المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة و مشروعية العمل السياسي


حسين العوادي
04-11-2009, 09:01 PM
:55555":
المرأة ومشروعية العمل السياسي
نظرة الجاهلية للمرأة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شهدت العصور الأولى المتقدمة على الإسلام ظلما ملحوظا بحق المرأة من تهميش تام لدورها ان لم يكن تهميشا لها حيث وصل بهم الحال ان الرجل إذا اخبر بأن زوجته أنجبت
له بنت اعتبر هذا عارا عليه فيقوم بدفنها حيتا
والأمر العجيب ان اليونانيين القدامى كانوا يسمون المرأة( رجسا من عمل الشيطان),وكانت ترى الروم وبعض اليونانيون ( ان المرأة ليس لها نفس مع كون الرجل ذا نفس مجردة إنسانية), وقد قرر مجمع فرنسا سنة 586م وبعد البحث الكثير في أمرها وتوصلوا الى نتيجة( بأنها إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل)؛؛؛
وأما الحضارة الأوربية المعاصرة التي أنذهل الكثير بتطورها التكنولوجي وعلى وجه التحديد انكلترا فأنها قبل مائة عام تقريبا كانت لا تعد المرأة جزء من المجتمع الإنساني
ولم يكن ذلك غريبا بالنسبة الى مجتمعنا الإسلامي الواعي لان التوراة المحرفة كانت تنص على اقسى من ذلك ففي سفر الجامعة( درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث لأطلب حكمة وعقلا, لأعرف الشر أنه جهالة , و الحماقة أنها جنون ’ فوجدتُ أمر من الموت المرأة التي هيشباك ’وقلبها إشراك، ويداها قيود،...إلى ان قال رجلا واحد بين ألف وجدت، أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد)) هذه هي توراتهم وهذه هي سنتهم فلينبهر بهم من شاء ....
ومن يقرأ مثل هكذا أفكار كيف يستطيع بعد ان يسأل عن الدور السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي الذي لعبته المرأة إبان تلك الحقبة المظلمة من التاريخ الأسود الذي عاشته وهي
مقيدة بكل القيود ، وقد نسى أولئك الجهلة بأن التصفيق بيد واحدة أمر مستحيل .....
نظرة الإسلام للمرأة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اما الإسلام عند مجيئه فقد عنى بالمرأة عناية خاصة وكرم دورها في جميع ميادين الحياة التربوية والاجتماعية عامة،حتى جاء التكريم الأكبر في قوله تعالى(المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)وفي هذا تكريم بل تعظيم للمرأة اذ انها مقرونة بالرجل من حيث الولاية، وكما ان للرجل ولاية كذلك للمرأة، سواء كانت الولاية عامة او خاصة، وهذا تصريح الهي واضح كوضوح الشمس بمشروعية العمل السياسي للمرأة......
وبعدها جاء التأكيد الأخر من قبل رسول الإنسانية محمد:sw: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) وهذا الحديث دائما نقرأ أو يطرق مسامعنا ولكن دون تمعن ، فقوله( كلكم راع ) من المعلوم ان المخاطب بها كل بني البشر من كلا الجنسين (يعني الرجال والنساء) عامة وليست خاصة بصنف دون غيره، ومنها نفهم أيضا أن المرأة كيان مستقل ذات سيادة كاملة كالرجل( لا كما يقول الجاهلية واليونانيون بأنها مخلوقة لخدمة الرجل) ولها حق ممارسة العمل السياسي والاجتماعي وغيرها من متطلبات الحياة الإنسانية ،وما يثبت للرجل بالولاية يثبت لها أيضا .....
ويكفي للمرأة أن تفتخر بأن أول من أسس المعارضة السياسية هي السيدة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) وذلك بعد وفاة الرسول الأكرم محمد :sw: وسلب حق الإمام علي:as: من الخلافة الظاهرية ،، فخرجت ( عليها السلام) منتفضتا بوجه السلطة الجائرة آنذاك وألقت خطبتها الشهيرة أمام جمع غفير من الصحابة ونسائهم وذكرتهم بسوء معيشتهم وذلهم أبان الجاهلية الأولى حتى من الله عليهم برسوله ليخرجهم من ذل العبودية للبشر إلى عز الطاعة الإلهية وحرية العيش، إلا أنهم خانوا الله ورسوله بسلبهم خلافة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب :as:وكان لخروجها (سلام الله عليها) الأثر الكبير في التاريخ الإسلامي إذ أعلنت عن الدور الجديد الذي ينبغي للمرأة أن تلعبه ألا وهو الدور السياسي أو دور المعارضة السياسية،
وهذا أيضا دليل واضح على مشروعية العمل السياسي للمرأة
وأما الدور السياسي الأخر للمرأة نجده في واقعة كربلاء وما جرى بعدها اذ نرى مساندة السيدة زينب ( عليها السلام) لأخيها الحسين :as: طوال فترة السفر ومن هذا نلاحظ مشروعية وقفة المرأة مع الرجل سياسيا وعسكريا ....
حيث لعبت السيدة زينب ( عليها السلام ) دورا سياسيا بارزا بإلقائها خطبا شهيرة منها في قصر ابن زياد(لعنه الله) والأخرى في قصر يزيد (لعنه الله) بينت من خلالها سياستهم القمعية الفاشلة وأعلنت عن فضيحتهم أمام الناس،،، ومن هنا أيضا نستوحي دورا جديدا للمرأة إضافتا إلى دورها السياسي الدور الإعلامي السياسي الذي لعبته السيدة زينب (عليها السلام)
بقي هناك سؤال لابد للمرأة من طرحه وهو ( لماذا تحجب المرأة دون الرجل من العمل السياسي أو ارتقاء مناصب عالية؟والله سبحانه يقول ( خلقناكم من نفس واحدة )؟؟؟؟
وأخيرا كفى بالمرأة فخرا أن لها من الزهراء (عليها السلام) مشروعية في ممارسة العمل السياسي ،،، وبعد ذلك نلفت النظر إلى إن المرأة يستحب لها أن تصلي بالذهب ، بل هو أفضل لها وأكثر أجرا وان صلاة الرجل بالذهب باطلة؛؛؛؛
ولكن أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

حسين العوادي