المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي (عليه السلام) في القرآن :: سور النور، الفرقان، الشعراء، النمل ::


عاشقة الابتسامه
16-10-2009, 12:54 PM
:55555":



:: سورة النور


(وفيها تسع آيات)
1. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ) / 27.
2. (اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ (إلى) وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) / 35.
3و4. (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ (إلى) الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ) / 36 ـ 37.
5. (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ) / 48.
6. (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ) / 51.
7. (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ) / 52.
8. (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) / 55.
9. (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ) / 58.


(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ)
النور/ 27
أخرج ابن أبي حاتم، محمد بن إدريس الحنظلي، المعروف بـ (حافظ المشرق) في كتابه (الجرح والتعديل)، بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما نزلت آية فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو) إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله عزّ وجلّ أصحاب محمد ـ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ في غير آية من القرآن وما ذكر علياً إلاّ بخير (1).
(أقول): لا مانع من ورود النهي في آية، يكون علي (عليه السلام) رأس المؤمنين فيها وأميرهم وشريفهم، لعدم توجه النهي إلى مثله (أولاً)، وعدم الإشكال في توجهه إليه (ثانياً)، نظير توجه النهي في غير آية إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كما ذكرنا ذلك غير مرة.
(اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِي‏ءُ وَلَوْ لَمتَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ)
النور/ 35
روي في كتاب (المناقب)، لابن المغازلي (الشافعي)، يرفعه إلى علي بن جعفر (وهو من أهل البيت)، قال: سألت أبا الحسن (يعني) أخاه موسى بن جعفر، عن قول الله عزّ وجلّ: (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ) (الآية).
قال: المشكاة فاطمة، والمصباح الحسن والحسين. و.
(الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) قال: كانت فاطمة كوكباً درياً بين نساء العالمين.
(يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) إبراهيم (عليه السلام).
(لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) لا يهودية ولا نصرانية..
(يَكادُ زَيْتُها يُضِي‏ءُ) قال: كاد العلم ينطق بالحق (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) قال: منها إمام بعد إمام (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) ويهدي لولايتنا من يشاء (2). وممّن رواه أيضاً، علاّمة الشوافع، أبو بكر شهاب الدين الحضرمي، (الشافعي)، في رشفته (3).
* * * * *
(أقول): قوله (عليه السلام): (يهدي لولايتنا من يشاء) يعني لولاية علي والأئمّة من ولده، إذ: جزء الولاية هو ولاية علي، بل هو الجزء الرئيسي والأهم، الذي به تقبل الطاعات، وبدونه ترد الأعمال ـ كما دلّت روايات كثيرة.
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصارُ)
النّور/ 36 ـ 37
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (قال): حدثني أبو الحسن الصيدلاني، وأبو القاسم بن أبي الوفاء العدناني (بإسنادهما المذكور) عن أنس بن مالك، وعن بريدة (قالا):
قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) هذه الآية:
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ ـ والأبصار).
فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، أيّ بيوت هذه؟
قال: بيوت الأنبياء.
فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله، هذا البيت منها ـ لبيت علي وفاطمة ـ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم):
نعم من أفاضلهما (4).
(أقول): كون بيت علي وفاطمة من أفاضلها، مع قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قبل ذلك (بيوت الأنبياء) ولا شكّ أنّ علياً وفاطمة ليسا من الأنبياء، يتصور على وجهين:
(أحدهما): كون بيت علي وفاطمة هو بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، كما أنّ أهل بيت رسول الله هم علي وفاطمة وأبناؤهما، وكما أنّ أولاد علي وفاطمة أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).
