صاحب كتاب الغدير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيد فاضل

    • Aug 2019
    • 29847

    صاحب كتاب الغدير

    ــــــــــــــــــــــــ
    يقول السيد الكاشاني :
    حدثني العلامة الأميني (1) قائلًا : عندما وصلت في تأليفي إلى الجزء السادس من " الغدير " احتجت لبعض الأحاديث والروايات المهمة في كتاب " ربيع الأبرار "للزمخشري ، وهذا الكتاب - قبل أن يطبع وينشر - كان خطيًا ونادرًا ولا يوجد منه إلا ثلاث نسخ خطية، واحدة منها عند الإمام يحيى في اليمن ، و
    الثانية في المكتبة الظاهرية بدمشق ،
    والنسخة الثالثة عند أحد الآيات العظام في النجف الأشرف ، ولما توفي هذا
    العالم ( رحمه الله ) ، ورث المكتبة - بما فيها هذا الكتاب - ولده .فقصدته بنفسي وطلبت منه أن يعيرني كتاب " ربيع الأبرار " ثلاثة أيام ، فامتنع ، قلت له : أعرنيه يومين ، امتنع ، أو يوم وأحد ، امتنع . بعدها قلت له :
    أعرنيه ثلاث ساعات امتنع ، وأخيرًا قلت له : اسمح لي أن أطالعه عندك في دارك ، امتنع كذلك ! ! أسقط ما في يدي ، وتحيرت ، ماذا أعمل ، ولمن أذهب ؟ ! !
    قصدت بعدها المرجع الديني الأعلى السيد أبو الحسن الأصفهاني يومذاك ، ليشفع لي في إعارة الكتاب ، وكذلك امتنع !
    ثم ذهبت إلى آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء لنفس السبب ، فامتنع عن إعارته .
    وبعد أن أصابني اليأس قصدت الحرم المطهر وشكوت أمري إلى أمير
    المؤمنين ، ثم ذهبت إلى داري مهمومًا مغمومًا ، وبعد سهر الليل ، أخذتني سنة من النوم ، فرأيت فيما يرى النائم الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فشكوت إليه حالي وما عانيت بسبب الحصول على الكتاب المزبور ، قال لي الإمام ( عليه السلام ) : جواب سؤالك عند ولدي الحسين .
    فاستيقظت على أثر ذلك وقمت من فراشي ، وأسبغت الوضوء - وكان ذلك
    قبيل الفجر - وارتديت لباسي قاصدًا حرم سيد الشهداء في كربلاء،
    استأجرت سيارة من موقف السيارات ، وما أن وصلت كربلاء حتى قصدت الحرم المطهر، وبعد أداء فريضة الصبح ومراسيم الزيارة شكوت للإمام أبي عبد الله الحسين حالي وما أمرني به أبوه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
    وبعد ذلك خرجت من الحرم متجها إلى حرم أبي الفضل العباس ( عليه السلام ) ، وبعد أداء مراسيم الزيارة ، شكوت له حالي كما شكوت قبل ذلك إلى أبيه وأخيه ، لعلي أجد ضالتي، ثم خرجت إلى الصحن الشريف ، وكان ذلك أوان شروق الشمس ، وما أن جلست في أحد الأواوين وأنا أحدث نفسي إذ أقبل إلي الخطيب المفوه الشيخ محسن أبو الحب - وهو أبرز خطيب في كربلاء في حينه - فسلم علي وعانقني مرحبًا بي ، ثم دعاني إلى داره القريبة للاستراحة ولتناول فطور الصباح ، فأجبت الدعوة وذهبت معه ، وكان الوقت صائفًا، فجلسنا في المكان المعد لنا في حديقة داره ، وبعد استراحة قصيرة قلت له : أرني مكتبتك ، قال : إن شاء الله بعد أن نتناول الفطور ، قلت : إني آنس بالمكتبة والكتاب أكثر مما آنس بالحديقة وأزهارها ، فامتثل الشيخ محسن أبو الحب ، فرافقني إلى مكتبته ، وإذا بها مكتبة عامرةً كمًا وكيفًا ، فصرت أجول بين الكتب :
    اقلب هذا ، وأتفحص ذاك ، وأطالع الآخر ، حتى عثرت على ضالتي المنشودة ، ووجدت الكتاب الذي أبحث عنه " ربيع الأبرار " للزمخشري .ولما مسكته بيدي عرفت سر أمر الإمام
    (عليه السلام) ، ثم خنقتني العبرة وأجهشت بالبكاء ، فجاءني صاحب الدار مستغربًا ، ومستفسرًا عن سر بكائي ! فحدثته عن مجريات الأمور مفصلا ، وقلت له : إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أمرني وحولني على ابنه أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، والإمام الحسين ( عليه السلام ) حولني بدوره عليك .فلما سمع الشيخ محسن أبو الحب ذلك بكى ثم هزته الأريحية ، فأمسك بالكتاب وقال : شيخنا الجليل ، هذا الكتاب الخطي يعتبر من النوادر ، وإن قاسم محمد الرجب - الناشر وصاحب مكتبة المثنى ببغداد - دفع لي به مبلغ ألف دينار لشرائه حتى يطبعه فما أعطيته إياه .
    فأخرج القلم من جيبه وكتب عليه إهداءه إلى العلامة الأميني ، وقال : هذا جواب حوالة سيدي الامامين أمير المؤمنين علي ، والحسين ( عليهما السلام ) .
    وبعد أن افتتح العلامة الأميني مكتبته العامة في النجف الأشرف " مكتبة
    الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) العامة " أوقفه باسمه الأول " الشيخ محسن أبو الحب "رحمهما الله .
    انظر. كتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني المؤلف : الحاج حسين الشاكري
    ــــــــــــــــــــــــ
    (1) الشيخ عبد الحسين الأميني قدس سره( 1320ﻫـ ـ 1390ﻫـ )
    هو الشيخ عبد الحسين بن الشيخ أحمد بن الشيخ نجف قلي بن الشيخ عبد الله الأميني .
    وُلِد في اليوم الخامس والعشرين من شهر صفر المظفر من عام 1320هـ بمدينة تبريز في إيران .
    توفي الشيخ الأميني قدس سره في اليوم الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر من عام 1390هـ بمدينة طهران ، وشيع جثمانه الطاهر في طهران تشييعاً مهيبًا ، ثم نُقل جثمانه بالطائرة من طهران إلى بغداد ، ثم حُمِل إلى حرم الإمامين الجوادين عليهما السلام في مدينة الكاظمية ، ومن ثم إلى مدينة كربلاء المقدسة حرم سيد الشهداء عليه السلام ، وبعدها نقل إلى مثواه الأخير في النجف الأشرف بعد زيارة أمير المؤمنين عليه السلام ، ودفن في المقبرة التي أعدها في حياته بجانب مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامة .
    أنظر: مستدرك سفينة البحار ج5 ص275 .و مستدركات أعيان الشيعة ج1 ص84 .
    ــــــــــــــــــــــــ
    المصدر :
    قصص وعبر (مخطوط)/ عادل آل جوهر .
    sigpic
  • صدى المهدي

    مراقـــبة عـــــامة


    • Jun 2017
    • 11950

    #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثير

    تعليق

    • سيد فاضل

      • Aug 2019
      • 29847

      #3
      سلمكم الله
      sigpic

      تعليق

      • محـب الحسين

        • Nov 2008
        • 46769

        #4
        احسنت اخي العزيز

        تعليق

        • سيد فاضل

          • Aug 2019
          • 29847

          #5
          حفظكم الله
          sigpic

          تعليق

          يعمل...
          X