العلامة السيد محمد حسن ترحيني العاملي في ذمة الله

[سيد فاضل]

إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحيل العلامة السيد محمد حسن ترحيني العاملي في لبنان: توفي اليوم فضيلة الأستاذ العلامة السيد محمد حسن ترحيني العاملي الذي عاش حياته في خدمة الإسلام والمسلمين وخط اهل البيت عليهم السلام. وكانت للراحل اسهامات مهمة في الفقه الإسلامي وأغنى المكتبة الإسلامية بكتبه ومؤلفاته منها الزبدة الفقهية في شرح الروضة البهية في 9 أجزاء.

[محـب الحسين]

رحمه الله تعالى وأسكنه واسع جناته

[سيد فاضل]

سلمكم الله

[سيد فاضل]

عن سماحة العلاّمة السيّد محمد حسن ترحيني رحمه الله
أمران حضرا في ذهني عند ما بلغني خبر غياب سماحة العلاّمة الحُجّة السيّد محمد حسن ترحيني رحمه الله: الأوّل قبل اثنين وأربعين عاماً والثاني يشغلني بين فترة وفترة.
أمّا الأوّل فلك أن تتصوّره بعيداً في الزمن كما تُصوّره لنا كتب تاريخ الفلسفة اليونانيّة لأرسطو وهو يُعلّم تلاميذه ماشياً في حديقته، كنت طالباً في مرحلة المقدّمات وكان مُعمّماً مُتَقدّماً في دراسة البحث الخارج ومُعلّما لمرحلة السطوح، سألتُه وأنا أماشيه من أمام بيتينا المتجاورين في مدينة قُمّ باتجاه الشارع الرئيسي عن مسألة ترتيب الدراسة التقليديّة لكتب الفقه في الحوزة: الرسالة العملية للفقيه مرجع التقليد الحالي ثم كتاب المختصر النافع ثم كتاب شرائع الإسلام ثم كتاب اللمعة الدمشقية ثم كتاب المكاسب، قلت: إنّ في ذلك تشتيتاً لذهن الطالب مع اختلاف الفتاوى بين الكتب وهدراً للوقت، فأجاب على الفور وكأنّه قد أعدّ جوابه مسبقاً بفائدتين:
الأولى، إنّ في ذلك تدريياً للطالب على تذوّق الإنشاء في اللغة الفقهيّة وممارستها خصوصاً وأنّ بعض الكتب القديمة كان نصّ الفتوى فيها هو نصّ حديث المعصومين بحذف السَنَد وهكذا يصل الطالب إلى مرحلة البحث الخارج والاستنباط متمكناً من لغته وإنشائه.
الثانية، إنّ في ذلك تعريفاً بتاريخ الفقه وتطوره تبعاً للمستجدات في البحث عن الأدلّة وفيها عند الفقهاء.
وأمّا الأمر الثاني فهو طغيان المشهد السياسي على المشهد العلميّ في لبنان بل ندرة المشهد العلميّ الحقيقي في الإعلام ووسائله ووسائطه، والسؤال الذي كان يقفز أمامي كلما حضرت لسماحته خصوصاً أو لغيره من الفضلاء ولاحظت المستوى العالي للإعداد والعمق والأداء: كيف تستطيع الحوزة العلميّة اللبنانيّة النهوض اليوم باستقداح عقول أمثال سماحته لاستخراج مكنوناتها؟
لم أتشرّف بالتتلمذ على يديه بالمعنى التقليدي للتلمذة، لكنني استفدت منه ومن كتاباته الكثير، ومن ذلك أنني وبناء على جوابه في المشهد الأول قمت عند وجودي في تأسيس وإدارة حوزة الرسول الأكرم (جامعة المصطفى اليوم) بزيادة مُقرّر على كتب الفقه وتوليت تدريسه وظهر ككتاب بعنوان مدخل إلى علم الفقه عند المسلمين الشيعة.
كذلك صار عندي هاجس التفتيش في تاريخ أي مسألة قبل الدخول في تفاصيلها حتى لو لم أنشر خلاصة هذا التفتيش.
رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً كثيراً وألحقه بالنبيّ الكريم وآله الطاهرين.
الفاتحة مع الصلوات نهدي ثوابهما إلى روحه الطاهرة وأرواح العلماء والشهداء وأمواتنا جميعاً.

الشيخ علي خازم، الأربعاء، 02 شوال، 1443 - 04 أيار، 2022