(ثانيهما): باعتبار كون علي وفاطمة هما أفضل من جميع الأنبياء ـ باستثناء نبي الإسلام ـ ولذا كان لهما من الشرف والفضيلة ما للأنبياء وزيادة.
والكل محتمل.
* * * * *
وروى العلاّمة البحراني عن تفسير مجاهد، وأبي يوسف يعقوب بن سفيان، عن ابن عباس أنّه قال: إنّ دحية الكبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت، ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه، فنفر الناس إليه، (وانفضوا من حول النبي) إلاّ علياً، والحسن، والحسين وفاطمة، وسلمان، وأبا ذر، والمقداد، وصهيب، وتركوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قائماً يخطب على المنبر.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة، فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي، لأُضرمت المدينة على أهلها ناراً، وحصبوا بالحجارة كقوم لوط.
ونزل فيهم (أي: في الثمانية):
(رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ) (5).
* * * * *
وأخرج العلاّمة الطبرسي في تفسيره عن (المقاتلين): أنّ ذلك كان قبل أن يسلم دحية الكلبي.
قال أيضاً: وقيل: إنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات، في كل يوم مرة لعير تقدم من الشام، وكل ذلك يوافق يوم الجمعة ـ عن قتادة ومقاتل (6).
(وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ)
النور/ 48
روى العلاّمة (النيسابوري) في تفسيره بإسناده عن الضحاك في قوله تعالى:
(وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ) أنّه قال: نزلت هذه الآية في المغيرة بن وائل، كان بينه وبين علي بن أبي طالب أرض فتقاسما (7).
(أقول): يعني: أنّ علي بن أبي طالب هو الداعي إلى الله ورسوله، وأنّ المغيرة بن وائل هو الفريق المُعرض.
(إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
النور/ 51.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (قال) حدثنا أبو بكر الحافظ بقراءته علينا من أصله (بإسناده المذكور) عن علي بن أبي طالب، قال: قال لي سلمان:
قلّما اطلعت على رسول الله ـ يا أبا الحسن ـ وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي وقال:
(يا سلمان، هذا وحزبه المفلحون) (8).
(أقول): ذكر علماء الأدب وعلماء البلاغة أنّ تعريف الجزء بـ (أل) يفيد الحصر، مثلاً إذا قلت (هذا العالم) كان معناه: هذا وحده هو العالم، وليس عالم غيره.
وحديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هكذا: هذا وحزبه المفلحون، يعني الفلاح في المسلمين منحصر في علي وشيعته، ووجود نفس هذا الحصر في هذه الآية الكريمة، تعطي توارد الحصر بني على مورد واحد.
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ)
النور/ 52.
روى الحافظ الحسكاني عن تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله الله تعالى:
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ ـ فيما بقي ـ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ).
(قال): أنزلت في علي بن أبي طالب (9).
(أقول): كلمة (فيما بقي) ليس من القرآن، وإنّما هو من المعنى والتفسير، ولذا وضعناها بين خطين عرضيين.
(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)
النور/ 55
روى العلاّمة البحراني عن تفسير (أبي عبيدة) و (علي بن حرب الطائي) (قالا): قال عبد الله بن مسعود:
الخلفاء أربعة: 1) آدم (لقوله تعالى): (إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (10).
2) وداود (لقوله تعالى): (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) (11) يعني: بيت المقدس (12).
3) وهارون (لقوله تعالى نقلاً عن موسى لأخيه هارون): (وَقالَ مُوسى لأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (13).
4) وعلي: (لقوله تعالى): (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) يعني: علي بن أبي طالب.
(لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (14).
(يعني): آدم، وداود، وهارون.
(وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ).
يعني: الإسلام.
(يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) بولاية علي بن أبي طالب (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ).
يعني: العاصين لله ورسوله (15).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ).
النور/ 58
أخرج علاّمة الشافعية، محمد بن أحمد بن عثمان، المعروف بـ (الذهبي) في ميزانه بسنده عن علي بن بزيمة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
(ما نزلت آية فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو) إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها وشريفها) (16).
:: سورة الفرقان


