المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يعالج الإسلام مشكلة الطلاق


اسرارالدموع
28-10-2009, 10:19 PM
كيف يعالج الإسلام مشكلة الطلاق

http://arabic.rnw.nl/images/assets/12795969

يعتبر موضوع الطلاق من المواضيع الشائكة اجتماعياً، نظراً لما يترتب عليه مننتائج على مستوى الأطراف التي جمعها تحت سقف واحد ارتباط مقدس جميل.
ترى كيف يتحول هذا الارتباط إلى مشكلة عند طرف من أطرافه أو عند الاثنينمعاً؟
وكيف ينبغي أن ننظر نظرة موضوعية للطلاق، بالدراسة والتأمل وفهم السبب الكامنوراء تشريعه؟ حتى كيف يمكننا أن ندرك معنى الحديث الذي يعتبر أن الطلاق هو أبغضالحلال عند اللَّه؟
وهل بالإمكان تجنبه، إذا كانت هناك البدائل المتاحة للابقاءعلى الحياة المشتركة والرباط المقدس والشرعي بين الزوجين خصوصاً عندما يتواجد أطرافآخرون هم بأمسِّ الحاجة إلى الاستقرار والابتعاد عن تفكك عائلي له سلبياتهوانعكاساته؟
الزواج قبل الطلاق‏
قبل الخوض في موضوع الطلاقنُطِلُّ على الزواج، أي هذا الاقتران والارتباط بين شخصين، فاللَّه تعالى استخلفالإنسان في الأرض بقوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) (البقرة: 29).
وجعلاللَّه تعالى منه الزوجين الذكر والأنثى وأودع في كلٍّ منهما ما يجعله يميل للآخر،ليتم التزاوج ويكون من ثمراته التناسل ليبقى النوع الإنساني يعمر الأرض، فشرّعاللَّه تعالى الزواج ووضع له نظاماً مرتبطاً به وأولى له اهتماماً خاصاً، وقد بيَّناللَّه تعالى لكلٍّ من الزوجين ما له من حقوق وما عليه من واجبات.
ورسم درب الاصلاح بينهما وبيّن الطريقة التي ينتهي بها العقد إذا ما عجز الاصلاحعن تصحيحه، والآيات التي تتحدث عن الزواج وأهميته على الصعيد النفسي والجسديوالاجتماعي كبيرة منها: «واللَّه جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكمبنين وحفدة» (النمل: 72).
وفي آية أخرى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعلبينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» (الروم: 21).
وقد جاء عن الرسول (ص): «ما بني بناء في الإسلام أحبّ إلى اللَّه من التزويج»،إذن الزواج رباط وثيق، ربط اللَّه سبحانه وتعالى به بين رجلٍ وامرأة وأصبح كلٌّمنهما يسمَّي نفسه زوجاً بعد أن كان فرداً، ويحمل الواحد منهما آلام وآمال وأفراحالآخر، فتنشأ المودة والرحمة، ولا تنمو هذه الصفات إلاَّ بقيام كلِّ واحدٍ منالزوجين بحقوق الآخر بما يتلاءم مع هذا الأمان والاطمئنان والمودة والمحبة، وإذافقدت هذه المعاني لسبب من الأسباب، وطرحت وسائل الاصلاح والتذكير بمعاني الزواجالتي أرادها اللَّه تعالى للزوجين واستنفدت السبل، فهنا الآيات القرآنية واضحة: «وعاشروهن بالمعروف».
فإذا لم يعد للمعروف مكان لا بد من ايجاد طريقة ما تجعل كلاًّ من الزوجين يعيشحياة هادئة بلا اضطراب أو مشاكل.
وفي آية أخرى نجد: «الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح بإحسان» (البقرة: 229)،فالهدف هو هذا المعروف القائم بين الطرفين الذين ارتضيا أن يرتبطا برباط الزواج تحتسقف من المودة والمعروف.
الإسلام دين يسرٍ لا دين عسر وقد أتى بكلِّ تشريعاته ليواكب الناس ويصلح حالهموينقلهم من الظلمات إلى النور ويسعدهم في الدنيا قبل الآخرة، لذا شرَّع اللَّهتعالى الطلاق ليكون حلاً لا مشكلة، ولكن المشكلة عند الناس أنَّهم يجعلونه مشكلة،وذلك من خلال التصرف والسلوك واستغلال هذا الحكم، دون اللجوء إلى حلول أكثر فاعليةوأقل سلبيات ومشاكل وانعكاسات.
