المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : <لقد جاءكمـ رسول من أنفسكمـ >، لماذا رسول من انفسكم ؟؟


محـب الحسين
16-09-2009, 05:20 PM
اللهم صل على محمد وال محمد سيد المجاهدين وسيد الصادقين وسيد النبيين المرسلين

لقد جاءكم رسول من أنفسكم ....... لماذا رسول من أنفسكم؟


من باب قاعــــدة اللطف أن يكون النبي من البشر، وقد قال سبحانه: (لقد جـــاءكم رسول من أنفـــسكم)

وقال تعالى: (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون)

وذلك لان البشر مدعاة لان يكونوا أسوة وقدوة للناس، أما الملك فلا، إذ الناس يقولون انه ملك وهو مجرد من دواعي المعصية وله قوى لا نملكها وله أحكام غير أحكامنا فلا يكون لنا قدوة، وكذلك إذا كان من الجن، أو من جنس آخر.

عزيز عليه ما عنتّم

من مواصفات القائد

يلزم أن يكون القائد بحيث يعز عليه ويشق عليه ما عنت وشق وصعب على رعيته، كما يعز على الأب ما يجري على ابنه، إذ القائد هو الأب الروحي، ولأنه إذا لم يكن يهتم برعيته حتى يشق عليه ما يشق عليهم لا يصلح ان يكون ذلك الذي يقود سفينة الرعية نحو شاطئ السلام في خضم التيارات وأمواج الفتن وأعاصير البلاء.

فانه (صلى الله عليه وآله) كان يشق عليه كل ما شق على أمته في حال حياته وبعد مماته، ولذا قال (صلى الله عليه وآله) لعزرائيل (عليه السلام) عند حضوره لقبض روحه ‎: (شدد عليَّ وخفف على أمتي)، على عكس الحكام الدنيويين وطلاب القوة والسلطة الذين لا يهمهم إلا أمر أنفسهم وإلا المزيد من الأموال والقدرة والشهوات، وان كان كل ذلك على حساب الأمة واقتطاعا من أقواتها وحقوقها.

حريص عليكم


الحرص على الرعية

يلزم أن يكون القائد والراعي ـ في أية درجة ومنزلة كان، وسواء اتسعت دائرة رعيته أم تضيقتـ حريصا على شؤون أتباعه ورعيته. ومعنى الحرص عليهم الحرص على هدايتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة وتقدمهم في شتى الأبعاد الجسمية والروحية، المادية والمعنوية، وذلك لان حذف المتعلق يفيد العموم.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «المؤمن على الطاعات حريص وعن المحارم عفيف»


قال الإمام الصادق (عليه السلام): «أربع من علامات النفاق قساوة القلب وجمود العين والإصرار على الذنب والحرص على الدنيا»

وقال (عليه السلام): «هلاك الناس في ثلاث: الكبر والحرص والحسد»

وعنه (صلى الله عليه وآله): «وإياكم والحرص فان آدم (عليه السلام) حمله الحرص على أن أكل من الشجرة»


وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ( خير الناس من اخرج الحرص من قلبه)

هذا وفي بعض الروايات الواردة في تأويل الآية المباركة أنه (عليه السلام) تلا هذه الآية: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) قال: (من أنفسنا)، قال: (عزيز عليه ما عنتم) قال: ما عنتنا، قال: (حريص عليكم) قال: علينا، (بالمؤمنين رؤوف رحيم) قال: بشيعتنا رؤوف رحيم، فلنا ثلاثة أرباعها ولشيعتنا ربعها


بالمؤمنين رؤوف رحيم

بين الرأفة والرحمة

يلزم أن يكون القائد رؤوفا رحيما، والفرق بينهما أن الصفة الأولى تتعلق بالعمل والجوارح، والثانية ترتبط بالقلب والجوانح، في قبال الفظّ الذي يعكس خشونة الأفعال وهي حالة خارجية، وغليظ القلب وهي حالة داخلية، كما في الآية الكريمة: (ولو كنت فظا غليظ القلب)

فالمراد: ظاهره رحيم وباطنه رحيم، لا كبعض الناس حيث ترى الغلظة في ظاهره وباطنه، أو في ظاهره فقط، أو في باطنه فقط، فان الغلظة إذا كانت في الظاهر لا تنفع معها - عادة - الرقة الباطنية، وإذا كانت الغلظة في الباطن كان الظاهر الرقيق تصنعا لاواقعية له، والتصنع قد ينفع في خداع الناس لفترة، إلا انه ليس بدائمي ولا شمولي إذ إن الجوهر يصنع ما يصنع، ففي الخلوات ـ مثلاً ـ تصنع الغلظة صنعتها في تلك المؤامرات التي تحاك خفية والخطط الشيطانية التي سرعان ما تنكشف للناس فتفضح تلك السريرة الشريرة وتلك الضمائر الخبيثة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله عز وجل خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علم… فجعل العلم نفسه والفهم روحه والزهد رأسه والحياء عينيه والحكمة لسانه والرأفة همه والرحمة قلبه» الحديث


قولها عليها السلام: (بالمؤمنين) تخصيصهم بالذكر من جهة ان الصفتين السابقتين كانتا تشملان المؤمن والمنافق، فالرسول (صلى الله عليه وآله) ما كان يريد حتى عنت المنافقين، وكان حريصاً على إيمانهم وهدايتهم وإنقاذهم وكان يقول حتى بالنسبة إلى الكافرين: (اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون)، أما رأفته ورحمته فمصبها (المؤمنون).

moonlight
16-09-2009, 05:47 PM
http://www.lakii.com/img/all/Mar09/Yz9wog03011359.gif

اريج الجنه
16-09-2009, 05:49 PM
مشكوور ع الطرح الرائع و الجميل
جزيت خيرا
وفقك المولى

محـب الحسين
16-09-2009, 11:40 PM
كل الشكر لمروركما العطر

:: بحر ::
16-09-2009, 11:45 PM
اللهم صَلِّ على محمدٍ وعلى آلهِ
جزاكَ الله خيرا

حوريه
17-09-2009, 07:29 PM
مشكور اخي على الموضوع والطرح الرائع

لاخلا ولا عدم

محـب الحسين
17-09-2009, 07:33 PM
شكرا لمروركم اللطيف