(وفيها سبع آيات)
1. (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ) / 25.
2. (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ (إلى) وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً) / 27 ـ 29.
3. (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا) / 50.
4. (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً) / 54.
5. (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا) / 74.


(وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيل).
الفرقان/ 25
روى العلاّمة المير محمد صالح الكشفي، (الحنفي)، الترمذي، في كتابه (المناقب المرتضوية) نقلاً عن تفسير الحافظي، عن أبي عبد الله في قوله تعالى:
(وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ).
أنّ الغمام الذي تشقق السماء به (علي) (17).
(أقول): لعلّ هذا التفسير من باب أن الغمام مظهر الرحمة والرجاء، وفي أهوال يوم القيامة، ورعب المحشر، ظهور وجه علي (عليه السلام) من الأعلى، يبعث الأمل والرجاء في قلوب المؤمنين، أو في الجميع، فلذلك كُنّي عنه بالغمام.
(ولعلّ) الأمر ليس كناية، وتفسيراً، وإنّما تتشقق السماء يوم القيامة، وينزل منها علي بن أبي طالب، ولا مانع فيه.
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلإِنْسانِ خَذُول)
الفرقان/ 27 ـ 29
عليٌّ هو السبيل إلى النبي بعده:
روى العلاّمة البحراني، عن محمد بن إبراهيم، النعمان، المعروف بابن زينب، في كتاب (الغيبة)، رواه عن طريق النصاب، (عن) محمد بن عبد الله المعمر الطبراني ـ وهو من موالي يزيد بن معاوية، ومن النصاب (بإسناده المذكور)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ـ في حديث طويل:
فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟
فقال: (صلى الله عليه وآله وسلّم)
هو الذي يقول الله فيه:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيل).
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): وصيي السبيل إلي من بعدي (علي بن أبي طالب) ... (18)
* * * * *
وروى هو أيضاً عن صاحب كتاب (الصراط المستقيم) ـ عن طريق العامة قال:
حدث الحسين بن كثير عن أبيه، قال: دخل محمد على أبيه (19) وهو يتلّوى:
فقال: ما حالك؟
قال: مظلمة (علي) بن أبي طالب فلو استحللته؟
فقال: لعلي في ذلك.
فقال: قل له: ايت المنبر وأخبر الناس بظلامتي.
فبلغه فقال: فما أراد أنْ يصلي على أبيك اثنان.
فقال محمد: كنتُ عند أبي أنا و (......) (20) فدعا بالويل ثلاثاً وقال:
هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يبشرني بالنار، ومعه الصحيفة التي تعاقدنا عليها.
فخرجوا دوني وقالوا: يهجر.
فقلت (لأبي): تهذي؟
قال: لا والله، لعن الله ابن صهاك (21)، فهو الذي أضلني عن الذكر بعد إذا جاءني).
فما زال يدعو بالثبور حتى غمضته (22).
(أقول): (الذكر) قوله (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ) يحتمل معنيين.
(أحدهما): علي بن أبي طالب ـ بحذف المضاف ـ أي: أضلني عن أهل الذكر، لما سبق من أنّ علياً هو المقصود بقوله تعالى: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل/ 43) وبغيرها أيضاً.
(ثانيهما): القرآن، لإطلاق الذكر عليه في قوله تعالى:
(وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ) (الأنبياء/ 50) وفي غيره أيضاً، ويكون المقصود (القرآن) الذي نزل بحق علي بن أبي طالب، ووجوب موالاته واتباعه.
(وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُور)
الفرقان/ 50
أخرجه الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: قرأت في التفسير العتيق بالسند المذكور عن أبي جعفر (الباقر) في قوله تعالى:
(فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُور).
قال: بولاية علي يوم أقامه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) (23).
(أقول): مَرّ مثل هذا النص في سورة الإسراء ـ آية89، لتكرار هذه الآية الجملة في القرآن بنصّها مرتين، وورودها في فضل علي ـ تأويلاً ـ فتكون آيتان في فضله (عليه السلام) لا آية واحدة.
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِير)
الفرقان/ 54
أخرج العلاّمة (الشافعي) السيد المؤمن الشبلنجي في نور الأبصار، عن محمد بن سيرين، في قوله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْر) أنّها نزلت في النبي ـ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ وعلي بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ هو ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وزوج فاطمة (رضي الله عنها) فكان نسباً وصهراً (24).
ونقله أيضاً علاّمة الهند بسمل في مناقبه (25)، وكذلك نقله الحافظ البلخي محمد بن يوسف (الشافعي) في مناقبه (26).
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِمام)
الفرقان/ 74
روى الحاكم الحافظ الحسكاني (الحنفي) عن فرات الكوفي في تفسيره (بإسناده المذكور) عن أبي سعيد (27) في قوله تعالى:
(هَبْ لن) الآية.
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قلت: يا جبرئيل من أزواجنا؟
قال: خديجة.
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): ومن ذرياتنا؟
قال: فاطمة.
و: قرة أعين؟
قال الحسن والحسين.
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): واجعلنا للمتقين إماماً؟ قال (جبرئيل): علي (28).
(أقول): يعني بالمتقين علي بن أبي طالب وإمامه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).
:: سورة الشعراء


