المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستنباط الاجتماعي


لندن
10-10-2009, 04:15 PM
الاستنباط الاجتماعي
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( 5 09543) حقوق النشر محفوظة

هذا ما تطرقنا إليه في كتابنا علم الاجتماع بين المتغير والثابت وما ترتكز عليه نظريتنا حيث نعتبر التقييم الذاتي للإجتماعي بأنه القائم على تطبيع العلاقات بين الأفراد وسائر المجتمعات الّتي تحت ظل قانون عادل منتزع من واقع الذات الإنسانية مراعات كل الظروف والمناسبات الّتي ترتبط بنظام حياة المجتمع وتقييمه عبر الأجيال والأزمنة من غير تحديد موضوعه بطائفة أو مجتمع خاص ولا بزمان ولا بيئة مناخية أو جغرافية وإنما هدفه أسمى من حصره بمقاييس وموضوعات محددة وتقاليد خاصة.
وعليه يرتكز علم الاجتماع على النزعة الذاتية للإنسان والمحددة بالفصل الحقيقي دون العوارض المفارقة القابلة للزوال حتى تتوحد فيه جميع الطبقات البشرية تحت عمل موحد وهدف أسمى بعطاء واحد ومصلحة مشتركة ولا نؤمن بالجدلية التاريخية على أساس الصراع الداخلي؛ لأنها قابلة للفشل العلمي فلا تناقض بين الوجودين والتناقض الاصطلاحي غير محقق لأنّ وجود أحدها قائم على الاستعداد والتأهل.
وثانيهما قائم على الفعلية وإن تصورنا التضاد في كتابنا نقد المذهب التجريبي فلا نؤمن به هنا وإن اثمرت الجدلية التارخية في بعض الجوانب الاجتماعية فذاك يختص بالاجتماع المتحرك دون الاجتماع الثابت الّذي هو خاضع للقيم الذاتية كما نحن في صدده وهو في الواقع في قالب التشريع والنظام الديني أمّا الاجتماع المتحرك فيقع في دائرة الأسباب والظواهر الاجتماعية والتغيرات الاجتماعية ونعتقد بأنّ الأصالة للفرد دون الهيئة الاجتماعية وإنما الفرد محقق لموضوع الاجتماع على نحو الاعداد لوجود المجتمع العامة.
ونعتقد بأنّ التغيير الاجتماعي مرتبط بالتحرك الاجتماعي الّذي يرتبط بالقانون الديناميكي المتحرك المسبب عن مصادره كما أننا لا نؤمن بالتطور الاجتماعي الخاضع للإجتماع المتحرك أمّا التطور بالقياس إلى رسالات السماء بعضها مع بعض في النضوج التشريعي فذاك مقبول.
ولكن إذا جئنا إلى الدين الإسلامي الّذي هو خاتمة الأديان وكمالها النهائي فلا نطلق عليه بالتطور، وإنما يكون المجتمع في حالة ثبوت ووقفة أمّا حقيقة التطور فلابد أن تقوم على أساس اتحاد النوعية والسنخية في مادة تعرضها الصفات الخاصة نظير تطور الدول النامية بما يخص شؤونها المرتبطة بدرجة النمو فلا يصح أن تنتقل إلى المصانع الأخرى، هذا من الأسلحة الذرية ونحوها فإنّ ذلك محتاج إلى الانقلاب والثورية دون التطور هذا مع أن طبيعة التطور قائم على الأمر الاعتباري العرفي من الموضوعات الاضافية الّتي لا يمكن تحويرها بإطار معين وإذا أرجعنا التطور إلى الاجتماع الثابت فلا موقعية للتطور عندئذٍ ويكون من نوع السالبة بانتفاء الموضوع لعدم وجوده في ساحة الأنظمة الرسالية لأنّ الأحكام والأنظمة أخذت منتزعة من واقع الإنسان وذاته، وهي ثابتة لا تتناسب مع واقعية التطور بشتى أنحائه المتصورة، وإنما تتناسب مع الاجتماع للتحرك المرتبط بالأعراف والتقاليد المصطلح عليها بالاجتماع الديناميكي، وليس الاجتماع مرتبا من البدائية إلى العبودية إلى الإقطاعية وإلى الشيوعية وإنما هذه الأمور أخذت بنحو السلسلة على نحو التوليد البشري بحسب حاجته، وربما تتعاكس فلا تكون مأخوذة بنحو الطولية وإنما الاجتماع الّذي أشار إليه الدين الاسلامي المؤمن أحق المؤمن وأنهم كأسنان المشط ولا فصل لعربي أو أعجمي إلاّ بالتقوى إنّ أكرمكم عند اللّه‏ أتقاكم، كل ذلك يؤكد الإسلام على وجود العلاقة والتضامن من منطلق الايمان والروحية الصادقة والرجوع إلى الدعوة إلى اللّه‏ والمحبة في اللّه‏ والبغض في اللّه‏، وإنّ الملكية معترف بها فردية واجتماعية فالملكية الفردية تسير مع الغريزة؛ لأنها منتزعة من فطرة الانسان وواقعة فلا يمكن للشارع رفعها مع كونها من الأمور الواقعية، وإنما الرفع يكون بالأمر الاعتباري والمهم أنّ البحث منوط في الجانب الاستنباطي في ناحية الأمر الاجتماعي الّذي يقع بين المتغير والثابت.