ما هو الطلاق:
الطلاق: هو حل الرابطة الزوجية بلفظ يصدر عادة عن الزوج، وعن الزوجة إذا فوِّضإليها ذلك وشاءت هي.
أسبابه ومبرراته تعود إلى حالات يستحيل فيها العلاج إلاَّ بالطلاقوالانفصال.
إطلالة على بعض الأحاديث في كراهة الطلاق:
جاء عن الرسول (ص): «ما أحلَّ اللَّه شيئاً أبغض إليه من الطلاق».
وجاء عنالإمام الصادق (ع): «ما من شي‏ء أبغض إلى اللَّه عزّ وجلّ من بيتٍ يخرب في الإسلامبالفرقة».
وعن الإمام الباقر (ع): «إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ يبغض كلَّ مطلاقذوَّاق».
فلا بُدَّ إذن من استنفاذ كلَّ الوسائل قبل الوصول إلى أبغض الحلال، فالأصل هوالمحافظة على الحياة الزوجية باعتماد الوسائل التي تساعد على بقائها.
وقد ورد حديث عن النبي (ص) عن الطلاق قال فيه: «أبغض الحلال عند اللَّه الطلاق» وهنا قد تثار أسئلة عديدة من حيث كون الطلاق حلالاً ومبغوضاً في ذات الوقتوالجواب:
إن عقد الزواج يختلف عن سائر العقود الأخرى كالبيع والاجارة والرهنوغيرها، لأنّ سائر العقود الأخرى عبارة عن علاقات اعتبارية اجتماعية لا دخل للغريزةوالطبيعة التكوينية فيها، ولم تضع الطبيعة قوانين خاصة لها، خلافاً لعقد الزواجالذي يقوم على أساس إرادة طبيعية من الطرفين وله نظام خاص لا بدَّ من إقامته.
والإسلام عندما يجد أنَّ الأساس الطبيعي للزواج قد تلاشى فلا يمكنه أن يعدالزواج أمراً باقياً وحياً، وهنا تتضح الآية أكثر «فامساك بمعروف أو تسريحبإحسان».
عوائق الطلاق ‏وضع الإسلام عوائق للطلاق تفضي أحياناً إلى تأخيره أوعدم الاقدام عليه منها مثلاً:
1 وجود شاهدين عدلين.
2 اعتبار العادة الشهرية مانع في وقوع الطلاق بالرغم من أنها ليست كذلك فياجراء عقد الزواج.
3 وجود مهر المرأة، ونفقة العدة، تجعل الزوج يتأنَّى في ايقاع الطلاق.
4 وجود العدة في الطلاق الرجعي والطلاق حال الحمل حيث يمكن معه للزوج أن يعيدزوجته أثناء مدة العدة.
5 أقرَّ الإسلام المحكمة العائلية التي تساهم في حلِّ بعض المشاكل «وإن خفتمشقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا اصلاحاً يوفق اللَّهبينهما إن اللَّه كان عليماً خبيراً» (النساء: 35).
ولكن للأسف هناك من أهمل هذه الوصية، فالإسلام يسعى للحفاظ على الارتباط الزوجيوالأسرة التي تكونت منه ونشأت تحت ظلاله باستثناء الحالات التي يصبح الزواج فيهامشكلة للطرفين معاً بحيث لا تقام حدود اللَّه، ولا يلتزم بالقوانين الشرعيةالأخلاقية للزواج ما ينعكس على الأسرة كلها.
فلعل هذه المحكمة العائلية لو لعبت دورها كما يجب وكما أراده اللَّه تعالىلأصلحت الكثير من الأمور بين الزوجين ولكن للأسف هناك من يلعب الدور النقيض منالأهل والعائلة ويساهمون في توسيع الهوة والمشكلة.
الطلاق مصلحة أم مفسدة؟
فالعلاقة الزوجية ليستقهرية بل هي قائمة على المودة والمعروف، وألاَّ تتحول إلى حياة جامدة غير مريحةللشريكين وهنا شرَّع اللَّه انهاءها بإحسان «أو تسريح بإحسان» كما ورد في الآية 29من سورة البقرة المباركة.
