المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلح الإمام الحسن عليه السلام


محـب الحسين
24-12-2009, 11:05 AM
بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام

أهم سؤال يطرح في حياة الإمام الثاني الإمام الحسن عليه السلام هو صلحه مع معاوية بن أبي سفيان، فما هي فلسفة هذا الصلح بين إمام معصوم وطاغية جائر ؟

الجواب على هذا السؤال يتطلَّب يبتني على مقدمات :

الأولى: إنَّ الصلح ليس أمراً سيِّئاً دائماً ولا الحرب هو حسنٌ دائماً، كيف ورسول الله صلى الله عليه وآله قد صالح المشركين؟!

الثاني: لا شك أن الإمام الحسن عليه السلام لم يكن خائفاً بل هو الذي كان يقود الجيش كما أنَّ قتاله مع معاوية في صفين رغم صغر سنِّه أدلّ دليل على شجاعته.

الثالث: العارف لحقيقة الإمامة لا مجال له أن يطرح مثل هذه التساؤلات أصلاً بل كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم "هما إمامان إن قاما وإن قعدا" فما فعله الإمام المعصوم هو عين الحق والصواب فهو الحجَّة على العباد.

ولكن : مع ذلك نشير إلى جانب من حكمة هذا الصلح المبارك فنقول:

إنَّ مقرَّ الإمام الحسن عليه السلام كان في الكوفة ومعاوية في الشام، فمعاوية أرسل جيشاً عظيماً لمحاربة الإمام عليه السلام، والإمام أيضاً واجهه بجيش عظيم يقول أبو الفرج الإصفهاني بهذا الشأن:

"وكان أول شيء أحدثه الحسن عليه السلام أنه زاد المقاتلة مائة مائة، وكان علي عليه السلام فعل ذلك يوم الجمل، وفعله الحسن حال الاستخلاف، فتبعه الخلفاء بعد ذلك".

الموقف الشجاع:

لاحظْ كتاب الإمام عليه السلام يخاطب فيه معاوية قال :

"من الحسن بن علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد:

فإن الله جل جلاله بعث محمداً رحمة للعالمين ومنةً للمؤمنين... إلى أن قال: فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يامعاوية على أمر لست من أهله لابفضل في الدين معروف، ولا أثر في الإسلام محمود، وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن أعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله ولكتابه.... إلى أن قال:

فدع التمادي في الباطل وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنك تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله وعند كل أواب حفيظ، ومن له قلب منيب، واتق الله ودع البغي، واحقن دماء المسلمين.. إلى أن قال: وإن أبيت إلا التمادي في غيّك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين".

وعندما أعلن الجهاد خطب عليه السلام في الناس وقال:

"أما بعد فإن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً، ثم قال لأهل الجهاد: إصبروا إن الله مع الصابرين، إنه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحركَ، لذلك أخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم في النخيلة حتى ننظر وتنظرون ونرى وترون.

قال مؤرخوا الحادثة:

وسكت الناس فلم يتكلم أحد منهم ولا أجابه بحرف."

المكر والحيلة:

ولكن قادة لجيشه عليه السلام ، اشتروا بأموال معاوية :

أحدهما: بمليون درهماً ، خمسائة ألف نقداً والباقي نسيةً، فالتحق بمعاوية مع أربعة ألأف جندياً.

والثاني: ظن الإنهزام فخرج عن ساحة القتال مع عدد كبير ممن معه وكان هتافه "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، ففرح معاوية من ذلك.

وأمّا الإمام عليه السلام فقد حرَّض أصحابه إلى الحرب وكان معه عدد من الجنود. فانزعج معاوية من ذلك لأنَّه كان يعرف قوَّة الإمام الحسن ويخاف منه .

الإشاعات:

استغلَّ معاوية هذه الفرصة وقال لعدد من أصحابه تغلغلوا في جيش الإمام ثمَّ اخرجوا منه وقولوا أننا إلتقينا بالإمام وهو قد وافق على الصلح .

وبالفعل هؤلاء قد أشاعوا بين الناس أنَّ الفئتين من المسلمين قد تصالحا -رغم أنَّه لم يتحقق شيء أصلاً- وهذا ما أثّر في عدد كبير من جنود الإمام عليه السلام حيث انعزلوا عنه، فاستغلَّ معاوية هذه الفرصة فأرسل رجلاً فضرب رِجلَ الإمام عليه السلام بسيفة فأجرحها، ورغم ذلك لم يزل الإمام مستمراً في حركته نحو جبهة القتال، وهذا ما أجبر معاوية للتشبث بكلِّ حشيش.

الصلح:

فإذا بورقة بيضاء مكتوب فيها: أنا معاوية أصالح الحسن بن علي ضمن الشروط وهي: (ولم يكتب أيَّ شرط وإنَّما طلب من الإمام أن يكتب ما أراد) وختم معاوية على تلك الورقة.

هنا لابد له عليه السلام أن يقبل الصلح، بحيث لو لم يكن يقبله لقتل بنو هاشم جميعاً، مضافاً إلى أنَّ التاريخ يسجَّل في صالح معاوية لأنَّه هو الذي التجأ إلى الصلح وأراد وقف إطلاق النار.