(وفيها ست آيات)
1. (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) / 84.
2. (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ) / 94.
3. (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ) / 100 ـ 101.
4. (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ) / 214.
5. (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً) / 227.


(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ)
الشعراء/ 84
روى علاّمة الهند، عبيد الله بسمل في كتابه أرجح المطالب، عن الحافظ أبي بكر بن مردويه، في كتاب (المناقب): أنّه روي عن أبي عبد الله جعفر الصادق، بن محمد الباقر، في قوله تعالى:
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ).
قال: هو علي بن أبي طالب، عرضت ولايته على إبراهيم (عليه السلام).
فقال: اللّهم اجعله من ذريتي.
ففعل الله ذلك (29).
وأخرج نحواً منه علاّمة الأحناف، المير محمد صالح الترمذي الكشفي في مناقبه (30).
(فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ)
الشعراء/ 94
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عثمان، سعيد بن محمد الحيري، (بإسناده المذكور)، عن جابر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم):
(يا علي، لو أنّ أمتي صاموا حتى صاروا كالأوتاد، وصلوا حتى صاروا كالحنايا، ثم أبغضوك، لأكبَّهم الله على مناخرهم في النار) (31).
* * * * *
وروى هو أيضاً قال: أخبرونا عن القاضي أبي الحسين النصيبي (بإسناده المذكور) عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على علي بن أبي طالب فقال:
يا أبا عبد الله ألا أُنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة، وبالسيئة التي من جاء بها أكبّه الله في النار ولم يقبل له معها عملاً؟
قلت: بلى يا أمير المؤمنين.
قال: الحسنة حبُّنا، والسيئة بغضنا (32).
(فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).
الشعراء/ 100 ـ 101
غير الشيعة يقول ذلك.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أبو علي الخالدي كتابةً من هرات (بإسناده المذكور) عن علي قال: نزلت هذه الآية في شيعتنا (أي: تعريضاً من غير شيعتنا بشيعتنا):
(فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).
وذلك أن الله تعالى يفضلنا حتى أنا نشفع، ويتشفع بنا، فلمّا رأى ذلك من ليس منهم قالوا:
(فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) (33).
* * * * *
وروى هو أيضاً قال: أخبرنا أبو الحسن الأهوازي (بإسناده المذكور) عن جعفر، عن أبيه قال:
نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا: (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) وذلك: أنّ الله يفضلنا ويفضل شيعتنا بأنْ نشفع.
فإذا رأى ذلك من ليس منهم قال: فما لنا من شافعين (34).
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)
الشعراء/ 214
أخرج علاّمة العامة، محمد بن محمد الحسني في تفسيره المخطوط المسمّى (التبيان في معاني القرآن) ما يلي: عن علي بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ...
إلى أنْ قال علي: فأخذ برقبتي ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم، وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمرّه عليك (35).
* * * * *
وروى أبو داود السجستاني، في (صحيحه) بسنده عن حنش، قال: رأيت علياً يضحي بالكبشين، فقلت ما هذا؟
فقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أوصاني أن أُضحي عنه، فأنا أُضحي عنه (36).
(أقول): كان علي (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في كل شيء حتى في الأضحية عنه.
* * * * *
وقال الشيخ المفسّر الواحدي النيسابوري، أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد في تفسيره المخطوط:
(قوله: وانذر عشيرتك الأقربين (أي): رهطك الأدنين وهم: بنو هاشم، وبنو المطلب خاصةً) (37).
* * * * *
وأخرج نحواً من ذلك بتفاوت في الألفاظ، واتفاق في المعنى تقريباً، أبو جرير الطبري في تاريخه الكبير، تحت عنوان (أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) (38).
وهكذا في تفسيره الكبير (39).
وهكذا ابن عساكر في كتابه الكبير (تاريخ دمشق) عند ذكره لترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) (40).
وآخرون.. وآخرون...
(إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِير)
الشعراء/ 227
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسى بن إسحاق (بإسناه المذكور) عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
ما في القرآن آية: (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل، إلاّ وقد عاتبه الله، وما ذكر علياً إلاّ بخير (41).

