكما هو الحال مع الحلبوسي، كأنّ الشارع العراقي الشيعي ومن يقوده ويؤثر فيه في عالم آخر لا يرون ولا يسمعون بما يجري.
السؤال المطروح: ماذا لو تمّ ترشيح الدكتور عادل عبد المهدي مرةً أخرى أسوةً بأقرانه من وجوه الكرد والسنة؟ أو ترشيح نوري المالكي أو حيدر العبادي أو غيرهما من سياسيّي الشيعة؟
الجواب: سينتفض الشيعة قبل غيرهم، ويستحضرون كلّ ما تعلموه من قيم الثورة الحسينية في الفداء والتضحية، وسوف نسمع ونرى ما لم نسمعه سابقاً، وسوف يطفح منسوب الوطنية في النفوس حتى يتخطى الحناجر صعوداً ليبلغ ما على الرؤوس من تيجان، وتشتعل الغيرة في النفوس على الوطن والسيادة، وتصدح الحناجر برفض الفساد.
سوف ينفّذ الشيعي إرادة غيره من شركاء الوطن والمحتلين، بل إرادة أعدائه من الوهابية والمتصهينين، ويضع خطاً أحمر يرسمه بالدم، لا يتجاوزه أي سياسي شيعي سابق (مجرّب) لأن المجرب الشيعي فاسد ولو كان ملكاً مقرباً، وغيره صالح ولو كان شيطاناً مريداً.
فانظر أي مستوى من الوعي بلغناه؟ وأي طريق سلكناه؟ وأية قيم منكوسة تحكم العقل الشيعي حتى صار إلباً لأعدائه وعوناً لخصومه على نفسه؟ وأيّة دونية بغيضة لا زالت تعشعش صدورنا بل تنمو بعد يوم؟
تعليق