المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان» لتصحيح العقيدة والارتباط بأهل البيت (عليهم السلام)


عاشقة النور
03-09-2009, 11:52 PM
الفطرة البشرية هي منبع العقيدة الصحيحة، فالانسان يقرّ بوجود الخالق بالفطرة.
وبالفطرة توصّل الإنسان إلى معرفة صفات الخالق، فعرف انه عادل لأن عدم العدل اما نابع من الجهل أو الحاجة أو الخبث، وكل ذلك يتنافى مع الصفات الاخرى للخالق.
وبالفطرة يكتشف الإنسان ان لله سبحانه غرضاً في الخلق، وإلاّ لكان الخلق عبثاً، والعالم القادر الغني بمنأى من العبث، ولتحقيق هذا الغرض لابدّ من بعث الرسل وأوصيائهم لهداية البشر إلى ما يريده.
وبالفطرة يعرف الإنسان ان مقتضيات عدل الخالق ان وضع حساباً لهذا الكون، فكان لابدّ من اثابة المحسن بالاحسان ومعاقبة المسيء لإساءته.
وينظر الإنسان فيرى المجرمين كيف يطول بهم المقام في هذه الحياة؟
وكيف يعيشون على جرائمهم؟ بل يزدادون إجراماً، وانهم يموتون دون ان ينالوا العقاب العادل.
وبالعكس يرى المحسنين كيف يرحلون عن الدنيا دون ان ينالوا جزاء احسانهم، وهنا توصلهم النظرة الثاقبة إلى ضرورة وجود حياة اخرى غير هذه الحياة التي نحياها وسيكون العقاب والثواب في انتظار اصحاب الأعمال في الدنيا في الخير أو الشر وبذلك يثبت المعاد.
هذه باختصار هي العقيدة الإسلامية ، وبمقدور كل إنسان ان يحصل على هذه العقيدة وخصوصياتها بشرط ان يعيش صفاء الفطرة وشفافية الوجدان.
وشهر رمضان هو مناسبة جيدة لايجاد هذا الصفاء، ولخلق هذه الشفافية في النفوس، التي من خلالها يصل الإنسان المؤمن إلى معين العقيدة.
وكلّما تأصّلت العقيدة في النفس الإنسانية طفحت في السلوك وانعكست في الاخلاق. وكل اناء بالذي فيه ينضحُ.
وشهر رمضان هو شهر تأصيل العقيدة وتقويتها وترسيخها وتركيزها في القلوب والأذهان. وستكون ثمرة هذه العقيدة هي الاستقامة في الحياة في القول والفعل.
وشهر رمضان بما يتضمن من ذكريات ترتبط بالعترة الطاهرة؛ كولادة الامام الحسن(ع)، وشهادة الامام أمير المؤمنين(ع) وليالي القدر، حيث كان الائمة(عليهم السلام) يتفرغون فيها للعبادة، لذا لابدّ وان نتعايش مع شخصيات هذا الشهر، وان نعيش تلك اللحظات التي عاشها أئمتنا الأطهار(ع).
نعيش ذكرى بدر والبطولات التي ســطّرها الامـــام أمير الـــمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) اثناء مبارزته لعمر بن عبد ود العامري.
وان نعيش الامام الحسين(عليه السلام) في تلك اللحظات التي ضحى فيها بالغالي والنفيس من أجل الدين، وبلغ الأمر به ان قدّم رضيعه ضحية من أجل ان لا يدع للاخرين تضليل الناس.
وأن نعيش الصبر والعناء عند سيدة نساء العالمين الزهراء البتول(عليها السلام)، وان نتذكر دائماً كيف يجب ان يكون دور المرأة الصالحة في كل زمانٍ ومكان.
فمن الواجب ان نكرّس حياتنا في هذا الشهر للعترة الطاهرة تأريخاً وفهماً لهم والأخذ بأقوالهم والاقتداء بأعمالهم وتمييزاً لمختلف أدوارهم وتشخيص مواقعنا لأدوارهم(عليهم السلام).
وهذه الادوار المختلفة هي نتيجة حتمية لسعة الاُمة التي تُعطي بوجودها مساحات كبيرة من العالم، وكذلك من التوسعة على الامة لا من الاختلاف في الجوهر.
مثلاً: هناك من تحتم عليه الأوضاع ان يقف موقفاً حسنياً في بقعة من العالم الاسلامي، وهناك إلى جانبه في بقعة اخرى يُحتم عليه ان يقف موقفاً حسينياً.