الاستنباط الاقتصادي
وهذا مما ينبغي أن نتعرض المذهب الاقتصادي بناء على جهة الاختلاف بين الجهة المدرسية والمذهبية لما ذكرنا من البناء على الجهة المدرسية أن يكون النظر إلى الضابطة العلمية على نحو العموم غير قابلة للتغير والتبديل وإنما هي من الثوابت العلمية فإذا قدر مثلاً البناء على استقلالية العقل أو البناء على الدليل العقلي بلحاظ أصالته وموضوعه يقابله الدليل الروائي، وهو أيضا من المدرسية فيكون بذلك تقابل المدرسة العقلية في قبال المدرسة الروائية.
وأمّا بالنسبة إلى الأمر المذهبي فهو وليد الرأي والاجتهاد الخاص فيمكن أن يناقش الرأي والاجتهاد ويمكن أن يهدم البناء والمبنى وعليه يكون الرأي قابلاً للنقض وصالح للإيراد، وعليه نقضا وإبراما.
وعلى ضوء هذه المقدمة فإذا جئنا إلى المذهب الماركسي فهو عبارة عن النظام الاجتماعي الّذي تتزعم الماركسية الدعوة إليه ، وهذا بخلاف ما يبتنى عليه وجود المادية التاريخية، فإنها عبارة عن علم قوانين الانتاج في ناحية تطوره ونموه ونتائجه الاجتماعية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والفكرية وهي تعبير أخرى عن علم الاقتصاد فلما تبتني الماركسية على الجانب المذهبي هو في الحقيقة ارجاع إلى العنوان القانوني بلسان التشريع ويكون ذلك تعبير عن الحقيقة التاريخية، وهذا من نوع الاستنباط في اطار المذهبية الاقتصادية ويكون تطبيقها لمقتضيات العامل الاقتصادي في المجال الخارجي وبذلك أطلق ماركس على مذهبه اسم (الاشتراكية العلمية ) وهي في واقها الموضوعي من نوع الاستنباط المذهبي، ولكن هذا لا يمنع توجه النقل عليه من حيث كبرى الاستنباط ولكن المحور بحسب تصورهم أنّ الماركسية توصلت إلى تأسيس الضابطة الكلية.
وأيضا مما ينطبق على مجال الاستنباط بالمفهوم العام بالنسبة إلى الرأسمالية
المذهبية وهي تقع على اتجاهين أيضا بنفس ما سارت عليه الماركسية وهما الجانب المذهبي والجانب المذهبي مع فرض نقطة الإلتقاء بينهما إماّ لجهة التساوي بين المفهومين وإمّا لجهة العموم من وجه، وعليه أنّ ما يقوم عليه وجود الرأسمالية المذهبية يقع على العناصر الآتية.