ذكرنا أنَّ الإسلام دين واقعي يريد للإنسان أن يعيش حياته الدنيوية براحة وسعادةوإيمان ويزرع للآخرة دار المقر والمستقر، وقد فسح المجال للإنسان ليتابع حياتههادئة مستقرة شرط مراعاة الظروف الشرعية والإنسانية في اتخاذه القرارات على كافةالمستويات والتأني في معالجة مشاكله لكي لا يقع في مشكلة أكبر من التي يعاني منها،ومن هذه الواقعية الإسلامية تشريع الطلاق حتى مع اعتباره أبغض الحلال.
ولكن عدم تشريعه، ووضع السدود التي لا يمكن اجتيازها عند الشريكين حتى لو تفاقمتالمشاكل وهجر الزوجان بعضهما، فإن ذلك يعتبر مشكلة أكبر من تشريع الطلاق ووقوعه،فهناك بعض المفاهيم التي وردت ووضعت تحت عنوان ديني. كالاقتران مدى الحياة حتى لورفض الزوجان بعد مدة من العشرة والحياة بينهما هذا الاقتران والارتباط، ولذا نجدأنَّ بعض الأفراد يلجأون لدين آخر أو طائفة أخرى ولو ظاهرياً لكي يحصلوا على الطلاقأو الانفصال عن الشريك غير المرغوب فيه، وهذا ما نشاهده ونسمع عنه كثيراً في العديدمن الأوساط، وقد يحصل العديد من الانحرافات من قبل الشريكين الزوجين أو أحدهماهروباً من الزواج الذي لا يريده أو فرض عليه مدى الحياة. فهذه الديمومة أي عدمقابلية الزواج للانحلال قد تجعل في بعض الحالات هذا الزواج يؤدي إلى مفاسد عديدةنفسية واجتماعية بحيث ينحل تلقائياً حتى لو لم يقع الطلاق حقاً على المستوىالنظري.
بينما في الإسلام، الغاية المرجوة من الزواج هي الديمومة القائمة على المودةوالمعروف والرحمة والاستقرار وبناء أسرة سعيدة، وفي حال فقدت هذه الأمور، شرّعالإسلام الانفصال لمصلحة الشريكين شرط التأكد من صحة الظروف المتوجبة للطلاقواستنفاذ كل الوسائل. وكم من حالات قد توجب الطلاق شرعاً مثل، العقم عند بعضالأزواج، فنجد هؤلاء قد عاشوا المودة والمعروف فاستطاعوا تجاوز رغبتهم بالبنين أوالبنات من أجل هذه العشرة والحياة الزوجية السعيدة بينهما، وكم من أزواج أو زوجاتيصبرون على أذى الطرف الآخر، احتساباً لوجه اللَّه تعالى، للأجر أو محبة للطرفالشريك حتى مع بعض السلوكيات الصعبة أو التي توجب الانفصال وتريح هذا الطرف أو ذاك. وكم من أزواج أو زوجات يفضلون الحفاظ على الأولاد، لكي ينعموا بحياة مستقرة بينالأبوين حتى لو كان ذلك على حسابهم الشخصي وعلى حساب راحتهم ومستقبلهم الأكثرهدوءاً وسعادة لو حصل الطلاق، وهناك قاعدة لو اتبعناها لألفينا الكثير من الزيجاتوالبيوت والعائلات، في أحسن حال وأهدأ بال وأكثر سعادة وهناء، إنها المستقاة منالآية المباركة: «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» (البقرة: 229).
عندما تعيش الأسرة الإسلامية الأمان ينعكس ذلك على أداء أفرادها في مجتمع يحتاج إلى الذين يعيشون في ظروف داخلية آمنة وسعيدة لكي يتفرغوا لتحديات اجتماعية أكبر .

محب ال البيت ع
30-10-2009, 12:54 AM
اسباب الطلاق كثيره وقاعده تزيد كل يوم نتيجة زواج غير متكافئ
اشكرك اختي ع الموضوع الحساس
تحياتي العـــــــــــايدي محب ال البيت ع سبقا