:: سورة النمل


(وفيها عشر آيات)
1. (وَمَكَرُوا مَكْراً (إلى) وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) / 50 ـ 51
2. (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ (إلى) قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) / 60 ـ 64.
3. (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ) / 87.
4. (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا (إلى) مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) / 89 ـ 90.

(وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ)
النمل/ 50. 51.
روى العلاّمة الكبير السيد هاشم البحراني (قُدِّس سرُّه) عن كتاب (الصراط المستقيم) رواه من طريق العامة قال:
أُسند سليم إلى معاذ بن جبل أنّه عند وفاته دعا على نفسه بالويل والثبور.
(قال سليم): قلت (له): إنّك لتهذي؟
قال: فلِمَ ذلك؟
قال: لموالاتي فلاناً وفلاناً على أنْ أزوي خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن علي.
قال: قال العباس بن الحارث: لمّا تعاقدوا عليها (على الصحيفة التي ذكروا فيها تعاهدهم على غصب علي حقه، بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)، نزلت (قول تعالى): (الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) الآية.
قال: وقد ذكرها أبو إسحاق في كتابه، وابن حنبل في مسنده، والحافظ (يعني: أبا نعيم) في حليته، والزمخشري في فائقه، ونزل (قول الله تعالى فيهم):
(وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْر) الآيتان (42).
(أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)
النمل/ 60 ـ 64
روى العلاّمة البحراني (مرسلاً) عن أنس بن مالك (خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال:
لمّا نزلت الآيات الخمس في (طس):
(أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً)
الآيات إلى قوله تعالى: (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) انتفض علي انتفاض العصفور فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): ما لك يا علي؟
قال: عجبت يا رسول الله من كفرهم وحلم الله عنهم فمسحه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بيده ثم قال: (أبشر، فإنّه لا يبغضك مؤمن، ولا يحبُّك منافق، ولولا أنت لم يُعرف حزبُ الله) (43).
(أقول): الظاهر: أن هذا القول من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) في هذا المقام للتشبيه بين الكفار الذي ظهرت لهم آيات الله ولم يؤمنوا، وبين المنافقين الذين ظهرت لهم آيات فضل علي ولم يؤمنوا بها أو لم يظهروا تصديقها.
وبهذه المناسبة كان ذكر العلماء لهذه الآيات في مقام بيان فضل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، واتباعنا لهم في ذلك.
(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ)
النمل/ 87
روى أبو الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة، من طريق العامة بحذف الإسناد، عن ابن عباس ـ في حديث طويل ـ قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول:
(معاشر الناس، اعلموا أنّ لله تعالى باباً، من دخله، أمن من النار، ومن الفزع الأكبر).
فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم):
(هو علي بن أبي طالب، سيد الوصيين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول رب العالمين، وخليفة الله على الناس أجمعين) (44).
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
النمل/ 89 ـ 90
روى العلاّمة البحراني عن (العالم الشافعي) إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب فرائد السمطين (في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) (بإسناده المذكور) عن أبي عبد الله الجدلي، قال: دخلت على علي بن أبي طالب فقال: يا أبا عبد الله ألا أُنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنّة، والسيئة التي من جاء بها، أكبّه الله في النار ولم يقبل معها عملاً؟
قلت: بلى.
قال: الحسنة حبنا، والسيئة بغضنا.
(فله خير منها) أي من هذه الحسنة خير منها يوم القيامة، وهو الثواب والأمن.
قال ابن عباس: (فله خير منها) أي فمنها يصل إليه الخير.
وعن ابن عباس أيضاً (فله خير منها) يعني: الثواب؛ لأنّ الطاعة فعل العبد، والثواب فعل الله تعالى (45).
(أقول): وقد تواترت الأحاديث الشريفة القائلة بكلمة واحدة: إنّ بُغضَ علي سيئة تجرُّ إلى النار ولا تنفع ـ معه ـ أية حسنة.
وأخرج فقيه الحنفية، الحافظ سليمان القندوزي في ينابيعه أحاديث عديدة في تفسير الآيتين عن المفسّرين والمحدّثين بهذا المضمون وغيره.
وأخرج عالم الشافعية، السيد المؤمن الشبلنجي في (نور الأبصار) قال: حكي عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) أنّ سعيد بن جبير كان يعوده بعد أنْ كفَّ بصرهُ، فمرّ على صفة زمزم، فإذا بقوم من أهل الشام يسبُّون علياً (رضي الله عنه) فسمعهم عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما)، فقال لسعيد: رُدّني إليهم، فردّه فوقف عليهم وقال: أيُّكم السابُّ اللهَ عزّ وجلّ؟
فقالوا: سبحان الله ما فينا أحد يسب الله.
فقال: أيُّكم السابُّ لرسوله؟
فقالوا: ما فينا أحدٌ يسبُّ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).
فقال: أيُّكم السابُّ لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه)؟
فقالوا: أمّا هذا، فقد كان منّا.
فقال: أشهد على رسول الله بما سمعته أُذُناي ووعاه قلبي، سمعته يقول لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه):
(يا عليّ، من سبّك، فقد سبني، ومن سبني، فقد سبّ الله، ومن سبّ الله، أكبّه الله على منخريه في النار، وولى عنهم).
وقال: يا بني، ماذا رأيتهم صنعوا؟
قال: فقلت:
نظروا إليك بأعُينٍ مُحمّرةٍ * نَظَرَ التّيُوسِ إلى شِفَارِ الجازمِ
فقال: زدني، فداك أبوك فقلت:
خزر العيون نواكس أبصارهم * نظر الذليل إلى العزيز القاهر
فقال: زدني فداك أبي، فقلت ليس عندي مزيد، فقال عندي المزيد، وأنشد:
أحياؤهم عارٌ على أمواتهم * والميتون مسبةٌ للغابر