1 ـ التمسك بالملكية الفردية، وهذا على عكس ما يسير عليه المذهب الاشتراكي بإلغاء الملكية الفردية وقد استثنى موارد خاصة وأمّا الرأسمالية فترى أنّ من حق كل فرد أن يمتلك ويتصرف ما شاء من انتاج واستثمار وإنّ كل فرد له الاستقلال في ملكيته وأيضا له ضمان حرية الاستهلال كما له الضمان في حرية الاستغلال وهذا ما يعكس دور الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية.
وأمّا الدور الاستنباطي في المذهب الرأسمالي وهو عبارة عن الارجاع إلى إناطة الملكية إلى الفرد بما أنه النابع عن الدافع الذاتي بما أنه المحور فيكون مؤدى ذلك أنّ جميع القيم راجعة إليه دون ما يذهب المذهب الماركسي من إرجاع الملكية إلى الجماعة ولا يؤمن بالدوافع الذاتية وينظر إلى الفرد بما أنه منصهر في المجتمع دون النظر إليه على نحو الخصوصية؛ ولذا لا يعتقد بالحرية الفردية بخلاف الاتجاه الرأسمالي فإنه يؤمن بالحرية الفردية، ولكن لا يمنع أن تكون هناك قوانين تلائم الطبيعة ويكون بعين ذلك نقطة إلتقاء بين القوانين الاقتصادية والطبيعية فإذا حصل وجود الحرية للفرد فإنّ ذلك لا ينافي أصل الطبيعة من حيث الاتجاه نحو المنحى العلمي لها.
ولما يكون جهة الفرق بين الاتجاه العلمي والاتجاه المذهبي فإنّ كلاً منهما يمكن أن يدخلا تحت مظلة الاستنباط في كل منهما بلحاظ متعلقهما وإن الإختلاف من حيث الضوابط والمقدمات كما أنه لا يمنع من وجود الاختلاف أيضا فيما بين المذهبي والمدرسي، فإن كلاً منهما برهان إلى الأمر الاستنباط بلحاظ منشأ انتزاعهما أيضا.

الاستنباط الأخلاقي

لأنّ ما يرتكز عليه الاستنباط الأخلاقي من منطلق الجمع بين الإفراط والتفريط وانتزاع الصفة الثالثة منهما وهو مرحلة الاعتدال فيما بين الصفتين كانتزاع الكرم من صفة الإسراف والتقتير أو انتزاع الشجاعة من التهور والجبن ونحوهما، وعليه يكون الدور الاستنباطي المحال الأخلاقي عدم الإرجاع فيه إلى الأمور النسبية في ما بين أخلاق فرد وأخلاق فرد آخر وقد تحدثنا ذلك في كتابنا علم الأخلاق بين النظرية والتطبيق وتشير على بعض الفقرات منه لأجل التوضيح حيث تعرضنا إلى النسبية في الأخلاق ويراد بها التفاوت في طبيعة الأخلاق قد تكون في بعض المجتمعات فضيلة وبعضها تعتبرها رذيلة ومنقصة نظير حب الكرامة فقد يسير الإنسان لتعظيم والإحترام والمقابلة بالمدح ولكن عند مجتمع آخر قد يعتبر هذا المدح والثناء منقصة لأنه حامل لتلك الطباع الحسنة فلا يفرج بهذا المدح أو كان المدح زائدا على الممدوح فإنه يكون من نوع التملّق فيعتبره مخادعة ونفاقا.
وقد يكون في بعض المجتمعات محبوبا وعند بعض المجتمعات غير محبوب كحب الزينة وإظهارها بأعلى مظاهر الترف كما يحدث ذلك عند الحكام والرؤساء والملوك، ولكن عند مجتمع الزهاد والرهبان يستنكرون ذلك ولا يرتضون لهم ذلك.
وذلك لما أشرنا إلى أنّ الأخلاق تنقسم إلى نوعين:
الأخلاق بالمعنى الخاص والأخلاق بالمعنى العام.
أمّا الأخلاق بالمعنى الخاص فهي عبارة عن تعادل الصفات النفسانية وهذا لا يتوافق مع النسبة لأنّ التفاوت وقع بلحاظ طرف الإضافة والمتعلق لا من حيث ذات الصفة وأمّا الأخلاق بالمعنى العام فيمكن فرض النسبية والتفاوت ووقوع التشكيك في وجودها فتشمل موارد كثيرة، فمثلاً إنّ كثرة الرماد على جانب الدار عند العرف العربي يعتبر صاحب الدار كريما وعند الغربيين يعتبر قذارة، وهكذا ترى النسبية في جميع الأعراف والتقاليد.
والمهم أنّ الملاك في جهة الاستنباط الأخلاقي الإرجاع إلى تعادل الصفات وانتزاع صفة ثالثة كانتزاع العدال فيما بين الظلم والانظلام .
المصدر بحث رقم ( 107 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري

لندن
10-10-2009, 04:18 PM
:55555":
شكرا :65:
:61: موقع سهل جدا وهذا يدل على طيبة النفس للادارة
وهذا بدليل علمي وليس كلام عابر........

عبدالله الخياط