فكان لابد من التحديد نوع الاقتداء بنوع الظرف الذي يعيشه المسلم.
وهنا علينا مسؤولية اخرى هي اساس كل مسؤولية وهي التعرّف بأهل البيت(عليهم السلام) حتى يكتشف الناس مجالات الارتباط التي بينهم وبين قادتهم الميامين
كما يــجب علينــا ان نعرّف العـــالم بالعترة الــطاهــــرة حتى يستــــضيء بأنوارهم ويجعلهم مناراً يهتدي بهم، (وبالنجم هم يهتدون).
انّ أكثر ما يستثير الهمم ويطلق العِنان للطاقات، هو التفكير بالجنة والنار، فالجنة هي نهاية الصالحين والمؤمنين، والنار هي مصير الجبّارين والمتكبرين.
وإذا ما تمعنّا في الآيات التي نزلت على رسول الله(ص) في مكة المكرمة لوجدنا أنها تركّز على هذه المسألة، وتطرح الجنة والنار كعامل مهم من عوامل دفع الناس إلى الايمان وحثّهم على الانخراط في سلك المسلمين.
وتكمن أهمية موضوع الجنة والنار في أثره في السلوك البشري، فالرغبة في الجنة تجعل الإنسان في الدنيا متّقياً وطيّباً وخلوقاً، كذلك تجعله خيّراً متعاوناً مع الآخرين، ويحب الخير للآخرين. اما رهبة النار فتجعل الإنسان يمتنع عن ارتكاب المنكرات ويبتعد عن الموبقات.
ولا يخفى ان مبدأ العقاب والثواب هو خير وسيلة للتربية الصالحة، هكذا كانت حياة الرسول(ص) وسائر الائمة المعصومين(ع) في كل حركاتهم وسكناتهم مصبوغةً بهذا الأمر (صِبغةَ اللهِ ومن أَحسنُ مِنَ اللهِ صِبغةً...).
وهكذا ربّى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه فكانوا في القمم السامقة، وهكذا كان أصحاب الائمة(عليه السلام).
ان تفكير المؤمن بالجنة وما أعدّه الله له في الآخرة من الدرجات العليا يسبب السعادة له، فكيف ستكون سعادته في الآخرة إذا رأى الجنة بأمّ عينيه.
ان سعادة الدنيا تتوقف على الجنة والنار فكيف بالآخرة التي هي الحيوان.
ان أمراً واحداً هو الذي يضمن استقامة الإنسان واستمراره على الطريق الصحيح، وهذا الأمر هو الشعور المزدوج بالرجاء والخوف، فالرجاء بلا خوف يدفع الإنسان إلى الغرور، والخوف بلا رجاء يدفع الإنسان إلى اليأس، وكل خطوة يخطوها الانسان في هذه الحياة هي بحاجة إلى الرجاء والخوف.
عندما تريد ان تقول كلمة ما بمحضر جمع من اصدقائك، وعندما تريد ان تقوم بعمل ما في داخل المجتمع، فانت بحاجة إلى عامل محفّز وعامل مثبّط؛ فالتحفيز يدفعك إلى عمل البرّ والخير، والتثبيط يمنعك من عمل الشر.


من كتاب شهر رمضان شهر البناء والتقدم للإمام محمد الحسيني الشيرازي(قدس سره)



"عاشقة النور"

moonlight
04-09-2009, 08:26 PM
**مشكوره خيتو والله ينورك بنور اهل البيت**

عاشقة الابتسامه
04-09-2009, 08:40 PM
بورك عطائك اختي الكريمه

*llعاشقة الزهـراءll*
04-09-2009, 09:34 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
بوركتِ غاليتي وبورك عطاائك الراائع
والمفيد...
اعااادالله هذه الاياام علينا وعليكم بالخير والبركاااااات
موفقه لكل خير
دمتِ بحب الزهرااء..سلام الله عليهاااا
:65::65::65::65:

الزهراء حياتي
04-09-2009, 11:09 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
بوركت اختي عاشقة النور جعله الله في ميزان حسناتك

الزهراء حياتي
04-09-2009, 11:12 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
بوركت اختي جعله الله في ميزان حسناتك

عاشقة النور
07-09-2009, 01:03 AM
لقد انرتم متصفحي بردكم الطيب...

حفظكم الله من كل سوء

"عاشقة النور"