(1). شواهد التنزيل، ج1، ص42-43.
(2). شواهد التنزيل، ج1، ص42-43.
(3). شواهد التنزيل، ج1، ص42-43.
(4). ينابيع الموّدة، ص126.
هذا ما علمه ابن عباس ورواه في علي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، غير ما رواه غيره من الصحابة أمثال الحسن بن علي، والحسين بن علي ـ سبطي رسول الله ـ وسلمان، وأبي ذر وعمار، وغيرهم. وقد جمعنا نحن في هذا الكتاب زهاء سبعمائة آية وكلها منقولة عن مصادر العامّة، ولو أضفنا إليها ما بأيدينا مما ذكرها علماء الشيعة كان العدد أكثر وأكثر، هذا كله مع الغضّ عمّا لم يصلنا وضاع أو أحرق من آيات وردت في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام). المؤلف.


تحياتي

ابو زهراء الغزي
17-10-2009, 04:11 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
وبارك الله بك لهذا المجهود

ابن المرجعية
18-10-2009, 02:03 PM
http://www.gmrup.com/up/gallery_files/yth78827.gif (http://www.gmrup.com/up/)

http://www11.0zz0.com/2009/04/21/06/727794930.gif (http://www.0zz0.com/)
http://www.mjdislam.com/vb/images/smilies/q76.gif

عاشقة الابتسامه
18-10-2009, 08:34 PM
انرتما متصفحي

فااهلا بكما

علويه حسينيه
18-10-2009, 10:03 PM
http://j6j9.net/w3d/uploads/j6j9-65a0eb114f.gif (http://j6j9.net/w3d/)


http://www.sky-bramj.com/upload//uploads/images/1-4851242eb1.gif (http://www.sky-bramj.com/upload//uploads/images/1-4851242eb1.gif)

ابوجعفرالديواني
18-10-2009, 10:38 PM
وفقك الله اختي
جميل ماطرحتي