إختلاف الموقفين:

وهذا يختلف عن الإمام الحسين عليه السلام تماماً حيث طلب منه إمّا البيعة أو الشهادة، فالذي اقترح وقف إطلاق النار هو الإمام الحسين حيث قال:" لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرُّ فرار العبيد" وسياسة الإمام الحسن عليه السلام هنا هي سياسة تعجيزيَّة حيث قيَّد في بنود الصلح أموراً يعجز معاوية عن تنفيذها، وبالنتيجة تمكَّن من أن ينتصر عليه .

أمراض المجتمع:

والأمراض التي كان يعاني منها المجتمع آن ذاك كانت لها دور في أمر الصلح، وأهم تلك الأمراض هي:

1-عدم المعرفة(الجهل).

2-عدم الإرادة(الخوف).

فلم يكن المجتمع يعرف حقيقة معاوية بن أبي سفيان ومدى عداءه للإسلام، فكان ينبغي للإمام عليه السلام أن يركِّز في أذهان المسلمين مدى شيطنة معاوية وبعده عن واقع الدين الإسلامي وعدم التزامه بالأمانة والعهد رغم تظاهره ونفاقه.

وأمّا:

في عصر الإمام الحسين عليه السلام كان المجتمع يعرف يزيد بن معاوية حق المعرفة والمشكلة التي كانوا يعانونها هي الخوف ، كما تدلُّ على ذلك شواهد كثيرة في التأريخ، فهذا الفرزدق يقول للإمام الحسين عليه السلام وهو في الطريق: "قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أميّة."

"فكل مرض يحتاج إلى دواء خاص به ، فدواء الأوَّل هو الثورة الثقافية وتوعية الأمّة ودواء الثاني هو الثورة العسكرية ونموّ روحية الشجاعة والجرئة بين الناس" ومن الواضح أنَّ الثورة الثقافية مقدَّمة على الثورة العسكرية دائماً.

بنود الصلح:

وأمّا بنود الصلح فهي كالتالي:

1- تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبسيرة الخلفاء الصالحين.

2- أن يكون الأمر من بعده للإمام الحسن عليه السلام، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين عليه السلام، وليس لمعاوية أن يعهد بعده لأحد.

3- أن يترك سبّ أمير المؤمنين عليه السلام والقنوت عليه بالصلاة، وأن لايذكره إلا بخير.

4- إستثناء ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة آلاف ألف درهم فلا يشمله تسليم الأمر، وعلى معاوية أن يحمل كل عام الى الإمام الحسين عليه السلام ألفي ألف درهم، وأن يفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس، وأن يفرّق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل وأولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم.

5- على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية مايكون من هفواتهم، وأن لايتبع أحداً بما مضى، وأن لا يأخذ أهل العراق بأحنة وعلى أمان أصحاب علي عليه السلام حيث كانوا، وأن لا ينال أحداً من شيعة علي عليه السلام بمكروه ...الخ."

فكلّ ذلك خلاف ما كان يريده معاوية، فتحيَّر معاوية في الأمر ونقض العهد وصعد المنبر وقال:

"لا أريد منكم الصلاة فسواء عليَّ أصليتم أم لم تصلُّوا، إنَّما أريد أن أتحكَّم عليكم، ثمَّ مزق قرار الصلح".

فضيحة معاوية:

هنا اتَّضح أمر معاوية لعامَّة المسلمين الذين كانوا يعتقدون بأنَّه بالفعل خليفة رسول الله ، هؤلاء الذين اشتبه عليهم الأمر فكانوا يظنون بمعاوية خيراً فإذا بكاتب الوحي!! وخال المسلمين !! ومحب الدين!! قد كفر بربِّ العالمين!!
هذا:

وكان هناك عدوّا مشتركاً في حدود الدولة الإسلاميّة يترصَّدالمسلمين ويريد استغلال الفرصة كي يهجم على بلاد الإسلام.

ابن الطلقاء:

وهناك أمرٌ مهم يخص شخصيَّة معاوية، حيث كان يتَّسم بسمة "ابن الطلقاء" لأنَّ أبا سفيان كان طليق الرسول وهذه وسمة عار عليه، فأراد أن يغطِّي على نفسه ويقلل من العار والفضيحة فكان بصدد القبض على الإمام الحسن عليه السلام أسيراً فيطلق سراحه ليقابل فخاب ظنُّه بهذا الصلح.

ابن المرجعية
24-12-2009, 11:50 AM
همساتكم هاهنا كانت اكثر من رائعه
وجدت بها رقه عاشقين ...واحساس لا يشبه اي احساس
رائعه واكثر سلمت اناملكم المبدعه
التي نثرت رقه وجمال من الحروف
مودتي^_^

كوثر المحبة
24-12-2009, 11:54 AM
http://photos.azyya.com/store/up2/081114221955RCbA.gif (http://photos.azyya.com/store/up2/081114221955RCbA.gif)