الهدف من العبادة هو تربية الإنسان الكامل، وكلّ طريق يصل إلى مرحلة من الكمال بمقدار إدراك ومعرفة حقيقة العبودية والقرب. والعبادة والدعاء يربطان القلب بالله. ويغذيان الروح ويدفعان الجوارح للتسليم أمام النفس القدسية والمتكاملة.
كلما تدرج الإنسان في مدارج العبودية واقترب أكثر من الكمال المطلق ومبدأ العز الربوبي. كلما أخذت أعماله وجهاً إلهياً أكثر، ووجد جوهره الإنساني وتخلص من أسر النفس الأمارة. وبتفوقه على العالم المادي وخروجه عن حيز الزمان والمكان وارتباطه بالمبدأ الإلهي
. فإنّه سوف يتخلص من الفناء والزوال ويصبح خالداً. في هذه الحال فإنّ عبادته ومناسكه سوف لن تكون خالصة لله فقط بل إنّ كلّ وجوده وحياته ومماته سوف تأخذ لون التعبد: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام/ 162).
في هكذا حالة سوف يفهم الإنسان فلسفة خلقه. ومتفاعلاً مع أطراف الوجود الأخرى المسخّرة للحقّ والمسبِّحة له. سوف يطوي المسير من أجل الكمال الذي اختاره الله له بكلّ حرية ووضوح وعزم ثابت، وسوف يفني أعماله وأخلاقه وإرادته وتصميمه في إرادة الحقّ. وسوف يقي كلّ لحظات حياته في مسيره إلى القرب الإلهي. وسوف يلاحظ في علاقته "بنفسه والناس والعالم المحيط" أنّ الدور المحوري هو "الله". ومن حيث أنّ "التربية الأخلاقية" تتخذ لونا إلهياً. فإنّ الإنسان المتخلق بالأخلاق الإلهية يهرب من كلّ ما له لون نفساني وشيطاني حتى يصل إلى "الولاية الإلهية المطلقة"، إلى مقام العصمة الخاص بالأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ويرتقي بالتالي إلى العصمة التي هي للأولياء.
وفي نفس الوقت، عندما يكون الإنسان محكوماً للأنانية وعبادة الهوى فإنّه يبتعد عن مقام العبودية والإنسانية، ويهجر منزل القرب ويُدفع إلى "أسفل سافلين".
إنّ من أكبر أسرار العبادات والرياضات الشرعية هو أن تجعل الجسم وقواه الطبيعية تابعة ومنقادة للروح بحيث يكون للإرادة دور مؤثر في الجسم ويخضع الجسم لأوامر الإرادة فيعمل بما تشاء، ويمتنع عمّا تشاء، ويصبح مُلك الجسم وقواه الظاهرة مقهوراً ومسخراً للملكوت بحيث أنّه يقوم بما يريد من دون مشقة ولا عناء
كلما تدرج الإنسان في مدارج العبودية واقترب أكثر من الكمال المطلق ومبدأ العز الربوبي. كلما أخذت أعماله وجهاً إلهياً أكثر، ووجد جوهره الإنساني وتخلص من أسر النفس الأمارة. وبتفوقه على العالم المادي وخروجه عن حيز الزمان والمكان وارتباطه بالمبدأ الإلهي
. فإنّه سوف يتخلص من الفناء والزوال ويصبح خالداً. في هذه الحال فإنّ عبادته ومناسكه سوف لن تكون خالصة لله فقط بل إنّ كلّ وجوده وحياته ومماته سوف تأخذ لون التعبد: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام/ 162).
في هكذا حالة سوف يفهم الإنسان فلسفة خلقه. ومتفاعلاً مع أطراف الوجود الأخرى المسخّرة للحقّ والمسبِّحة له. سوف يطوي المسير من أجل الكمال الذي اختاره الله له بكلّ حرية ووضوح وعزم ثابت، وسوف يفني أعماله وأخلاقه وإرادته وتصميمه في إرادة الحقّ. وسوف يقي كلّ لحظات حياته في مسيره إلى القرب الإلهي. وسوف يلاحظ في علاقته "بنفسه والناس والعالم المحيط" أنّ الدور المحوري هو "الله". ومن حيث أنّ "التربية الأخلاقية" تتخذ لونا إلهياً. فإنّ الإنسان المتخلق بالأخلاق الإلهية يهرب من كلّ ما له لون نفساني وشيطاني حتى يصل إلى "الولاية الإلهية المطلقة"، إلى مقام العصمة الخاص بالأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ويرتقي بالتالي إلى العصمة التي هي للأولياء.
وفي نفس الوقت، عندما يكون الإنسان محكوماً للأنانية وعبادة الهوى فإنّه يبتعد عن مقام العبودية والإنسانية، ويهجر منزل القرب ويُدفع إلى "أسفل سافلين".
إنّ من أكبر أسرار العبادات والرياضات الشرعية هو أن تجعل الجسم وقواه الطبيعية تابعة ومنقادة للروح بحيث يكون للإرادة دور مؤثر في الجسم ويخضع الجسم لأوامر الإرادة فيعمل بما تشاء، ويمتنع عمّا تشاء، ويصبح مُلك الجسم وقواه الظاهرة مقهوراً ومسخراً للملكوت بحيث أنّه يقوم بما يريد من دون مشقة ولا عناء
تعليق