ما المراد بالجُهَني؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صدى المهدي

    مراقـــبة عـــــامة


    • Jun 2017
    • 11941

    ما المراد بالجُهَني؟

    ما المراد بالجُهَني؟
    كان بالقرب من المدينة مؤمن من قبيلة جُهَينة، و كانت له إبلٌ وأغنام لا يستطيع أن يتركها ليدخل إلى المدينة المنورة ثلاث مرات لإحياء ليالي القدر، فسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في محضر من المسلمين أن يحدد له ليلة يدخل المدينة فيها لإحيائها بالتهجد والعبادة، فأسرّ إليه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم الجواب. و النتيجة أن الحاضرين قد سمعوا السؤال ولم يسمعوا الجواب، إلا أن هذا الجُهني – وهي النسبة إلى قبيلته جهينة- كان يشاهَد في ما بعد يدخل إلى المدينة في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان المبارك، وقد ربط المسلمون بين السؤال وما التزم به الجهني، فسُمّيت هذه الليلة بليلة الجُهَني.

    ولابد من ملاحظة أمور:
    1- اسم الجهني: "عبد الرحمن بن أنيس الأنصاري".

    2- خبر الجهني مروي عن الإمام الباقر عليه السلام، قال الراوي:" سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الجهني أتى إلى رسول صلى الله عليه وآله فقال له: يا رسول الله إن لي إبلاً وغنما وغلمة، فاحب أن تأمرني ليلة أدخل فيها فأشهد الصلاة و ذلك في شهر رمضان، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فساره في أذنه. قال: فكان الجهني إذا كانت ليلة ثلاث وعشرين دخل بإبله وغنمه وأهله وولده وغلمته، فكان تلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين بالمدينة، فإذا أصبح خرج بأهله وغنمه وإبله إلى مكانه".

    3- قال الشيخ الطوسي: " وإنما لم تعين هذه الليلة ليتوفر العباد على العمل في سائر الليالي".
    ولدى الرجوع إلى روايات ليلة القدر يتضح أن هدف المعصوم عليه السلام، التوجيه إلى الإهتمام بليالي القدرالثلاث، كل منها بما يناسبها، وهو يستدعي عدم التصريح بما يؤدي إلى ترك الإهتمام بليلتين والتركيز على ليلة واحدة، لأن ذلك يحرم الأمة من خير كثير، كما يستدعي بيان الفضيلة الخاصة جداً لليلة الثالثة والعشرين بما يحفظ فضيلة الليلتين التاسعة عشر والحادية والعشرين، ويمكن تحقيق ذلك بطريقين: النصوص التي تتكفل بذلك، والتي تتراوح بين التصريح والإجمال، وتقديم نموذج عملي هوعادة أبلغ أثراً من النصوص في إيصال الفكرة.

    وفي هذا السياق ينبغي أن يفهم جواب المصطفى للجهني سراً، فهو صلى الله عليه وآله يعلم أنه سيدخل المدينة في الليلة الثالثة والعشرين وأن المسلمين سيربطون بين ذلك وما ساره به رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن النتيجة مزيد اهتمام بهذه الليلة دون التفريط بالليلتين السابقتين.
    فلنغتنم أيها العزيز كل لحظة يمكننا استثمارها من ليلة الجهني.​



    مناهل الرجاء / الشيخ حسين كوراني.
يعمل...
X